بيروت: حزب الكتائب اللبنانية أو الحزب الديمقراطي الاجتماعي اللبناني بات حزباً معارضاً شرساً على الطبقة الحاكمة، وعلى ما يحصل في مغارة علي بابا، قرر الحزب أن يقلب الطاولة ويجتهد لايصال فكرة الحرية والسيادة والاستقلال أكثر وأكثر، ولكن هل سينجح؟ وما هي خطط حزب الكتائب المعارض على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي في الانتخابات النيابية المقبلة ويخص النائب المستقيل ورئيس حزب الديمقراطي الاجتماعي اللبناني (حزب الكتائب اللبناني) سامي الجميل مجلة «المجلة»بحديث خاص.
* من برأيك المسؤول عن حريق مكتب الكتائب في طرابلس؟ وهل هناك من يحاول إشعال الفتنة بين الكتائب وأهل طرابلس بالخصوص؟
- لا أعلم من هو، لكنه «سخيف»، توجد ثقة متبادلة وعلاقات متبادلة بين الكتائب وأهل طرابلس، كما نشعر بالراحة لتواجدنا في طرابلس وممارسة أعمالنا هناك، لا أعلم. والذي يفكر بإشعال هذه الفتنة هو سخيف جدا ولا يعلم شيئا عن تواجدنا هناك، لو يعلم أن الذي فعله ما زادنا إلا عزيمة وقناعة، نحن نؤمن أن مشروع الكتائب اليوم هو مشروع لجميع اللبنانيين، ونريد العمل على جميع المناطق اللبنانية الذين يملكون ذات الفكر، بمعزل عن الطائفة وتاريخهم الذي مضى، نحن نعتبر أنه لا يوجد مشروع ناجح في لبنان خصوصا إذا كان فئويا، المشروع الناجح يجب أن يأخذ يعين الاعتبار أن يكون مقبولا من جميع اللبنانيين وجميع المناطق والطوائف، وإلا سيكون دائما على حساب أحد ما، فالمشاريع السياسية في لبنان هي مصلحة فريق ضد مصلحة فريق آخر، نحن نحاول لو لمرة أن نقدم مشروعا ورؤية لجميع اللبنانيين ليستطيعوا مواكبة مشروعنا، ولكن يوجد أشخاص لا يريدون أن يجتمع اللبنانيون، ولكن كلما تقرب اللبنانيون من بعضهم تكون هناك ردة فعل، والنظام السوري لديه تجربة في هذا الموضوع فهو يكره أن يرى الشعب مجتمعا مع بعضه، تماماَ مثل مشهدية 14 آذار، و17 تشرين، هو يكره هذه المشهدية، ويكره أن يرى المجتمع اللبناني يحاول بناء دولته، فهم يحبون أن يبقى لبنان والشعب مقسما ومتوترا وبمواجهة دائمة بين بعضهم البعض، ليستطيعوا أن يتحكموا في البلد، ولكن كلما كان اللبنانيون مجتمعين أصبح تحديا بالنسبة لهم، وكل من لديه مشروع ذاتي لا يحب أن يرى هذا التجمع، مثل حزب الله، فهو فئوي ويهمه أن يبقى اللبنانيون مقسمين، والنظام السوري الذي يلعب على التناقضات بين اللبنانيين، يهمه انقسامهم، ولكن عندما يجتمع اللبنانيون لن يستطيعوا أن يؤثروا أو يستولوا على البلد كما يحاولون اليوم.
* بعد انفجار المرفأ وتقديم استقالتك وتغيير اسم الحزب، وتقربك من الناس وخصوصاً في طرابلس، هل تحاول أن تكون زعيما شعبويا لكسب الجماهير ولشد العصب وتعاطف الناس معك في الانتخابات النيابية المقبلة؟
- أريد أن أوضح بعض النقاط، أولاً نحن لم نغير اسم الحزب بل طورناه، حزب الكتائب معروف بـ«الحزب الديمقراطي الاجتماعي»، ولكن للأسف تعريف الحزب الديمقراطي الاجتماعي لم يكن بارزاً، وما فعلناه هو إبرازه وترجمته للغة الإنجليزية والفرنسية، لأننا اليوم ننتشر خارجاً بكثرة، وعندما نريد تقديم أنفسنا في الخارج يهمنا أن نقدم أنفسنا انطلاقا من هذه التسمية، ليفهمها من في الخارج، يهمنا أن نعرفهم عن الحزب بطريقة يفهمها الغرب حين نقول الحزب الديمقراطي الاجتماعي، فنحن لم نغير اسم حزب فقط، حدثنا اسم الحزب كما نحدثه على جميع المستويات.
أما فيما يتعلق بكسب الجماهير فيجب أن ننتبه لكلمة «شعبوي»فهناك فرق كبير بينها وبين كلمة «شعبي»،فأنا أعتبر أن الإنسان من الضروري أي يكون قريبا من الناس، أن يكون شعبيا، أما «شعبوي»فهو «يضحك على الناس»،لذلك لا أحب استخدام كلمة «شعبوي»لأنها سلبية.
نحن لم نتقرب من الناس لاكتساب شعبية، لأننا عندما اتخذنا هذا القرار دفعنا من ثمن شعبيتنا، لما وقفنا ضد التسوية الرئاسية، هذا لم يكن خيارا شعبيا، وعندما قررنا مواجهة المنظومة لم يكن هذا خيارا شعبيا، دفعنا ثمنه في الانتخابات النيابية الأخيرة عام 2018، لأن الناس في وقتها صدقت أن هذه المجموعة سوف تنقذ البلد، ووقفنا ضدهم في هذه اللحظة دفعنا الثمن غاليا، لكن بعد ما حدث اليوم، من انهيارات اكتشف الناس أننا كنا على حق، لأننا في آخر فترة كنا ننبه الناس أننا وصلنا لمرحلة الإفلاس و«الليرة»ليست مستقرة
واتهموني وقتها بالشعبوية والتخريب... إلخ. ولكن في النهاية تبين أننا كنا على حق في كل كلمة ذكرناها.
الناس رأت اليوم أن خياراتنا كانت صحيحة ودقيقة، نحن مقتنعون أن البلد بحاجة إلى نقلة نوعية، أي حزب اليوم يجب أن يقوم بنقلة نوعية، لا يمكننا أن نعيش في الماضي، يجب إخراج المستقبل، ويجب تطوير أحزابنا وفكرنا السياسي كي يتأقلم مع المستقبل، نحافظ على نفس المبادئ أي «السيادة، الاستقلال، حياد لبنان، دولة ديمقراطية... إلخ».هذه مبادئ وثوابت لا نتخطاها، لكن بطريقة عملنا، ومقاربتها للبلد يجب تطوير الخطاب السياسي، بالانفتاح ومواكبة تطور المجتمع، هذا ما نحاول فعله، نعتبر اليوم أنه بعد كل التجارب التي مرّت، لبنان اليوم بحاجة إلى أناس تجمعهم لا أن تفرق بينهم، وبحاجة إلى مجموعات لديها كفاءة، ورؤية واضحة لمستقبل لبنان، لقد رأينا إلى أين أوصلتنا التفرقة، جميع اللبنانيين دخلوا في مشاكل، أنا أنتمي إلى الجيل الجديد اليوم في لبنان وأرى أنني قريب إلى الناس التي تنتظر لترى بلدا مختلفا عما نحن عليه اليوم، والذي عشناه في صغرنا أيضاً، نريد أن نراه أجمل، وأن يحب الناس بعضهم بعضا، وأت يصل المواطن إلى حقوقه، بمعزل عن جميع التنوع الطائفي، لا نريد إلغاءه، يجب أن نحافظ عليه، هذا النوع يجب أن يكون غنيا وليس كابوسا علينا، هناك عدة دول حافظت على هذا التنوع وفي نفس الوقت تطورت، وأنشأت حضارة أيضاً.
* في ظل الانهيارات التي نشهدها اليوم، هل سيعود لبنان كما كان؟
- يجب أن نبدأ من مكان ما، بالطبع الوضع صعب جدا، ولكن كلما بكرنا في الوقت كان الوقت أقصر، أما الآن إذا أخدت وقتا أطول وأصبح البلد تحت الأرض، سنحتاج إلى وقت طويل لإرجاع البلد، في الأصل بلادنا حاليا تريد الكثير من الوقت.. نتكلم عن سنين عديدة إذا بدأنا من اليوم.. يقول المثل «إذا وقع شخص في حفرة فإن أول شيء يجب أن يفعله هو التوقف عن الحفر»،ونحن بالطبع في هذه الحفرة، فعلينا التوقف عن الحفر، ونرى كيف علينا أن نخرج منها، لا أن نغرق أكثر. للأسف نحن اليوم مستمرون في الحفر.
* برأيك اليوم بعد ثورة 17 تشرين وانفجار المرفأ هل ستتغير المعايير في الانتخابات النيانية؟ خصوصاً مع حزب الكتائب؟
- حتماً ستتغير... ولدي قناعة أن الناس ستحاسب، ليس من المعقول أن نصل إلى هنا ولا يحاسب أحد!، أتفهم أن القضاء مسيس ولا نستطيع محاسبة أحد في القضاء، ولكن الناس ستحاسب في صناديق الاقتراع. لذلك أرى أنه ستكون هناك محاسبة في الانتخابات النيابية والتي ستكون بداية للتغيير.
* هل سنشهد في الانتخابات النيابية المقبلة مقاعد ووجوها جديدة بعيدة عن الأحزاب؟
- لا يجب أن يكون هناك فصل بين الأحزاب والمجتمع المدني، لأنه توجد أحزاب مثل الكتلة الوطنية وحزب التقدم. من المهم أن نستخدم المصطلحات الصحيحة، بسبب أن البلد ليس مقسما إلى حزبيين وغير حزبيين، توجد أحزاب منظومة وهي المسؤولة عما يحصل اليوم، وتوجد القوى التغييرية والسيادية التي تحاول أن تنظم وتوحد نفسها لمواجهة أحزاب المنظومة.. بالطبع يوجد أحزاب معارضة كحزبنا، كنا موجودين في السابق ويوجد أشخاص جدد شبابية ونسائية تطمح للبناء ولديها أفكار جديدة.. نتعاون جميعا لنواجه هذه المنظومة، وأكيد ستكون هناك وجوه جديدة، وأن تصل هذه المعارضة أو القوى السيادية إلى مكان ستثبت حضورها في المجلس النيابي، ولكن جميعها ستكون بهمة الناس لأنها ستعطي صفر مقاعد أو 128 أو نصف المجلس. الكرة ستكون بيد الناس وعلى الجميع أن يتقبل ما يريده الناس، هذه هي الديمقراطية، إذا كان الناس راضين عن إفلاسهم والكذب الذي يحصل. فهذا سيكون بيد الناس، ولكن الناس ستحاسب، ثورة 17 تشرين أكبر دليل على ذلك.
* لماذا لم تستمر الثورة إلى الآن؟
- لا توجد ثورة في العالم تستمر لمدة طويلة، الثورة لحظة. في مصر استطاعوا أن يغيروا لأن لديهم دكتاتوراً واحداً! أما نحن فلدينا ستة. نحاول عزل أحدهم ليبقى أحد آخر. ستة أشخاص إزالتهم أصعب بكثير في مجتمع مفكك مثل لبنان، هذه هي المفارقة بين لبنان ومصر. صحيح أنه لم يبق أحد في الشارع الآن لكنهم لم يختلفوا، ولكن بالطبع في الانتخابات لم يصوتوا للأشخاص الذين تظاهروا ضدهم، سيتم التصويت للمعارضة، نحن حتماً نريد التغيير ولكن المشكلة من الآن حتى تأتي الانتخابات يجب أن لا ينهار البلد، هو حالياً منهار ولكن يمكن أن يتفجر. ولن نقل بالتأجيل. وستكون هناك تحركات شعبية حتما في حال تم التأجيل.
* لماذا يرفض حزب الله والعهد وجود حكومة اختصاصيين؟
- المشكلة أنني لا أفكر مثلهم كي أفهم كيف يفكرون، بإمكانهم أن يروا أن البلد يتساقط أمام أعينهم وهم يتمسكون بفكرهم كولد صغير يتمسك بلعبة، واللعبة «عم تهرر»بيد الولد! وهو ما زال متمسكا بها حتى تختفي اللعبة. هاجس السلطة يقتل! يوجد العديد من الدكتاتوريين في العالم يتمسكون بالسلطة لا يتركونها حتى لو لم يبق شيء. ولكن أيضاً من الممكن أن يخافوا من أن يتم انكشافهم، وإن دخلت إدارة جيدة بالدوائر فسيكتشفون العديد من السرقات، مثلا رياض سلامة«كاتم أسرارهم»إذا ذهب ستنكشف أعمالهم، لذلك تم التمديد له، لا أحد يستطيع إزالته إلا الدولة ولكن لن يحصل. أتذكر عندما رفع رياض سلامة يده مانعاً الليرة من الوقوع، ولكن ماذا لو لم يعد يستطيع أن يمسك بها؟! مصيرنا متوقف عليه؟!
* لماذا لم يتمّ التحقيق كما يجب في انفجار المرفأ؟
- لوجود العديد من المتورطين. لدي قناعة أن مرفأ بيروت متفلت. يوجد تهريب، ميليشيات، معابر غير شرعية، كما توجد عملية إخراج من المرفأ بطريقة غير شرعية. هناك معلومة تقول إن الكمية التي انفجرت هي أقل بكثير من الكمية المدونة، أي توجد كمية أخرجها أحدهم من المرفأ. من الذي أخرجها؟ إلى أين؟ هذه الأسئلة هي التي تمنع التحقيق.
* ماذا عن الاغتيالات الأخيرة في لبنان.. من لقمان سليم، وبورجيلي.. من المتورط برأيك؟
- لست قاضياً لأتهم أحدا. ليس لدي المعطيات ولكن هناك مسؤولية سياسية على جميع السياسيين المطلعين على هذا الملف. ولكن لا يمكنني لوم وزير الثقافة الذي لا يعلم، وليست مهمته أن يعلم، لأنه لا يتلقى تقريرا عن أي شيء، ولكن الذي يتلقى تقارير مثل رئيس الجمهورية، ووزير الداخلية، ووزير الأشغال، ووزير المالية، هؤلاء يتلقون تقارير لأنهم مسؤولون، ولهم علاقة مباشرة مع المرفأ. وزير الدفاع ووزير الداخلية عن طريق الأجهزة الموجودة في المرفأ، رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة تأتيهم تقارير، هؤلاء الأشخاص الستة مسؤولون مباشرة عن الذي حصل. رئيس الجمهورية قال لقد وصلتني معلومات عن هذا الموضوع قبل أسبوعين من الانفجار ولم يحرك ساكناً! علم بخطر كان ينتظر بيروت ولم يتابع ولم يتخذ إجراءات فورية! لم يرسل حتى فريقا لأخذ التدابير اللازمة كتطويق المكان أو الكشف عن المكان، كما وصل لوزير الداخلية والدفاع التقرير وكان يجب عليهما النزول ولم يفعلا أي شيء، رؤساء الأجهزة جميعاً لم يفعلوا شيئا. هذا يسمى تقصيرا في الوظيفة العامة.
* إلى متى سيتحمل الشعب قتله ببطء؟
- حتى تصبح لنا دولة. نحن نعيش في غابة «كل مين إيده له»لا يوجد قانون وقضاء يحاسب، لتصبح هناك دولة محترمة يجب أن يتحمل الجميع مسؤوليته.
* ماذا عن أزمة السوريين والتوطين؟
- مرت سنة ولم يتكلم أحد عن قصة النازحين!! الآن تكلموا؟ هذا الموضوع هو الملف الأساسي الذي يجب أن يكون في وزارة الداخلية والتي يجب أن تكون مهمتها الأولى النازحين السوريين. ما يجب القيام به أولا هو التواصل مع جميع دول العالم لإعادة توزيعهم على الدول التي باستطاعتها استقبالهم، نحن ليس بقدرتنا استقبالهم، نحن نستوعب أن بشار الأسد لا يريدهم لقد فهمنا هذا الشيء، ولكن ماذا تفعل الدولة اللبنانية اليوم؟ المفروض اليوم أن يقوم وزير الخارجية بجولة حول العالم ليصل إلى مكان، وأن يستبعد العديد من النازحيين، ولكن يوجد وزراء لا يريدون ذلك، لأنهم تابعون للنظام السوري، مثل فوزي صلوخ، وجبران باسيل، وعدنان منصور. هؤلاء جميعهم تابعون لحزب الله والنظام السوري، ولن يفعلوا أي شيء، تسلم الوزير جبران باسيل وزارة الخارجية أربع سنوات، اهتم بملف النفط وملف الغاز وجمعياته الخاصة أكثر من اهتمامه بوزارته، ولكن لا يوجد وزير خارجية، أعطى قيمة لهذا الموضوع، اليوم يمكنني الذهاب إلى الروس وأطلب منهم أن يتوسطوا لبشار الأسد ليحل جزءا من مشكلة النازحين، ولكن لم يفعلوا أي شيء. يجب أن تكون هناك دولة تتحمل المسؤولية ووزراء يتحملون مسؤولية الوزارة.. ولن يقبل اللبنانيون بتوطين السوريين، الفكرة ليست واردة وهي ضد الدستور.
* ماذا عن العلاقات السعودية اللبنانية خصوصاً بعد ما حصل مؤخراً، هل سيتبقى للبنان أصدقاء يساعدونه؟
- نحن أشخاص نتعاطى مع دول دكتاتورية، فاشلة، ومفلسة، طالما حزب الله يسيطر على الأراضي اللبنانية سيبقي لبنان معزولاً عن محيطه وصداقاته. كانت فرنسا تأتي وتسايرنا والدول العربية لا تريد التعاطي معنا وهذا ما قلنا عنه في بداية حديثنا عندما ترشح ميشال عون، وقلنا للناس إن هذه الخطوة ستدمر لبنان اقتصاديا فلا توجد دولة تريد أن تتعاطى مع دولة يسيطر عليها حزب الله.
* كيف هي علاقاتك مع الأحزاب المسيحية، خصوصاً القوات؟
- بالنسبة لنا كانت هناك تسوية رئاسية، وأصبح هناك خياران سياسيان متناقضان، عندما قرروا انتخاب ميشال عون أصبح هناك انفصال بيننا في السياسة، لأننا نعتقد أن هذه المنظومة يجب أن تسقط، والتعاطي معها لا يستمر، فأخذنا هذا الخيار السيادي وهم أخذوا قرار أيضاَ كما أننا لا ننظر إلى الأحزاب من منطلق الديانة أو الطوائف بل من المواقف السياسية التي نراها، ونعتبر أن جميع الأحزاب التي هي شريكة في التسوية يجب محاسبتهم وتغييرهم، نحن أخذنا هذا الخيار مع الأشخاص الذين يشبهوننا ويقتنعون معنا بضرورة التغيير.
* بعد تفكك قوى 14 آذار هل تعتبر أنكم خذلتم الشعب اللبناني اليوم، خصوصا بعد ثورة الأرز التي جمعت الملايين؟
- سأجاوب بكل صدق، بقينا لهذه اللحظة 14 آذار، ولكن يجب سؤال من صوت لمرشح 8 آذار، نحن ما زلنا على ذات الخط السياسي الذي كنا عليه مع قوى 14 آذار، نحن لم نخذل الناس ولم نصوت لمرشح 8 آذار، ولم ندخل في تسوية ولم نستسلم لإرادتهم بقينا صامدين وفاءً للناس، هذا السؤال يجب طرحه على الذين قرروا بعد عشر سنوات من الصمود وسقوط ثلاثة عشر شهيدا لماذا استسلموا وصوتوا لحزب الله، ولكننا ما زلنا مستمرين على خطنا السياسي لهذه اللحظة. لم نخذل أحدا ولا زلنا على موقفنا، فنحن قدمنا شهداء أيضاً. عند انتخاب ميشال عون أسقطنا أوراقا مكتوبا فيها «ثورة الأرز مستمرة»لنؤكد أننا 14 آذار عندما تخلى الكل.
* هل سنشهد يوما ما على «عهد الرئيس سامي الجميل»؟
- أول مرحلة تهمنا اليوم هي أن نقوي الجو السيادي والتغيير في البلد ودخول هذا الجو إلى المجلس، وعندما يدخل هذا الجو إلى المجلس تتاح أمامنا الكثير من الخيارات؛ سواء موضوع رئاسة الجمهورية أو تشكيل الحكومة، ولكن أول خطوة اليوم هي أن تدخل هذه القوة التغييرية إلى المجلس.