دخل ألبومه "تقاسيم عود: العود العربي" في كتاب مؤسسة اليونسكو للحفاظ على التراث عام 2013 واعتبر أفضل عمل موسيقي في الشرق الأوسط. حصل على شهادات تقديرية كثيرة، أنتج 24 ألبومًا. كما تعاون مع الفنان "كوينسي جونز" عام 2011 في حفل GLOBLA COMBO ALL STARS والذي قال للجمهور حين قدّمه على المسرح: أقدِّم لكم أفضل عازف عود على الكرة الأرضية.
"المجلة" التقت الفنان العراقي عمر بشير، وقلبت معه صفحات من حياته وأعماله.
العود.. شغف الطفولة الأول
عن بداياته مع العود يقول الفنان العراقي عمر بشير : "بدأ مشواري الحقيقي مع العود سنة 1975 حين أعطاني والدي العود لأول مرة كنت أبلغ من العمر 5 سنوات، والفضل في هذا يعود لوالدتي التي أخبرت والدي بأني أمتلك حسًّا موسيقيًّا، وهو الذي كان يرفض دائمًا أن يُدخل أبناءه إلى عالم الفن؛ بسبب المشاكل التي تحصل على الساحة الفنية، فلم يكن يرغب أن يعاني أولاده ما عاناه.
ويضيف: ولدت في هنغاريا أنا وأخي الأكبر سعد، ثم ذهبنا بعدها إلى بيروت، وعندما بدأت الحرب الأهلية فيها عدنا إلى العراق. وهناك زار والدي مدرسة الموسيقى والباليه، ورأى أنها لا تحتوي على قسم شرقي للموسيقى، فقرر فتح قسم لتعليم الموسيقى الشرقية عام1977، وكنت أول الطلبة ومعي بعض الأطفال الذين لا يزالون أصدقائي، مثل الفنان فرات قدوري، والفنان أزهر كبة، والفنان وسيم فارس. مررنا بظروف صعبة داخل المدرسة، وذلك بسبب الطلبة الذين يكبروننا في العمر، والذين يدرسون الموسيقى الغربية، فكانوا يهزئون منا أو يضربونا؛ لأننا كنا ندرس الموسيقى الشرقية. دار الزمان ولم يشتهر أحد منهم، وحدهم طلاب قسم الموسيقى الشرقية من حازوا على الشهرة والنجاح.
في عام1979 قدمت أول عزف منفرد لي في قاعة الخلد في بغداد بحضور منير بشير، وعزفت حينها مقطوعة موسيقية لوالدي بعنوان " سماعي نهوند" و في وقتها كتبت الصحافة العراقية "ولادة الطفل المعجزة".
واصلت دراسة الموسيقى، على يد أستاذي "عدنان محمد صالح" الذي حببني في العود، وكان والدي يتولى تعليمي العود في المنزل لأربع أو خمس ساعات يوميًّا، فلم أكن ألعب مثل بقية الأطفال، ومنه تعلمت التكنيك العالي وقوة العزف. اليوم أتمنى لو كنت أقضي عشرات الساعات لأتعلم العود من والدي منير بشير.
شكَّلنا خلال هذه الفترة أول فرقة للموسيقى الشرقية في العراق للأعمار من 7 إلى 10 أعوام، وهي "الفرقة التراثية العراقية"، أشرف عليها الدكتور طارق إسماعيل.
بعد افتتاح المسرح الوطني، أصبحت مدرستنا تقدم جميع حفلاتها فيه، وكان فيه أول ظهور لي مع والدي عام 1983، حيث قدمني للجمهور بصفتي ابنه مع فرقة الإيقاع التي رافقته حتى يوم وفاته. منهم عازف الإيقاع العراقي الشهير سامي عبد الأحد، وهو أفضل عازف إيقاع في العراق وفي الوطن العربي، وأيضًا فرقة " الهربود" الذين يعزفون على آلات تراثية عراقية.
[caption id="attachment_55249593" align="alignleft" width="300"] مع آلة العود وهو صغير[/caption]
[blockquote]بدأ مشواري الحقيقي مع العود سنة 1975 حين أعطاني والدي العود لأول مرة كنت أبلغ من العمر 5 سنوات، والفضل في هذا يعود لوالدتي التي أخبرت والدي بأني أمتلك حسًّا موسيقيًّا[/blockquote]
ويواصل بشير حديثه: أكملت دراستي في هذه المدرسة إلى المرحلة المتوسطة، وبعدها التحقت بمعهد الدراسات الموسيقية، الذي كان يسمى "معهد الدراسات النغمية"، والذي له فضل كبير على الموسيقى العراقية، بسبب الراحل منير بشير، حيث تخرج منه فنانون مهمون مثل محمود أنور، حسين الأعظمي، فريدة محمد علي، فاضل عواد، عباس جميل. حين انتقلنا للدارسة فيه لم نخضع لأي اختبار للقبول كما باقي الطلاب، وتم ذلك بقرار من والدي، وذلك لأننا درسنا الموسيقى الشرقية والغربية لما يقارب الـ 13 عاماً. فقرر أن نكون طلبة وفي نفس الوقت هيئنا لأن نكون معلمين للموسيقى، وهي خطة قرر تنفيذها من أجل أن يربينا لنكون معلمين منذ الصغر، وفي نفس الوقت كنت أدرس العود على يد الأستاذ علي الإمام، والمقام العراقي على يد الأستاذ حسين الأعظمي، والشيخ جلال الحفني درسني تجويد اللغة العربية. أما نظريات الموسيقى الشرقية فعلمني إياها الأستاذ "روحي الخماش" أحد أهم ملحنين موسيقى الموشحات العربية. ومن علمني تاريخ الفن العربي والعراقي د. صبحي أنور رشيد الخبير في اللغات الأكادية والأشورية والبابلية والتي لا زالت متاحف العالم تضم كتبه.
هؤلاء الأساتذة هم من كونوا عمر بشير. منذ استلام منير بشير لإدارة هذا المعهد وهو يخرج المبدعين، وبعد وفاته لم يخرج مبدع واحد.
في سنة 1986 شكَّل منير بشير فرقة (البيارق) التي تضمنت 7 عازفين عود، و خمسة عازفين سنطور، و 4 عازفين قانون، و 4 عازفين جوزة ، و 4 ناي، بالإضافة لعازفي الإيقاع . وهي أول فرقة عربية بهذه الضخامة تعزف موسيقى شرقية بآلات شرقية دون أي تدخل لآلة غربية، وقد كانت عبرة لباقي الفرق العربية، فحين تستمتع لها تشعر وكأنك تستمع لآلة واحدة.
مهرجان بابل
يتذكر عمر بشير ذكرى تأسيس مهرجان بابل على يد والده فيقول: والدي كان الأمين العام للجامعة العربية للموسيقى، وكان مسئولاً عن كل ما يخص الموسيقى التراثية في العالم العربي لمدة 30 عامًا، أسس مهرجان بابل الدولي للموسيقى والغناء والباليه بالاشتراك مع والدتي صاحبة الفكرة، والتي اقترحت عليه تأسيس هذا المهرجان أسوة بالمهرجانات الغربية.
كانت فقط الموسيقى الراقية هي التي تعزف في هذا المهرجان، وأيضًا أضاف والدي "الليزر" مع الموسيقى لهذا المهرجان، وهو أمر لم يكن مجرب آنذاك. واستعان حينها بالرئيس الفرنسي الأسبق "جاك شيراك" الذي تربطه بوالدي صداقة، و طلب منه مجموعة مختصين بالليزر من أجل إقامة عرض موسيقي مع الليزر. وهو الأمر الذي اشتهر به الفرنسيون، كان أشهرهم "جان مشيل جار". وقام جاك شيراك بإرسال الأجهزة مع الفرق الموسيقية، والرئيس الروسي بدوره أرسل فرقة الباليه، وكل دولة أرسلت فرقها، وبذلك أصبح مهرجان بابل من أهم المهرجانات في العالم، ولهذا سُمي بـ "مهرجان بابل الدولي".
عمر بشير وفرقة البيارق ومزج الموسيقى
يضيف بشير : "خلال هذا المهرجان قدمت فرقة البيارق أول عرض موسيقي للجمهور الذي استمع لـ 30 آلة موسيقية مختلفة. سافرت مع هذه الفرقة إلى الأردن وحصلنا على درع مهرجان جرش، كما حصلنا على أوسمة من فرنسا وروسيا، عزفنا في دار الأوبرا المصرية، وبسبب هذه الفرقة تأسست فرق عربية أخرى أسوة بها. كان والدي يختار في كل أسبوع عضوًا من الفرقة ليقودها. وقد توليت هذه المهمة لما يقارب العامين ومن ثم غادرت العراق.
[caption id="attachment_55249594" align="alignleft" width="300"] عمر بشير ووالده منير بشير[/caption]
[blockquote]والدي لم يمدحني طوال حياتي بل على العكس كان دائمًا يحرجني أمام أصدقائي إذا أخطأت، ولم أكن أفهم سبب قسوته حينها، لكن الآن أود أن أقبل يديه على طريقته معي فهي التي صقلتني. [/blockquote]
منذ صغري وبحكم نصفي الغربي والعربي كنت أميل لمزج الموسيقى الغربية بالشرقية، وكان والدي يحرص على أن يسمعني موسيقى من العالم أجمع لتكون لي قاعدة في الثقافة العامة. بالإضافة إلى دراستي الأكاديمية للموسيقى وزياراتي المتكررة حول العالم. درست طريقة تقسيم المقام على العود على يد منير بشير الذي كان يحذرني من نسيان التراث العراقي واللحاق بالخزعبلات، فعندما أدمج الموسيقى الغربية مع الشرقية لا أقول إنها موسيقى شرقية بل موسيقى "عُمرية"، فمثلاً الموسيقى الرحبانية تابعة لعائلة الرحبانيين فسمي الرحابنة بموسيقاهم. أي هي موسيقى تابعة لهوية الإنسان. استطعت من خلال مشواري الفني أن أؤسس لأسلوبي الخاص وفي نفس الوقت حملت التراث العراقي على عاتقي.
المغادرة إلى هنغاريا.. ورحلة الاحتراف
في العام 1990 غادر عمر بشير إلى هنغاريا، والتحق بجامعة الموسيقى فيها، وهناك شعر بالفجوة الكبيرة ما بين الدراسة في العراق و هنغاريا بسبب اختلاف المناهج الموسيقية. وعن هذه المرحلة يقول: أخبروني هناك أن منير بشير حين حصل على الدكتوراه من هذه الجامعة، أبلغهم أنه لا يجيد العزف على البيانو، لكنه يعزف على العود، وعرفهم عليها بتقديم "كونسرت" أمام الأساتذة الذين قبلوا يديه آنذاك بعد هذه الأمسية، وطلبوا منه أن يعلمهم العزف على العود، وعُين بعدها أستاذًا لتعليم الموسيقى الشرقية. دخلت هذه الجامعة من أجل الاطلاع على تاريخ الفن الغربي. بعدها بدأت في التأسيس لعمر بشير منفصلاً عن منير بشير مع بقائي تابعًا لمدرسته؛ لأنها أفضل مدرسة للعود في العالم. فالعود في العراق ينقسم إلى مرحلة ما قبل وما بعد منير بشير عزفًا وأسلوبًا وصناعة.
ويضيف: بدأت أستمع إلى الموسيقى الهنغارية، واختلطت بالفنانين الغربيين وبالتأسيس لأسلوب جديد خاص بي. منذ صغري كان لدي مبدأ أن الطالب لا يجوز أن يقلد معلمه، بل أن يتعلم منه ويطور نفسه. فإذا عزفت نفس تقاسيم منير بشير فإني لن أقدم ما هو جديد. من الخطأ أن يدخل الطالب مدرسة موسيقية ويقلد أستاذه. لا أحب تقليد والدي. لكنه أثر بي وبكل عازف للعود، بدأت آنذاك في تكوين أسلوبي الموسيقي الخاص مع مصاحبة الإيقاع والهارموني الغربي.
عام 1993 ظهرت للمرة الثانية مع منير بشير على مسرح "دار الثقافات العالمية " في فرنسا. وقد قدم لي حينها أجمل امتحان في حياتي؛ لأنه جازف ليجعلني أشاركه الصعود إلى هذا المسرح المهم. لم يتحيز منير بشير لي بصفتي ابنه حين شاركته هذه الأمسية بل على العكس كان يمتحنني مباشرة على المسرح ببعض المقامات العراقية الصعبة. هو الذي لم يمدحني طوال حياتي بل على العكس كان دائمًا يحرجني أمام أصدقائي إذا أخطأت ولم أكن أفهم سبب قسوته حينها، لكن الآن أود أن أقبل يديه على طريقته معي فهي التي صقلتني.
كنت قلقًا من هذا الحفل، لكن تماريني اليومية المطولة لسنين طويلة معه كانت بمثابة حفلة مشتركة يومية. علمني والدي احترام الموسيقى والمستمع. هيأت نفسي أنه سوف يضعني في امتحان أمام الجمهور، وليعرف إذا كنت مناسبًا لأكون خليفته أم لا. لا أحد يستطيع أن يعزف مثل منير بشير، لا أنا ولا نصير شما ولا أي عازف عود يستطيع أن يصل إلى مستوى منير بشير في العالم العربي.
ويتابع: فور انتهاء الحفل كتبت الصحافة الغربية "أول ثنائي للعود منير بشير وعمر بشير"، بعدها صرح والدي رسميًّا "خليفتي الوحيد في آلة العود ومدرسة العود هو ابني عمر بشير". ثم أنتجنا ألبوم " ثنائي العود"، وكان أول عمل موسيقي يصدر لآلة العود كـ "دويتو"، وقد حصل من قبل النقاد الفرنسيين على خمسة نجوم ذهبية منها أفضل أداء وعزف وتسجيل موسيقي. بعدها بدأت في هنغاريا بإقامة حفلات موسيقية مزجت فيها ما بين العود وبين الآلات الإيقاعية، ثم تعلمت الكلاسيك غيتار، وبدأت بخطوة دمج العود مع الغيتار من خلال عمل موسيقي.
في الفترة 1992-1997 أقام عمر عدة أمسيات موسيقية مع والده في العديد من الدول وعن هذا يقول: في هذا الوقت بدأ الجمهور يتعرف على عمر بشير أكثر مما ساهم في أن يكون لدي جمهوري الخاص، بالإضافة إلى جمهور منير وعمر مجتمعين. في عام 1993 أيضًا قدمت أول حفلة موسيقية في فرنسا كعازف منفرد مع عازف إيقاع هنغاري أمام جمهور غفير، وكان هذا أول عمل يقدمه فنان عراقي بعد حرب الخليج، ثم توالت الحفلات التي قدمتها كعازف منفرد في دول عربية وأوروبية.
لقد اعتدت منذ الصغر أن أقدم شيئًا للعود يطرح لأول مرة في التاريخ، كما هو الحال في ألبوم من "الفرات إلى الدانوب" الذي سجلته في الأردن عام 1996، والذي قدمت فيه مقطوعات موسيقية هنغارية وعراقية ومقطوعات من ألحان والدي وأيضا من ألحاني الخاصة منها "سماعي ليالي بغداد" التي كانت المفضلة لوالدي، وكان يعزفها في أغلب حفلاته. في عمان قررت مع أصدقائي إقامة حفل موسيقي لعزف العود مع الغيتار. كانت هذه المرة الأولى التي أعزف بها بهذه الطريقة. هنا كانت بداية أسلوبي في الدمج ما بين الموسيقى الشرقية والغربية واللاتينية. حضر الحفل منير بشير، وعمي فكري بشير، والفنان الهام المدفعي، والفنان غانم حداد. وكان هذا الحفل بمثابة تحد لي أمام هؤلاء العمالقة. ووقتها هنأني والدي وقال لي: "أنت عازف ممتاز لكن لا تنس المقامات العراقية وجذورك العراقية"، وكانت المرة الأولى التي يمدحني فيها أمام الناس .
رحيل منير بشير ومواصلة المشوار وحيدًا
يتذكر عمر بشير رحيل والده بحسرة فيقول: توالت حفلاتي المشتركة مع والدي حتى رحل عنا عام 1997 فانهار العمود الفقري للعائلة، وسبَّب رحيله نكسة كبيرة لي وخسارة أكبر للعود. فوجود والد مثل منير بشير إلى جانبي كان أمرًا مهمًا. على الرغم من أنه لم يكن يقدم لي الفرص بل كان قاسيًا معي من أجل أن أبدع أكثر. وفي المقابل لم أستغل اسم والدي الذي وضع شكل العود الذي يعزف عليه كل عازفي العود هو وصانع العود محمد فاضل اللذان وضعا التصميم لشكل العود البشيري.
ابتعدت لعام عن العزف، ثم عدت بعد ذلك لمواصلة المشوار. من خلال ألبوم "الأندلس". في عام 1998 انتقلت إلى لبنان، وهناك كانت انطلاقتي؛ فهي هوليوود العرب. أول شخص وقف إلى جانبي وله فضل كبير في شهرتي عربيًّا هو الصديق سعيد طه زوج الفنانة سحر طه.
لن أنسى فضله في تعريفي للجمهور والصحافة اللبنانية. قابلت هناك سامي وناجي شاهين اللذين قاما بإنتاج أعمال موسيقية لي، وأيضًا الفنانة القديرة نضال الأشقر والتي أعطتني فرصة لتقديم حفل على مسرح المدينة، وسخرت إمكانياتها البسيطة من أجل إنجاح الحفل.
ويضيف: شكَّلت فرقه موسيقية اسمها "تريو عمر بشير"، وكان هذا أول تريو في تاريخ العود يقدم بهذا الشكل؛ فلقد احتوى على العود واثنين من عازفي الغيتار. وبدأ الجمهور يتعرف على أسلوبي الموسيقى الخاص. ثم قمت بتسجيل ألبوم "صوت الحضارات" وهو موسيقى عود مع إيقاعات غربية مع آلة الكمان التي تعزف موسيقى هندية. هذا الألبوم كان بمثابة إضافة جديدة لتاريخ آلة العود. وبعد سماع شركة "EMI" العالمية لهذا الألبوم قرروا إنتاج كل أعمالي. مما ساهم في ترسيخ اسمي بشكل أكبر في عالم الموسيقى. بعد هذا الألبوم سجلت "في بودابست "العود الغجري"، وهو مزيج من العود مع موسيقى رومانية هنغارية غجرية.
[caption id="attachment_55249595" align="alignleft" width="300"] عمر بشير والفنان الأمريكي كوينسي جونز في حفلة مشتركة[/caption]
[blockquote]في حفلة مشتركة قدّمه الفنان الأمريكي كوينسي جونز على المسرح قائلاً: أقدِّم لكم أفضل عازف عود على الكرة الأرضية.[/blockquote]
ومن ثم ألبوم "العود اللاتيني" والذي أنتج من قبل شركة روتانا، وكان هذا العمل هو أول إنتاج موسيقي لهذه الشركة، فهي كانت تهتم بالإنتاج الغنائي فقط. من ثم أعادت شركة EMI إنتاج ألبوم "العود اللاتيني"، وقررت توزيعها عالميًّا، وهذا بسبب نجاح مقطوعة "إلى أمي" التي أخذت شهرة كبيرة في العالم. ومن ثم أنتجت الشركة "عود حول العالم" و"ماسترز عود". و "العود المجنون CRAZY OUD" الذي قدمت فيه خلاصة 20 عامًا من تأثري بالموسيقى العالمية، وما تأثرت فيه من أساليب موسيقية منها الجاز الفلامنكو، والمقامات وبعض الأمور التي كونت أسلوبي. هذا العمل يعني جنوني مع هذه الآلة وجنون العود مع كل هذه الأنواع من الموسيقى. بعدها سجلت ألبوم "العود العربي" قدمت فيه خمس مقامات عربية وعراقية بطريقة عمر بشير بحتة، وبأسلوب تقسيمي جديد، والذي حاز على جائزة أفضل عمل موسيقي في الشرق الأوسط من خلال مؤسسة اليونسكو العالمية، والتي وضعته في خانة لحفظ التراث.
إلى أمي
عن آخر نشاطاته الفنية يقول: صورت ولأول مرة في تاريخ آلة العود فيديو كليب بعنوان "إلى أمي" في هنغاريا تقديراً إلى كل أمهات العالم. كما أعمل على ألبوم اسمه "العود الراقص" The Dancing Oud والذي يتميز بتنوعه وبأسلوبه العزفي، فكل مقطوعة موسيقية فيه ممكن أن يرقص عليها المستمع بكافة أنواع الرقص شرقي، غربي، لاتيني، ويتكون من تسع مقطوعات موسيقية لكل منها لون خاص. وقد احتوى على أغانٍ من التراث العراقي أعدت توزيعها بطريقة راقصة وحديثة وهي "ون يا قلب" و"حلوة يل بغدادية" و"صغيرة جنت وأنت صغيرون"، بالإضافة إلى مقطوعة "أمازون" وهي تمثل رقص السامبا البرازيلية، ومقطوعة اسمها "دراويش" وهي لرقصة الدراويش، ومقطوعة مهداة لعمالقة الفن المصري اسمها "رقصة النيل". ومن المتوقع أن يرى هذا الألبوم النور في منتصف العام 2014. وفيه أقدم رؤية جديدة، وهو الألبوم الـ 24 و نتاج 24 عامًا في رحلتي الاحترافية مع العود، رغم أن علاقتي مع العود تعود لـ38عامًا وذلك منذ عام 1975. أيضًا أسجل حاليًا ألبومًا عن المقامات العراقية. وبناءً على طلب من متحف الآلات الموسيقية MIM في ولاية "أريزونا" تم وضع عود طبق الأصل لعودي الخاص تكريمًا لي لما قدمته من خدمة للموسيقى العالمية، ومزجي للموسيقى الغربية بالشرقية. بجانب كبار الفنانين العالميين منهم "جون لينون وكارلوس سنتانا عازف الغيتار والفس برسلي: وغيرهم من عمالقة الفن الذين وضعوا أساليب خاصة في الموسيقى والغناء. وأخيرًا أقول: إن كل نجاحاتي أهديها إلى آلة العود، وإلى بلدي العراق الحبيب.