مشروع سعودي على مستوى المملكة لتشجيع التحول نحو "مجتمع المعرفة"

مشروع سعودي على مستوى المملكة لتشجيع التحول نحو "مجتمع المعرفة"

[caption id="attachment_55249559" align="aligncenter" width="599"]واحدة من مشاريع برنامج "إثراء المعرفة" في السعودية واحدة من مشاريع برنامج "إثراء المعرفة" في السعودية[/caption]

فيما وصفته بأنه البرنامج التفاعلي الأكثر شعبية في تاريخها، تطلق أرامكو السعودية برنامج "إثراء المعرفة- 2014"، من خلال مشروعها مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي، وذلك اعتباراً من اليوم في جده، متطلعة لاستقطاب نحو نصف مليون زائر، وتقديم أكثر من خمسمائة فرصة تطويرية للمتطوعين والمتطوعات من فئة الشباب، ما يعزز اكتسابهم للمهارات المعرفية والإدارية والحياتية وبناء الشخصية الإيجابية في بيئة تفاعلية آمنة. ويأتي برنامج "إثراء المعرفة" ضمن سلسلة من البرامج النوعية التي تقدمها أرامكو السعودية في مناطق مختلفة من المملكة هذا العام والأعوام القادمة، للوصول إلى ما يزيد على عشرة ملايين مواطن بحلول العام 2020، وذلك في إطار إسهامها، وإسهام مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، في تحقيق الاستراتيجية الوطنية للتحول إلى مجتمع معرفي متكامل.

برنامج "إثراء المعرفة" عبارة عن فعاليات عصرية متعددة ذات طابع ثقافي، علمي، إبداعي، وترفيهي، مصممة بعناية لكافة أفراد الأسرة، وهي جزء من برامج مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي الذي تقوم أرامكو السعودية بإنشائه في الظهران، وتقدم في إطار آمن وجذاب يراعي قيم المجتمع السعودي، ويستهدف تنمية الوعي للمساهمة في الجهود الوطنية للتحول إلى مجتمع المعرفة.
يهدف برنامج أرامكو السعودية “إثراء المعرفة” إلى تكريس التعليم بالترفيه والعمل التطوعي من خلال تقديم تجربة فريدة تجمع بين الجاذبية والثراء المعرفي، وتشمل تخصصات مختلفة، ووفق أهداف محددة.

وبهذه المناسبة، تحدث الأستاذ محمد القحطاني، نائب الرئيس لشئون أرامكو السعودية بمناسبة إطلاق البرنامج قائلاً: "تدرك أرامكو السعودية أهمية تبني برنامجاً للمسؤولية الاجتماعية، وهو أمر يحتل أولوية هامة لدينا، حيث يعمل البرنامج على خدمة الوطن ودعم الجهود الوطنية المعنية بتنمية الثروة البشرية وتعزيز روح الإبتكار والإبداع وبناء المجتمع المعرفي. وأضاف أن أرامكو السعودية تعتز بإطلاقها "إثراء المعرفة" في جدة ببرامج مميزة وفي موقع جديد تم تهيئته لاستيعاب هذه المناسبة التي تحتفل بالمعرفة والثقافة والإبداع، بعد النجاح الذي حققه هذا البرنامج العملاق في الظهران قبل شهرين.

وتتميز الفعاليات المقدمة في برنامج "إثراء المعرفة" بفرادتها من حيث الشكل والمحتوى، حيث تم تصميمها بعناية بما يثري الوطن وأجيال المستقبل. ويتضمن برنامج "إثراء المعرفة – جدة 2014" خمس فعاليات رئيسية هي معرض "ألف اختراع واختراع"، وهو مبادرة تعليمية عالمية لقيت نجاحا كبيرا في عدد من العواصم العالمية، وتهدف لتعزيز الوعي بمنجزات الحضارة الإسلامية العلمية والثقافية في عصرها الذهبي، وبكيفية إسهام حضارتنا العريقة في وضع أسس عالمنا الحديث. وسيقدم المعرض نماذج عن الاختراعات الميكانيكية والابتكارات الطبية والفلكية والهندسية التي قام بها علماء مسلمون، وسيتم عرضها بطريقة تفاعلية جذابة.

[caption id="attachment_55249562" align="alignleft" width="300"]لوحات بيكاسو في الظهران، ضمن التبادل الثقافي بين السعودية وفرنسا في برنامج "إثراء المعرفة" لوحات بيكاسو في الظهران، ضمن التبادل الثقافي بين السعودية وفرنسا في برنامج "إثراء المعرفة"[/caption]

ويتضمن البرنامج أيضاً "معرض كفاءة الطاقة"، وهو معرض تفاعلي يتحدث عن أهمية الطاقة وترشيد استهلاكها وعدم هدرها، كون ذلك يشكل أحد أهم التحديات الوطنية الحالية في المملكة. وقد تم تطوير جناح واحة الطاقة بالتعاون مع البرنامج السعودي لكفاءة الطاقة، وتم تدشين هذا المعرض الكبير المتنقل الذي يقام على مساحة نحو 2000 متر مربع للمرة الأولى في الظهران خلال عيد الأضحى المبارك الماضي، ولاقى المعرض استحسان كبير من الزوار الذين صنفوه كأحد أفضل الفعاليات التي تجمع بين التثقيف والمتعة والفائدة، وقد تم تطوير هذا المعرض لبرنامج جدة بإضافة أكاديمية يوتيوب لتعليم انتاج الفيديو بحيث يتم التركيز على الموضوعات التي تعمق الوعي بالحفاظ على الموارد الطبيعية والبيئية.
كما يتضمن البرنامج "قرية السلامة المرورية"، والتي تُقام بالتعاون مع برنامج السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية، وتهدف لتعليم الأطفال أصول القيادة الآمنة، وقد حظيت النسخ السابقة من هذه الفعالية بإقبال كبير من قبل الأطفال وذويهم خلال الأعوام الماضية. وتم تحسين العناصر المختلفة لهذه الفعالية لتعزيز الوعي وتشكيل السلوكيات الإيجابية المؤثرة على السلامة المرورية من مرحلة مبكرة.

بالإضافة لذلك، سيتضمن البرنامج فعالية "قهوة الفن"، والتي تم تطويرها لعرض بعض الأعمال المقدمة للمرة الأولى في مدينة جدة، ومنها معرض أسماء الله الحسنى الذي انطلق من عاصمة الثقافة في المدينة المنورة، والذي يبرز أسماء الله الحسنى بطرق إبداعية، كما تضم "قهوة الفن" أيضاً ورشة تعليمية للخط العربي بإشراف أحد خطاطي الحرم المكي، وقاعة لعقد مسابقة أرامكو السعودية لرسوم الأطفال في سنتها الثانية والثلاثين، وسيتم تكريم الفائزين في حفل ختامي بالموقع.

هذا بالإضافة إلى عدد من العروض الإبداعية، والتي ستُقدم في قاعة المسرح المجهزة بشكل احترافي لتستوعب حوالي ستمائة زائر. ويشمل برنامج المسرح عقد سلسلة من الندوات والمحاضرات والعروض الإبداعية المتنوعة للأطفال والعائلات، تم اختيارها وانتاجها بما يتناسب مع القيم السائدة في المجتمع السعودي، وبما يبرز التنوع الثقافي في الوطن ويساعد على تنمية مبدأ التواصل بين الأمم والشعوب. ومن أهم هذه العروض عرض نادي الجيل وهو يبرز فن من آسيا الوسطى عبر تقديم لوحة تعرض تراثاً فلكلورياً لقبائل شركسية، كما سيضم عروض يومية للأطفال تتحاكى معهم بطريقة تفاعلية شيقة، كما سيتم عرض برنامجSubscribe الذي تقدمه أرامكو السعودية بالتعاون مع قناة MBC كل يوم جمعة في السابعة مساءً. وسيكون هناك تعاون مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية لعرض محاضرات علمية وتثقيفية من قبل رواد عالميين.

ومن جهته، اشار الأستاذ سمير نصر الدين، مدير شئون أرامكو السعودية في المنطقة الغربية: "إن البرنامج الجديد يبني على النجاحات الماضية في الجمع بين عنصري التثقيف والترفيه، وفي ذات الوقت يشكل نقلة نوعية بالنسبة لبرامج الشركة في جدة تتلاءم مع رؤية الشركة في الوصول إلى صناعة وعي مجتمعي عميق يقود نحو السلامة وترشيد استهلاك الطاقة الذي يعد تحدياً وطنياً كبيراً، وتحفيز بناء بيئة فكرية تدعم ازدهار الابتكار وريادة الأعمال وتطوير المواهب والقدرات الوطنية."

وتبلغ مساحة موقع "إثراء المعرفة" في جدة الذي يتم تدشينه للمرة الأولى 170 آلف متر مربع منها نحو 10 آلاف متر مربع على هيئة عدد من الخيم الضخمة المكيفة التي تضم الفعاليات الرئيسية، والتي تم تشييدها بمواصفات عالية تراعي أفضل متطلبات الجودة والسلامة. كما يضم الموقع مرافق مساندة تشمل ساحة لتقديم الطعام وجلسات خارجية ومسطحات خضراء ومرافق لخدمات الزوار ومصلى للرجال وآخر للنساء، بالإضافة إلى أماكن للمتطوعين، وعيادة صحية ومواقف للسيارات تتسع لحوالي 1200 سيارة.

يذكر أن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي هو واحد من أضخم مبادرات التنمية الاجتماعية التي أطلقتها أرامكو السعودية، ويهدف إلى دعم جهود المملكة في التنمية الاجتماعية والثقافية، مركزاً بشكل خاص على الإبداع في المجالات المعرفية.
يتوقع إفتتاح المركز الثقافي في عام 2015 ميلادية ليضم مكتبة عالمية المستوى وقسماً للمحفوظات ومركزاً للتعلم المستمر، وبرامجاً لإثراء الشباب، ومتحفاً من أربعة أقسام بالإضافة إلى متحف للأطفال، وقاعات للعروض الإعلامية المتنوعة، ويحتضن نشاطات دائمة ومؤقتة، وعروضاً حية ومتنوعة، وكل المرافق اللازمة لذلك.

يقع المركز الثقافي في منطقة الظهران، على بُعد خطوات من «بئر الخير» حيث اكتُشف النفط في المملكة للمرة الأولى. ولهذا الموقع دلالته الرمزية، إذ يسعى المركز إلى تطوير مصدر أكبر للثروة يتمثَّل في الطاقات الخلاَّقة الكامنة في المجتمع والأجيال الصاعدة والمقبلة.
font change