(المجلة) تلتقي واضع أسس العقوبات الامريكية على إيران و الحرب المالية على الأرهاب

(المجلة) تلتقي واضع أسس العقوبات الامريكية على إيران و الحرب المالية على الأرهاب

[caption id="attachment_55249170" align="aligncenter" width="621"]خوان زاراتي خوان زاراتي [/caption]

في الفترة ما بين عامي 2001 و2005، شغل زاراتي منصب مساعد وزير الخزانة لشؤون تمويل الإرهاب والجرائم المالية، ثم عمل نائبا لمستشار الأمن القومي لمكافحة الإرهاب حتى نهاية ولاية بوش في يناير (كانون الثاني) عام 2009. وينسب له الفضل على نطاق واسع في ابتكار أدوات حاسمة لقطع التمويل عن المنظمات الإرهابية و«الدول المارقة»، بالإضافة إلى مساهمته في وضع أسس للعقوبات المعوِقة التي فرضتها مؤخرا على إيران من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.
بعد قتل أسامة بن لادن في أبوت آباد، اكتشف جنود أميركيون مستندات تثبت الصعوبات المتزايدة التي واجهها تنظيم القاعدة في البحث عن وسائل للحصول على المال ونقله حول العالم. ولم يعد هناك وجود لمصرف لبناني مقره كندا كان يساعد حزب الله على غسيل مئات الملايين من الدولارات من أموال المخدرات ويستخدم عائدات مبيعات السيارات. كانت هذه الإنجازات نتاجا لأساليب زاراتي الرائدة التي تساعد الولايات المتحدة وشركاءها على تحديد أهداف الحرب المالية وتقويضها، مع التقليل من الخسائر الاقتصادية للبلدان والمجتمعات التي تعمل فيها.

 

اتفاق إيران ومجموعة دول 5+1

 

 


عندما سألت (المجلة) خوان زاراتي في بداية الحوار عن رأيه حول الاتفاق الحالي مع إيران، لفت زاراتي الانتباه إلى تكهناته الخاصة تجاه الوضع الحالي، والتي عبر عنها في كتابه الجديد «حرب الخزانة: تحرير حقبة جديدة من الحرب المالية» (بابليك أفيرز: 2013): وقال :«أتوقع أن تصبح مسألة كيفية تخفيف الضغوط المالية على إيران بارزة ومعقدة. إذا نظرتم إلى الدروس المستفادة مما حدث مع كوريا الشمالية في 2005 - 2006، سنجد أن الحكومة الأميركية شاركت في محاولة تخفيف ضغوط مالية فعالة جدا ضد كوريا الشمالية، وفي مرحلة سابقة لأوانها مبكرة تخلت عن الضغوط المالية ولم تستخدم تأثيرها للحصول على النتيجة الكاملة». في حين يظهر اختلافه مع الرئيس أوباما، قال إنه يعتقد أن هناك إجراءات مبتكرة يمكن استخدامها في «تخفيف بعض العقوبات دون التخلي عن العناصر الأساسية للعزلة المالية». وأعرب أيضا عن قلقه بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة في النهاية قد تصبح في موقف غير مرغوب فيه «للتطهير أو التحقق من صحة النشاط المالي الإيراني» في جزء من مساعي إعادة تأهيل النظام المالي الإيراني.

 

 

 

 

 

قدرات إيران النووية

 

 


يخشى بعض المحللين من أن جهود الرئيس أوباما قد تؤدي في النهاية، وإن كانت دون قصد، إلى وجود إيران مسلحة نوويا، وهو ما يثير سؤالا عما إذا كان من الممكن «احتواء» قدرات التسلح الخاصة بالدولة كما كان الحال في زمن الاتحاد السوفياتي. طرحنا على زاراتي الآراء المدافعة عن سياسة الاحتواء والتي وردت في التصريحات التي أدلى بها كينيث بولاك في جريدة «الشرق الأوسط». ردا على ذلك، دون أن يتحدث عن إجراء عسكري وسري واسع، الذي يعتمد عليه رأي بولاك، تحدث زاراتي عن البعد المالي في مسألة الاحتواء.

قال زاراتي: «على الرغم من أنني أحد المدافعين عن مركزية استخدام السلطة المالية في الأمن القومي، فإنها ليست حلا سحريا، وليس بالضرورة قادرة في حد ذاتها على تغيير حسابات نظام مثل النظام في طهران ولا حتى طموحاتها في الهيمنة. يجد المال وسيلة للتدفق، مثل الماء. أعتقد أنه إذا امتلكت إيران قدرات تطوير نظام أو برنامج للسلاح النووي، سوف يتغير المشهد في المنطقة، وخاصة في فترة تتصاعد فيها الخلافات الطائفية وحالة عدم الاستقرار، مما يؤدي إلى زيادة مخاطر الانتشار النووي. قد تكون القضية أكبر من مجرد احتواء إيران. فهي أيضا متعلقة باحتواء (آثار) وجود إيران النووية – ولذلك تداعيات واسعة تتجاوز ما إذا كنا نستطيع أو لا نستطيع احتواء الإيرانيين داخل حدودهم، وهو ما لا أعتقد أنه ممكن بغض النظر عن الأدوات».

 

 

 

 

 

 

ثورات الربيع العربي والقاعدة

 

 


ترك زاراتي منصبه في الحكومة قبل اندلاع ما يسمى «ثورات الربيع العربي». وكان بعض القادة الذين أطاحت بهم هذه الثورات من بين أقوى شركاء أميركا في الحرب المالية ضد الجماعات الإرهابية الدولية. سألنا زاراتي عن تغير طبيعة الحرب المالية منذ سقوط زين العابدين بن علي عام 2011، فيما يتعلق بالدول العربية بعد الثورة وكذلك بالأنظمة الاستبدادية الباقية في المنطقة.

وأوضح قائلا: «حيثما حلت تغييرات في القادة، حدث فراغ أمني، وانخفاض في التنسيق والإمكانيات، ليس فقط لوقف تدفق الأشخاص ولكن أيضا لوقف تدفق الأموال. لذلك يمكن للمرء على سبيل المثال أن يرى تنامي ظهور تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، ليس فقط تحركه من أجل السيطرة على أرض كما حدث في مالي، ولكن أيضا قدرته على جمع عشرات الملايين من التمويل. أما العامل المهم الآخر، الذي يتعلق بمسألة التعاون في مناطق مثل الخليج، فهو أن الصراعات - مثلما يحدث في سوريا - أحيت رغبة جغرافية سياسية وفردية في دعم قضايا مكافحة القمع، مثل نظام الأسد. هذا مشرف ويتماشى مع مصالح الولايات المتحدة، لكنه أيضا جدد بعض الشبكات القديمة التي سبق قمعها، لتدعم جماعات مثل جبهة النصرة و(القاعدة) في العراق. ومرة أخرى يثير ذلك احتمالا خطيرا بخروج تمويل الإرهاب من بعض الدول العربية وأيضا من الولايات المتحدة ذاتها».

 

 

 

 

 

 

 

البيت الأبيض ونصيحة لباراك أوباما

 

 

 


بصفته أحد العناصر الهامة في إدارة بوش، لا يجد زاراتي نفسه حاليا في أوساط المقربين من البيت الأبيض تحت قيادة أوباما. يعمل اليوم مستشارا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، وأحد كبار محللي شؤون الأمن القومي في شبكة «سي بي إس» الإخبارية، وأستاذا زائرا في القانون في جامعة هارفارد، واستشاريا للقطاع الخاص. ومع ذلك طرحنا على زاراتي سؤالا عما قد ينصح به أوباما في هذه اللحظة الحاسمة، إذا أتيح له أن يجتمع لمدة خمس دقائق مع الرئيس في المكتب البيضاوي.

قال: «أود أن أقدم له نصيحة واحدة عامة. علينا أن نهتم بفهم القوة الأميركية بعناية أكبر. قد يكون لظهور تراجع القوة والنفوذ الأميركيين، أو النبوءة التي تتحقق ذاتيا، ضرر مشابه لأي سياسة فردية. يحمل انعدام الثقة بنا من جانب حلفائنا وشركائنا مضامين عن كيفية رؤية أعدائنا ومنافسينا لنا. في المجال المالي، هذا مهم إلى حد كبير، لأننا لا نستطيع ببساطة تنظيم أو تعديل أسلوبنا في عزل أعداء أميركا، بل يجب أن يكون إدراك شرعية أميركا وأهمية ما تقوله وتفعله هو ما يدفع إلى عزلة أعدائها.

 

 

 

 

font change