القدس: من بين سنوات عمره الخمسين أمضى رئيس الوزراء الإسرائيلي ما يقارب الخمس عشرة سنة في الولايات المتحدة وهي السنوات الأهم في حياته لأنها سنوات التكوين والمراهقة. وهذا ما يفسر ولع بنيامين نتتياهو بأميركا وبنمط حياتها وعادات سياسييها ورؤسائها.
ولد نتنياهو عام 1949 وتحديدا في أكتوير (تشرين الأول) منه، في مدينة تل أبيب، لأب متزمت في الآيديولوجيا الصهيونية بفرعها المتشدد الذي شكله زئيف جابوتنسکي، هو البروفيسور بنزيون نتتياهو. ظل بنيامين وفيا لهذه الأفكار وظل خائفا من موقف والده حتى اليوم. فهو مرجعه الأساسي سياسيا وعقائديا. ويقال إن بنزيون لم يكن راضيا قي الفترة الأخيرة عن ولده لا سيما في ما يتعلق بإخلاء أراض في الضفة الغربية.
أمضى بنيامين سنوات الثانوية العامة في الولايات المتحدة تحت جناح أبيه البروفيسور الذي كان يعلّم التاريخ في أميركا في حينه، ولم يعد إلى إسرائيل إلا في عام 1967 وبعد حرب يونيو (حزيران) التي أفضت إلى احتلال إسرائيل لكل فلسطين وسيناء والجولان.
انخرط نتنياهو في الجيش وسرح في عام 1972. وحسب ما يرويه مقربون فإن مهام كبيرة أوكلت إليه خلال خدمته العسكرية، وقد جرح في اشتباك مع مسلحي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خلال عملية طائرة «سابينا»في مطار اللد.
ويقول نتنياهو إنه تأثر كثيرا بمقتل أخيه جوناثان، أو يوني کما يسمونه في إسرائيل، الذي سقط خلال معركة الطائرة التي اختطفتها الجبهة الشعبية أيضا، ودارت معركتها في عنتيبة في أوغندا.
نتنياهو عصبي المزاج يريد الاحتفاظ بالمكانة التي وصل إليها، ولذلك فهو مستعد للتصدي لأي أحد ولأي عائق للمحافظة علي منصبه وألمعيته.
ويقول أحد الأطباء النفسيين إن «الأنا»عند نتنياهو متضخمة، وإذا خسر رهانه على الحلبة السياسية، فإنه سيصاب بانهيار كبير.
زوجته سارا مضيفة الطيران السابقة، مصابة بالعصبية، ويقال إن ذلك حدث بعد أن اكتشفت صفاته. فهو لا يتردد في التعرف ونسج العلاقات الحميمة مع نساء أخريات، رغم أنه يحاول أن يظهر أمام عدسات الكاميرا کزوج عاشق يحيط سارة بيد ويشرح موقفه السياسي باليد الأخری، ولذلك فهي تصر دانما عل اصطحابه في رحلاته العامة والخاصة.
وسارا تريد البقاء السيدة الأولى، وهي تستبطن القهر وتطلقه غيظا على أطفالها وخدمها، كما يقول المقربون والصحف الإسرائيلية التي تنقل عادة ما يحدث في بيت نتنياهو.
يتمتع بنيامين نتنياهو بسرعة البديهة والرد على الهجمات بأخرى، فهو دائما يحيط نفسه بأعوان من خارج الوسط الرسمي، كما يحيط نفسه بحماية خاصة مدربة أشد التدريب، حتى أثناء رحلاته في العطلات الخاصة.
ويملك نتنياهو القدرة على تنفير الآخرين من دون أن يتحمل مسؤولية مباشرة، فمن عاداته أن يشعل سيجارا ضخما من نوع «دافيدوف»عندما يدخل مكتبه ويملأ المكان بالدخان. ومن لا يروق له ذلك فلينسحب، وغالبا ما ينسحب الموجودون في المكتب ليبقى هو سيد الموقف.