القامشلي: حذّرت السلطات الصحية لدى «الإدارة الذاتية» لشمال سوريا وشرقها من كارثة إنسانية وشيكة ومحتملة في مناطقها التي تخضع لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» المعروفة اختصاراً بـ«قسد»، نتيجة ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيدـ19) في الآونة الأخيرة.
وسجّلت السلطات المحلية في تلك المنطقة مؤخراً، آلاف الإصابات بالفيروس المستجد، إلى جانب مئات الوفيات. ونتيجة ذلك أعلنت «الإدارة الذاتية» منذ أيام عن حظر تجوّالٍ شامل في مناطقها قد يمتد لأيام.
وتضم مناطق «الإدارة الذاتية»، كامل محافظتي الحسكة والرقة، إضافة لأجزاءٍ من محافظتي حلب ودير الزور. وهي مناطق في معظمها تشهد توتراتٍ عسكريّة، إذ تحصل فيها اشتباكات متقطعة بين «قسد» المدعومة من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش»، وبين الجيش التركي وجماعاتٍ من المعارضة السورية المسلّحة المدعومة من أنقرة. إضافة لمواجهة «قسد» لخلايا التنظيم النائمة.
وكشف جوان مصطفى الرئيس المشارك لهيئة الصحة أن «عدد حالات الإصابة بكوفيدـ19 في مناطقنا بلغت 14281، وسجّلت كذلك 469 حالة وفاة جراء الإصابة بالفيروس المستجد».
وقال مصطفى لـ«المجلة» إن «هذه الأرقام في الحقيقة لا تعكس الواقع، إذ لم يخضع العديد من الأشخاص لاختبار الإصابة بكوفيدـ19 للتأكّد من إصاباتهم، بينما هم مصابون بالفعل».
وإليكم النص الكامل للمقابلة التي أجرتها «المجلة» هاتفياً من مدينة القامشلي السورية:
* كيف تبدو وتيرة انتشار الفيروس المستجد في مناطقكم؟ وهل خرجت الأمور عن السيطرة؟
- إن حالات الإصابة المعلنة من قبل هيئة الصحة هي لأشخاص خضعوا بالفعل لاختبار كوفيدـ19. وكذلك حالات الوفاة، هي لأشخاصٍ كنا نراقب إصابتهم، لكن هناك مصابين لم يخضعوا لاختبار الفيروس وقد حصلت حالات وفاة بينهم، ولذلك في حال لم تتلق مؤسساتنا الطبية مساعداتٍ عاجلة من المجتمع الدولي، فسوف يخرج الوضع عن السيطرة، خاصة وأن هناك إصابات كثيرة غير معلنة.
* ما هي المساعدات التي تحتاجونها للتغلب على أزمة كورونا في مناطق «الإدارة الذاتية»؟
- حتى الآن لم تقدّم جهات أو مؤسسات دولية، أيّ مساعدات ملمّوسة إلينا. لقد اقتصرت المساعدات فقط على الجانب المعنوي، كالتوجيهات التي يمكننا من خلالها مواجهة الفيروس. وبالتالي مناطقنا بحاجة اليوم إلى اللقاحات المضادة للفيروس المستجد، لكن يبدو أن اللقاحات لن تقدّم سوى للحكومة السورية بصفتها السلطة الشرعية في البلاد. وفي حال تأخّرت اللقاحات، فهذا يضع المنطقة أمام كارثة إنسانية كبيرة.
* هل هناك تنسيق بينكم وبين الحكومة السورية فيما يتعلق بمكافحة الفيروس؟
- كلا، لا يوجد حتى الآن أي تنسيق بيننا وبين الحكومة السورية. كما أنها لم تقدّم هي أيضاً أي مساعدات إلينا لمكافحة كوفيدـ19 في مناطقنا.
* إذن كيف تواجهون كوفيدـ19 دون مساعدات في منطقة تشهد نزاعاً مسلّحاً منذ سنوات؟
- في الواقع، تستمر الحرب السورية منذ أكثر من 10 سنوات، وقد أدت إلى تدمير البنى التحتية، خاصة فيما يتعلق بالقطاع الصحي. كما أن مناطق الإدارة الذاتية كانت مهمّشة حتى في فترة ما قبل 2011. ونتيجة ذلك نواجه الفيروس المستجد بإمكانيات محدودة كنشر طرق الوقاية منه عبر توعية السكان، وأيضاً من خلال فرض الحظر الكلي في المنطقة وتقديم الخدمات الطبية المتاحة لدينا.