رغم اختفائها عن الساحة الفنية لسنوات، ظلت شريهان أيقونة الاستعراض في العالم العربي، فهي من بين قلّة من الفنانات الجميلات اللواتي أتقنّ التمثيل والغناء والرقص بشغف وحب وحرفية. فمن هي شريهان؟
حياتها
- ولدت شريهان أحمد عبد الفتاح الشلقاني في 6 ديسمبر (كانون الأول) 1964، وفي عامها الحادي عشر تلقت صدمتها الأولى عندما اكتشفت أنّها ابنة دكتور القانون أحمد عبد الفتاح الشلقاني، الذي تزوجته والدتها زواجاً عرفياً.
- دخلت شريهان في أزمة كبيرة لإثبات نسبها لوالدها المحامي عبد الفتاح الشلقاني، الذي تزوجت والدتها عواطف محمد هاشم منه عرفيا، وتوفي بشكل مفاجئ عام 1978، وأثبتت شريهان نسبها إليه بعد مشوار طويل في المحاكم.
- هي متزوجة من رجل الأعمال الأردني علاء خواجة، وهي ضرة النجمة إسعاد يونس الزوجة الأولى للخواجة، ورغم ذلك تحولت علاقتهما إلى صداقة قوية جدا، خصوصا بعد مرض شريهان. ولشريهان ابنتان لؤلؤة وتالية القرآن.
دخولها الفن
- ورثت شريهان عن شقيقها عمر خورشيد عشقه للفن، فهو عازف الغيتار الشهير، وساعدها في دخول مجال التمثيل، ولقائها مع كبار الفنانين مثل أم كلثوم التي أعجبت برقصها وهي في سنّ الثامنة، وعبد الحليم حافظ الذي زارته مع شقيقها وقامت بتقليد الفنانين فأعجب بها.
- بعد عدة سنوات بدأت مشوارها السينمائي بفيلم «قطة على نار»ثم أنتجت لها والدتها فيلم «الخبز المر»عام 1982 مع فريد شوقي.
- لكن بداية شريهان كانت في برنامج أطفال اسمه «دو ري مي»، وكان ظهورها الأول في السينما من خلال فيلم «ربع دستة أشرار»، عام 1970، مع النجوم: فؤاد المهندس، شويكار، عبد المنعم مدبولي، سعيد صالح، بينما البداية الحقيقية لها كانت من خلال فيلم «قطة على نار»مع فريد شوقي ونور الشريف وبوسي عام 1977.
- أثناء نجاحها على خشبة المسرح مع فؤاد المهندس بمسرحية«سك على بناتك»،فجعت بخبر حادث السيارة الذي أودى بحياة عمر خورشيد عام 1981 لتفقد شريهان في سن السابعة عشرة شقيقها الأكبر وتظل تبكيه لسنوات.
مسيرتها الفنية
- حظيت شريهان بتقدير كبير من الجمهور، حيث أسعدت الملايين وحولت الثمانينات إلى سنوات مليئة بسحر «ألف ليلة وليلة»،و«الفوازير»، فقدمت «عروسة البحور»، و«فاطيمة وحليمة وكريمة»، فأصبحت أيقونة رمضان، ليس في مصر فقط بل في كل الدول العربية، حيث اشترت بعض محطات التلفزيون العربية حقوق البث.
- قدمت شريهان في تلك الفترة الكثير من الأفلام، مثل «خلي بالك من عقلك»، و«العذراء والشعر الأبيض»، والفيلم الكوميدي «ريا وسكينة»، وكذلك أحد أهم أعمالها «الطوق والإسورة».
- وفي عام 1989 تعرضت لحادث مأساوي كاد أن ينهي حياتها، ورغم أنه سُجل باعتباره حادث سير، وقالت شريهان في أحد حواراتها إنها كانت حادثة سيارة، ولكن أصل القصة وتفاصيلها ستحتفظ بها حتى يأتي الوقت المناسب.
- خرجت شريهان من هذا الحادث بكسر في العمود الفقري وفي الحوض، وظلت تتنقل بين المستشفيات لسنوات.
- عادت شريهان لجمهورها مرة أخرى، وقدمت عام 1991 المسرحية الشهيرة شارع محمد علي مع فريد شوقي، وقدمت في 1995 فوازير «حاجات ومحتاجات».
- صرحت شيريهان في التسعينات أنها قصّرت في حق السينما، ربما لذلك أولت اهتماما كبيرا للسينما بعد عودتها، وتعاونت مع محمد خان في «يوم حار جدا»، وعاطف الطيب في «جبر الخواطر»، ورأفت الميهي في «ميت فل»، وتبقى تجربتها مع رضوان الكاشف تجربة مميزة في فيلم «عرق البلح».
- غابت عن الفن مرة أخرى بعد إصابتها بمرض سرطان الغدد اللعابية الذي يعد من أكثر الأورام السرطانية ندرة على مستوى العالم، واستغرقت رحلة علاجها فترة طويلة امتدت لسنوات، حتى أعلنت عن تعافيها من المرض بشكل كامل.
عودتها للفن
- وبعد انتظار كبير عادت شريهان في رمضان 2021، في إعلان رمضاني لإحدى شركات الاتصالات بمصر، بفساتين واستعراضات كما اعتاد عليها المشاهد، وذلك بعد غياب 19 عاما عن الشاشات.
- وحسب مقطع فيديو للإعلان الذي لم يتجاوز 4 دقائق، أعادت شريهان بفساتينها المبهجة، وأغانيها التي تحمل الأمل، وبإطلالة شبابية، رقصات تحاكي أجزاء من برنامج المنوعات الرمضاني الشهير «فوازير رمضان»الذي قدمته لسنوات.
- كما ظهرت خلال الإعلان في مشهد حادث سيارة ومن بعدها تدخل غرفة عمليات، ثم تعالج من آلام في ظهرها، في استعادة لحادثها الشهير عام 1989.
- وخلال الإعلان الدعائي، غنت شريهان، كلمات تحمل أملا مثّل آمالها التي واجهت بها صعوباتها قائلة: «عشنا وشفنا.. وحاربنا ولا ثانية استسلمنا.. وفهمنا الدنيا وقدرنا عليها.. ولا عمرنا كسرتنا الدنيا.. راجعين أقوى وطايرين.. ومهما الدنيا اتحدتنا».