منذ بداية الأزمة الاقتصادية والمالية في لبنان، تُعاني البلاد من وضع غير مستقر بين الحين والآخر فيما يتعلّق بالمحروقات ولاسيما مادة البنزين، مما يُعيد مشهد طوابير السيارات أمام محطات الوقود.
وخلال الأسابيع الماضية، أقفلت محطات عدة أبوابها وأخرى اعتمدت سياسية التقنين في التوزيع على الزبائن، فيما ارتفع سعر الوقود تدريجياً.
ويتراوح سعر صفيحة البنزين في لبنان اليوم بين 38,800 ليرة للبنزين 95 أوكتان و40 ألف للبنزين 98 أوكتان، أي أكثر من ثلاثة دولارات بحسب سعر الصرف في السوق السوداء.
ومن جهته، اعتبر وزير الطاقة اللبناني ريمون غجر أن السبب الرئيسي خلف أزمة الوقود التي يشهدها لبنان هو التهريب إلى سوريا، التي تعاني بدورها من شح في المحروقات.
وقال غجر إثر اجتماع لبحث أزمة المحروقات مع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ومسؤولين آخرين «تبين لنا أن السبب الأساسي للشح الحاصل هو التهريب إلى خارج الأراضي اللبنانية بسبب الفرق في الأسعار بين لبنان وسوريا».
وأضاف أن «الحاجة في السوق السوري للبنزين تدفع المهربين اللبنانيين إلى تهريب مادة البنزين إلى سوريا لتحقيق أرباح طائلة، علما أن هذه المادة مدعومة من الدولة اللبنانية للمواطنين اللبنانيين».
وفي هذا الصدد، قال ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا في حديث خاص لـ «المجلة» أن «سبب الأزمة يعود إلى وجود رعب لدى المواطنين وخوف من رفع الدعم عن المحروقات فيلجأون الى تخزينها، مما يضغط عل محطات الوقود، وكل ذلك يعود إلى عدم الاستقرار الموجود في البلاد». وأضاف «كما أن هناك سبب خر متعلق بتأخر فتح الاعتمادات من قبل المصرف المركزي مما يؤخر من قدرة الشركات على استيراد المحروقات، فضلاً عن تأخر بعض البواخر في الوصول، وبالتالي فإن الكمية التي تدخل البلاد أصبحت متدنية»، وتابع «كما أن هناك كميات يتم تهريبها إلى سوريا».
يؤكد أبو شقر أن «الأزمة بدأت تنحصر جزئياً، حيث تقوم بعض الشركات الى زيادة توزيع المحروقات والعمل في أيام العطل وذلك بالاعتماد على مخرونها من هذه المواد". وتابع أن "الوضع الذي يمر به البلد صعب، حيث تشهد المواد المدعومة من حليب ورز ومحروقات وغيرها للعديد من المشاكل».
حول الحديث عن رفع الدعم عن المحروقات، قال أبو شقرا أن « دياب أكد لنا عدم الاقدام على خطوة رفع أو ترشيد الدعم من دون وضع خطة لمساعدة الأسر الأكثر فقراً».