[caption id="attachment_55248562" align="aligncenter" width="620"] حمد العماري[/caption]
في هذا الحوار يطلعنا الأستاذ حمد العمّاري الأمين العام المساعد في مؤسّسة الفكر العربي، والمدير التنفيذي لمؤتمرات "فكر" السنوية، عن أهم النشاطات التي قامت بها المؤسسة خلال العام 2013، والجوائز التي تقدمها المؤسسة كل عام، وعن رعايتهم للشباب والمبدعين في الوطن العربي. وعن الأسباب التي تجعل مؤسسة الفكر العربي تؤمن بأهمية عقد مؤتمرها كل عام بشكل منتظم، وأمور أخرى كان من ضمنها مؤتمر "فكر 12" والذي يتم الاستعداد حاليًا لانعقاده.
ما هي أبرز الأنشطة والإنجازات التي قامت بها مؤسّسة الفكر العربي في العام 2013؟
يمكن الحديث هنا عن فعاليات متنوّعة أطلقتها المؤسّسة على مدى العام، ترتبط بمجالات الفكر والثقافة والمعرفة، وهي إنجازات حقيقية تمثّلت في إصدار الكتب والتقارير والأبحاث، وكان آخرها كتاب "اليابان والوطن العربي" للدكتور مسعود ضاهر، فضلاً عن الكتب المُترجمة من اللغتين الفرنسية والصينية إلى اللغة العربية، ومنها كتاب "التعليم الجديد في الصين" الذي ترجمته المؤسّسة إلى اللغة العربية، وأيضاً التقرير الفرنسي السنوي "أوضاع العالم 2013".
كما صدر عن المؤسّسة "التقرير التأسيسي للمحتوى الرقمي العربي"، الذي يُشكّل إنجازًا متقدّمًا في مواكبة الثورة التكنولوجية الحديثة، وذلك بدعم من شركة "أرامكو" السعودية، ممثّلة بمركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي، وهي الشريك الرسمي والدائم لمؤتمر "فكر" السنوي.
وقد أعادت المؤسّسة إطلاق ملحق "أفق" بصيغته الورقية الجديدة، بالتعاون مع ست صحف عربية، تُصدره بالتزامن مع إصدار الصحيفة مطلع كل شهر، وهي: البيان الإماراتية، الصباح المغربية، الجريدة الكويتية، عُمان العُمانية، النهار اللبنانية، الوطن السعودية.
هذا، وأطلقت المؤسّسة حديثًا، مشروع "جداريات " (نتعرّف، نتحاور، نتماسك)، بالتعاون مع مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية- بيروت، وبلديات مناطق الشويفات وكفرشيما والشياح، واللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو، ومنظّمات أهلية أخرى ناشطة، وثلاث ثانويات رسمية في لبنان.
وفي إطار برنامج الشباب، نظّمت المؤسّسة ثلاث طاولات مستديرة في مقرّها في بيروت، الأولى تحت عنوان "الحوار ما بين الشباب في رحاب وسائل الإعلام المجتمعي"، والثانية حول موضوع "الشباب والرقمنة: تطوير أم عجز في النموّ الاقتصادي؟"، والثالثة تناولت موضوع "استحداث فرص عمل للشباب في لبنان"، وذلك في إطار سلسلة اللقاءات التحضيريّة الني يعقدها سفراء شباب الفكر العربي في بلادهم، استعدادًا للمؤتمر السنوي المقبل.
وفي السياق نفسه عقدت لجان جائزة "الإبداع العربي"، وجائزة "أهم كتاب عربي" ثلاثة اجتماعات متتالية، من أجل تحسين شروط الجائزة، وتطوير آليات عملها.
حدّثنا عن جائزة الإبداع العربي؟
هي جائزة سنويّة تمنحها مؤسّسة الفكر العربي بهدف إعلاء قيمة الإبداع، وتشجيع المبدعين في الوطن العربي. هذه السنة تُطلق المؤسّسة "جائزة الإبداع العربي" في دورتها السابعة للعام 2013، ومجالات الجائزة السبعة هي: الإبداع العلمي، الإبداع التقني، الإبداع الاقتصادي، الإبداع المجتمعي، الإبداع الإعلامي، الإبداع الأدبي، الإبداع الفنّي. يحصل الفائز في كل فرع من فروع الجائزة على مكافأة مالية قيمتها 50 ألف دولار أميركي، وبراءة الجائزة وشهادة تقدير. كما تُطلق المؤسّسة جائزة "أهمّ كتاب عربي" في دورتها الرابعة للعام 2013، وتصل قيمة الجائزتين إلى نصف مليون دولار أميركي.
[caption id="attachment_55248450" align="alignleft" width="300"] سمو الأمير خالد الفيصل، رئيس مؤسسة فكر، وحمد العماري[/caption]
تم حجب جائزة "أهمّ كتاب عربي" في العام الماضي وفي أعوام سابقة أيضًا، لماذا؟
لم تتعمّد المؤسّسة حجب هذه الجائزة، وإنما من حجبها هي اللجنة التحكيمية المستقلّة، المؤلّفة من مفكرين ومثقفين ومختصّين في مجالات عدّة، وذلك بسبب الضعف في مستوى الأعمال المرشّحة، والتي لم تصل إلى المستوى الذي نطمح إليه. وفي اعتقاد المؤسّسة، أنه لدينا مبدعون يستحقّون الدعم والتقدير، ونتوقّع أن يكون لدينا هذه السنة فائزون بجائزة "أهم كتاب"، نتيجة الأعمال الجيدة التي وصلتنا والتي تجاوزت المائة.
ما هي شروط الترشح لجائزة "أهمّ كتاب عربي"؟
وضعنا معايير عملية وواضحة لضبط عملية الترشيح، على اعتبار أن الجائزة سنوية، وأهم هذه الشروط: أن يكون الكتاب قد صدر قبل عام من موعد الجائزة، وأن يتمتّع مؤلّفه بجنسية إحدى الدول العربية. ويمكن للمؤلّف أن يتقدّم إلى الجائزة بصورة شخصية، أو عبر مؤسّسة ثقافية أو تربوية أو فكرية ينتمي إليها، أو من خلال دار النشر التي أصدرت الكتاب المرشّح.
أما من حيث المضمون، فإن معيار الترشيح هو ما يمثّله الكتاب من "أهمية"، في ظلّ ما يواجهه العالم العربي من تحديات، بمعزل عن أرقام توزيع الكتاب أو مدى انتشاره. يشمل الترشيح مجالات الإبداع والمعرفة في شتى الحقول والتخصّصات، باستثناء الأعمال المترجمة إلى اللغة العربية.
على أي أساس يتم اختيار موضوع المؤتمر السنوي الذي تعقده المؤسّسة كل عام؟
نطرح كل سنة قضية محورية مهمّة، ثم تقوم اللجان التابعة لمجلس إدارة المؤسّسة برئاسة رئيس المجلس وعضوية مدير المؤتمر والهيئة الاستشارية، باختيار موضوع المؤتمر، ونقدّمه بعدها إلى مجلس الإدارة للموافقة عليه.
كيف يتم إشراك الشباب العربي في أنشطة المؤسّسة؟
تهتم مؤسّسة الفكر العربي بقطاع الشباب بشكل خاص، ولدينا رؤية وأهداف وبرامج في هذا المجال. نحن نستعين بسفراء شباب الفكر العربي للعمل على استطلاعات الرأي التي تُنجزها المؤسّسة في بلدان عربية عدّة. ونُشرك الشباب في عضويّة الهيئة الاستشاريّة للمؤسّسة، وندعو السفراء إلى اللقاءات والأنشطة التي تنظّمها المؤسّسة في بلدانهم، فضلاً عن المؤتمرات والندوات الدورية التي تُنظمها المؤسّسة في مقرّها وفي دول انعقاد مؤتمرها السنوي "فكر". وللشباب أيضًا دور أساسي في وضع أجندة مؤتمر "فكر"، من خلال مشاركتهم في الطاولات المستديرة الخاصة ببرنامج المؤتمر، إضافة إلى تنظيم جلسات وورش عمل خاصة بهم على هامش المؤتمر.
وحديثًا، فتحت المؤسّسة المجال أمام الشباب العربي، للإسهام في ملحق "أفق" الإلكتروني والورقي، من خلال تخصيص مقال أسبوعي يُعالج قضاياهم. وأيضًا لديهم إسهام في ابتكار محتوى لوسائل الاتّصال المجتمعي ومدوّنة "فكر".
ما هي أهم البرامج التربوية والتعليمية التي تحتضنها المؤسّسة؟
تولي مؤسّسة الفكر العربي موضوع التربية والتعليم أهمية كبرى، لقناعتها بأن تنافسية الأمم أصبحت تُقاس بجودة الرأسمال البشري. وهي تقوم بتنفيذ خمسة مشروعات بالتعاون مع جهات مختلفة (مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربيّة في بيروت، الجامعة الأميركية في بيروت... إلخ). والمشروعات الخمسة هي: مشروع الإسهام في تطوير تعلّم الّلغة العربية وتعليمها "عربي 21" ، مشروع التطوير المستند إلى المدرسة في البلدان العربية "تمام" (1 و 2 )، مشروع تعزيز الحوار والتماسك الاجتماعي من خلال دعم القيم الإنسانية المشتركة "جداريات"، مشروع المجتمع العربي للمدرّسين التربويّين " تربية 21"، مشروع المنتدى العربي السنوي للتطوير التربوي بالتعاون مع "عربي 21".
[caption id="attachment_55248448" align="alignleft" width="300"] شعار مؤسسة الفكر العربي[/caption]
ما هو تقييمك لواقع التنمية الثقافية في الوطن العربي؟
إذا نظرنا إلى هذا الواقع، نلحظُ تراجعًا غير مسبوق لاهتمام حكوماتنا العربية بالشؤون الثقافية، ومردّ ذلك بالتأكيد هو ما يمرّ به الوطن العربي من مخاضات تاريخية، عسيرة وبنيوية، على أكثر من صعيد، وذلك في إطار ما اصطُلح على تسميته بـ"الربيع العربي". وطبيعي إزاء ذلك، أن يطغى الهاجسان الأمني والاقتصادي، على ما عداهما من أولويات بالنسبة إلى حكومات دول مجلس التعاون، خصوصًا في السنتين الماضيتين، وصولاً إلى اليوم.
في المقابل، وعلى الرغم من كل ذلك، نلحظ أيضًا جهودًا رسمية دؤوبة ومساعي حثيثة – وإن كانت خجولة – من شأنها تعزيز الثقافة العربية، وتوكيد مسارها الحضاري والتنموي العام، الذي يصبّ في خدمة الهوية العربية الثابتة في تجدّدها لدولنا العربية. فالمهرجانات الثقافية، والمؤتمرات، والقمم، والمبادرات الثقافية المتنوّعة، ومنها مبادرات تعزيز مكانة اللغة العربية، والترجمة إليها، والتي تقوم بها مؤسّسات حكومية وغير حكومية، واحتفاليات عواصم الثقافة العربية، ما هي إلّا دليل على وعي الحكومات والمؤسّسات الأهلية، بضرورة إيلاء الثقافة اهتمامًا كبيرًا.
على أي أساس يتم إصدار التقرير العربي للتنمية الثقافية؟
يحتاج الوطن العربي إلى تقارير علمية، ترصد سنويًا عناصر البنى الثقافية العربية، من الناحيتين الكمّية والنوعية. لذلك فإن إصدار هذا التقرير يلبي حاجتنا إلى تقرير يختصّ بالواقع الثقافي العربي، على غرار التقارير الاقتصادية والتعليمية وغيرها، وذلك من أجل تحديد مكامن الضعف والقوة فيها، وتنميتها وتطويرها. من ناحية ثانية، لا بدّ من الإشارة إلى أهمية التنمية الثقافية في عصر أصبح فيه اقتصاد المعرفة أحد أعمدة الاقتصادات المتطوّرة، وعنصرًا أساسيًا من عناصر الدخل القومي.
هل يمكن اعتبار هذا التقرير مرجعًا في كلّ ما يختصّ بالتنمية الثقافية في الوطن العربي؟
يمكن الاستناد إلى هذا التقرير للتعرّف إلى بعض جوانب الواقع الثقافي العربي، وهو بمثابة "الكشف الصحي" للحالة الثقافية العربية، ويمكن للمختصّين والخبراء والطلاب والأكاديميين الإفادة من معطياته، بقدر ما يمكن لصنّاع القرار أيضًا الإفادة منه في رسم السياسات التنموية الثقافية. لكن ليس بمقدور هذا التقرير حكمًا، أن يكون مرجعًا وحيدًا، إلّا في إطار حدوده ومجالاته والإمكانات، سواء المادية أو البشرية، التي وضعت لإنجازه دوريًّا.
عقدت المؤسّسة منذ العام 2002 ولغاية ديسمبر 2012 مؤتمرات تناولت موضوعات مختلفة، ما هو الهدف من عقد هذا المؤتمر كل سنة؟
يمثّل مؤتمر "فكر" الواجهة التي من خلالها تُطلّ المؤسّسة على المثقفين والمفكرين والخبراء والمختصّين وصنّاع القرار؛ نحن نطرح كل سنة قضية ملحّة، وتُعقد بالتزامن مع المؤتمر فعاليات متنوّعة، تعكس الأنشطة والمبادرات التي تقوم بها المؤسّسة على مدار السنة. وتخرج عن المؤتمر مبادرات عدّة، وفي الختام يُقام حفل تكريم للفائزين بجوائز المؤسّسة، برعاية وحضور صاحب السموّ الملكي الأمير خالد الفيصل رئيس المؤسّسة.
أنتم الآن بصدد التحضير لمؤتمر "فكر 12"، ما هو الموضوع الذي سيتم طرحه هذا العام؟
هذه السنة تحديدًا، تمّ اختيار موضوع "استحداث فرص عمل في الوطن العربي"، وهو موضوع اقتصادي لكن انعكاساته تطال المستويات الاجتماعية والثقافية والمعيشية، وتطال أمن المواطن العربي عمومًا. لقد جاء هذا الاختيار نتيجة الإحساس بحجم التحديات التي يواجهها الوطن العربي، في ظل تفاقم البطالة، وانعدام فرص العمل، وتردي واقع الشباب عموماً. وفي حين يعمل العالم بأسره اليوم على خلق نموذج اقتصادي جديد يسمح بمعالجة هذه الأزمة، يحتاج الوطن العربي بدوره إلى نقلة نوعيّة في التخطيط، وأصبح التحدّي الأكبر يتمثّل باستحداث 80 مليون وظيفة بحلول العام 2020.
للتسجيل في النشرة البريدية الاسبوعية
احصل على أفضل ما تقدمه "المجلة" مباشرة الى بريدك.