[caption id="attachment_55248305" align="aligncenter" width="616"] الشاعر والمخرج اللبناني يحيى جابر[/caption]
هو شاعر مثير للجدل، يحمل شخصيات متعددة ومتناقضة، لا يشبه إلا نفسه، لكنه ربما يشبه أو تشبهه قصيدته، ينزع عن نفسه لقب شاعر رغم أنه لا يزال ينتج الشعر. له فلسفته الخاصة في الحياة التي من خلالها يطل على الأوساط الثقافية والعامة "يحيى جابر" فقط وبدون ألقاب، هكذا يعرف عن نفسه.
صدر له : "للراشدين فقط"، "كأنني امرأة مطلقة"، "يللي... خلق علق" ، "كلمات سيئة السمعة"، "الزعران"، "ابتسم أنت لبناني"، "بحيرة المصل" ، "بلادي"، "خذ الكتاب بقوة"، "نجوم الظهر"، "استسلم ولا أصالح" ، ويعرض له الآن مسرحية "بيروت- طريق الجديدة".
مجلة "المجلة" التقت يحي جابر، فكان هذا الحوار..
هل يمكن اعتبار مسرحية "بيروت – طريق الجديدة" مسرحية محلية موجهة للجمهور اللبناني نظرًا لطبيعة الموضوع الذي ناقشته أم أنها مقدمة للجميع؟
هي مسرحية محلية بامتياز، ولكن في الوقت ذاته يحضرها جمهور من العراق، ومن الخليج ومن سوريا، ومن المغرب العربي، ومن دول عربية أخرى. هم جمهور شعروا أن هذه البيئة التي تتحدث عنها المسرحية متمثلة بـ"طريق الجديدة" تذكرهم بيئتهم بأحيائها وعاداتها وطقوسها التي ربما تشبه أي حي من أحياء الوطن العربي. بالمعنى الديني هي تشبه أحياءهم؛ لأنها منطقة إسلامية، ومن الناحية الاجتماعية فهي أحياء فقيرة، أما من الناحية السياسية فلقد مر عليها أحداث سياسية مختلفة من أيام عبد الناصر حتى زمن الاجتياح الإسرائيلي. أعالج هذه المنطقة بمحليتها ولكن جمهورها مفتوح على الجميع، وهو من جميع الأطياف. ربما لا يعرف البعض طبيعة هذه المنطقة لذا جعلت من هذه المسرحية رحلة سياحية للجمهور العربي ليتعرف عليها. اللبنانيون لا يعرفون بعضهم في العمق، وهم هنا يفاجأون حين يتعرفون على هذه المنطقة التي تشبههم ويكتشفون من خلالها بعض القواسم المشتركة ما بينها وبينهم. المسرحية كانت ناجحة بهذه المقاييس لأنها أصابت جميع شرائح المجتمع اللبناني، ولا تنحاز لأي فريق سياسي وهي كوميدية سوداء بامتياز.
كيف كانت ردة فعل الجمهور اللبناني على هذه المسرحية التي تحمل جوانب وأبعاد عديدة؟
حتى الآن المسرحية ناجحة، ونجاحها هو دليل العافية، هي مسرحية غير مضجرة، والضجر هو مرادف للمسرح التجريبي. ولأنها تمتلك حس النقد والعمق والحس التاريخي وحس الفكاهة فقد نجحت. واجهت هذه المسرحية بعض الانتقادات بسبب اسمها "بيروت- طريق الجديدة"؛ وذلك نظرًا لأن "طريق الجديدة" هي منطقة سنية، وقد يعتقد البعض من خلال اسم المسرحية أنني أتكلم عن أهل السنة فيها. لكن من حضرها تفاجأ أن طبيعة العمل شاملة وبعيدة كل البعد عن كونها تخص فئة معينة. هناك انتقادات تشبه ما يمكن تسميته بالـ "نميمة"، وجاءت من باب أنه كيف يمكن لشخص شيعي أن يحكي عن أهل السنة، وفي المقابل تساءل أهل الشيعة السؤال ذاته. وهذا أمر مضحك بالنسبة لي لأني تعودت أن أكون حرًّا بآرائي وانحيازاتي التي أسخرها إلى ألم الإنسان الفرد ضد الجماعة أو من هم على مسافة مني، ولكشف الجماعة لا بد من وجود مسافة ما بيني وبينهم، وهي ساحة صراع ما بين الشخص الذي بداخلي، وما بين المجتمع. أشكال التعبير لدي أختصرها بوجود المسافة ما بيني وبين المجتمع.
لماذا اخترت الصحافي "زياد عيتاني" الذي خاض تجربة التمثيل للمرة الأولى- ليكون بطل هذه المسرحية ؟
هذا الأمر جزء من طبيعتي التي تتسم بالتحدي والمغامرة وكسر بعض النمطيات إن كان ذلك في الشعر أو في المسرح. في المسرح يقال إن الممثل المحترف هو الذي يقف على المسرح ساعة ونصف، وأنا قررت أن اختار ممثل يمثل لأول مرة ويقف ساعتين على المسرح ليروي تاريخًا كبيرًا. عيتاني هو ابن هذه المنطقة. ذاكرته ساهمت في نضج العمل؛ لأنه ابن هذا البيئة.
في البداية أخبرته أنه سوف يعمل مع مجموعة من الممثلين على هذه المسرحية، ثم فاجأته بعد ذلك أنه سوف يمثل لوحده؛ وذلك لإيماني به، وبمواهبه. قررت خوض المغامرة بهذه الطريقة مع شخص غير معروف لم يجرب تجربة التمثيل أبدًا. وها نحن الآن في العرض رقم 30 وبنجاح متتالي. أحيانًا يجب كسر السائد والمعروف.
[caption id="attachment_55248307" align="alignleft" width="212"] ملصق إعلاني لمسرحية "بيروت - طريق الجديدة"[/caption]
هل تتقارب شخصية الشاعر يحيى جابر المتهكمة من كل ما حولها والظاهرة للجميع مع شخصية يحيى جابر حين يختلي بنفسه؟
هذه الرؤيا صحيحة، فحين أكون لوحدي أشعر أني سوداوي تشاؤمي كربلائي، وهذا هو المنجم الحقيقي لصناعة الضحكة. لا يمكن أن نوجد الضحك من دون أن نكون بشخصيات منفصمة. وأنا لدي شخصيات منفصمة لأكثر من شخصية، فكل يوم أكون بشخصية مختلفة. أنا تاجر مع نفسي، ومقاول حزن، وكل هذا ينبع من منبع الحرية. حريتي الشخصية والفردية، وحريتي مع الفرد الذي بداخلي. هناك حوار دائم ما بيني وبين نفسي، أنا أكتب دائمًا حتى إني أكتب وأنا أمشي، وأكون دائمًا مشغولاً بفكرة، ومن فكرة تولد فكره أخرى، وهذا جزء من البحث عن طريق وهمي أستدير من خلاله حول نفسي. العالم العربي ثقافته مبنية على الخوف من الضحك، فالعرب حين يضحكون يقولون "الله يسترنا من هل ضحكة" وينظرون إلى الضحك على أنه أمر غير محبب. رغم أن الضحك هو أساس الكون كله. من هنا وقعوا بإشكالية عدم رؤية الوجه الآخر لأحزانهم. هناك صورة نمطية لصورة المثقف تضحكني، فهو المتجهم دائمًا، صاحب الطلة الخاصة. هذه النمطية تنعكس على صورهم الشعرية ورؤيتهم للأمور. هم كاذبون لأنهم يعيشون الفرح خارج قصيدتهم أو روايتهم، ويعيشون مع خرافة تقسيم الموضوعات الشعرية إلى موضوعات كالمدح والرثاء والغزل، ويتعاملون مع الهجاء على أنه فن.
الفرح لا يعني فقط النزوات العابرة، الفرح هو مخرج الطوارئ من كل حرائق العالم. وهذا من أصعب الفنون؛ لأن هناك خيطًا رفيعًا ما بين الضحك والاستهزاء. أنا شخص درامي، حتى حين أضحك. لا أسخر فقط لأسخر، وإنما لكي أكشف الوجوه الأخرى وما تحت السطور . باعتقادي حتى الروح حين تخرج من الجسد فهي تخرج ضاحكة؛ لأنها تذهب نحو الحرية.
تقول: "لا يمكن أن تكتب المسرح بدون أن تكون شاعرًا" كيف ذلك؟
أرسطو حين كتب عن المسرح أسماه "فن الشعر". المسرح بدايته شعرية، وهو متعلق برؤيتك للوجود، والدراما الإنسانية العميقة، وهي الشعر، ونظرته للموت والحب عبر اللغة. يوجد فرق ما بين كتابة القصيدة وبين الشعر. ليس من الضرورة أن يكتب المسرحي الشعر، لكن يجب أن يعيش حالة شعرية. كل الكبار في النصوص المسرحية هم شعراء. لا يمكن أن نفصل المسرح عن الشعر.
ما هو تقييمك لحال الشعر اليوم؟
في الوقت الحاضر لا أعترف بوجود الشعر العربي. الشعر يعيش أزمة حقيقة في العالم العربي. أنا دائمًا أكرر بأني شاعر سابق، وأحترم كل الأسماء الموجودة لكني لا أقرأهم ولا أتلهف لدواوينهم . قد تمر جملة شعرية لأحدهم، ولكن لا توجد قامات شعرية مهمة حاليًا. مع احترامي لكل ما تنتجه دور النشر في الوقت الحاضر . وبما أن الشاعر ابن بيئته فـ "يا ليل يا عين على بيئته" . لكن هذا لا ينفي أني أتابع الشعر لكني لا أتذوقه. أتذوق الشعر عند "توم وجيري" وملحمتي هي "والت دزني". أنا في طريقي إلى الأمية، لأني أعتبر أن الوقت قد حان لأن أثور وأنا الآن في حالة الثورة، والثورة لا تعني أن تقود كل شي جديد، هي بالنسبة لي محو كل ما سبق. وعليه ممكن أن أمحي الكثير من أفكاري وتجاربي وآرائي السياسية السابقة. فأنا أتمنى محو كل إنتاجي السابق لأني أريد أن أكون أكثر حرية مما قد كتبت. إذا كان هناك هامش حرية في حياتي فإني أعتبرها متواضعة بالنسبة لتجارب أخرى خارج العالم العربي. أنا الآن في حالة "محو" قد أنجح أو أفشل لكني في أول الطريق للعودة إلى الجذور الأساسية، وهي الطفولة التي لم أتخلى عنها يومًا. أنا مع إنسان الكهوف. فطفولة التاريخ هي الأساس، ببكارته الأولى وأسئلته الأولى. أي حدث تاريخي في الماضي بلا "اليوتيوب" لا يعول عليه. الشك لا زال سلاحًا أساسيًا وهو الذي يقودني إلى الشعر . الشعر بدون شك لا يسمى شعر. في ثقافتنا الجميع ناضج لا أحد يريد أن يسال من أجل المعرفة. وعليه لا يوجد ابتكار ولا إبداع.
ماذا ترد على من وصفوك بالـ"الشاعر المجنون" ؟
هذه الكلمة تقليدية. إذا كانت الطفولة موجودة في شخص ما فهل هو مجنون؟. لكن بشكل عام أعترف بأني أحب هذه الأوصاف والتسميات؛ لأنها تتيح لي خلق مسافة مع الآخرين.
الحرب وتراكماتها كيف أثرت في نصوصك ؟ وما هو الإرث الذي من خلاله تكونت الصورة الشعرية لديك؟
الحرب أثرت كثيرًا في شعري، أنا من جيل عاش ولا يزال يعيش هدنات، فنحن لا نعيش لا السلم ولا الحرب . أحيانًا نقول: متى تأتي الحرب، وحين تأتي، نسأل: متى تأتي الهدنة. أنا ابن هذه الثقافة، أنا ابن الحرب اللبنانية العربية بكل معنى الكلمة. في سن الـ 15 شاركت في الحرب الأهلية كمقاتل مع الحزب الشيوعي اللبناني، ورأيت الحرب من زاوية مختلفة تمامًا. كانت الحرب بالنسبة لي هي تجربة مضحكة. أنا شخص يسخر من الحرب بكل طقوسها. الآن أنا بصدد إصدار كتاب عن الحرب بعنوان "الحرب بتضحك ليه"، وهو عبارة عن نصوص، مسرحيات، وشعر عن الحرب لكن بشكل ساخر من كل ما يسمى "الحرب المقدسة". بمعنى حتى سيارات الإسعاف في أحد مشاهد هذا الكتاب أصف طريقة مرورها في الشارع بطريقة ساخرة. باختصار هذا الكتاب هو كتاب مفتوح على مصراعيه من ناحية الأشكال الكتابية.
هل تمانع أن يطلق عليك لقب "شاعر شعبي"؟
لا أمانع أن يطلق علي هذا الاسم، لكني أرى نفسي كشاعر نخبوي، بمعنى أني آخذ نخبة من أوجاع الناس، وأبحث عن جوهر المعنى الحقيقي لهذا الوجع وأعيده إليهم على شكل قصيدة أو مسرحية أو غيرها. لأنهم أحيانًا يكونون جاهلين بما يملكون. أنا بحيرة تصب فيها كل الأنهار؛ لأني متنوع و متقبل للآخر، أعلمه، وأتعلم منه. لم أختم العلم ولم أختم الشعر أيضًا.
[caption id="attachment_55248308" align="alignleft" width="210"] غلاف كتاب "كأنني امرأة مطلقة" ليحيى جابر[/caption]
المتابع لإصداراتك يلاحظ غرابة عناوينها مثل" للراشدين فقط" ،"كأنني امرأة مطلقة" ، "يللي... خلق علق" ، "كلمات سيئة السمعة" ،"الزعران" هل تعمدت هذا الأمر؟
أنا صنعت سلعة اسمها يحيى جابر، وهذا ما أملكه بغض النظر عن ما يسميه الآخرون. أنا لا أحب التصنيفات ولا المدارس الشعرية. لو لم ينظم "الخليل بن أحمد" الأشكال الشعرية لكان الشعر يمشي بطوره الطبيعي، ولما أصبح ضمن مدارس تحد من خيال الشاعر الذي هو أهم سلاح له. الكتابة تشبه العنوان، ولا نستطيع اختيار عنوان إذا كان لا يشبه المضمون. وأنا بهذا لا استفز القارئ، فهذه عناوين تعكس دواخل الحياة اليومية.
كيف تعلق على استخدام بعض الشعراء العرب لأسلوب "الهايكو" -القصيدة التي تتكون من بيت واحد- في نصوصهم ؟
في الشعر العربي هناك ما يسمى بـ "بيت القصيد"، وهو أن يبني الشاعر قصيدة كاملة من بيت واحد . في القصيدة الحديثة الاختصار له أسباب كثيرة منها ما يعود إلى التطور التكنولوجي، وظهور وسائل التواصل الاجتماعي التي ساهمت في تشجيع انتشار هذا النوع من الشعر الذي يعتقد كاتبه أنه "هايكو". السؤال: هل يكتب شعر أو لا شعر؟ هؤلاء الشعراء يسعون للقب الشاعر أو الشاعرة، من أجل أن يحتفي به الأقارب والأصدقاء والزملاء. أنا لست ضد هذا الأمر إذا أحدث توازنًا للشخص، لكن هل ينتج هذا شعرًا حقيقيًّا وهل يضيف جمال وقيمة للشعر؟ في العالم العربي انتشرت ظاهرة لقب "الشاعر" التي يسعى وراءها الكثيرون. الآن كل مواطن هو إعلامي ورئيس تحرير جريدة وذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، والجميع يريد أن يلفت نظر جمهوره، أو لفت نظر شخص واحد ربما. من جهتي أنا أمشي على الرصيف ولا أنتمي لهذا المارثون. بالنسبة للهايكو يبدو أنهم يتبعون جملة "خير الكلام ما قل ودل".
هل هذا يعني أنك خلقت أشكالاً وقوالب شعرية خاصة بك؟
المضمون واحد، وكل مضمون جديد يريد شكلاً جديدًا . أنا أحاول بشخصياتي المتعددة، والمتناقضة أخذ الشكل التعبيري الخاص بي، القوة الشعرية قد تصبح شعرًا، وقد تصبح مسرحية، أو مقالا صحفيًا، أو "ستاتوس" على الفيسبوك. التعبير له أشكال مختلقة. لم يكن لدي طموح أن أكون مددًا أو مضيفًا للقصيدة العربية، ولم أكن مرافقًا لأي زعيم شعري، ولم أكن في يوم زعيم شعري وليس لدي مرافقين. بالنسبة للأشكال الشعرية أعتقد أن البحر يريد ملابس خاصة به، وهذه الملابس لا أستطيع أن ألبسها وأنا في الشارع. القصيدة كذلك لها ألوان مختلفة بشرط أن أكون أنا المصمم لهذه الأزياء الشعرية. وأنا الذي أختار الألوان التي أريد، دون أن ألحق بركب الموضة الشعرية الدارجة، ومع الاستغناء عن لقب شاعر . أنا يحيى جابر فقط.
ما الجديد الذي تعمل عليه الآن؟
أعمل حاليًا على مسرحية جديدة لم أحسم شكلها المسرحي بعد؛ لأني محتار ما بين ثلاث مسرحيات، وأنا حاليًا بصدد تدريب ثلاثة ممثلين يتدربون على مسرحيات مختلفة كلّ على حدة. المسألة تكمن بجوهر الفن والأدب. أصيغها بكلمة واحدة وهي "اللعب" أنا أحب أن ألعب مثل الطفل. الطفل بلا لعب ليس بطفل. وأنا طفل يلعب باللغة وبالخيال.
أخيرًا.. كيف تصف علاقتك بالمرأة كشاعر؟
لدي كتاب أحب اسمه "كأني امرأة مطلقة" ، المرأة التي في داخلي هي سر من أسرار علاقتي مع المرأة. المرأة لا تحتاج إلى الرجل دائمًا، وإنما إلى المرأة التي بداخلها. الرجل يقمع المرأة التي بداخله، وحينها تصاب هذه المرأة بالحيرة من الرجل الذي لا يدعها تحاوره. في داخل كل رجل امرأة، وداخل كل امرأة رجل. المرأة تسعى دائماً إلى امرأة داخل رجل لكنها لا تراها، وهو يقمع المرأة التي في داخله. بالنسبة لي أحاول تحرير المرأة التي في داخلي. كل نساء الأرض تفتش عن من يصغي لها وهي تحب الكلام والرجل لا ينتبه لهذه الحكاية. أنا بكل سعيي أحاول أن أكون جاسوسًا وأتلصص على المرأة؛ لأكتسب خبرات شعرية وروائية، وإبداعية. المرأة بالنسبة لي هي " موضوع إبداع".
للتسجيل في النشرة البريدية الاسبوعية
احصل على أفضل ما تقدمه "المجلة" مباشرة الى بريدك.