الجزائر: بينما يستمر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في استقبال مختلف الشخصيات السياسية ضمن المشاورات التي أطلقها قبل أسابيع، استعدادًا للانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في الثاني عشر من يونيو 0حزيران) القادم، يستمر الجدل بشأن جدوى هذا الاستحقاق، في ظل التجاذب وعدم التوافق السياسي الحاصل بين السلطة، والحراك، ومختلف التشكيلات السياسية التي أعلن بعضها المقاطعة، وأبرزها حزب العمال، والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية.
وفي مقابلة خاصة مع «المجلة»يؤكد رئيس حزب الفجر الجديد، الطاهر بن بعبيش، أحد الشخصيات السياسية التي التقت بالرئيس تبون، أن «الإرادة السياسية متوفرة لدى السلطة العليا لضمان نزاهة الاقتراع المقبل»، لأن السلطة برأيه «مدركة أن الظرف الحالي لا يحتمل أية مغامرات سياسية مهما كان نوعها»، ويتابع: «الأساليب القديمة التي كانت تنتهجها العصابة في مختلف الاستحقاقات الانتخابية أصبحت من الماضي، ولا يمكن تكرارها في هذا الظرف، ونحن لمسنا من الرئيس حرصه على نجاح هذه العملية من خلال كل توصياته، وما لمسته من لقائي معه أنه جد مهتم بالانتخابات التشريعية لأنها متعلقة بمؤسسة جد هامة في خلق التوازن بين مؤسسات الدولة، وقد قام بتكليف السلطة المستقلة لمراقبة الانتخابات، وحدد كل المسؤوليات من أجل ضمان نجاح هذه العملية».
وعن سؤال حول هاجس الشفافية، وإشكالية الشرعية في ظل عدم وجود توافق سياسي في ظل استمرار الحراك الشعبي كل جمعة، ومقاطعة بعض الأحزاب السياسية، يرد بن بعبيش بالقول: «لا بد من استعمال العقل والمنطق في التعامل مع الوضع الراهن للبلاد، نحن نسأل الذين قاطعوا الانتخابات عن البديل المقترح، هل يعقل بعد مسار دستوري انطلق قبل عامين بانتخابات رئاسية، ثم الاستفتاء على دستور جديد أننا نطالب بالرجوع إلى المرحلة الانتقالية، هذا طلب من المستحيلات السبع»، ويتابع: «نحن نرى أنه لا تعارض بين هذه الانتخابات واستمرار الحراك، مع التأكيد على أن طريقة العمل في كل الديمقراطيات أن الأمور لا تحسم في الشارع. الشارع يبث رسائل، ويحدد مواقف، وهذه الرسائل والمواقف تترجم من خلال مبادرات وأفعال سياسية ضمن أطر الممارسات الديمقراطية المعروفة عالميا من أجل بناء مؤسسات الدولة».
ويختتم حديثه بالقول: «الانتخابات ستكون، والرهان سيكون بشأن الشفافية والنزاهة، ولا يتعلق الأمر تماماً بنسبة التصويت، لأننا شهدنا انتخابات بنسبة تصويت عالية لكنها افتقدت للمصداقية بسبب التزوير، لذلك الرهان الأكبر الآن هو الضغط من أجل انتخابات نزيهة وشفافة، تفضي إلى برلمان ذي مصداقية يمثل إرادة الشعب لا مكونات السلطة».