في يوم الأم، رحلت الدّكتورة نوال السعداوي نصيرة النّساء، صاحبة الأفكار الثورويّة التي دفعت ثمنها نبذاً وتكفيراً وإقصاءً.
في رحيلها كما في حياتها، أثارت السّعداوي الجدل، البعض اعتبر رحيلها خسارةً لأيقونة نسويّة، حاربت العادات والتقاليد البالية التي تجرّد المرأة من إنسانيّتها، ودفعت ثمن جرأتها السجن أكثر من مرّة، وواجهت حكماَ لتجريدها من الجنسيّة المصريّة.
أما البعض الآخر، فشمت في رحيل السعداوي، واصفاً إياها بصاحبة الأفكار المدمّرة، التي تؤسّس لدمار المجتمع العربي والعلاقات الأسريّة، وذهب البعض إلى تكفير نوال، صاحبة الأفكار المتحرّرة من كل روابط بما فيها الدّينيّة.
على "تويتر"، احتلّ اسم #نوال_السعداوي التراند في أكثر من بلد عربي، وانقسم المغرّدون العرب حول السعداوي، ووصل الخلاف حدّ التراشق بين مغرّدين، البعض شمت، والبعض عاب الشماتة بالموت، البعيدة عن أخلاق الإسلام والمسلمين.
ورأى البعض أنّه برحيل السعداوي، ارتاح العالم العربي من أفكارها الملحدة الهدامة، ونعاها بجملة "بعد صراع مع الإسلام رحلت الملحدة نوال السعداوي".
أما البعض الآخر، فاعتبر أنّ للموت حرمة، وأنّه مهما بلغت درجة الخلاف مع شخص رحل عن دنيانا، ينبغي احترام حرمة الموت وعدم الانجرار إلى سوق الاتهامات نحو شخص لم يعد يستطيع الدّفاع عن نفسه.
وذكّر البعض بأفكار نوال المخالفة للدين، والتي كانت تجاهر بها متحدّية أعلى السلطات الدّينيّة، بما فيها رفضها للحجاب وتعدّد الزوجات، واعتبارها الدين مجرد إرث يرثه الإنسان من أهله لا حول له ولا قوّة في خياره.
النسويات كنّ من المدافعات عن أفكار نوال، التي كرّست حياتها للدّفاع عن المرأة العربية، ومحاربة الأفكار البالية التي كانت تقصيها وتتعامل معها على أنّها مواطنة من الدرجة الثانية، واعتبرن أن السعداوي سارت أول خطوة في مشوار الألف ميل وبعدها سارت الكثيرات في درب النجاة، فوصف البعض السعداوي بأنّها أم النسوية، التي كسرت التابوهات وخاضت حروب كل النساء العربيات.
يذكر أنّها ليست المرّة الأولى التي يشاع فيها خبر وفاة نوال السعداوي، الفارق أنّ الخبر هذه المرّة كان صحيحاً، وأنّ السعداوي رحلت عن 90 عاماً، تاركة خلفها نقاشاً قد يطول. نقاش سبق أن شهدت مثله مواقع التواصل الاجتماعي في كل مرّة كان ينتشر فيها الخبر قبل نفيه.