جدل أميركي حول المتحولين جنسياً... والمعارضون: ستدمرون الرياضة النسائية

تظاهرة في واشنطن للمطالبة بحماية حقوق المثليين

جدل أميركي حول المتحولين جنسياً... والمعارضون: ستدمرون الرياضة النسائية

* وقع بايدن في يومه الأول أمر زيادة الحماية للطلاب المتحولين جنسيا. وفي اليوم السادس، ألغى الحظر المفروض على المتحولين جنسيا داخل القوات المسلحة

* ليس سرا أن المتحولين جنسيا ظلوا يشتركون في الألعاب الرياضية التي يحبونها، فلماذا هذه الضجة بعد أن صار بايدن رئيسا؟

* يرى دونالد ترامب أن سياسات بايدن ستدمر الرياضة النسائية، ويقول: «إذا لم يتغير هذا، ستنهار الرياضة النسائية، ستنهار، ستنهار».

 

واشنطن: في الأسبوع الماضي، هدد الرئيس جو بايدن بمقاطعة ومعاقبة الدول التي تعارض حقوق «ترانسجندر» (المتحولين جنسيا).

وحسب القاموس، تعني «جندر» جنس الرجل أو المرأة. وتعني «ترانسجندر» المتحول جنسيا، من رجل إلى امرأة، أو العكس. ويمكن أن يكون التحول عضويا (بعملية جراحية)، أو فقط نفسيا (بتغيير الهوية الجنسية). ويسمى هذا الشخص، أيضا، «ثيرد جندر» (الجنس الثالث) الذي ليس رجلا أو امرأة حسب التفسير المتعارف عليه.

هكذا، بعد سنوات الرئيس السابق دونالد ترامب، اليميني المتطرف، جاء الرئيس بايدن، الليبرالي المعتدل. لكن، بسبب تطرف ترامب، تطرف بايدن، وتحول إلى الليبرالية المتطرفة (التقدمية).

وفي الأسبوع الماضي، أيضا، شهدت أمام الكونغرس راشيل ليفين لتكون مساعدة لوزير الصحة الاتحادي. كانت وزيرة الصحة في ولاية بنسلفانيا. وقبلها، أستاذة في طب الأطفال النفسي في كلية الطب في جامعة بنسلفانيا ستيت. وقبلها، تخرجت من كلية الطب في جامعة هارفارد،

مؤخرا، اشتهرت بأنها من قائدات «ترانسجندر» في الولايات المتحدة.

عمرها الآن 61 سنة. كانت رجلا متزوجا، وأنجبت زوجته له طفلين. لكن، عندما كان عمره 40 سنة، وبعد مقابلات مع أطباء نفس، أعلن أنه تحول إلى امرأة. (تحول نفسيا، بدون عمليات جراحية).

وغير اسمه من «ريتشارد» إلى «راشيل». وطلق زوجته، وترك أطفاله، وتزوج «رجلا»، أيضا «ترانسجندر» (كان امرأة، وقال إنه تحول نفسيا إلى رجل).

أثارت شهادة «راشيل» أمام الكونغرس نقاشا على طول الولايات المتحدة. ومن بين الذين شاركوا في النقاش امرأتان:

الأولى: كاثرين لهامون، مديرة قسم السياسة الداخلية في البيت الأبيض (ديمقراطية، كانت مستشارة بايدن خلال الحملة الانتخابية).

الثانية، جانيت براندتاين، عضوة الكونغرس من الحزب الجمهوري عن دائرة في ولاية ويسكنسن.

هذه مقتطفات من رأي كل واحدة، من تغريداتها في «تويتر»، وصفحتها في الإنترنت، وتصريحاتها للصحافيين:

كاثرين لهامون: «الرئيس مع المتحولين جنسيا»

لم تكن الأوامر الجمهورية التي أصدرها الرئيس بايدن بمجرد دخوله البيت الأبيض مفاجئة، وذلك لأنه كان قد وعد بها خلال الحملة الانتخابية. وبالنسبة للمتحولين جنسيا، وقع في يومه الأول أمر زيادة الحماية للطلاب المتحولين جنسيا. وفي اليوم السادس، ألغى الحظر المفروض على المتحولين جنسيا داخل القوات المسلحة. وفي الأسبوع الثالث، هدد بفرض عقوبات على الدول التي تقمع حقوق المتحولين جنسيا.

صار واضحا أن الرئيس بايدن يبذل جهودا كبيرة لإعادة صياغة حقوق المتحولين جنسيا، لكن، ها هم الجمهوريون يحاولون تصوير الديمقراطيين بأنهم متطرفون في القضايا الاجتماعية. ويقولون إن تبني حقوق المتحولين جنسيا يهدد الرياضة النسائية...

لكن، تظل هذه الحقوق موجودة، وهي ليست جديدة. فقط الذي حدث هو أن الرئيس السابق عرقلها على مدى أربع سنوات بطريقة مستهجنة ومروعة.

ليس سرا أن المتحولين جنسيا ظلوا يشتركون في الألعاب الرياضية التي يحبونها، فلماذا هذه الضجة بعد أن صار بايدن رئيسا؟

السبب هو أن المعارضين للمساواة دون وضع اعتبار للميول الجنسية، أو الهوية الجنسية، اقتنعوا بأن معارضتهم لم تجدِ. ولهذا، اختاروا هذا الموضوع الشخصي والجنسي عن المنافسات الرياضية، لتعبئة قاعدتهم الشعبية الحماسية والعاطفية المتطرفة.

هذا بالإضافة إلى أن حملتهم فيها كثير من الأكاذيب والمبالغات (كما هي عادتهم في كل حملة في كل موضوع)، مثل السيناتور راند بول (جمهوري من ولاية كنتاكي)..

أولا، كذب عندما قال إن أدوية تغيير الهوية في مرحلة المراهقة تؤثر على الشخص بقية حياته.

ثانيا، بالغ عندما قال إن أغلبية الشعب الأميركي ترفض حقوق المتحولين جنسيا. قال ذلك دون تقديم أي دليل...

صار واضحا أن الجمهوريين المحافظين يركزون على الرياضات النسائية بهدف إثارة شعور الرجال والنساء. يقولون إن الرجال، خلال المنافسات الرياضية، لا يقبلون المتحولات جنسيا من النساء (لأنهن نساء)، وأن النساء لا يقبلن المتحولين جنسيا من الرجال (لأنهم رجال).

في الحقيقة، يستعمل المعارضون هذه الحجة المثيرة للعواطف بدلا من مناقشة القضية الأساسية، وهي الحقوق والمساواة للمتحولين جنسيا.

وفي الحقيقة، توجد اليوم 16 ولاية تسمح بإدماج الطلاب المتحولين جنسيا بشكل كامل في رياضات المدرسة الثانوية. وأن التحذيرات الرهيبة المثيرة للعواطف ليس لها أساس واقعي:

مثلا: تظل ألعاب القوى واحدة من الألعاب المفضلة لبعض البنات.

مثلا، تقول نسبة 2 في المائة فقط في المدارس الثانوية إنهم متحولون جنسيا...

صار واضحا أن المعارضين الذين خسروا منع زواج المثليين (وصل الموضوع إلى المحكمة العليا، التي تفسر الدستور، وقالت إن الدستور لا يمنع زواج المثليين) لا يريدون أن يخسروا التحول الجنسي. هكذا عادة المعارضين: كلما خسروا قضية في الحرب الثقافية، يلجأون إلى قضية أخرى.

جانيت براندتاين: «انهيار رياضة النساء»

في الشهر الماضي، خلال نقاش عن حقوق المتحولين جنسيا في المنافسات الرياضية، قلت: «لن تقدر امرأة على منافسة الرجال رياضيا. كيف تقدر والبيولوجيا (الطبيعة) خلقتها امرأة». وقلت: «الحقيقة هي، وبصراحة كاملة، سيدمر المتحولون جنسيا المنافسات الرياضية عبر الولايات المتحدة».

وأقول اليوم إن هذا التدمير سيكون سببه هو أن كل بنت ستسأل: لماذا أتنافس ضد رجال يقولون إنهم نساء، وهم ليسوا نساء؟

وأقول، أيضا، إن بلادنا صارت، خلال السنوات القليلة الماضية مرتع أنواع غريبة من القضايا، مثل المتحولين جنسيا، ومثل منع كتب «دكتور سوس» (كتب رسومات للأطفال. اشتكى سود وآسيويون من أن فيها إشارات عنصرية ضد السود والآسيويين).

ومثل منع لعبة «بوتيتو هيد» (قطعة بلاستيك في شكل بطاطس فيها عينان وأذنان وفم وأنف، يغيرها الأطفال كما يريدون)...

في الشهر الماضي، في ولايتي، ولاية ويسكنسن، قدم مشروع قانون إلى كونغرس الولاية لمنع اشتراك المتحولين جنسيا في المنافسات الرياضية. وفي ولاية مسيسبي، صوت كونغرس الولاية، بأغلبية كبيرة، ضد اشتراكهم في المنافسات الرياضية. ويتوقع أن يوقع على مشروع القانون تيت ريفز، حاكم الولاية.

ويجب أن لا ننسى الاهتمام الشخصي والعائلي وسط كبار السياسيين بهذا الموضوع:

مثلا، قال ريفز، حاكم ولاية مسيسبي: «هذا قانون ضد بناتي، وضد طموحاتهن الرياضية».

ومثلا، قال السيناتور ميت رومني (جمهوري، من ولاية يوتا): «هذ صورة حفيداتي الثماني، وعندي أحفاد أولاد. يجب أن لا يتنافسن مع أشخاص يختلفون عنهن من الناحية الفسيولوجية (الجسدية)».

وأشير إلى ما قال، يوم الأحد الماضي، الرئيس السابق دونالد ترامب، في أول خطاب رئيسي له منذ مغادرته البيت الأبيض: «ستدمر سياسات بايدن الرياضة النسائية. إذا لم يتغير هذا، ستنهار الرياضة النسائية، ستنهار، ستنهار».

font change