* كان نجاحاً كبيراً لسارة الأميري، كبيرة علماء مشروع مسبار الأمل، والذي تشكل النساء 80 في المائة من علمائه وعالماته
* الخطيب أسس مركز «أرشيف سوريا» سنة 2014، بهدف توفير المعلومات للصحافيين، والخبراء، والسياسيين، والنشطاء
* تدير ندين موقع في «إنستغرام»، يتابعه مئات من النساء قلن إنهن تعرضن لاعتداءات منزلية، وعائلية، ومكتبية، واجتماعية، وشوارعية، وفي الحافلات والقطارات
واشنطن: كل سنة، تصدر مجلة «تايم» عددا خاصا عن «100 شخص مؤثرين»، خلال السنة السابقة. ثم صارت تصدر عددا خاصا عن «100 شخص للمستقبل»، عن الجيل الجديد من الشباب والشابات، من مختلف دول العالم. وتتنبأ بأنهم في المستقبل سيكونون «مؤثرين» أيضا.
في الأسبوع الماضي، في قائمة «100 شخص للمستقبل»، وضعت 3 أسماء عربية: إماراتية، وسوري، ومصرية.
الإماراتية سارة الأميري
جاءت في أعلى القائمة الإماراتية سارة يوسف الأميري، رئيسة مجلس الإمارات للعلماء، ومديرة بعثة الإمارات إلى المريخ، ووزيرة الدولة للعلوم.
ولدت سنة 1987. ثم درست في الجامعة الأميركية في الشارقة، حيث حصلت على بكالوريوس، ثم ماجستير في هندسة الكمبيوتر.
قالت مجلة «تايم»: «يسهل الحلم بالذهاب إلى المريخ، لكن، ليس سهلا الوصول إلى هناك. هذه مهمة قاسية. لهذا، كان الوصول إلى هناك، في الشهر الماضي، نجاحا كبيرا بالنسبة للإمارات العربية المتحدة. هذا هو برنامج «مسبار الأمل» الذي كان قد انطلق في يوليو (تموز) الماضي. من مركز محمد بن راشد للفضاء. ثم في بداية هذا الشهر، دخل مساره حول الكوكب الأحمر».
وأضافت المجلة: «ولهذا، كان نجاحا كبيرا بالنسبة لسارة الأميري، كبيرة علماء المشروع، والذي تشكل النساء 80 في المائة من علمائه وعالماته».
وأشارت المجلة إلى أن مشروع إرسال مركبة فضائية إلى المريخ بدأ قبل ست سنوات. وأن وكالة الفضاء الإماراتية هي خامس وكالة تصل إلى مدار المريخ. وأن الصين انضمت مؤخرا إلى هذا النادي، الذي يضم، أيضا، الولايات المتحدة، والهند
وقالت المجلة: «لا يوجد شك في أن سفينة الأمل الفضائية هي دليل على قدرة الإمارات على اتخاذ الخطوات الأولى لما تريد تحقيقه خلال الخمسين سنة القادمة، بينما تواصل العمل لتنويع اقتصادها، وتقوية إمكانياتها التكنولوجية».
السوري هادي الخطيب
نقلت المجلة قول الصحافي السوري هادي الخطيب: «يبدأ التحول من المحاسبة»، إشارة إلى أهمية وجود معلومات أساسية صحيحة ونزيهة، ليعتمد عليها العمل للمستقبل. وأشارت المجلة إلى عمل الخطيب في جمع معلومات إلكترونية عن جرائم الحرب في سوريا. وأيضا، انتهاكات حقوق الإنسان. وأن الخطيب هو صاحب مبادرة جمع وحفظ والتأكد من صحة هذه المعلومات.
قالت المجلة: «يسهل الحديث عن المحاسبة والمساءلة، لكن ليس سهلا تنفيذ ذلك في سوريا، حيث تسيطر حكومة بشار الأسد على الصحافة، وتقمع حرية الصحافيين».
وأضافت المجلة: «لكن، لحسن الحظ، صارت مواقع التواصل الاجتماعي، داخل وخارج سوريا، قنوات جديدة لجمع المعلومات، رغم أن نظام الأسد، كما هو متوقع، يؤثر على حرية مواقع التواصل الاجتماعي».
وأشارت المجلة إلى أن الخطيب أسس مركز «سوريان أركايفز» (أرشيف سوريا) سنة 2014، بهدف توفير المعلومات للصحافيين، والخبراء، والسياسيين، والنشطاء. وانطلاقا من برلين، استطاع المركز ارشفة أكثر من 3.5 مليون فيديو من سوريا. وتأكد من صحة معلومات آلاف من هذه الفيديوهات، لأن بعضها يمكن أن يكون غير صحيح، أو مزور.
وأشارت المجلة إلى أن المركز، مؤخرا، أضاف السودان، واليمن، إلى سوريا في مجال حفظ، وتصنيف، وترتيب، الوثائق الإلكترونية في كل دولة.
في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، استخدم محامون وناشطون وثائق المركز عندما رفعوا قضايا جنائية ضد حكومة سوريا. وذلك في اثنتين من أسوأ الهجمات الكيماوية التي استعملتها الحكومة ضد معارضيها:
الأولى، في سنة 2013، قتلت ألف شخص تقريبا.
الثانية، في سنة 2017، قتلت أربعمائة شخص تقريبا.
أخيرا، نقلت المجلة قول الخطيب: «استطعنا إثبات أدوار مسؤولين كبار في هذه الفظائع، وهذا، في حد ذاته، خطوة نحو المحاسبة والمسائلة».
المصرية نادين أشرف
ولدت في القاهرة سنة 1998، ودرست في الجامعة الأميركية هناك. وتعتبر من رائدات الحركة النسوية. وفي سنة 2018 أسست الفرع المصري لهاشتاغ «مي تو» (أنا أيضا)، الذي كان قد بدأ في الولايات المتحدة مع بداية حكم الرئيس السابق دونالد ترمب، ومع زيادة اتهامات التحرش الجنسي، خاصة من جانب شخصيات أميركية هامة في مجالات السياسة، والفن، والرياضة، والإعلام.
قالت مجلة «تايم»: «كان عمر نادين أشرف 12 عاما عندما قامت الثورة المصرية ضد نظام الرئيس المصري الديكتاتور حسني مبارك... اليوم، تتصدر نادين حركة ثورة من نوع آخر، ثورة نسائية ضد الهجمات والتحرشات الجنسية».
وأشارت المجلة إلى أن هذا موضوع جديد، وحساس. وأن المصريات لم يتعودن على الحديث علنا عن هذا الموضوع، ناهيك عن أن يبلغن الشرطة، وناهيك عن أن يؤسسن جمعيات ومراكز أبحاث.
وأضافت المجلة: «كانت المرأة المصرية تشعر بالخجل الشديد عند الحديث علنا عن إساءة، أو عدوان، أو اغتصاب تعرضت له. كانت تخشى أن لا يصدقها رجال الشرطة إذا ذهبت إلى مركز شرطة، وقالت إن رجلا تحرش بها، أو اعتدى عليها، أو اغتصبها... أو، أسوأ من ذلك، يقول لها الشرطي إن الذنب ذنبها (لأنها أغرت الرجل بملابسها، أو حركاتها، أو تصرفاتها، المثيرة)».
الآن، تدير ندين موقع في «إنستغرام»، يتابعه مئات من نساء قلن إنهن تعرضن لاعتداءات البلطجية، أو أكثر من ذلك، اعتداءات منزلية، وعائلية، ومكتبية، واجتماعية، وشوارعية، وفي الحافلات والقطارات.
قالت المجلة: «لم تشهد مصر أبدا حركة نشطاء وناشطات ضد هذا النوع من الاعتداءات التي كانت غير علنية».
وأخيرا، قالت المجلة: «بسبب هؤلاء النشطاء والناشطات، أصدرت الحكومة المصرية قانونا لحماية كل من تشتكي من اعتداء جنسي عليها. لكن، لا يكفي مجرد إصدار قانون».
مسلمون أيضا ضمن القائمة
في قائمة «تايم 100 المستقبل»، بالإضافة إلى هؤلاء الثلاثة من العالم العربي، يوجد عدد من المسلمين والمسلمات، من بينهم:
أبو بكر تامبادو
مدعٍ سابق في المحكمة الجنائية الدولية في قضية الإبادة في رواندا (خلال التسعينات). ووزير العدل في غامبيا حتى الصيف الماضي. في سنة 2018، زار مخيمات اللاجئين المسلمين من الروهينغيا، ميانمار (بورما) كانوا يعيشون في بنغلاديش. عاد إلى غامبيا، ورفع، باسم حكومة غامبيا، قضية أمام محكمة العدل الدولية، واتهم حكومة ميانمار بالإبادة الجماعية.
في سنة 2020 (بعد سنتين)، كسب القضية، وأدانت المحكمة حكومة ميانمار وزعيمتها (التي سافرت، ودافعت شخصيا من داخل قاعة المحكمة) أونغ سان سوشي (قبل شهر، أطاح بها انقلاب عسكري).
قالت مجلة «تايم»: «كشفت مبادرة أصغر دولة في أفريقيا بعدم السكوت على الفظائع الجماعية على الجانب الآخر من العالم، بينما صمت كثير من الناس... إن أبو بكر تامبادو ليس شخصا عاديا».
نوري توركل
من جماعة «الأويغور» في مقاطعة سينكيان في غرب الصين، حيث تتعرض الأقلية المسلمة إلى إجراءات تعسفية من قبل حكومة الصين، ليس فقط لأنها عارضت النظام الشيوعي، ولكن، أيضا، لأنها مسلمة، ولهذا، شملت الإجراءات محاولات «غسل المخ» بهدف التخلي عن العقيدة الإسلامية.
قالت المجلة عن توركل: «بصفته محاميا تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، أسس منظمة حقوق الإنسان الأويغورية التي تمثل مئات من اللاجئين السياسيين الأويغور للحصول على اللجوء السياسي في الولايات المتحدة».
وأضافت المجلة: «إنه أول أميركي من الأويغور يعمل في لجنة أميركية للحرية الدينية الدولية كان أسسها الكونغرس. وإنه رائد في الساحة العالمية، ومناضل من أجل الكرامة الإنسانية العالمية، للمساعدة على إبقاء الأمل حيا وسط شعب الأويغور».
لينا خان
أميركية باكستانية قررت أن تكون شجاعة على المستوى الوطني، والعالمي، وذلك عندما واجهت شركات الإنترنت العملاقة.
في سنة 2017، كانت لا تزال طالبة في كلية القانون في جامعة ييل، عندما نشرت في الدورية القانونية تقريرا عنوانه: «شركة أمازون وقانون مواجهة الاحتكار».
أثار التقرير ضجة وسط القانونيين في مجال الاحتكار، ووسط شركات الإنترنت العملاقة.
قالت المجلة: «صارت خان القوة الفكرية الرائدة في حركة مكافحة الاحتكار الحديثة. لقد دفعت كتاباتها، ومناصرتها، كثيرا من العلماء والمحامين والنشطاء والمسؤولين الحكوميين إلى التفكير بشكل مختلف نحو شركات التكنولوجيا الكبرى».
وأضافت المجلة: «اليوم، مع زيادة قوة شركات الإنترنت حتى صارت وكأنها أقوى من الحكومات، تظل خان من قادة جهود هادئة، بلا ضجيج، ضد هذا النوع الجديد من القوة العالمية».