رغد صدام حسين، صاحبة 53 عاما، هي الابنة الكبرى بين بنات الرئيس العراقي السابق صدام حسين، يأتي تسلسلها الثالث بين إخوانها وأخواتها، فهي بعد الابنين الذكور عدي وقصي، وقبل رنا وحلا. وأيضا هي زوجة حسين كامل رئيس هيئة التصنيع العسكري في عهد والدها.
بعد أقل من عام على مولدها حدث انقلاب 17 يوليو (تموز) 1968، فأصبح والدها نائبَ رئيس مجلس قيادة الثورة الذي كان يرأسه آنذاك أحمد حسن البكر. وفي عام 1979 أصبح والدها رئيس جمهورية العراق عندما كانت في الثانية عشرة من عمرها.
تزوجت رغد في سنّ مبكرة أي عندما كانت في الخامسة عشر من عمرها، من ابن ابن عم والدها حسين كامل رئيس هيئة التصنيع العسكري، والذي كان يتردد على منزلهم بحكم عمله مع والدها، فتبادلا الإعجاب بالعيون دون أن يتحادثا، إلى أن طلبها من والدها، الذي أعطاها حرية القبول أو الرفض، وتزوجا في غضون شهرين.
وعلى الرغم من معارضة زوجها دخولها الجامعة بسبب غيرته، إلاّ أنّها أصرّت على استكمال دراستها وحازت على درجة البكالوريوس في الترجمة الإنجليزية.
نكسة زواجها
على الرغم من قرب زوجها من والدها، وهو الذي كان يطلق عليه الرجل الثاني في العراق، إلاّ أنّه حاول الانشقاق وهرب إلى الأردن في أغسطس (آب) عام 1995، مع زوجته وأولاده وشقيقه وزوجته وهي ابنة صدام حسين الثانية رنا. وتقول رغد إنّها قبلت بالذهاب مع زوجها لكنّها لم تكن تعلم بمخططه الذي أعلن عنه في مؤتمر صحافي بأنّه انشق عن النظام العراقي وسيشكل جبهة لإسقاطه، وتؤكد رغد أنّ ردّ فعلها كان قاسيا ضدّ زوجها وقررت العودة إلى العراق وترك أولادها الخمسة مع والدهم.
ولكن بعد أشهر عادوا جميعا إلى العراق، بعد عفو من الرئيس صدام حسين، وفور وصولهم للأراضي العراقية قرر صدام حسين تطليقها وشقيقتها من زوجيهما اللذين تمت تصفيتهما بقرار «عشائري» كما تقول رغد في عام 1996.
وأيضا أكّدت رغد أنّ حزنها كان كبيرا على زوجها الذي اعتبر خائنا بنظر والدها والعائلة، وحاول الرئيس صدام حسين إرضاءها ولكنها لم ترضَ.
اللجوء إلى الأردن
آخر مرة التقت رغد بوالدها كانت في منزله قبل أيام قليلة من الغزو الأميركي، حيث جمع كل أفراد أسرته وطلب منهم أن يتحلوا بالقوة وأن يتوقعوا أن تقصف بيوتهم، ومع بدء الحرب والقصف وسقوط بغداد في أبريل (نيسان) 2003 تم تسريب خبر بأن ابنتي صدام رغد ورنا موجودتان مع أطفالهما في الموصل، وخوفا منهما على المستضيفين وأطفالهما غادروا سيراً على الأقدام على الساتر الترابي الحدودي الفاصل بين العراق وسوريا، ومكثوا بضعة أيام ثم انتقلوا إلى المملكة الأردنية الهاشمية، واستقروا هناك بضيافة من العائلة الهاشمية المالكة، وكانت قد أكّدت رغد منحهم جوازات عربية لعدم استطاعتهم الحصول على الجواز العراقي، إضافة إلى راتب شهري، ومنزل للسكن.
الدفاع عن والدها
لم تخض رغد ولا والدتها وشقيقاتها المعترك السياسي خلال سنوات حكم صدّام حسين، إلاّ أنّها أكدّت أن هناك مسؤولية كانت تحملها مع شقيقتيها كونهم بنات الرئيس تجاه الشعب العراقي، فروت أنّه خلال الحرب العراقية الإيرانية، كان القصف شديدا، وكانت تتحضّر للذهاب إلى المدرسة إلاّ أنّها قررت عدم الذهاب خوفا من القصف، فأتى والدها وسألها: لماذا لم تذهبي إلى المدرسة؟ فأخبرته. فقال لها: «وجودك في الصف مع زميلاتك العراقيات يعطيهن دفعة أمان وثقة»، لتؤكد رغد أن المسؤولية التي تربّت عليها كانت إنسانية واجتماعية تجاه الشعب العراقي.
إلاّ أنّه بعد الغزو العراقي كانت رغد الوحيدة بين شقيقاتها التي تدخلت سياسيا إثر اعتقال والدها، متأثرة كثيراً بشخصية صدام حسين وكانت تصلها رسائله من معتقله. وتابعت تفاصيل محاكمة والدها والتعامل مع هيئة الدفاع والالتقاء بهم، فهي التي ورثت جيناتها وقوّتها من والدها، لذلك حمّلتها شقيقاتها هذه المهمّة.
استنكرت الصور التي عرضها الأميركيون لوالدها أثناء القبض عليه، وقالت إنها مفبركة وإنهم أعطوه مخدراً ليظهر بتلك الصورة.
بعد إعدام والدها طالبت السلطاتِ العراقية بتسليمها جثته لكي تدفنها في اليمن خوفاً عليها منهم، ريثما يتحرر العراق من الاحتلال الأميركي فتعيده مرة أخرى إلى مسقط رأسه، لكن السلطات رفضت.
«كل شيء وارد ومطروح على الساحة، كل الخيارات وكل الاحتمالات واردة»... بهذه الكلمات ختمت رغد صدام حسين مقابلتها مع قناة «العربية»، التي بثت يوم الاثنين (15 فبراير/ شباط 2021).
كلام رغد الختامي جاء جواباً على سؤال: «هل يمكن أن يكون لك دورسياسي ما؟».