* كورتيز: وسائل الإعلام الرئيسية تضع الفكر الليبرالي التقدمي في الجانب الآخر للمتطرفين البيض أصحاب نظرية المؤامرة. وكأن الاثنين متساويان في الأهمية
* أوين: عام 2018، أصدرت كتاب «لماذا أقف: من الحرية الغربية إلى حقول القتل الشيوعية». لتسليط الضوء على تهديد الاشتراكية الماركسية لثقافتنا الأميركية
واشنطن: في الأسبوع الماضي، مع زيادة الاستقطاب في السياسة الأميركية، منذ سنوات الرئيس السابق دونالد ترمب، وما بعده، تبادل عضوان داخل الكونغرس انتقادات واتهامات حول موضوعين:
الأول: «هوايت سيوبريماسي» (استعلاء البيض).
الثاني: «ميديكير فور أوول» (التأمين الصحي للجميع).
عضوا الكونغرس هما:
الأولى: النائبة الديمقراطية ألكساندرا كورتيز (32 عاما) ذات الأصول اللاتينية (من جزيرة بورتوريكو في البحر الكاريبي). يمكن اعتبارها أكثر أعضاء الكونغرس يسارية. وحتى قبل فوزها أول مرة في انتخابات عام 2018، كانت من قادة تنظيم «أميركان سوشياليست ديموقراتز» (الأميركيون الاشتراكيون الديمقراطيون).
الثاني: النائب الجمهوري الأسود بيرغيس أوينز (70 عاما)، من ولاية يوتا. دخل الكونغرس لأول مرة في انتخابات العام الماضي. وهو واحد من أسودين جمهوريين في مجلس النواب (يوجد سيناتور جمهوري أسود واحد في مجلس الشيوخ). وهو من أتباع الكنيسة المورمونية (المسيحية المتشددة، ومركزها في ولاية يوتا). وكان لاعب كرة قدم قبل أن يصبح سياسيا.
في الأسبوع الماضي، اتهمت النائبة كورتيز الجمهوريين بعرقلة إصدار قانون «التأمين الصحي للجميع»، ووصفتهم بأنهم من أنصار «استعلاء البيض»، ورد عليها النائب أوينز بأن القانون «اشتراكي»، وأن معارضته للقانون ليست لها صلة بحركة «استعلاء البيض».
هذه مقتطفات من رأي كل واحد منهما، من موقعه الرسمي في الإنترنت، ومن تصريحاته إلى الصحافيين:
ألكساندرا كورتيز: «أنا اشتراكية ديمقراطية»:
يغيظني كثيرا أن وسائل الإعلام الرئيسية صارت تضع الفكر الليبرالي التقدمي في الجانب الآخر للمتطرفين البيض أصحاب نظريات «كونسبيراسي» (المؤامرة). وكأن الاثنين متساويان في الأهمية.
صارت وسائل الإعلام الرئيسية تقول إن مشروع قانون «التأمين الصحي للجميع» واحد من حقوق الإنسان المشروعة. وهذا صحيح. لكنهم يقولون إنه رأي «متطرف» مثلما أن الجمهوريين اليمينيين أصحاب رأي «متطرف».
هكذا، يخلطون بين الفكر والفوضى، بين الذكاء والغباء...
لننظر إلى التركيبة الآيديولوجية لأعضاء مجلس النواب. بالإضافة إلى التقسيمات التقليدية، والتي تتعدد من فكر ديمقراطي تقدمي إلى فكر جمهوري يميني، ظهر الجمهوريون اليمينيون المتطرفون.
أقسم هؤلاء إلى قسمين:
الأول، جمهوريون يمينيون متطرفون مسالمون، مثل عدد ليس قليلا من أعضاء الكونغرس.
الثاني، جمهوريون يمينيون متطرفون عنيفون، مثل الرعاع الذين هجموا على مبنى الكونغرس.
لكني أعتقد أن الأول أخطر من الثاني، وذلك لأن المنتمين للقسم الثاني إرهابيون، ويجب أن يكون مصيرهم السجن لفترات طويلة. إنهم هم الذين يؤمنون بنظرية «هوايت سيوبريماسي» (استعلاء البيض)، وينشرون العنف باسمها...
لكن، يوجد داخل الكونغرس أعضاء «محترمون» أسميهم «هوايت سيوبريماسي سيمباثايزر» (المتعاطفون مع استعلاء البيض). وأعتقد أنهم أكثر خطورة من الإرهابيين...
واحدة من هؤلاء النائبة مارجوري غرين، من ولاية جورجيا، والتي، ويا للمفارقة، افتخرت بآرائها المتطرفة حتى قبل أن تفوز في الانتخابات.
ما هو الرد المناسب لهؤلاء؟
مزيد من التقدمية، ومزيد من الاشتراكية.
منذ الكونغرس الماضي (2018-2021) كنت من قادة نواب قدموا مشروع قانون «ميديكير فور أوول» (التأمين الصحي للجميع).
وكتبت مرات كثيرة، في تغريداتي، وبياناتي الرسمية، وخطبي داخل وخارج الكونغرس أن هذا نظام «إنساني»، وهو أقل ما يجب أن تقدمه الحكومة لمواطنيها.
ليس لكسب الأصوات، ولا للوصول إلى الحكم، ولكن، على الأقل، لتأسيس «طب إنساني» في هذه الدولة التي تشذ عن حلفائها الغربيين بالإصرار على «الطب الرأسمالي».
حسنا، ماذا قال الجمهوريون اليمينيون؟ قالوا: «اشتراكية»، وسمونا «اشتراكيين»، وبعضهم سمونا «شيوعيين»...
إنني سعيدة لأن الرئيس بايدن، في خطابه يوم تنصيبه، دعا إلى إلى تطوير قانون «أفوردامبل كير» (الرعاية الميسرة، ويسمى أيضا «أوباما كير») ليشمل تغطية حكومية، بالإضافة إلى تغطية شركات التأمين الصحي.
نعم، أنا «اشتراكية ديمقراطية»، وأركز على كلمة «ديمقراطية» أكثر من التركيز على كلمة «اشتراكية»، وذلك لأننا نقدر على تطوير أنفسنا، ونزيد حضارة، وعلما، وحرية داخل النظام الديمقراطي الحالي. ولا نحتاج إلى «ثورة»، كما يقول أعداؤنا...
مؤخرا، سئلت عن هذا الموضوع في مقابلات تلفزيونية. وهذا ما قلت خلال مقابلتين تلفزيونيتين:
في المقابلة الأولى، قلت: «الاشتراكية التي أدعو لها جزء من مبادئي، لكنها ليست كل مبادئي. ويوجد اختلاف واضح، وهام، بين الاثنين، وذلك لأن الديمقراطية هي أساس مبادئي». هكذا قلت هذا في مقابلة مع تلفزيون «بي بي إس»، عندما سألني مقدم البرنامج.
في المقابلة الثانية، ردا على سؤال حول «الاشتراكية الديمقراطية»، وإذا كنت أريد لها أن تحل محل الرأسمالية، خلال مقابلة مؤخرا مع تلفزيون «بي بي إس» (شبه الحكومي)، قلت:
«أعتقد أن الولايات المتحدة ستشهد تطورا في نظامها الاقتصادي بدرجة غير مسبوقة. وليس سهلا، في الوقت الحاضر، تحديد الاتجاه الذي ستسير نحوه...».
بيرغس أوين: «حقول الاشتراكية القاتلة»:
في الأسبوع الماضي، شنت النائبة الاشتراكية من ولاية نيويورك، ألكساندرا كورتيز، حملة نفسية تضليلية عندما ربطت بين موضوعين مختلفين:
الأول: «هوايت سيوبريماسي» (استعلاء البيض).
الثاني: «ميديكير فور أوول» (التأمين الصحي للجميع).
ليتخيل كل واحد منكم أنه تربى، مثلي، في مجتمع عنصري، صالت فيه منظمات عنصرية مثل «كوكلس كلان» (في الماضي)، و«هوايت سيوبريماسي» (في الحاضر). وفجأة، يتهمني شخص أني أعارض «التأمين الصحي للجميع» لأني أؤيد هؤلاء العنصريين البيض.
هذا ما فعلته النائبة الاشتراكية كورتيز.
أنا واحد من كثير من أعضاء الكونغرس، لا نرفض الرعاية الصحية للأميركيين، لكننا نخشى سيطرة الحكومة عليها، لأنها ستدخلها في بيروقراطية عتيقة، وبطيئة، وغير مسؤولة، ولا تحاسب، وتشجع على الفساد. ومن هنا جاء وصفي لها بأنها «طب اشتراكي».
في عام 1984، تقاعدت كلاعب محترف في كرة القدم (لعب مع فريقي «أوكلاند ريدرز»، و«نيويورك جيتز»). وأصبحت رجل أعمال. هكذا، تحولت من «ليبرالي» إلى «محافظ».
وأعترف، كنت «ليبراليا متعجرفا»، وصرت «محافظا متعجرفا».
وأعقبت القول بالفعل...
مثلا، في عام 2019 (قبل أن يدخل الكونغرس)، قدمت شهادة إلى لجنة في الكونغرس، ضد مشروع قانون لتعويض الأميركيين السود بسبب تجارة الرقيق.
مثلا، في العام الذي سبقه (2018)، انتقدت لاعبي كرة القدم، خاصة الأبيض كولن كيبرنيك، لأنهم احتجوا على التفرقة العنصرية داخل الملاعب الرياضية، أثناء المباريات...
في عام 2018، أصدرت كتاب: «هواي آي ستاند» (لماذا أقف: من الحرية الغربية إلى حقول القتل الشيوعية). كان هدفي من الكتاب هو تسليط الضوء على تهديد الاشتراكية الماركسية لثقافتنا الأميركية. وقلت في الكتاب إنها إذا انتصرت، ستقتل روحنا، وحريتنا، وديمقراطيتنا. ومن هنا جاء اسم الكتاب: «حقول القتل الشيوعية».
أكرر ذلك اليوم. وأحذر من الاشتراكيين أمثال النائبة كورتيز...