* غرين، والعاملين في مكتبها، يرفضون وضع كمامات الوجه ضد فيروس كورونا. ويتحرشون بها، وبالعاملين في مكتبها، لأنهم يضعون الكمامات
* كورى بوش (سوداء، عمرها 44 عاماً). وتمثل دائرة سانت لويس (ولاية ميزوري). ودخلت الكونغرس لأول مرة بعد أن فازت في الانتخابات الأخيرة. وهي أول نائبة سوداء في الكونغرس من ولاية ميزوري
* مارجورى غرين (بيضاء، عمرها 46 عاماً). تمثل دائرة في ريف كالهون (ولاية جورجيا). دخلت
واشنطن: في الأسبوع الماضي، أعلنت النائبة الديمقراطية كورى بوش (ولاية كاليفورنيا) أنها ستنقل مكتبها في مبنى الكونغرس إلى مكان آخر، بعيدا عن مكتب النائبة الجمهورية مارجورى غرين (ولاية جورجيا).
اتهمت غرين أنها «تتخذ سلوكا مخيفا، وإرهابيا في طبيعته، نحوي، ونحو العاملين في مكتبي، ونحو ديمقراطيين غيرى داخل الكونغرس».
وقالت إن غرين، والعاملين في مكتبها، يرفضون وضع كمامات الوجه ضد فيروس كورونا. ويتحرشون بها، وبالعاملين في مكتبها، لأنهم يضعون الكمامات. وأنهم، أيضا، يشتمونها، ويشتمون العاملين في مكتبها.
وأيضا في الأسبوع الماضي، وقعت النائبة بوش على خطاب توقيعات أعده النائب جيمي غوميز (ديمقراطي) إلى نانسي بيلوسي (ديمقراطية)، زعيمة مجلس النواب، لبدء إجراءات محاكمة، وطرد، النائبة غرين (جمهورية) من الكونغرس.
هكذا، تطورت المواجهة بين نائبتين:
الأولى، كورى بوش (سوداء، عمرها 44 عاما). وتمثل دائرة سانت لويس (ولاية ميزوري). ودخلت الكونغرس لأول مرة بعد أن فازت في الانتخابات الأخيرة. وهي أول نائبة سوداء في الكونغرس من ولاية ميزوري.
الثانية، مارجورى غرين (بيضاء، عمرها 46 عاما). تمثل دائرة في ريف كالهون (ولاية جورجيا). وأيضا، دخلت الكونغرس لأول مرة في الانتخابات الأخيرة. ومن قبل فوزها، اشتهرت بعضويتها في منظمة بيضاء متطرفة، تابعة لنظرية «كونسبايروسى»(المؤامرة) التي تفسر الأحداث السياسية تفسيرات غير واقعية، تميل نحو الخيال.
هذان رأيان للنائبتين: الأول من موقع بوش الرسمي في الانترنت، وتصريحاتها للصحف. والثاني من تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست»، جمعت فيه آراء غرين عبر سنوات. (اتهمت غرين الصحيفة بأنها جزء من «المؤامرة»):
النائبة بوش: «إرهاب داخل الكونغرس»
هذه أول مرة أدخل فيها الكونغرس، ويشرفني أن أكون ممثلة عن دائرة سانت لويس المناضلة. كان شعاري خلال الحملة الانتخابية هو توحيد كلمة الأمة الأميركية في مواجهة فيروس كورونا، والمشكلة الاقتصادية، والانقسامات السياسية الحادة في واشنطن.
لهذا، فوجئت عندما علمت بفوز النائبة الجمهورية مارجورى غرين. وذلك بعد أن قرأت وسمعت عن آرائها السياسية المتطرفة. ليس فقط كقيادية في الجناح اليميني للحزب الجمهوري، وهذا ما تعودت عليه خلال سنواتي في العمل السياسي في سانت لويس، ولكن، أيضا، لعضويتها في منظمة تؤمن بنظرية «المؤامرة».
لهذا، توترت قليلا عندما وجدت أن مكتبها في مبنى الكونغرس مجاور لمكتبي. ليس خوفا على نفسي، فقد عركت الجمهوريين المتطرفين كل حياتي السياسية. ولكن، خوفا على العاملين في مكتبي، وأكثرهم جاءوا إلى واشنطن لأول مرة. وأكثرهم من أقليات عرقية، فوجئوا أن جارتهم نائبة بيضاء متطرفة...
ثم عرفت حقيقة النائبة غرين عندما صوتت ضد اعتماد نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الرئيس جو بايدن. وقبل ذلك، كانت تحدثت أمام حشود مؤيدي ترامب، قبل أن يتوجهوا نحو مبنى الكونغرس، ويحتلوه، ويهددوني، وبقية أعضاء الكونغرس، ويشتبكوا مع الشرطة، حيث قتل خلال الاشتباكات خمسة أشخاص، من بينهم شرطي من الذين يحرسون المبنى، وأعضاء الكونغرس.
بعد كل ما حدث، اقتنعت دون شك بأن النائبة من قادة الفتنة، والإرهاب الداخلي، والعنف السياسي داخل الكونغرس. واقتنعت أنها خطر واضح على الكونغرس، وعلى ديمقراطيتنا العريقة، ويجب أن تطرد من الكونغرس...
لن تكون هذه أول مرة في الماضي القريب يعاقب فيها أعضاء في مجلس النواب واحدا من الجمهوريين الذين تخطوا حدود الأدب والقانون. يذكرنا هذا الوضع بالنائب السابق ستيف كينغ، الجمهوري من ولاية أيوا. الذي جردته قيادة حزبه في مجلس النواب من جميع مهامه في لجان المجلس، وذلك بعد أن أشاد بما سماه «استعلاء البيض».
كان ذلك عام 2019. وبعده خطط الحزب لهزيمة كينغ في الانتخابات التمهيدية لعام 2020. وفعلا انهزم، وفاز جمهوري آخر...
لكن، من المفارقات أن كينغ لم يدع إلى العنف، ولم يكن عضوا في منظمة «مؤامراتية»، ولم يعتبر من المتطرفين الحقيقيين داخل الحزب الجمهوري. لكن، ها هي غرين تتفوق على كينغ. وها هو الحزب الجمهوري يؤيدها...
في الأسبوع الماضي، حدث الآتي:
أولا، اختارتها قيادة الحزب داخل مجلس النواب عضوة في لجنة التعليم التابعة للمجلس.
ثانيا، قللت قيادة الحزب من خطورة آرائها المتطرفة التي كشفتها صحيفة «واشنطن بوست».
ثالثا، هاجم قادة في الجناح اليميني في الحزب الصحيفة، وكأنهم كانوا يتمنون إذا ظلت تصريحات غرين مخفية عن الرأي العام الأميركي...
الآن، ها هي ألكساندريا أوكاسيو كورتيز (ديمقراطية من ولاية نيويورك) تتفق معي في الرأي، وتوقع على خطاب محاكمة غرين، وتقول: «صار واضحا أن كيفين ماكارثي (زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب) لا يقدر على فهم خطورة تصريحات غرين».
وها هو النائب جيك أوشينكلوس (ديمقراطى من ولاية ماساتشوستس) ينضم إلينا، ويقول: «للكلمات عواقب. يجب أن تستقيل غرين. وإذا رفضت، يجب البدء في إجراءات محاكمات طردها».
لكن، لم يكن أي من هؤلاء قريبا من غرين مثلى. ولم يتعرض لما تعرضت له، والذين يعملون معي في مكتبي. لقد قررت أن أبتعد عن النائبة غرين، والذين يعملون في مكتبها. لكن، الآن، جاء وقت ابتعاد غرين عن الكونغرس...
النائبة غرين: (سجل تصريحاتها)
في عام 2019، كتبت في موقع يؤيد تنظيم «كيو أون»المتطرف عن معركة خيالية ضد «عصابة شريرة من الديمقراطيين والمشاهير الذين يسيئون إلى الرئيس ترامب، ويأكلون الأطفال، ويشربون دماءهم».
في نفس العام، وضعت علامة «لايك»على رأى متطرف في «فيسبوك»، جاء فيه: «ستكون رصاصة في الرأس هي أسرع وسيلة للتخلص من رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي».
في نفس العام، وضعت علامة «لايك»في موقع «فيسبوك»، وأثنت على رأي يدعو إلى «إعدام عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) الذين كانوا جزءًا من (الدولة العميقة)التي تعمل ضد ترامب».
في عام 2018، كتبت على صفحتها في «فيسبوك»عن الاتفاق النووي مع إيران الذي وقعت عليه الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما. انتقدت الاتفاق، وقالت إن أوباما، وهيلاري كلينتون وجون كيري (كانا وزيري خارجية في عهد أوباما) «يجب أن يعاقبوا عقابا قاسيا»،وسألت: «هل سنشنقهم؟».
في نفس العام، علقت على إطلاق النار في باركلاند (ولاية فلوريدا)، الذي كان سببا في قتل 17 أستاذا وتلميذا في مدرسة ستونمان دوغلاس الثانوية. علقت بالقول: «قتل هؤلاء الأطفال الأبرياء شخص يريد شن حرب أهلية ضد حملة البنادق، ويريد إصدار قانون فيدرالي يمنع حمل البنادق».
في هذا العام، بعد أن دخلت الكونغرس، ويوم أداء قسم الدخول، مع بقية النواب والنائبات، نشر شخص في أحد مواقع الإنترنت تسجيلا حديثا كانت تتبادله مع آخرين خلال مراسم أداء القسم، ولم تكن تعرف أن شخصا يسجل الحديث.
في الحديث، انتقدت كلا من النائبتين إلهان عمر، ورشيدة طليب، لأنهما، وهما مسلمتان، أقسمتا على القرآن الكريم. وقالت غرين: «ليس هذا قسما رسميا. يجب أن يؤديا القسم على الكتاب المقدس»...