صرح أوباما في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الجنوب افريقي جاكوب زوما في بريتوريا ان "شجاعة مانديلا كانت مصدر الهام لي شخصيا وللعالم باسره".واضاف ان "انتصار مانديلا وهذه الامة له وقع عميق في النفس البشرية".من جهته، صرح رئيس جنوب افريقيا ان مانديلا "ما زال في حالة حرجة لكن مستقرة"، موضحا انه يأمل في ان يعود بطل النضال ضد الفصل العنصري الى بيته "قريبا جدا".
وقال مسؤول اميركي "حرصا على سلام وراحة نلسون مانديلا ونزولا عند رغبة عائلته"، لم يذهب اوباما الى مستشفى "ميديكال هارت" حيث نقل اول رئيس اسود لجنوب افريقيا منذ ثلاثة اسابيع بعد اصابته بالتهاب رئوي.
والتقى اوباما بطل النضال ضد الفصل العنصري في 2005 عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ الاميركي. ولم يجتمع الرجلان من جديد منذ انتخابه رئيسا للولايات المتحدة لكنهما تحادثا هاتفيا.
مرض منديلا
[caption id="attachment_55246195" align="alignleft" width="150"] مانديلا مصدر الهام أوباما[/caption]
ويعالج نلسون مانديلا في المستشفى في بريتوريا حيث نقل قبل ثلاثة أسابيع، وهو يعاني من التهاب رئوي متكرر بعدما امضى في السجن 27 سنة في ظل نظام الفصل العنصري.وبسبب اصابته المتكررة بهذا الالتهاب ودخوله لرابع مرة الى المستشفى منذ مطلع 2011، بدا مانديلا هزيلا في الصور النادرة التي نشرتها له وسائل الاعلام.وفي الايام الماضية تعاقب اقاربه على المستشفى لزيارته من دون اعطاء تفاصيل عن وضعه الصحي.ولا يسمح لوسائل الاعلام سوى بمراقبة من يدخل ويخرج من العيادة الخاصة في حين يأتي افراد من كافة الاعمار ويعبرون للصحافيين عن مشاعرهم لمانديلا.ووضعت باقة من الزهور امام المدخل مع بطاقة كتب عليها "نقابة القوات المسلحة تحب ماديبا".
ولمانديلا المتزوج ثلاث مرات ستة اولاد و17 حفيدا، ولم يسر اي منهم على خطاه او يتمتع اليوم بوضع رئيس دولة. واذا ظهرت اسماؤهم في الصحف فلم يكن ذلك لامور مشرفة مثل ماندلا مانديلا (38 سنة) النائب عن المؤتمر الوطني الافريقي بسبب مشاكل زوجية او خلافات مع الجيران.
وكانت جنوب افريقيا استعدت الخميس لاسوأ الاحتمالات مع الغاء جاكوب زوما رحلة الى موزمبيق حيث افادت هيئة الإذاعة الجنوب أفريقية "سابك" الخميس أن حالة نلسون مانديلا تدهورت خلال الـ48 ساعة الماضية، وذكرت الاذاعة ان جنوب افريقيا تستعد لتوديع الزعيم نلسون مانديلا وذلك نقلا عن متحدث رئاسي،لكن صحته تحسنت بعد ذلك.
وبرز مؤخرا أن هناك خلافات داخل عائلة مانديلا حول المكان الذي ينبغي أن يدفن فيه بطل التحرير حال وفاته.
أبن زعيم قبيلة
ولد مانديلا في منطقة ترانسكي في 18 يوليو (تموز) 1919 وهو ابن احد زعماء القبائل من الخوسا. قطع دراسته في جامعة فورت هير بعد مقاطعة انتخابات الطلبة ودرس القانون وكان يدخر من أجر عمله في بداية الامر في وظيفة حارس أمن بمنجم للذهب ثم عمل بعد ذلك سمسارا للعقارات.بعد بدء نظام الفصل العنصري عام 1948 تولى ومعه شبان اخرون قيادة المؤتمر الافريقي الوطني وحولوه الى منظمة سياسية.
كان مانديلا من أول الشخصيات التي دعت الى المقاومة المسلحة وبدأ العمل السري عام 1961 بتشكيل الجناح المسلح للمؤتمر الافريقي الوطني. وفي عام 1962 اعتقل وحكم عليه بالسجن خمس سنوات بتهمة التحريض ومغادرة البلاد دون تصريح.
وبينما كان مانديلا يقضي فترة عقوبته اتهم بالخيانة مع بعض المناهضين للفصل العنصري عام 1963 في محاكمة ريفونيا. وفي يونيو حزيران عام 1964 حكم عليه بالسجن مدى الحياة مع الاشغال الشاقة.
بدأ سجن مانديلا بتكسير الحجارة في سجن جزيرة روبن قبالة (كيب تاون) وهو مكان للاحتجاز سييء السمعة معروف منذ اكثر من 200 عام. وكان السجن مدى الحياة في تلك الفترة يعني 20 عاما مع امكان الافراج المبكر لحسن السلوك. كان من المفترض أن يقضي مانديلا عقوبة السجن لمدة 27 عاما وخلال تلك الفترة أصبح أشهر سجين سياسي في العالم رغم أن شكله لم يكن معروفا لكثير من الناس.
أفرج عن مانديلا أخيرا من سجن فيكتور فرستر في 11 فبراير شباط 1990 بعد ان رفض أن يعقد صفقة للافراج عنه.
وبعد أقل من ثلاثة أشهر قاد وفدا من المؤتمر الافريقي الوطني بعد رفع الحظر عنه في أول محادثات مباشرة مع رئيس جنوب افريقيا فريدريك دي كليرك ومسؤولين في الحكومة. ومنح انتخاب مانديلا رئيسا للمؤتمر الافريقي الوطني في يوليو تموز 1991 خلفا لاوليفر تامبو للزعيم سلطة أكبر للتفاوض مع الحكومة التي يقودها البيض.
وربما كانت أشد المحاكمات ايلاما التي واجهها مانديلا ادانة زوجته الثانية ويني بخطف أربعة شبان والمشاركة في الاعتداء. وفي ابريل 1992 أعلن انفصالهما لاسباب شخصية.
وحصل مانديلا ودي كليرك مناصفة على جائزة نوبل للسلام عام 1993 اعترافا بجهودهما لانهاء هيمنة البيض وتمهيد الطريق لتحويل جنوب افريقيا الى نظام ديمقراطي تشارك فيه جميع الاطياف. ورغم أن مانديلا اتهم حكومة دي كليرك بعدم بذل الجهد الكافي لمنع العنف السياسي والعنصري فقد وافق مانديلا على قبول الجائزة المشتركة كبادرة للمصالحة.
ورغم أن مانديلا تحدث بغضب عن فترة احتجازه فانه بصفة عامة لم يتحدث كثيرا علانية عن معاناته في السجن. وخلال زيارة الى جزيرة روبن في الذكرى الرابعة للافراج عنه قال انه وزملاءه شعروا أن القضية تستحق تضحياتهم.
وأسفرت مفاوضات استمرت أكثر من ثلاث سنوات عن تبني دستور مؤقت والاعلان عن اجراء انتخابات تشارك فيها كل الاطياف في جنوب افريقيا.
وفي ابريل نيسان عام 1994 أدلى ما يقدر بنحو 23 مليون شخص بأصواتهم خلال أربعة أيام في انتخابات خلت نسبيا من العنف. وحصل المؤتمر الافريقي الوطني على 25ر62 في المئة من الاصوات واصبح يسيطر على ثمانية مجالس من بين تسعة مجالس اقليمية.
وقال مانديلا متحدثا بعد التصويت مكررا مقطعا من الخطاب الذي ألقاه خلال محاكمة ريفونيا لقد حاربت بشدة هيمنة البيض. حاربت بشدة هيمنة السود. أعتز جدا بفكرة جنوب افريقيا الجديدة التي يتساوى فيها كل أبناء جنوب افريقيا.
الرئيس الأسود
وفي العاشر من مايو (ايار) عام 1994 أدى مانديلا اليمين باعتباره أول رئيس أسود لجنوب افريقيا في مراسم تابعتها جماهير من أنحاء العالم.
وجعل مانديلا من المصالحة القضية الرئيسية خلال رئاسته. ومن العلامات البارزة في حملته لجنة الحقيقة والمصالحة التي كانت تحقق في جرائم حقبة الفصل العنصري التي ارتكبها الجانبان وحاولت مداواة جراح البلاد.
[caption id="attachment_55246196" align="alignright" width="150"] زنزانة مانديلا في جزيرة روبن آيلاند[/caption]
ونال تأييد الكثير من البيض عندما ارتدى قميص فريق الرجبي الوطني لجنوب افريقيا الذي لا يضم سوى لاعبين من البيض خلال بطولة كأس العالم عام 1995.
وفي ذكرى ميلاده الثمانين في يوليو تموز 1998 تزوج مانديلا من زوجته الثالثة جراسا ماشيل أرملة رئيس موزامبيق السابق سامورا ماشيل.
وفي العام التالي سلم مانديلا الذي كان يلقى انتقادات كثيرة بسبب مواقفه المبهمة من القضايا الاقتصادية السلطة الى جيل جديد من الزعماء بزعامة ثابو مبيكي. وكان قرار تنحيه طواعية بعد فترة واحدة مدتها خمس سنوات مثالا لزعماء افارقة اخرين كانوا يتمسكون بالسلطة بشدة.
وبعد أن ترك مانديلا منصبه تصدر عناوين الصحف عندما انتقد الحكومة بسبب ارائها المثيرة للجدل في قضية الايدز. وفي يناير كانون الثاني 2005 أعلن أن ابنه الاكبر ماكاثو توفي من الايدز في سن 54 عاما واستغل هذه القضية الشخصية في حث أبناء جنوب افريقيا على مواجهة هذا المرض في البلاد التي تشهد أعلى معدل اصابة في العالم.
واستمرت احتفالات طوال الصيف عام 2008 بعيد ميلاده التسعين. بدا مانديلا ضعيفا لكن مبتسما وحضر مناسبات عديدة لحشد التأييد لاعماله الخيرية.
وألغيت خطط لحضور مانديلا مراسم افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم في جوهانسبرج في يونيو 2010 بعد مقتل حفيدته زيناني التي كانت تبلغ من العمر 13 عاما في حادث طريق.
وقام مانديلا وجراسا بجولة صغيرة في الملعب الذي أقيم به حفل الختام لبطولة العالم لكرة القدم حيث قابلته الجماهير بترحيب هائل. وكانت هذه هي المرة الاخيرة التي ظهر فيها في مناسبة عامة كبرى.وما زال مانديلا بطلا في نظر الكثير من سكان جنوب افريقيا البالغ عددهم 52 مليون نسمة وتصدرت أنباء نقله للمستشفى الصحف.وساعدت شخصية مانديلا والتزامه بالمصالحة مع الحكام البيض الذين سجنوه 27 عاما جنوب افريقيا على الانتقال من حكم الاقلية الى الديمقراطية.
نوبل للسلام
[blockquote]
إضافة لجائزة نوبل للسلام التي نالها في عام 1993 بالاشتراك مع فريديريك ويليم دي كليرك، تلقى نيلسون مانديلا أكثر من مائتين وخمسين جائزة وطنية ودولية خلال أكثر من 40 سنة.
• في 1980, نال جائزة جواهر لال نهرو للسلام, وأول من نال جائزة القذافي لحقوق الإنسان
ي أجنبي ينال Bhârat Ratna, أعلى تشريف هندي.
• في 1991, بنهاية نظام أبارتيد، نال مع الرئيس فريديريك ويليم دي كليرك, جائزة Félix-Houphouët-Boigny للبحث عن السلام.
• في 1992, رفض جائزة مصطفى كمال أتاتورك للسلام التي تقدمها تركيا احتجاجا على الخروقات المسجلة لحقوق الإنسان آنذاك, ثم قبل الجائزة لاحقا 1999.
• في 1995, نال دكتوراه شرفية منجامعة واسيدا
• في 1996, شرف في البرتغال بوسام من رتبة Infante Dom Henrique.
• في 2001, أول شخصية حية تحصل على المواطنة في كندا
• في 2002, نال وسام الحرية الرئاسي من جورج دبليو بوشوفي نفس السنة، عينته الملكة إليزابيث الثانية عضو من وسام الاستحقاق.
• في 2004, نال جائزة الوعي الكوكبي من نادي بودابست.
• في 2006, نال جائزة سفير الوعي من منظمة العفو الدولية.
في وقت من الأوقات، تلقى نيلسون مانديلا الكثير من الجوائز والإشادات لدرجة انه قرر عدم قبول المزيد، معتبرا أنه يجب تكريم الآخرين.
في 10 نوفمبر 2009,أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 18 يوليو « اليوم الدولي لنيلسون مانديلا ».
[/blockquote]