الطامة الكبرى التي لم تكن في حسبان النظام هي ظهور منافس شرس يهدد عرش مبارك ووريثه ابنه جمال حيث كشفت "البروفة الديمقراطية" عن حصول المرشح أيمن نور مؤسس حزب الغد على أعلى الأصوات بعد مبارك طبعا.
وقال ملاحظون راقبوا الانتخابات أنه لولا ماحدث من تدخل أمنى وتزوير لاكتسح نور، الأمر الذى جعل رجال مبارك يتحركون سريعا ليسقط منافس الرئيس في أشهر قضية تزوير لتوكيلات الاعضاء في حزب الغد وينتهي مستقبله السياسى خلف الأسوار بعد صدور حكم بالسجن المشدد خمس سنوات ضده حتى خرج بإفراج صحى قبل أن يرفع دعوى قضائية لتبرئة ساحته عقب قيام ثورة يناير ويعلن ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة الجديدة.
ولكن شتان ما بين أيمن نورعام 2005 و2011 حيث تأثرت شعبيته بما أثير حوله من جدل وأٌقاويل بصرف النظر عن صحتها من عدمه كما تأثرت صحته بالسجن وانعكس ذلك سلبيا على نشاطه وتحركاته السياسية وهو ماجاء لصالح منافسيه الأكثر شعبية.
ورغم ذلك لازال كثير من المصريين يترقبون مصير أيمن نورالمرشح لرئاسة الجمهورية بخاصة في ظل الجدل المثار حول مدى قانونية ترشيحه بعد قضائه عقوبة التزوير التي أكد أنها كانت ملفقة.
كما يثور جدل آخر يتعلق بالمشكلات الداخلية لحزب الغد الذي قام بتأسيسه أخيرا حيث ينازع نور مصطفي موسى على رئاسة الحزب بعد أن انقسم لحزبين بنفس الإسم يدعى كلاهما أحقيته في الترشح باسمه الأمر الذى يجعل الدكتور أيمن نور في حالة صراع دائم ومعارك مستمرة تعد استمرارا لما عرف عنه عبر مشواره منذ كان عضوا ناشطا بحزب الوفد المصري وتوليه رئاسة تحرير جريدته في أزهى عصورها حتى اختلف مع الدكتور نعمان جمعة وانتقل إلى حزب الوسط مرورا بمعاركه تحت قبّة البرلمان كنائب في مجلس الشعب ووصولا لمعركته الطاحنة مع الرئيس السابق حسني مبارك والتي دفع ثمنها غاليا من سمعته وصحته وحياته العائلية والسياسية.
وستبرهن الفترة المقبلة على خطورة أثر تلك التغييرات على شعبية نور بخاصة بعدما اتهمه البعض بالإستقواء بالغرب و اللجوء إلى أمريكا والمنظمات الحقوقية الأجنبية.
[caption id="attachment_3657" align="alignleft" width="225" caption="من حملة نور على الفيس بوك"][/caption]
تحالف ديمقراطي من أجل مصر
قبل الاعلان عن تشكيل "التحالف الديمقراطي من أجل مصر" الذي يضم أحزابًا ليبرالية وقومية وإسلامية ويسارية، وهي حزب الحرية والعدالة، وحزب الوفد، وحزب التجمع، والحزب الناصري، وحزب الجبهة الديمقراطية، وحزب الكرامة، وحزب الجيل الديمقراطي، وحزب مصر الحرية، وحزب النور، وحزب الغد، وحزب العمل، وحزب مصر العربي، وحزب الحضارة والتكنولوجيا، وحزب الحضارة، وحزب جبهة ائتلاف أحزاب الثورة، وحزب التوحيد العربي، وحزب العدل، وحزب التكافل، والتي قررت خوض الانتخابات بقائمة موحدة، كانت "المجلة" التقت أيمن نور فكان هذا الحوار:
* ما رأيك في كثرة المرشحين للرئاسة في مصر.
- تعدد المرشحين ميزه لأنه يفتح أبواب الاختيار للناس بين بدائل مختلفة وهو أفضل من فرض مرشح واحد عليهم.
* ما توقعاتك للفوز وسط هذا الزخم من مرشحي الرئاسة؟
- أثق في عدالة الله كما أنني لدي ميزه نسبيه فارقة لا يستهان بها.
*وما هذه الميزة؟
- لدينا برنامج لحزب الغد و رؤيه واقعية انتجتها سنوات طويلة من العمل في المطبخ البرلماني والالتصاق بالشارع وبأوجاع الناس الحقيقية كما أنني الوحيد صاحب تجربة سابقة في إنتخابات الرئاسة عام 2005 .
* لكن ضعف الأحزاب في عهد مبارك أفقد الثقة في مرشحيها لصالح المرشح المستقل.
- مع احترامى للمرشح المستقل إلا انني أرى أن المرشح الحزبي (الحقيقي) هو الأفضل في تقديري لأنه يستند علي رؤية واضحة وموقف فكري وسياسي.
* يرى البعض أن تجربة سجنك أثرت بالسلب على تحركاتك وحملاتك الإنتخابية بالمقارنة بتجربة 2005.. ما ردك؟
- بالعكس فأنا في جولات مستمرة لأنحاء مصر. كما أنني أسعى عبر تحالفات جمع القوى الليبرالية وسأواصل ان شاء الله حملتي لأدير حوارا واسعا مع الجميع حول برنامجي.
* ما أهم بنود برنامجك الإنتخابي؟
- تقديم "روشتة" علاج لأمراض مصر السياسية والإقتصادية والإجتماعية مع إستهداف للطبقة الوسطى.
* وماذا عن توجهك السياسي؟
- أنا ليبرالي بخلفية إسلامية
* ما أهم ركائز السياسة الخارجية في برنامجك؟
- أولا التكامل بين مصر والسودان ووضع دول حوض النيل على قمة اولويات السياسة الخارجية المصريه وتفعيل السوق العربية المشتركة.
*ماذا عن العلاقة مع إيران؟
- لا منطق من العداء لإيران كل هذه السنوات فهي دولة مسلمة ومهمة في المحيط الأقليمي ولا بد من تطوير العلاقات بما يحقق المصالح المشتركة.
* وهل تخضع سياستك الخارجية تجاه أمريكا لاعتبارات خاصة نتيجة لمساعدتها لك في أزمتك الأخيرة؟
- العلاقة مع أمريكا لابد أن تكون في إطار الندية واحترام خصوصية القرار الوطني والمصالح العربية.
* من أكثر المرشحين منافسة لك؟
- جميع المرشحين.
* ألا يقلقك تواجد الأحزاب والمرشحين ذوي المرجعيات الدينية على الساحة؟
- أؤمن بأن لكل المصريين الحق في العمل السياسي ولا يجوز ان يكون الاعتقاد الديني حائلا بين الانسان وحقوقه السياسية بشرط عدم الخلط بين الدين والسياسة.
* كيف نفض الإشتباك بين الدستور والإنتخابات؟
- ينبغي أن يكون الدستور أولا لتتم على أساسه الإنتخابات. وذلك بوضع اعلان دستوري ينقلنا لانتخاب لجنه لوضع دستور جديد ثم تجري الانتخابات الرئاسية ثم البرلمانية.
* ما ردك على من يرون عدم شرعية ترشحك بسبب صحيفتك الجنائية؟
- يعرف الجميع ملابسات تلفيق القضية لي عقب انتخابات الرئاسة 2005 وقد تقدمت بإلتماس لمحكمة النقض لإعادة النظر في القضية وتم قبوله وهو ما يعطيني الحق في الترشح.
حوار أجراه: صفاء عزب