* تكريمه بجائزة «الهرم الذهبي»عن إنجاز العمر في مهرجان القاهرة السينمائي الأخير رسالة وداع مؤثرة من أحبائه
* معارضوه اتهموه بالربط بين التدين والتطرف في أعماله... والأسرة الفنية حزينة بعد رحيله، ورثاء أهل الفن مستمر حزناً عليه
* تساءل في آخر لقاءاته: كيف أكون رجل الدولة ولدي أفلام مثل «البريء»، و«النوم في العسل»، و«اللعب مع الكبار»، و«ملف في الآداب»، و«التخشيبة»
* «الفلاح الفصيح»رحل في هدوء تاركاً إرثاً درامياً حافلاً... ورفض مساعدة «الإخوان»في إمداده بالمعلومات عند كتابة مسلسل «الجماعة»
* ناقد فني: المتفقون والمختلفون مع وحيد حامد لمسوا إبداعاته من خلال أعماله الفنية
* مقولته الشهيرة «كلما اقترب الكاتب من الناس اقتربوا منه، وأنا أحرص على الاقتراب من الناس»تعبر عنه وعن رحلته الفنية تماماً
* صاحب مدرسة لا تعرف الخوف أو الارتعاش في قول الحق، ولم يكن ينتمي إلى أي حزب
* كان يعتبر قلمه ونفسه هما أكبر حزب يسير وراءهما الملايين من عشاقه، وكان ينتمي إلى الشعب المصري بكل طبقاته، ولم يكن منتمياً إلى أي سلطة
القاهرة: فرضت إشكالية الفصل بين الاختلاف السياسي والإبداع الدرامي نفسها على الساحة المصرية والعربية عقب رحيل الكاتب والسيناريست المصري المبدع وحيد حامد الذي أطلق عليه العديد من الألقاب بسبب مهنيته الكبيرة، ومن بينها «صنايعي الأفلام»، و«رجل الواقعية»، و«الغائب الحاضر»،الذي يعد أحد أيقونات الدراما العربية، ورغم أن حالة الجدل حول هذه القضية كانت موجودة قبل رحيله، لكنها اشتعلت بشكل أكبر بوفاته، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، وكان الترحم عليه هو السمة الغالبة لدى عدد كبير من معارضي توجهاته والذين اتهموه بالربط بين التدين والتطرف في أعماله، مما شوه النموذج الإسلامي، ورغم انتقادهم لعدد من أفلامه فقد قاموا بفصل عبقريته الأدبية والفنية عن أفكاره السياسية التي اعتبروها إقصائية وغير منصفة، فيما اعتبرها آخرون العكس من واقع جدل الخلاف السياسي المعروف بين القوى السياسية وجماعات الإسلام السياسي، وذهب بعض معارضيه السياسيين للشماتة فيه، وهو ما قوبل باستنكار من محبيه ومريديه خاصة في الوسط الفني الذي اهتز برحيله، وهو ما اتضح من كم مواقف الرثاء التي أطلقها الفنانون والفنانات في وسائل الإعلام المختلفة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي والتي عددوا من خلالها مواقف الكاتب الكبير التي رسختها الدراما من خلال أعماله التي لاقت نجاحا كبيرا ولا زالت، ومن بينها: «الغول»،و«البريء»، حيث لامس الكثير منها الأوضاع الحياتية والمعيشية، وأظهرت التناقضات الكثيرة الموجودة على الساحة في ظل مجتمع يعاني الكثير فيه اقتصاديا، ولم يحظ عدد كبير من مواطنيه بالحد الأدنى من التعليم وفق بيانات حكومية رسمية.
الفلاح الفصيح
وكأنما كان مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في نسخته الثانية والأربعين والذي انتهت فعالياته منتصف الشهر الماضي، تكريما لحياته الفنية الحافلة، وذلك قبل أيام قليلة من رحيله، حيث تم تكريمه بجائزة «الهرم الذهبي التقديرية»عن إنجاز العمر في حفل الافتتاح، وأصدر المهرجان كتابا حمل عنوان «الفلاح الفصيح»،تناول فيه الناقد الفني طارق الشناوي حياة الكاتب الكبير الراحل، وتناول الكتاب العديد من المواقف المختلفة في رحلة وحيد حامد الذي قدم من خلال أفلامه قضايا حساسة تمس المجتمع المصري من الزوايا السياسية والاجتماعية والحياة المعيشية، وتحمل العديد من الرؤى الجريئة والقضايا المهمة مثل الإرهاب والجماعات المتطرفة التي تناولها من خلال أفلامه المعروفة، وكان من بين الأسئلة الموجهة للكاتب الراحل في الكتاب والتي تمت صياغتها من واقع الندوة الأخيرة له في المهرجان، هو سؤال من منتقديه بأنه صوت للدولة بالأفكار والمواقف التي ترغب في ترويجها داخل المجتمع، بالإضافة لتساؤل آخر من انه غير مرضيٍ عنه من النظام، وفي صراع مستمر مع الرقابة بسبب الجرأة في أفلامه، ورد وحيد حامد على هذه الاتهامات التي نفاها جميعا، وأنه يعبر عن إحساسه بالقضايا المطروحة وأن دوره ككاتب جعله يتنبأ بالمشاكل ويكتب عنها، مشيرا لرفض مسلسله «العائلة»لمدة عامين بسبب تناوله للإرهاب، وأن المسؤولين كانوا- بحسب وحيد حامد- لا يريدون إغضاب الجماعات الإسلامية أو الإخوان، وعندما زاد الإرهاب طلب منه أحد المسؤولين عرض المسلسل لاستخدام سلاح الدراما في توقيت حددته الدولة، متسائلا: كيف يكون رجل الدولة مثلما يتهمه آخرون ولديه أفلام مثل «البريء»،و«النوم في العسل»،و«اللعب مع الكبار»،و«ملف في الآداب»،و«التخشيبة»، موضحا أن أفكار أعماله نبعت من رؤيته وضميره، وفي حالة تصادفت مع أهواء الدولة، أو أن تحمل شيئا جيدا فليس من المنطقي أن يكون ضدها في هذه الحالة، مشيرا لعرض بعض قيادات جماعة الإخوان تقديم معلومات له للاستعانة بها، بعد علمهم بكتابة مسلسل عن تاريخ الجماعة، ورفضه ذلك لأنه لو استعان بمعلومات منهم لن يستطيع رفضها من خصومهم، وأخبرهم أن معه فريق من الأكاديميين المتخصصين، وعبر وحيد حامد عن تقديره للجيل الذي عاصره والذي كان يحتضن الصغير، ولا يحمل أي ضغينة لأحد، بالإضافة إلى أنه- بحسب الكاتب الراحل- كان جيلا شديد التواضع، وكانت خماسية التعاون مع المخرج شريف عرفة هي الأبرز في مسيرته الفنية.
رحلة حافلة بالجوائز
شهدت رحلة وحيد حامد الذي توفي مؤخرا عن 76 عاما بعد معاناه مع المرض، حصوله على العديد من الجوائز الفنية، ومن بينها جائزة نجيب محفوظ، عن إجمالي أعماله الدرامية التلفزيونية من مهرجان القاهرة للإعلام العربي، وجائزة أحسن فيلم عن «طيور الظلام»من جمعية الفيلم، وجائزة «الفارس الذهبي»لأفضل كاتب سينمائي من إذاعة الشرق الأوسط، بناءً على تصويت جماهيري، وجائزة الدولة للتفوق الفني من المجلس الأعلى للثقافة، وجائزة الدولة التقديرية، وجائزة النيل، وحصل فيلمه «اضحك الصورة تطلع حلوة»على جائزة أفضل فيلم من وزارة الإعلام في مصر بالإضافة لجائزة أحسن سيناريو وأحسن إخراج من جمعية الفيلم وجمعية فن السينما المصرية، ووزارة الثقافة، وحصل فيلمه «معالي الوزير»على جائزة أحسن فيلم من مهرجان السينما الأفريقية، وحصل مسلسل «الجماعة»على جائزة أحسن سيناريو من مهرجان القاهرة للإعلام العربي.
وحصلت مسرحيته «آه يا بلد»كذلك على جائزة أحسن مسرحية من وزارة الثقافة، وفيلم «ملف في الآداب»على جائزة أحسن فيلم، وحصل فيلمه «البريء»على جائزة مصطفى وعلي أمين، وجائزة مهرجان السينما السينمائي للسيناريو المتميز، وفيلم «اللعب مع الكبار»على الجائزة الفضية من وزارة الثقافة، و«الإرهاب والكباب»على أحسن فيلم من الوزارة، وفيلم «المنسي»على أحسن سيناريو من جمعية الفيلم، و«الراقصة والسياسي»على أحسن سيناريو من الجمعية المصرية لفن السينما.
موقف ثابت
الكاتب الصحافي والناقد الفني أحمد السماحي، قال: «الكاتب والسيناريست الشهير وحيد حامد لم يكن في كتاباته مدفوعا من أحد، ولم يكن يكتب سوى ما يؤمن به فقط، لهذا كانت كل كلمة من كلماته سواء في فيلم أو مسلسل، أو مقال مؤثرة في قارئها أو من يستمع إليها ويشاهدها، وكان صاحب مدرسة لا تعرف الخوف أو الارتعاش في قول الحق، ولم يكن ينتمي إلى أي حزب، حيث كان يعتبر قلمه ونفسه هما أكبر حزب يسير وراءهما الملايين من عشاقه والمشاهدين الذين يثقون في وحيد حامد، فكان ينتمي إلى الشعب المصري بكل طبقاته، ولم يكن منتميا إلى سلطة، أو يقوم بالنفاق للتكسب منها أو ممالأتها، على العكس كان دائما منتقدا لها، ويقوم في أعماله بإبراز السلبيات الموجودة داخل المجتمع، وكان دائما فخورا ومعتزا بأنه لم يكن يكتب لمصلحة جهة ما، أو يأخذ أوامره من أي جهة أمنية، وكان واضحا ولم يتلون، ولم يقم بركوب أي موجة طوال رحلته، وقام بقول كلمته في كل العهود، وفي عهد الرئيس جمال عبد الناصر كان شابا صغيرا لم يكن لديه القدرة بعد على التعبير بشكل كاف، ولكنه عاش عهد الرؤساء السادات وحسني مبارك والإخوان، وكان موقفه ثابتا ولم يتغير في عهد كل منهم ولم يقم بالتلون أو ركوب أي موجة».
وتابع السماحي: «وحيد حامد كان لديه دائما هدف واحد وصريح وهو الإبداع المبني على حقائق، وجميع المتفقين معه والمختلفين شعروا بهذا الإبداع من خلال أعماله، ولاحظنا وجود شماتة من البعض وذلك لأنه كان من أول الناس الذين كشفوا زيف الإخوان قبل أن يتقلدوا الحكم، خاصة بعد أن قدم مسلسل (الجماعة) في الجزأين، ووجدوا أنه لابد لهم من الشماتة فيه، رغم أنه مبدع أثرى السينما والدراما المصرية والعربية، لرحيل هذا الكاتب الذي لن يعوض، لأن كتاباته كانت راقية جدا ولها هدف، وكلها أعمال تسمو بالوجدان والروح، وكان يخاطب الشعب بكل طبقاته، ولنجري مقارنة مع بعض ما نشاهده من أعمال والتي لا تلقى قبولا لدى كل من يتابعها، وهي أعمال تقوم بتغييب الوعي، وعدم الانتماء والبلطجة، وأشياء كثيرة جدا سلبية وغريبة على المجتمع المصري، وحتى إذا كانت موجودة بشكل أو بآخر فهي توجد بنسبة ضئيلة جدا، لكن لا يجب أن تسلط عليها الأضواء بهذا الشكل الفج».
رسالة وهدف
وأضاف أحمد السماحي:«وحيد حامد انتقد الكثير من السلبيات في المجتمع المصري في كل أعماله، لكنه أوضح ذلك من خلال جملة حوار ساخنة أو موقف معين، ولم يقدم كلاما فجا أو مشاهد فيها ابتذال أو امتهان للمواطن المصري، وكان دائما صاحب هدف ورسالة، وكل أعماله كانت تليق بعظمة المبدع المصري في تاريخ السينما من الكتاب الكبار بداية من المبدع أبو السعود الإبياري، وعلي الزرقاني، وعبد الحي أديب، ومحمد أبو سيف، ومحمد عثمان، وغيرهم من عظماء الدراما والسينما المصرية الذين قدموا روائع من كتاباتهم وأعمالهم التي خلدها التاريخ، ولكنهم لم يكشفوا عورات المجتمع بصورة فجة كما يحدث الآن، ورأينا مثلا من الكتاب مثل محمد جلال عبد القوي، والذين انتقدوا المجتمع، ورأينا كرم النجار، ويسري الجندي، وأبو العلا السلاموني، وأسامة أنور عكاشة، الذين قالوا كلمتهم من خلال أعمالهم، لكنهم لم يجرحوا المشاهد، أو يقدموا لفظا جارحا على الشاشة رغم انتقادهم بقسوة، ولكن بكل حب، وكان انتقادهم بهدف أن يسير المجتمع للأفضل، وهكذا كان وحيد حامد وكذلك جيله».
مثقف وقارئ
وتابع السماحي: «وحيد حامد كان مثقفا مميزا وكبيرا، وكان قارئا جيدا للأعمال الأدبية الأجنبية والعربية، فكان قارئا لأعمال شكسبير، ويوسف إدريس، ونجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم، ومتابعا جيدا للسينما العالمية، وبالتالي كل هذا الرصيد ظهر في مخزون كتاباته التي قدمها للدراما العربية».
وحول رأيه في الترحم عليه من عدد كبير من معارضيه ممن اتهموه بالربط بين نموذج التدين والتطرف، وكذلك عدم فصله بين توجهه السياسي وإبداعه الأدبي والفني، قال السماحي: «وحيد حامد كان مواطنا مصريا عاديا جدا، وكان ينتقد كل ما يراه قابلا للنقد في الشارع المصري والسلبيات في مصر، وكان يريد مصر مثلما كانت في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي مليئة بالإبداع والنماذج الإيجابية والرقي والهدوء، والجمال، فوحيد حامد لم يكن لديه توجه سياسي، ولم ينتمِ إلى أي حزب، وبالتالي كان مبدعا ومعبرا عن الشارع المصري، وكانت له مقولة مهمة جدا أتذكرها وهي: «كلما اقترب الكاتب من الناس، اقتربوا منه وأنا أحرص على الاقتراب من الناس»، فكان دائما في أفلامه منحازا للمواطن البسيط والفقراء على حساب الأغنياء، وكان دائما يسخر من سلوك بعض الأغنياء ولكن بطريقة غير فجة، سواء بمشهد أو جملة حوار ساخنة، وكان مواطنا مصريا لديه موقف ثقافي، وبالتالي موقف سياسي كمثقف واع بقضايا مجتمعه ومحيطه، ولا بد له أن ينتقد من خلال حب لوطنه وليس كرها له، والدليل أنه كان ينتقد السلطة مثلما حدث في فيلم (كشف المستور)، وفي نفس الوقت لم يكن جارحا أو فجا أو قبيحا، وكان معبرا عن المثقف المصري الذي نهل إبداعه من عشرات الكتب، فأصبح لديه موقف ثقافي وسياسي واجتماعي، وهذا الموقف كان دائما منحازا للشارع المصري».
شماتة واضحة
الشماتة في موت الكاتب الكبير وحيد حامد استفزت الكثير من عشاقه ومحبيه الذين فزعوا للدفاع عنه، وكان من بينهم بالطبع الكاتب والناقد الفني طارق الشناوي الذي فرد إحدى مقالاته الصحافية للدفاع عنه والتي جاءت بعنوان «قلوب المصريين ستنير طريقه إلى الجنة»، مهاجما الشامتين في وحيد حامد وصنفهم بأنهم يطلقون على أنفسهم إخوان ويربطون اسمهم عنوة بالإسلام، متسائلا: «هل في الموت أو المرض شماتة؟».ووصفهم أيضا وفق تأييده المطلق للكاتب الراحل بأن عيونهم تنطق بالشر والتشفي عندما يمرض إنسان أو يرحل، لمجرد- وفق الشناوي- أنه قرر النطق بالحقيقة وفضح سواد أفكارهم، ملمحا إلى نضج الكاتب وحيد حامد قبل حوالى ربع قرن باختياره«العائلة»كعمل درامي لإظهار المجتمع بكل طوائفه بشكل مجرد، لا يقترب أو يبتعد عن أي محاذير، وهي شروطه في أي عمل درامي يقوم به، وأن الحقيقة المدعمة بالوثائق كانت هي سبب حضوره عند رجل الشارع، وكان رافضا لتواصل الإخوان معه لإمداده بمراجع تساعده في الجزء الأول من مسلسل «الجماعة»لأنه يمتلك تلك المراجع، وأنه سيكتب الحقائق فقط من واقع ما لديه من أوراق.
واستطرد الشناوي في حديثه عن وحيد حامد الذي يرى فيه أنه مبدع كبير ولم يكن لسان حال السلطة ولكنه كان لسان حال الوطن، عند سؤال البعض عن عدم تقديم شخصية الإمام حسن البنا كشخصية مكروهة منذ اللحظة الأولى، أكد أنه كان يرسم ملامح الإنسان بطل الظلال والألوان، وأن مرجعيته الأولى هي ضميره، ملمحا إلى غضب كل من أراد رؤية الزعماء جمال عبد الناصر ومصطفى النحاس باشا في صورة نمطية بينما رسمها وحيد حامد بملامح الإنسان، مبررا تعاطف عبد الناصر مع الإخوان في البداية بحكم الزمن وقلة الخبرة، وأن تقبيل النحاس باشا ليد الملك فاروق كانت ضمن البروتوكول ولم يكن ذلك انتقاصا من وطنية النحاس، وأن كل هؤلاء بشر في النهاية، مشيرا لفرض شروطه عند مناقشته في كتابة الجزء الثالث من «الجماعة»(الذي لم ير النور) بكتابته بحرية تامة دون أي تحفظات أو ممنوعات وهو ما وافقته عليه الشركة المنتجة، مؤكدا أن وحيد حامد «كان معبرا عن أحلام المواطن البسيط وأحاطته قلوب المصريين يوم وداعه».
جرأة وغضب
واشتهرت أعمال الراحل وحيد حامد بالجرأة، وللمفارقة أغضبت الأضداد في المجتمع المصري، وحاول وزراء في الحكومة المصرية حجب عدد من أعماله التي أثارت الجدل، ومن بينها فيلم «الغول»إخراج سمير سيف وبطولة عادل إمام والذي تم منعه في مصر وخارجها بسبب تلميحه واتهامه للحكومة بالتواطؤ مع رجال الأعمال، ولم يتم عرضه إلا بعد ضجة إعلامية وثقافية صاحبها توقيع عدد كبير من النخب والمثقفين على وثيقة لعرض الفيلم، ولم يسلم فيلم «البريء»بطولة أحمد زكي ومحمود عبد العزيز وإخراج عاطف الطيب من محاولات منع العرض بعد شكاوى من أماكن تصويره وارتداء عدد من الممثلين ملابس مشابهة لملابس الجنود والضباط، وتم عرضه بعد حوالي 20 عاما من المنع، فيما كان الانتقاد لأفلامه «عمارة يعقوبيان»بطولة عادل إمام، و«سوق المتعة»بطولة محمود عبد العزيز وإلهام شاهين، بسبب ما تحتويه هذه الأعمال من مشاهد جنسية غير مقبولة في المجتمع المصري، هذا بخلاف «طيور الظلام»،و«الجماعة»اللذين تعرضا لبلاغات ومعارك قضائية من التيارات الإسلامية، ولم يسلم حامد من هجوم شباب حزب الوفد بعد عرضه مشهد للزعيم مصطفى النحاس وهو يقوم بتقبيل يد الملك فاروق، وهو ما رفضته القيادات الوفدية لعدم وجود أدلة على حدوث ذلك.
ولد الكاتب والسيناريست المصري الكبير وحيد حامد في مدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية عام 1944، وانتقل للعيش في القاهرة عام 1963، وتعاون مع الممثل عادل إمام في أكثر من مرحلة فنية ظهرت من خلال أفلام «الغول»و«الإرهاب والكباب»و«المنسي»و«طيور الظلام»و«النوم في العسل»و«اللعب مع الكبار»و«الهلفوت»والتي شكل من خلالها ثنائيا مميزا مع النجم الكوميدي، وكانت له أعمال أخرى مهمة ومن بينها «طائر الليل الحزين»، و«الراقصة والسياسي»،و«سوق المتعة»، و«غريب في بيتي»،و«اضحك الصورة تطلع حلوة»،وغيرها. بالإضافة لعدد مميز من المسلسلات، ومن بينها «العائلة»، و«الدم والنار»،و«البشاير»، و«أوان الورد»،و«الجماعة»الجزء الأول والثاني، فيما لم يستكمل الجزء الثالث، وكانت بداية وحيد حامد مع كتابة القصة القصيرة والمسرحية قبل انتقاله للكتابة الإذاعية ثم التلفزيونية والسينمائية وقدم العشرات من الأفلام والمسلسلات التي لاقت نجاحا كبيرا، وتزوج وحيد حامد من الإعلامية زينب سويدان، ويعمل ابنه مروان حامد مخرجا.