وعلى الرغم مما يبدو من حالة خصام أو توتر في العلاقات بين أبو الفتوح وأقطاب جماعة الإخوان في مصر، إلا أن البعض يرى أن هذا التوتر هو ظاهري فقط وأن ما يبدو للعامة هو مجرد مناورة سياسية لجماعة الإخوان لكسب تعاطف المصريين لصالح المرشح الإخواني. وجدير بالذكر أن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح بدأ نشاطه مبكرا مع جماعة الإخوان المسلمين منذ كان طالبا في كلية الطب ورئيسا لاتحاد طلاب جامعة القاهره وأميناً للجنة الإعلامية في اتحاد طلاب جامعات مصر في السبعينيات من القرن العشرين، وكان كذلك من القيادات الشبابية الإخوانية اللامعة آنذاك، ولازال كثير من المصريين يذكرون له مناظرته التاريخية الشهيرة للرئيس المصري الراحل أنور السادات والتي صورها فيلم السادات للفنان أحمد زكي والتي بدا فيها غاضبا من طالب يحاسبه على الفساد وسوء التعامل مع بعض الرموز الدينية وهو ما أغضب السادات وجعله يصرخ في وجهه محتدا عليه وهو يقول له جملته الشهيرة "قف مكانك أنت تتحدث مع كبير العيلة".
ولم يكن هذا الطالب سوى أبو الفتوح الذي دفع ثمن هذا الموقف غاليا بحرمانه من التعيين كأستاذ بكلية الطب رغم تفوقه ونجاحه في مواصلة حياته العملية كطبيب، وارتقائه في الدرجات العلمية حتى أصبح الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب.
ومن ناحية أخرى فقد واصل أبو الفتوح نشاطه السياسي داخل عباءة الإخوان حتى أصبح أحد قياداتها البارزين وأصبح عضو مكتب الإرشاد حيث كان يعتبر بمثابة المتحدث باسم الجماعة ولم يخل الأمر خلال تلك الأثناء من مضايقات أمنية في عهدي السادات ومبارك وصلت إلى السجن والاعتقال أكثر من مرة حتى كانت نقطة التحول التي يراها البعض انقلابا في مواقفه على جماعة الإخوان المسلمين والدخول في خلافات وصراعات مع المرشد محمد بديع والتي بدأت من أول يوم حينما تخلف أبو الفتوح عن حضور اجتماع مبايعته.
[caption id="attachment_3625" align="alignleft" width="180" caption="حملة أبو الفتوح على الفيس بوك"][/caption]
وعلى الرغم مما شاب ترشيح أبو الفتوح للرئاسة بمصر من غموض بدأ بإنكارالترشح ثم إعلانه صراحة بعد أسابيع من بدء حملته الانتخابية وما تبعه من تخبط في ردود فعل الجماعة من هذا الترشيح، إلا أنه يتمتع باحترام جميع الخصوم السياسيين لأرائه الموضوعية وعقليته المتفتحة خاصة في القضايا المثيرة للجدل والخوف من أفكار الإخوان، مثل قضايا التعامل مع الأقباط والمرأة، حيث يبدو أكثر مرونة وقبولا للآخر. لكن تبقى احتمالات نجاحه في انتخابات الرئاسة محل شك كبير من أغلب المصريين خاصة في ظل صعود نجم كثير من المرشحين المنافسين في الشارع المصري.
من حق الشعب أن يختار ما يشاء
بعد أسابيع من إعلانه الترشح رسميا، دخل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح سباق الرئاسة بمصر بكل قوة في ظل اللقاءات والجولات المكوكية التي يقوم بها في مصر وخارجها وفي لقاء سريع معه على هامش تلك الجولات كشف عن آراء مهمة بدأها بحديثه عن الإخوان المسلمين وعن علاقته بهم فقال إنه لا يمكن أن أنفصل عن الإخوان فأنا إخواني وخادم للدعوة الإخوانية.
*إذن لماذا تركت مكتب الإرشاد أو استبعدت منه؟
ـ لم أستبعد من مكتب الإرشاد بل اعتذرت لأترك الفرصة للشباب
*هل يعنى ذلك أنك مرشح للإخوان في الانتخابات الرئاسية القادمة؟
ـ لا، لست مرشحا باسم الإخوان.
*هل حقا طالبت الإخوان بالكف عن العمل السري؟
ـ نعم، ففي الماضي كان المبرر هو المضايقات الأمنية، أما اليوم فلا داعي للعمل السري كما أننا نريد أن تكون دعوتنا مفتوحة للناس.
*لماذا انتقدت وجود حزب سياسي للإخوان المسلمين؟
ـ أنا أرفض الخلط بين العمل الحزبي السياسي و الدعوي الديني وهو ما سيحدث في حزب الإخوان ومن ثم سيكون خطرا على المجتمع.
*ما موقفك من وجود أحزاب علمانية على الساحة بمصر؟
ـ كل حزب له فكره ولا مانع من وجود حزب علماني ولابد أن تتاح الفرصة لكل الأحزاب حتى تكون هناك حريات حقيقية.
*ما رأيك في تخوف البعض من المادة الثانية الخاصة بالشريعة الإسلامية في الدستورالمصري؟
ـ الشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع وهي مرجعية دستورية للشعب المصري وعلينا أن نترك الشعب يختار ما يشاء.
* بحكم انتمائك الإخواني هل تريد مصر دولة مدنية أم دينية؟
ـ الدولة الدينية كانت في العصور الوسطى فقط، والإسلام لايوافق على أي دولة دينية يحكم فيها الحاكم بحق الإله فهذه مسألة مرفوضة.
*هل يمكن أن تنسحب من الانتخابات الرئاسية ؟
ـ عندما أجد من هو أصلح منى لمنصب رئيس الجمهورية في مصر .
*ألا ترى أن وجود مرشح إخوانى يقلق أقباط مصر؟
ـ لا بل بالعكس فمن شروط المرشح المصالحة مع الدين لأن المصريين بطبيعتهم مسيحيين ومسلمين شعب متدين .
*ماأهم بنود برنامجك الانتخابى؟
ـ أولا الإعلاء من قيمتى العدالة والحرية بالإضافة إلى التركيز على قضية التعليم والبحث العلمى وفتح آفاق الاستثمار أمام العرب والأجانب .
*وماذا عن السياسة الخارجية والعلاقات الدولية في حال فوزك رئيسا لمصر؟
ـ أعتمد على سياسة خارجية متوازنة مع إيران و تركيا بالإضافة إلى دول الخليج . مع الاهتمام بقضايا العرب الكبرى .
حاورته : صفاء عزب