* القضاء على التمرد في إقليم تيغراي ليس معناه استتباب الأوضاع في إثيوبيا وإنما معناه أن الغليان قد انتقل من فوق السطح إلى عمق الأرض بما يهدد الاستقرار السياسي ليس في إثيوبيا فحسب ولكن في منطقة القرن الأفريقي أيضا
* النظام في إثيوبيا لم يقم بتسوية جميع المشكلات مع الأقليات حيث إن إثيوبيا كلها أقليات وعرقيات، ولذلك فإن الصراع الذي حصل في إقليم تيغراي قد يمتد إلى جميع مكونات المجتمع الإثيوبي
* الإعلان عن سيطرة الجيش الاتحادي على إقليم تيغراي هو بداية المشاكل التي ستواجه إثيوبيا أو بداية الصراع الإثيوبي- الإثيوبي
* إثيوبيا عبارة عن قطع موزاييك أي أنها ليست مجتمعا متجانسا وإخماد التمرد ليس معناه إنهاؤه وتبدوا مؤشرات توتر الأوضاع في الجوار الإثيوبي واضحة في سلسلة التفجيرات التي أعلنت عنها الخارجية الأميركية في العاصمة الإريترية
* تفجيرات أسمرة ونزوح الآلاف من الإثيوبيين إلى الأراضي السودانية يعطى مؤشرات على إمكانية انزلاق المنطقة لهاوية الصراع
* من المنتظر اتساع رقعة النزاع بعد قصف تيغراي للعاصمة الأريترية أسمرة وإذا ما تحركت ميليشيات مسلحة أخرى تابعة لـ«جبهة تحرير أوغادين» في إقليم الصومال الإثيوبي إضافة إلى تحركات في إقليم أمهرة فهذا يعنى أن القوميات في إثيوبيا تنتفض
* هذا الصراع من شأنه التأثير على السودان بعد استقبال موجات من اللاجئين من المنتظر زيادة أعدادهم وربما تتأثر الصومال أمنيا بعد سحب إثيوبيا حوالي 3 آلاف جندي من قواتها العاملة في بعثة «آمي سونج» التابعة للاتحاد الأفريقي كما أنه من المنتظر أن تتأثر استثمارات دول الخليج العربي في إثيوبيا
* الصراع في تيغراي على الرغم من كونه صراعا داخليا إلا أن له أبعادا إقليمية ودولية واسعة المدى
القاهرة: إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي، نجاح القوات الاتحادية في إحكام السيطرة الكاملة على عاصمة إقليم تيغراي، دون تعريض حياة المدنيين في الإقليم للخطر، وذلك بعد المهلة التي أعاطاها لقيادات الإقليم بتسليم أنفسهم ومحاكمتهم، فتح الباب لتساؤلات عديدة حول حقيقة الأوضاع في الإقليم، خاصة بعد تصريحات قائد قوات إقليم تيغراي عن مواصلة قوات الإقليم مواجهة الجيش الإثيوبي حتى تحرير الإقليم، كما فتح باب التساؤلات أيضا حول إمكانية انزلاق دول الجوار الإثيوبي، ومنطقة القرن الأفريقي إلى الفوضى، والمواجهات المسلحة، خاصة بعد إعلان الخارجية الأميركية عبر حسابها الرسمي على موقع «تويتر» حدوث 6 تفجيرات داخل العاصمة الإريترية أسمرة، ليلة الثامن والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) المنصرم، والذي قد يأتي على خلفية اتهامات من قادة إقليم تيغراي بمساندة أسمرة لرئيس الوزراء آبي أحمد، وهو ما دفع قوات تيغراي فيما قبل لقصف العاصمة أسمرة بعدة صواريخ، حسب اتهامات إريتريا.
من جانبها استطلعت «المجلة» آراء بعض المتخصصين والخبراء في الاستراتيجية، والشأن الأفريقي، في محاولة منها لتسليط الضوء على الأزمة ومعرفة أبعادها ومآلاتها، وهل يمكن لهذا النزاع أن يتطور لأبعد من ذلك بما يؤدي إلى انزلاق دول الجوار الإثيوبي، ومنطقة القرن الأفريقي في الفوضى والصراعات المسلحة بما يهدد الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحساسة من العالم؟ أم إن المسألة باتت قضية إثيوبية داخلية لا تتعدى حدودها؟
انتقال الصراع من السطح إلى العمق... وتحالفات محتملة بين التنظيمات المسلحة
في البداية قال مساعد وزير الخارجية الأسبق الدكتور عبد الله الأشعل في تصريحات خاصة لـ«المجلة»: إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي، القضاء على التمرد في إقليم تيغراي ليس معناه استتباب الأوضاع في إثيوبيا، وإنما معناه أن الغليان قد انتقل من فوق السطح إلى عمق الأرض، ومعنى هذا أن الوضع يهدد الاستقرار السياسي، والسلم ليس في إثيوبيا فقط، ولكن في منطقة القرن الأفريقي، ومن الممكن أن تفشل جميع المشروعات التي تعمل عليها إثيوبيا، لأن الاستقرار السياسي هو أساس أي تقدم لأي دولة، وهنا الموقف الإثيوبي يمكن رؤيته من منظور أن كل الأقليات المتواجدة في إثيوبيا محبطة، وبالتالي النظام في إثيوبيا لم يقم بتسوية جميع المشكلات مع هذه الأقليات، حيث إن إثيوبيا كلها أقليات وعرقيات، ولذلك فإن الصراع الذي حصل في إقليم تيغراي قد يمتد إلى جميع مكونات المجتمع الإثيوبي، وطالما أن تيغراي لديهم سلاح، ومارسوا الحروب في السابق، وكانت قيادات الدولة الإثيوبية من هذا الإقليم، حيث كان قائد الجيش، ورئيس الأركان، ورئيس جهاز المخابرات في إثيوبيا جميعهم من تيغراي التي تعتبر المنجم أو مفرخة القيادات الإثيوبية، وطالما أنه تم الاشتباك مع هذا الإقليم بناء على أوامر رئيس الوزراء آبي أحمد، فإنهم بذلك لن يهدأوا، وسوف يكون الإعلان عن سيطرة الجيش الاتحادي على إقليم تيغراي هو بداية المشاكل التي ستواجه إثيوبيا، أو بداية الصراع الإثيوبي الإثيوبي، حيث انتقل الصراع من على السطح بين الجيش الإثيوبي والمتمردين في تيغراي إلى صراع تحت الأرض، وهذا مكمن الخطورة، وذلك لوجود دول وجهات كثيرة تعادي النظام ولا تستطيع تمويل التمرد في العلن ولكنها تستطيع تمويل التمرد في الخفاء عندما ينتقل من السطح إلى ما تحت السطح، كما توجد أقلية صومالية متواجدة في المنطقة التي احتلتها إثيوبيا من الصومال والتي تقع في الجنوب الشرقي من إثيوبيا، وإثيوبيا كلها عبارة عن قطع موزاييك، أي إنها ليست مجتمعا متجانسا، وبالتالي فإخماد التمرد ليس معناه إنهاء التمرد، والجوار الإثيوبي مثل السودان وإريتريا والصومال قد ينتقل إليه هذا الصراع، لأنه من الممكن لهذه الدول أن تغذي الصراع في الخفاء، وقد تبدو مؤشرات توتر الأوضاع في الجوار الإثيوبي واضحة في سلسلة التفجيرات التي أعلنت عنها الخارجية الأميركية في العاصمة الإريترية أسمرة، وهذا يعني إمكانية انتقال الصراع إلى دول الجوار، وبرغم أن الصراع في إقليم تيغراي يمثل أزمة إثيوبية داخلية لكن إريتريا وجهت لها اتهامات بمساندة الحكومة الإثيوبية في قمع الحركة الشعبية لتحرير تيغراي، وهذه المنطقة مجاورة للسودان وبها حركات مسلحة مناهضة للحكومة في الخرطوم، وقد تتحالف هذه الحركات المسلحة مع بعضها البعض، وهناك أثار للصراع أولها آثار داخلية، وثانيها آثار لعلاقات إثيوبيا مع دول الجوار، وهل يمكن أن يمتد الصراع إلى خارج إثيوبيا؟، وأعتقد أنه إذا ما تحركت جبهة تحرير أوغادين أيضا فإن الصراع قد يتطور إلى صراع صومالي إثيوبي، وهذا احتمال وارد، وستكون مناطق شرق أفريقيا مرشحة لاستقبال الصراع، حيث توجد بها تنظيمات مسلحة، صنفتها الولايات المتحدة الأميركية تنظيمات إرهابية، وأعتقد أنه بعد إعلان نتيجة الانتخابات الأميركية سوف تسارع واشنطن في تهدئة الصراع لأنها ترغب في أن تظل منطقة القرن الأفريقي وشرق أفريقيا مناطق هادئة.
مؤشرات على إمكانية انزلاق المنطقة لهاوية الصراع
ومن جهته، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير جمال بيومي في تصريحات خاصة لـ«المجلة»: إن منطقة القرن الأفريقي قد تنزلق إلى الفوضى والنزاعات المسلحة رغم إعلان أديس أبابا، سيطرة الحكومة الاتحادية على عاصمة إقليم تيغراي، وأن نشوب النزاعات المسلحة في منطقة القرن الأفريقي هو أمر وارد، لأن هناك قاعدة تقول إننا نعلم متى تبدأ الحرب، ولكن لا نعلم متى وكيف تنتهي، مضيفا، أنه بعد التطورات الأخيرة من قصف العاصمة الإريترية أسمرة، وإعلان الخارجية الأميركية عن وقوع 6 تفجيرات في العاصمة الإريترية أسمرة ايضا، وذلك في العاشرة والنصف من مساء السبت الماضي، ونزوح الآلاف من الإثيوبيين إلى الأراضي السودانية، كل ذلك قد يعطى مؤشرات على إمكانية انزلاق المنطقة لهاوية الصراع، مضيفا: طوال الوقت هناك منازعات عرقية في إثيوبيا، بسبب تواجد عرقيات عديدة بها، وهذه مشكلة أفريقية عموما، فنحن في الوطن العربي مثلا حتى في إطار الدول لا نشعر بمثل هذه الأشياء، وليس هناك فارق بين المصري، والسعودي على سبيل المثال لأننا ننتمي إلى عرقية واحدة، ونسيج واحد، وذلك على العكس تماما من الحاصل في إثيوبيا، أو في أفريقيا عموما، حيث تنتشر القبلية، وعندما يتم تقسيم «كعكة» الناتج المحلي، يتم إرضاء جميع الأطراف، فعندما تأتي قبيلة وتطغى على بقية القبائل يحصل خلاف حقيقي، وعرقية تيغراي عموما وعبر تاريخها تتمرد على السلطة المركزية في أديس أبابا، وعندما تتحصل على حقوقها، فهي تهدأ إلى حد كبير، وليست تيغراي الفئة الوحيدة الثائرة الآن في إثيوبيا، كما أن قصف العاصمة الإريترية أسمرة، وحدوث تفجيرات بها، يأتي على خلفية اتهامات من قادة تيغراي لها بمساعدة حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي، وذلك على الرغم من إعلانها أنها لا تنحاز إلى أي طرف من أطراف النزاع، كما أن قيامها بإجراءات عسكرية على الحدود مع إقليم تيغراي لم يأت من قبيل المشاركة في الصراع الحاصل، ولكن هذه الإجراءات كانت لحماية حدودها، وعلينا أن ننتظر ونرى ما سوف يحدث.
القوميات الإثيوبية «تنتفض»
من جهة أخرى قال أستاذ العلوم السياسية بكلية الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة الدكتور أيمن شبانة، في تصريحات خاصة لـ«المجلة»: هذا النزاع من المنتظر أن يتسع أكثر، لأنه طال إقليم أمهرة الذي يقع جنوب إقليم تيغراي، وطال أيضا العاصمة الإريترية أسمرة، حيث وجهت قوات تيغراي الصواريخ إلى إقليم أمهرة، وإلى العاصمة الإريترية أسمرة، وأيضا ربما يتسع الصراع إذا ما تحركت ميليشيات مسلحة أخرى تابعة إلى «جبهة تحرير أوغادين» في إقليم الصومال الإثيوبي، وإذا ما حدثت تحركات في إطار إقليم أمهرة هذه التحركات ليست متحالفة مع تيغراي، ولكنها تحركات موازية، بمعنى أن القوميات في إثيوبيا تنتفض، وهذا الصراع من شأنه التأثير على السودان لأن السودان يستقبل الآن موجات من اللاجئين، هذه الموجات من اللاجئين تقدر حتى الآن بحوالي 45 ألف لاجئ، ومن المنتظر أن تزيد هذه الموجات في خلال الأيام القادمة مع اشتداد الصراع، والسودان من الناحية الأخلاقية والعملية لا يستطيع أن يمنع هذه الموجات، وربما تتأثر الصومال أمنيا، لأن إثيوبيا سحبت حوالي 3 آلاف جندي من قواتها العاملة في بعثة «آمي سونج» وهي بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال، وإثيوبيا تشكل حجما مهما من هذه البعثة، ومع سحب 3 آلاف جندي إثيوبي من المنتظر أن تتأثر الأوضاع في الصومال، كما أنه من المنتظر أيضا أن تتأثر استثمارات دول الخليج العربي في إثيوبيا خاصة الإمارات، والسعودية، وقطر. ونخشى أن يتحول إقليم تيغراي إلى ما يشبه «دارفور» جديد في القرن الأفريقي، لأن هذا الأمر سوف يقوض الاستقرار في القرن الأفريقي، وفي حوض النيل أيضا، وربما تكون له عواقب وخيمة على المسار التفاوضي في أزمة سد النهضة، ولكل هذه الأسباب فإن أزمة الصراع في تيغراي برغم أنه صراع داخلي إلا أن له أبعادا إقليمية، ودولية واسعة المدى.
الصدام في تيغراي مقدمة لصراع أهلي
من جانبه قال الخبير العسكري والاستراتيجي بأكاديمية ناصر العسكرية العليا في تصريحات خاصة لـ«المجلة»: يجب وضع المعادلات أمامنا، فإقليم تيغراي يمثل 6 في المائة من تعداد الشعب الإثيوبي، وبه قيادة سياسية راسخة في التاريخ الإثيوبي، لكن يتميز، أيضا أن بها قوة عسكرية شعبوية أكبر، وأعنف مما يمكن وصفه، وذلك أكثر من بقية الأقاليم الإثيوبية الأخرى.
ثانيا: على الجانب الإريتري الصراع التاريخي بين أسمرة، وأديس أبابا، كان على جزء حدودي من إقليم تيغراي، واليوم عندما تدخلت القيادة الإريترية على خط الصراع بعد المصالحة التي تمت منذ عامين مع إثيوبيا، والتي عقدت بين رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، والرئيس الإريتري أسياسي أفورقي، وتدخل على خط المواجهة وساعد الحكومة المركزية الإثيوبية كما يدعي قادة إقليم تيغراي فهي تساعدها لمصالح مشتركة، أهمها أن القضاء على تيغراي يمثل إخمادا لفتنة داخلية إثيوبية لمصلحة رئيس الوزراء آبي أحمد، وفي نفس الوقت قد يكون هناك ثمن يدفعه آبي أحمد على حساب إقليم تيغراي لصالح إريتريا، وبالتالي فإن احتمالات التوسع في الحرب خارج الإقليم بعيده، ولكن من الممكن أن يحدث ذلك عندما تتدخل أسمرة لصالح تيغراي، ولكنها الآن تدخلت لصالح الحكومة المركزية، لكن كصراع داخلي في إثيوبيا، فإن الصراع الدائر الآن في إقليم تيغراي ينذر بحرب أهلية، وهذا يبدو حقيقة واضحة، لأن النسبة السكانية الغالبة في إثيوبيا ليست في جانب رئيس الوزراء آبي أحمد، والقوة المسلحة المتواجدة في الأقاليم الإثيوبية، أو الشعبويين، هي في يد أهالي تيغراي، فهم مسلحون ويتميزون بالعنف الشديد، ولهم تاريخ في القيادة السياسية لإثيوبيا، صحيح أنه لا يتناسب مع التاريخ السياسي للأمهرة، ولكن لهم تاريخ معروف. وعلى الرغم من أن رئيس الوزراء آبي أحمد من عرقية الأرومو، التي تشكل نسبة 40 في المائة من السكان، ومهضوم حقها تاريخيا، في قيادة الدولة الإثيوبية، ولكن شعب الأرومو، لا يعتبر آبي أحمد مواليا لهم، لأنه متحالف مع عرقية الأمهرة الذين جاءوا به للسلطة، كي يكون امتدادا للقادة الأمهريين في حكم إثيوبيا، ولم يمثل مصالح عرقية الأرومو التي ينتمي إليها، ولم يعطهم الحق في الوظائف التنفيذية، والقيادات المدنية، والعسكرية، وبالتالي فهو ليس له رصيد شعبي لدى عرقية الأرومو، التي ينتمي إليها، ومن هنا قد يكون الصراع الموجود في إقليم تيغراي الآن هو مقدمة لصراع أهلي، يؤدي لحرب أهلية تمسك بتلابيب إثيوبيا من شمالها إلى جنوبها، وقد يكون هذا الصراع محفزا لأقاليم أخرى، مثل إقليم الصومال الإثيوبي للانتفاض في وجه الحكومة المركزية في أديس أبابا، وأعتقد أن تداخل الدول المجاورة لإثيوبيا في هذا الصراع، قد يكون عبر اللاجئين، حيث سيكونون عبئا على الدول التي تستضيفهم مثل إريتريا، والصومال، والسودان، وغيرها، وعندها ستقوم هذه الدول بلفظهم، ووقتها قد ينشب الصراع لعدة أسباب منها ما تملكه القبائل الإثيوبية من سلاح وعنف متأصل، وسلاح تحت يدها، أو سلاح يسهل الحصول عليه، فعندها وفي هذه الحالة من الممكن أن يتسع نطاق القلاقل، والاشتباكات، وفي النهاية يمكن القول إن احتمالات انزلاق الأطراف الإقليمية في القرن الأفريقي في المواجهات المسلحة هو احتمال ضعيف، ولكن الاحتمال الأقوى هو نشوب حرب أهلية في الداخل الإثيوبي.
تفكك التوحد القومي وتهديد الكيان الإثيوبي
فيما قال الخبير والباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشبكي في تصريحات خاصة لـ«المجلة»: لا أتصور أن يتطور الصراع المسلح في إقليم تيغراي الإثيوبي لأن يكون حربا إقليمية، إلا أن التهديد الحقيقي هو انقسام إثيوبيا وتفكك التوحد القومي الموجود فيها فالكيان الإثيوبي نفسه مهدد، والصراع بين إريتريا وتيغراي هو صراع قديم، ولو حدثت مواجهات مسلحة بين الطرفين فإن التهديد الأساسي ليس حدوث حرب إقليمية واسعة، فمن الوارد حدوث اشتباكات بين الطرفين كما حدث في السابق حيث كان هناك تاريخ من المواجهات والصراعات المسلحة، والأيام الماضية حدثت اشتباكات وقصف للعاصمة الإريترية أسمرة ومن الوارد أن تتكرر الهجمات مرة أخرى، ولكن التقدير الأساسي أن الكيان الإثيوبي، والدولة الإثيوبية، والمؤسسات الفيدرالية التي تحكم أصبحت مهددة، وأن هذا الكيان الموحد مهدد بالانقسام والصراع العرقي، وكذلك إقليم الصومال الإثيوبي أيضا قد ينتفض، حيث توجد مشكلات أخرى بينه وبين عرقية الأمهرة، والوضع الداخلي الإثيوبي معرض لانفراط عقده والدخول في حرب، ومواجهات عرقية واسعة بما فيهم الصوماليون وهم مكون آخر حتى لو كانت أعداده قليلة إلا أنه يتواجد في منطقة مهمة من الجنوب الشرقي الإثيوبي.
للتسجيل في النشرة البريدية الاسبوعية
احصل على أفضل ما تقدمه "المجلة" مباشرة الى بريدك.