* بوحبيب: لبنان ليس على سلم أولويات الإدارة الأميركية وانتظار الاستحقاق الرئاسي انتحار
* الدكتور نادر: الرهان على أن بايدن سيقوم بعكس ما قام به ترامب من حيث رفع العقوبات وعودة الأمور إلى ما كانت عليه خلال عهد أوباما رهان خاطئ
* رباح: الحكومة اللبنانية سوف تتشكل، بغض النظر عن الاستحقاق الأميركي لأن المحاصصة مستمرة
* مصادر مطلعة: من شأن فوز بايدن أن يُخفّف الضغط على إيران مما سيسمح لها بالتمدّد أكثر وبشكل مريح في الشرق الأوسط
بيروت: تعيش أميركا تخبطا وضياعا كبيرين على وقع النزاع الحاصل بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي جو بايدن على لقب سيد البيت الأبيض، على الرغم من حسم وسائل الإعلام الأميركية قبل أيام النتيجة لصالح بايدن ليصبح الرئيس الـ46 للولايات المتحدة الأميركية. ووفق الإعلان، فقد ضمن بايدن فوزه بالانتخابات الرئاسية بحصوله- وفق النتائج الأولية- على 290 صوتا في المجمع الانتخابي متجاوزا العدد المطلوب وهو 270، مقابل 214 لمصلحة ترامب.فيما رفض الأخير إعلان وسائل الإعلام وبايدن نفسه الفوز في الانتخابات، وأكد أنه سيرفع قضايا ضد عملية فرز الأصوات التي شكك في نزاهتها.وقال الرئيس الأميركي المنتهية ولايته إن هذه الانتخابات مسروقة، في حين تعهد الرئيس المنتخب بتحقيق الوحدة الأميركية.
وعلى الرغم من رفض ترامب الإقرار بالهزيمة واللجوء إلى القضاء، فإن الأرقام التي أعلنت عبر وسائل الإعلام الأميركية ونصبت بايدن رئيسا جديدا هي التي سوف تعتمد في النتائج النهائية كما يجمع المراقبون في الولايات المتحدة.
وفيما حبست أميركا ودول العالم أنفاسها على مدى أيام متواصلة بانتظار معرفة هوية الرئيس الجديد، والانتقال إلى رصد المرحلة الثانية فيما يتعلق بتأثير فوز أي من المرشحين على منطقة الشرق الأوسط والعالم، توجهت أنظار لبنان بأكمله الأسبوع الفائت نحو الولايات المتحدة الأميركية، التي أفقدت اللبنانيين فضول الكلام في السياسة المحلية، ومصير الملف الحكومي والهموم المالية والمعيشية، لا سيما مع ربط بعض الأقطاب والمحللين السياسيين منذ أشهر مصير لبنان بنتائج الاستحقاق الأميركي. فكان المشهد اللبناني مأخوذاً بشكل كبير، بالاستحقاق الأميركي ومتتبعاً لمجرياته، على نحو جعل من الاستحقاق الحكومي الذي يؤرقه، بنداً ثانياً في سلّم الاهتمامات، لكن هذا العامل الخارجي الطارئ لم يقلل خطورة التباطؤ الذي عاد يطبع مسار تأليف الحكومة الجديدة المتأرجح، بين هبّة إيجابيّة وهبّة سلبيّة، منذ تكليف الرئيس سعد الحريري، في وقت تتصاعد فيه أخطار الانهيارات الداخلية ولا تحرك ساكنا لدى معرقلي ولادة الحكومة.
وكان اللافت أنه في خضم السباق الرئاسي في أميركا، وفيما علّق لبنان أغلب استحقاقاته على نتائج الانتخابات الأميركية، سواء لجهة التوافق على توزيع الحقائب وشكل حكومة سعد الحريري، أو لجهة إنجاز المفاوضات التقنية مع إسرائيل في ملف ترسيم الحدود البحرية، فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية، يوم الجمعة الفائت، عقوبات على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، بموجب الأمر التنفيذي رقم 13818 نظراً لدوره في الفساد في لبنان. ويندرج القرار التنفيذي رقم 13818 بناءً على قانون ماغنيتسكي الذي يستهدف الفساد والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. ولأن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن كانت العقوبات على باسيل القشة التي قسمت ظهر البعير وأعاقت مسار تشكيل الحكومة، في ظل التوترات القائمة مع رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري.
لكن، هل ستؤثر نتائج الاستحقاق الأميركي فعلا على الملف اللبناني لا سيما في الشأن الحكومي منه، وما هي انعكاسات فوز بايدن على المنطقة، وخُصوصًا على لبنان؟
بالرغم من الاتفاق الواسع على طبيعة مواقف وأهداف واشنطن الخارجية، فإنّ رؤية مرشحي الرئاسة الجمهوري دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن لمنطقة الشرق الأوسط تبقى استثناء في معظمها، إذ ستكون هناك انعكاسات كبيرة على الأوضاع في العالم أجمع، ومنها في منطقة الشرق الأوسط ككل، وفي لبنان بطبيعة الحال، حيث يختلف كل من ترامب وبايدن جذريا تجاه الملفين الإيراني والفلسطيني، ومستقبل الوجود الأميركي العسكري في المنطقة، وقضايا حقوق الإنسان.
فلطالما اتبع ترامب سياسة متشددة تجاه إيران وانسحب من الاتفاق النووي منتصف عام 2018 واصفا إياه بأنه «اتفاق سيئ للغاية»، ثم فرض عقوبات غير مسبوقة على طهران، وطالب بقية الدول الأعضاء بالانسحاب من الاتفاق النووي الموقع معها، وتعهد أيضا بالتوصل إلى اتفاق جديد مع إيران خلال شهر في حال إعادة انتخابه، بحيث يتم وضع قيود أكثر صرامة على برنامج طهران في مجال الصواريخ الباليستية، ويحجم دورها في النزاعات الإقليمية بالوكالة. بدوره، تعهد بايدن في حال فوزه بتبني سياسة ثلاثية الأبعاد تتضمن الالتزام بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، ويقضي البعد الثاني بعرض طريق واضح للعودة إلى الدبلوماسية والتفاوض بحيث يعمل مع حلفاء بلاده على تعزيز وتوسيع بنود الاتفاق النووي. مع العلم أن سياسة الديمقراطيين مختلفة عن الجمهورية لكن كلا الطرفين يتفقان على منع حصول إيران على الأسلحة النووية. ولكن ماذا عن لبنان؟
انتظار لبنان الاستحقاق الأميركي انتحار
سفير لبنان الأسبق في واشنطن الدكتور عبد الله بوحبيب، أشار في حديث خاص لـ«المجلة»إلى أنه «مع إعلان فوز بايدن بانتخابات الرئاسة الأميركية 2020، فإن تسلمه للحكم سيكون خلال شهر يناير (كانون الثاني) وكذلك سيستغرق تعيين إدارته أي الوزراء ونوابهم حوالي ثلاثة أشهر الذين بحاجة أيضا لثلاثة أشهر إضافية على الأقل لتعيين مسؤولين عن الملفات السياسية، وبالتالي التغيير الكبير في السياسة الأميركية يستغرق العديد من الأشهر».
وأشار إلى أن «سياسة بايدن هي التركيز على مصلحة أميركا أولا وثانيا وتاسعا، لأن واشنطن تعاني الويلات، لافتا إلى أنه بحسب المناظرات التي جرت بين ترامب وبايدن والخطابات التي جرت أثناء الحملة الانتخابية لم يذكر أي منهما السياسة الخارجية، وبالتالي تركيز بايدن في الفترة الأولى من حكمه سيكون على الشق الصحي مع تفشي فيروس كورونا والضمان الصحي وعدة أمور أخرى داخلية».
وفي الشأن الخارجي، سيكون التركيز أولا على العلاقات مع الدول الأوروبية المضطربة أصلا، وكذلك على العلاقة مع «جيرانها»كندا والمكسيك، وبالتالي يصعب على المسؤول عن ملف الشرق الأوسط اتخاذ قرارات كبيرة، وقال بوحبيب إن «بايدن لن يوقف العقوبات على إيران إلا أنه لن يستكملها، لأنها عقوبات سياسية ولا يتخذها الكونغرس بينما العقوبات على حزب الله فهي تُتخذ من قبل الكونغرس، وبالتالي لا يستطيع الرئيس الأميركي إيقافها إلا أنه قد يخفف من سرعتها، إلا أن هذا لن يحل الأزمة. لأن مسألة الشرق الأوسط لا تتعلق فقط بواشنطن»، لافتا إلى «وجود أربعة محاور سياسية- عسكرية موجودة في المنطقة، وهي محور إسرائيل- الخليج، محور إيران- سوريا- وقسم من لبنان، ومحور تركيا- قطر- الإخوان المسلمين، والمحور الأخير العراق- الأردن- مصر، وحتى في العراق إيران لديها وجود، إذ تسعى جميعها إلى توسعة نفوذها وتحقيق المكاسب وبالتالي الوجود الأميركي لا يستطيع توقيف هذه المحاور».
وفي لبنان، ليست واشنطن من ستشكل الحكومة، بل على القوى السياسية الإسراع في العجلة الحكومية قبل فوات الأوان، بحسب بوحبيب، مشيرا إلى أنه «فيما لو تراهن بعض القوى السياسية على أن بايدن سيرفع جميع العقوبات فهم مخطئون»، ورأى أن«بايدن سيوقف العقوبات ولكن لن يرفعها عن حزب الله وإيران على أساس استكمال الحوارات والمفاوضات معها والعقوبات ستكون موجودة بالتوازي معها»، لافتا إلى أنه «لو فاز ترامب لكان سيفرض المزيد من العقوبات على إيران وحزب الله، وكان سيوسعها لتشمل حلفاء وأصدقاء الحزب، وبالتالي فالمؤكد أن هناك تغييرا ولكن انتظار الاستحقاق الأميركي يعني انتحارا».
وأكّد بوحبيب أن لبنان ليس على سلم أولويات الولايات المتحدة ولا سلم المحاور الأربعة، إلا في حال عملت هذه المحاور على تقوية نفوذها في لبنان، وهو ما يفرض على القوى السياسية التنبه جيدا لأنه في هذه الحالة لبنان من سيدفع الثمن».
وصول بايدن سيسمح لإيران بالتمدّد أكثر
مع فوز بايدن بالرئاسة الأميركية، أشارت أوساط متابعة لـ«المجلة»إلى أنه مُستعدّ لإعادة إحياء «الاتفاق النووي»الذي وُقّع في عهد أوباما، بشرط واحد يتمثّل في التزام طهران مُجدّدًا ببنود هذا الاتفاق الخاص بنسب تخصيب اليورانيوم لأغراض سلميّة وغير عسكريّة. وبالتالي، من شأن فوز بايدن أن يُخفّف الضغط على إيران، مما سيسمح لها بالتمدّد أكثر وبشكل مريح في منطقة الشرق الأوسط، كما حصل في النصف الأوّل من العقد الحالي.
أما لو فاز ترامب، لكان بحسب المصادر نفسها واصل ضغطه القوي على طهران، والذي كان قد بلغ ذروته في السابق باغتيال القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني، وذلك بهدف حمل إيران في نهاية المطاف على الذهاب إلى اتفاق جديد مع الولايات المُتحدة الأميركيّة، يشمل وضع ضوابط قاسية على صواريخها الباليستيّة، ويحدّ من تدخّلاتها الأمنيّة والسياسيّة في دول المنطقة، ويُوقف ما تصفه إدارة ترامب دعم طهران للمُنظّمات الإرهابيّة. وبالتالي، ستبقى منطقة الشرق الأوسط ككلّ ضحيّة هذا الصراع الحاد بين واشنطن وطهران، إلى حين التوصّل لاتفاق- تسوية جديد بينهما، وهذا الصراع يشمل ملفّات سوريا واليمن ولبنان وغيرها.
مع الإشارة إلى أن ترامب لطالما تنكّر من اتفاق سلفه باراك أوباما مع إيران طوال فترة ولايته الأولى، من دون أن يتمكّن من إسقاط هذا «الاتفاق النووي»بشكل كامل، بسبب مُعارضة الدول الأوروبيّة والغربيّة لهذه الخُطوة.
في الحالتين إيران ستدفع ثمن
من جهته، استغرب مدير «معهد المشرق للشؤون الاستراتيجية»الدكتور سامي نادر، كيف تعمد بعض الجهات إلى الاستنتاج والترويج بأن المعضلة اللبنانية مؤجلة حتى الانتخابات الأميركية، مؤكدا في حديث لـ«المجلة»أن «ربط مصير لبنان وتشكيل الحكومة بالاستحقاق الأميركي مرفوض ومضر، لأن لبنان ليس لديه رفاهية الوقت»، مشيرا إلى أنه «مع فوز بايدن على منافسه ترامب فإن تشكيل فريق خاص بالشرق الأوسط سيستغرق أربعة أشهر إضافية، فيما اقتصاد لبنان لا يمكنه الصمود طيلة هذه الفترة»، مشددا على أن «لبنان لا يمكنه الصمود حتى ذلك الوقت، وبالتالي فإن البلاد ذاهبة نحو التفكك، ولبنان الذي كنا نعرفه انتهى»، مشيرا إلى أن ثمة فريقا واحدا يمارس التعطيل وغير مبال بنتائج ذلك».
ومع فوز بايدن على منافسه الجمهوري، رأى نادر أن «الأمور ستتخذ المزيد من الوقت للوصول إلى اتفاق مع إيران ريثما يتم تشكيل فريق خاص بالمنطقة ورسم السياسة»لافتا إلى أن «الرهان على أن بايدن سيقوم بعكس ما قام به ترامب، من حيث رفع العقوبات وعودة الأمور إلى ما كانت عليه خلال فترة الرئيس الأسبق باراك أوباما، فهذا رهان خاطئ وليس لديه أي مقومات النجاح، وبالتالي مع فوز بايدن الأمور ستتخذ المزيد من الوقت، إلا أنه سوف يستفيد من العقوبات حتى يبدأ التفاوض ويرى إن كانت إيران مستعدة للتفاوض، علما أن الأخيرة هي من ستفاوضه».
ورأى نادر أنه «مع وصول بايدن إلى البيت الأبيض سيتم إبرام اتفاق وإيران سوف تدفع ثمنا ما، وقد يكون أقل من الثمن الذي كانت ستدفعه لو بقي ترامب، ولكن في كلتا الحالتين الأمور ذاهبة إلى اتفاق».
الملف الحكومي بين ترامب وبايدن
وعلى صعيد الملف الحكومي اللبناني، أشار إلى أنه «لو فاز ترامب لكان سيترجم ذلك عبر حلحلة حكومية، إذ ستحاول إيران المحافظة على المكاسب التي حققتها لأن الفترة التي كانت ستستتبع فوزه ستكون فترة تنازلات، ولكن مع ذهاب الأمور لصالح بايدن فسنشهد مزيدا من العرقلة وسيتأخر بذلك التأليف الحكومي».
وبحسب نادر «لو فاز ترامب كانت الحظوظ كبيرة لتوقيع اتفاق سريع بين واشنطن وطهران، لأن الأخيرة لم يعد لديها خيارات، وهو ما سيحتم عليها العودة إلى طاولة المفاوضات التي بدأتها قبل جائحة كورونا، عندما كانت حظوظ ترامب مرتفعة بالفوز، ولكن عندما شعرت أن حظوظ ترامب بدأت بالتراجع (فرملت) المفاوضات»، مشيرا إلى أنه «لو وقع هذا الاتفاق كان سيترجم ذلك إيجابيا على لبنان لأن ذلك كان سيحتم على حزب الله أن يدفع الثمن وبالتالي تقديم التنازلات تحت ضغط العقوبات التي كان من المرجح أن تتصاعد وكذلك تصاعد الضغوطات على إيران».
المشهد اللبناني لن يتأثر
الباحث السياسي الدكتور مكرم رباح، أشار في حديث لـ«المجلة»إلى أن محور الممانعة في لبنان يراهن على نتائج الانتخابات الأميركية، ولكن فعلياً الموقف من حزب الله تحديدا في واشنطن يحظى باتفاق الحزب الجمهوري والديمقراطي، خاصة أن الكونغرس هو من يصدر القوانين، كقانون قيصر، وكذلك العقوبات الاقتصادية. وتابع «ولا شك مع وصول بايدن إلى البيت الأبيض سوف تتغير اللهجة، إذ سوف تعود إلى الديمقراطية المعهودة ولكن طريقة التعاطي مع المنطقة ستبقى كما هي».
وأشار رباح إلى أن «ترامب رجل غير سوي وطريقته لا تتناسب مع الدبلوماسيين الذين يعملون على الأرض، إذ برهن ترامب خلال ولايته أنه انفعالي ويشخصن المواجهة وهذا أمر غير معهود عادة مع السياسيين التقليديين، حتى وإن كانوا جمهوريين، وبالتالي هذا ما ستستخدمه إيران لمصلحتها»، لافتا إلى أن «المشكلة مع ترامب هي مشكلة شخصية، وهو الأمر الذي تتحدث عنه طهران منذ وقت».
كما شدّد رباح على أن «سياسة الإدارة الأميركية في المنطقة لن تتغير، كما يتوقع البعض، بالرغم من أنه سوف يكون في فريق بايدن أشخاص أكثر تساهلا مع الإيرانيين»، لافتا إلى أنه «ما يجب التنبه له هو الملف السوري، فالحزب الديمقراطي لديه مهمة تتعلق بإعادة تصحيح ما قامت به واشنطن في سوريا لا سيما وأن الخطوط الحمراء التي رسمتها تجاوزها الأسد ولم يحدث رد فعل، وبالتالي هذا ما سيكون سيئا بالنسبة لطهران التي تعتمد على سوريا ونظام الأسد بمقاربتها للمنطقة».
وأشار رباح إلى أن «جزءا من اللبنانيين يعتقدون أن خلاصهم مع ترامب، ولكن هذا الأمر غير صحيح، لأن في كلتا الحالتين إن فاز ترامب أو بايدن فلبنان ليس على سلم أولويات واشنطن، ولن يستفيد من أي تغيير في الإدارة الأميركية، بل على العكس، فهو بوضع سيئ للغاية إن كان بالنسبة للطرف الديمقراطي أو الجمهوري، غير أن لبنان لا يفاوض باسمه»، مشيرا إلى أنه «يجب تحسين ظروف البلد والقيام بالإصلاحات المطلوبة لمساعدته من قبل الغرب، وكذلك على القوى السياسية اللبنانية أن تحسن علاقاتها مع دول الخليج العربي».
إلى ذلك، لفت رباح إلى أن الفريق المعارض لحزب الله في لبنان يعتقد أن بايدن سيتنازل، إلا أنه لا يستطيع التنازل عن أمر أساسي في المنطقة، فإيران عنصر رديء ويطلب منها تغيير السلوك وفي حال حصلت تسوية مع إيران لن تكون على حساب لبنان».
ورأى رباح أن «الحكومة اللبنانية سوف تتشكل بغض النظر عن الاستحقاق الأميركي، لأن المحاصصة مستمرة»، مستبعدا أن تتأثر عملية التأليف بوصول ترامب أو بايدن على مستوى التوازنات السياسية، لسبب بسيط وهو أنه«لم تعد هناك أحزاب سيادية في لبنان، فجميع الأطراف تجلس على الطاولة نفسها حتى القوات اللبنانية رغم أن موقفها متقدم في هذا الإطار، إلا أنها لا تزال تشارك في هذا النظام بطريقة ما»، مضيفا أن«المشهد اليوم يختلف عن سيناريو عام 2005 وهذا هو الفرق».
ختاماً:
كرر رباح أن المشهد اللبناني لن يتأثر كثيرا بنتائج الاستحقاق الأميركي، كما يعتقد البعض، في حال لم تغير القوى السياسية في لبنان نهجها واستفادت من التغيير في الإدارة الأميركية، مؤكدا أن «لبنان لا يمكنه الانتظار حتى 20 يناير (كانون الثاني) وهو موعد استلام بايدن الحكم، وكذلك تشكيل إدارة جديدة وفريق عمل يعني أن الانتظار قد يطول حتى أوائل الربيع، فيما لبنان لا يمكنه الصمود أكثر من أسابيع في ظل تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي».