المجلات.. مآدب نهاية الأسبوع

المجلات.. مآدب نهاية الأسبوع

[caption id="attachment_55242403" align="aligncenter" width="620"]سمير عطا الله سمير عطا الله[/caption]



تتطلب الصحافة الأسبوعية والشهرية جهداً أكبر من العمل اليومي. فهي تتم في بطء، فيما تتميز الصحف بالسرعة. وعلى المجلة أن تقدم شيئاً يتجاوز ما اطلعت عليه الناس في الجرائد طوال الأسبوع أو الشهر. وهذا أمر غير بسيط. وقد أدى تقدم الصحف اليومية وتعدد مادتها إلى ركود في حياة الأسبوعيات الكبرى حول العالم، لعل آخر دلالاته إغلاق الطبعة الورقة من "نيوزويك" العام الماضي.

كان وقف الطبعة الورقية من المجلة مؤلماً بالنسبة إلى أجيال الورق والحبر. ولكن رئاسة تحرير "المجلة"، كانت محطة طبيعية إلى رئاسة تحرير "الشرق الأوسط". ثلاثة من أبرع الصحافيين السعوديين عبروا هذا الجسر إلى الزحمة اليومية: عثمان العمير، وعبد الرحمن الراشد، والآن الدكتور عادل الطريفي.

سعدت بعودة ما من بديل عن بهاء ألوان الورق. وما من بديل عن تلك العلاقة الخاصة بين القارئ ومطبوعة يضعها قرب وسادته، ويعود إليها كلما شاء، ويعرف طرقه وأذواقه بين صفحاتها. لذلك تعمد بعض المجلات الكبرى، مثل "لايف"، إلى إصدار أعداد خاصة كل عام منذ إغلاقها قبل أكثر من ربع قرن، فيما استمرت شقيقتها "تايم". وربما لن تتجاوز الأخيرة محنة الحرب الالكترونية على رائحة الورق وعطر الحبر.

كان صدور "المجلة" حدثا في عالم الصحافة العربية، فهي أول أسبوعية خليجية تخرج عن النطاق المحلي، وتدخل المنافسة مع المجلات المعروفة في مصر ولبنان. وبذلك كانت تكملة لفكرة "الشرق الأوسط" التي اخترقت الحاجز الدولي أمام الصحافة العربية، وكانت أول جريدة متعددة الطبعات في الشرق والغرب، متجاوزة آنذاك طبعات "الهيرالد تريبيون".

وقبل "الانترنت" لم يكن للصحف الألمانية أو البريطانية أو سواها، وجود يومي في مدن العالم مثل "الشرق الأوسط". أما "المجلة" فاتخذت لنفسها مكانا بارزاً في جميع أنحاء العالم العربي. ومرت بها أقلام عربية كثيرة، بعضها لا ينسى، وبعضها قدمته "المجلة" وأطلقته.

أعطى الدكتور عادل الطريفي الطبعة الالكترونية صيغة جديدة. والتجدد هو الاستمرار. وأنا كرجل من هذه المهنة، أتمنى أن تبقى الصحافة الأسبوعية حاضرة ومتطورة. فهي بالنسبة إلى العمل اليومي مأدبة نهاية الأسبوع.
font change