* ثورات الربيع العربي كانت مؤامرة كبيرة لم ينج منها سوى مصر... والروح العربية اختفت بعد زرع كيان يسمى قطر لتكون القاعده الرئيسيه لكل أنماط الاستعمار الجديد
* هناك إنجازات كبيرة في عهد السيسي تستحق أن تقدم عنها مسلسلات عديدة
* نجحت مصر في أن تتعافى اقتصاديا وتستعيد أمنها وأن تحافظ على جيشها، إلا أنها ما زالت تعاني كثيرا في الثقافة والإعلام
* الأعمال الفنية التي تقدم اليوم تستحق «النيابة»ولهذه الأسباب استقلت من رئاسة لجنة الدراما
* أرفض ورش الكتابة لأن الإبداع لا يمكن أن يكتبه إلا واحد
* المنتج ممول للعمل الفني وليس له إلا أن يسترد هذا المال بهامش ربح بسيط لأنه يعمل في مجال ثقافي وفكري أما إذا كان يبحث عن هامش ربح كبير فليذهب لبناء عمارة!
* تجربتا «الممر»و«الاختيار»حالة استثنائية، والنجاح فيهما يرجع لأن المصريين بطبيعتهم عاطفيون، ومع ذلك لم يتم الإفصاح حتى الآن عن حجم ميزانيتهما، وهناك غموض وتكتم حول الأرباح والخسائر، ومن حقنا أن نعرف
* الرقابة ليست «بعبع»وأطالب بجهاز رقابي من مبدعين لديهم حس فني، لا مجرد موظفين يعملون وفق مبدأ «السلامة»
* بسبب يوسف شاهين ذبحت في فيلم «أم كلثوم»وتعرضت لمؤامرة أغرقتني في الديون لولا تدخل الدكتور زكريا عزمي
* الرقابة موجودة في كل العالم، وحرية الإبداع ليست تبريراً لتقديم أعمال دون المستوى أو أعمال مخالفة للدين والأخلاق
* تعرضت لمضايقات رقابية في عهد السادات وتوقفت عامين عن العمل بعد توليه الرئاسة
* الموسيقار محمد عبد الوهاب هو صاحب الفضل في سماح التلفزيون المصري بعرض «ليلة القبض على فاطمة»بعد منعه، ولولا وزيرة الإعلام الليبية لظل «ناصر 56»حبيس المخازن وممنوعا من العرض
* فردوس عبد الحميد نجمة كبيرة واختيارها في أعمالي ليس لكونها زوجتي كما أنها مثلت مع غيري كثيرا وقبل ارتباطنا بسنوات
* «حب في الزنزانة»من أجمل أفلامي، وسعاد حسني، وعادل إمام، كانا نجمين يتعاملان معنا كوجوه جديدة
* قدمت نور الشريف وفاروق الفيشاوي وصلاح السعدني وبوسي وشهيرة وجوها جديدة في أعمالي
قال المخرج محمد فاضل إن ما سمي بثورات الربيع العربي كانت مؤامرة كبيرة لم ينج منها سوى مصر، وأنه تم زرع كيان يسمى قطر لتكون القاعدة الرئيسية لكل أنماط الاستعمار الجديد. وأكد فاضل في حواره لـ«المجلة»أن هناك هجمة شرسة ضد الفن والإعلام في مصر بعد الفشل في تحقيق المؤامرة ضدها. وأشار أن هناك إنجازات كبيرة في عهد السيسي تستحق أن تقدم عنها مسلسلات. وكشف المخرج المصري الشهير عن تعرضه وزوجته الفنانة فردوس عبد الحميد لعدة مؤامرات، مشيراً إلى الخسائر الكبيرة التي تكبدها في فيلمي «ناصر 56»،و«كوكب الشرق»بسببها.
يعد المخرج محمد فاضل من أعلام الدراما العربية وهو أحد أكبر المخرجين المصريين الذين ينتمون إلى جيل الرواد الذين حملوا راية الدراما منذ بداية إنشاء جهاز التلفزيون المصري وأثروه بالعديد من الأعمال الفنية الجماهيرية أشهرها «القاهرة والناس»،و«أحلام الفتى الطائر»لعادل إمام، و«أبنائي الأعزاء شكرا»لعبد المنعم مدبولي، و«رحلة أبو العلا البشري»لمحمود مرسي، و«الراية البيضا»لسناء جميل، و«أنا وانت وبابا في المشمش»لحسن عابدين، وبلغ إجمالي مسلسلاته 50 مسلسلا. ولم يقتصر عمله في مجال الإخراج والإنتاج الفني على التلفزيون، بل شارك أيضا في تقديم خمسة أفلام من أشهرها «حب في الزنزانة»لعادل إمام وسعاد حسني، و«ناصر 56»لأحمد زكي، وفيلم «كوكب الشرق»الذي يتعرض لحياة أم كلثوم، والتي جسدتها الفنانة فردوس عبد الحميد زوجته، التي شاركته العديد من الأعمال وكونا من خلالها ثنائيا فنيا ناجحا. كما كون المخرج محمد فاضل ثنائيا مع المؤلف أسامة أنور عكاشة وقدما معا عددا كبيرا من الأعمال الدرامية الناجحة والمميزة في مسيرتيهما.
كما ساهم المخرج محمد فاضل في اكتشاف العديد من النجوم والفنانين منهم فاروق الفيشاوي ونور الشريف وصلاح السعدني ونورا وبوسي وشهيرة، بتقديمهم في أعماله الشهيرة.
عن مسيرته الفنية التي قاربت نصف قرن وعن دوره في تطوير الدراما المصرية أثناء توليه رئاسة لجنة الدراما بالهيئة الوطنية المصرية للإعلام وعن الأسباب التي دفعته للاستقالة من هذه اللجنة، أجرت «المجلة»هذا اللقاء مع المخرج محمد فاضل.
* بداية، كيف ترى الأوضاع العربية الحالية في ظل معطيات المشهد الحالي؟
- للأسف الشديد تبدو المنطقة العربية كلها في حالة يرثى لها بعد أحداث لبنان الأخيرة وما يصاحبها من حالة تفكك عربي وافتقاد لروح الوحدة التي كانت موجودة في أزماتنا العربية الماضية. لقد اختفت هذه الروح بعد أن زرعوا مؤخرا في المنطقة كيانا اسمه «قطر»لتقوم بدور القاعدة الرئيسية لأنواع الاستعمار الجديد المختلف عن الاستعمار العسكري الذي ساد في الماضي، وحل محله الاستعمار الاقتصادي من خلال حكومات وسيطة وارتباطه بالصراع على الطاقة.
* هل تعتقد أن ما سمي بـ«ثورات الربيع العربي»كانت انعكاساته سلبية على المنطقة العربية وكانت وبالا عليها أم كانت ضرورة آنذاك؟
- لا شك أن ما حدث من ثورات وأحداث تسبب في ضرر كبير وكان في حقيقته يحمل مؤامرة ضد العرب لم ينج منها سوى مصر مع الأخذ في الاعتبار أن هناك دولا لم تشهد هذه الأحداث، لكن هناك دولا مثل سوريا والعراق والسودان وليبيا وتونس نجح فيها المخطط ومرت بأحداث خطيرة، غير أن مصر استطاعت أن تقف ضد هذا المخطط بسبب وعي الشعب الذي اتخذ قراره ولم يمكن الإخوان أكثر من عام في الحكم بثورته عليهم ليحقق الشعب ما أراد.
* إلى أي مدى انعكست هذه الأحداث السياسية على المناخ الفني والثقافي في مصر والعالم العربي؟
- للأسف الشديد سعى هذا المخطط لوضع يده مبكرا على الفن والإعلام وما زال مستمرا في هذا الأمر. لقد نجحت مصر في أن تتعافى اقتصاديا وتستعيد أمنها وأن تحافظ على جيشها بجانب عمليات التعمير والإنجازات الكبيرة على صعيد الاستثمار في هذا الوقت القصير، إلا أنها ما زالت تعاني كثيرا في الثقافة والإعلام وبكل صراحة وعلى مسؤوليتي أستطيع القول إن الإعلام والثقافه قد سقطا من الاهتمام خلال هذه الفترة. وذلك بسبب عدم الانتباه لخطورة الأمر باعتبار الثقافة والإعلام هما القوة الناعمة التي تعد من المقومات الأساسية والعناصر الضرورية لتكوين الشعب، وما أخشاه أن تضيع الإنجازات العظيمة التي تحققت هباءً لو تركنا الثقافة والإعلام دون اهتمام.
* هل تعتقد أن ترك الإنتاج الفني لجهات تجارية بحتة وعدم وجود جهاز حكومي يسهم في إنتاج الأعمال الفنية، كما كان من قبل، أحد أسباب الأزمة؟
- طبعا، لأن هذه الجهات تبحث عن الربحية والمكسب بينما المفترض أن العمل في مجال الثقافة والإعلام والتعليم لا يرتبط بتحقيق مكسب مالي، فعندما أنفق كدولة على التعليم أو الصحة لا يمكن أن يكون التركيز على المكسب المادي، وهكذا يجب أن يكون التعامل مع الثقافة والإعلام، لأنهما جزء من الأمن القومي للبلد، ومن خلالهما يتأتى الوعي للشعب بالقضايا المختلفة والقومية. لكن كيف يمكن خلق وعي قومي بأعمال فنية تكرس للثراء الفاحش وتجارة المخدرات والعنف والإجرام!، فمثل هذه الأعمال لا يمكن في ظلها إقناع الشباب بالعمل وخوض التجارب في المناطق الجديدة والبحث عن الاستثمار لأنه سيكون مشغولا بالثراء بأي عمل أو التفكير في الهجرة، فالوعي والتوجيه لا يتأتيان إلا من خلال التعليم والتثقيف. والواقع الفعلي يقول إن الوعي والتوجيه أصبحا يأتيان من شركة واحدة تحتكر الإنتاج الفني، وليس لها استراتيجية سوى تعظيم مكاسبها والاهتمام بالإعلانات على حساب جودة العمل الفني وقيمته.
* وما دور لجنة الدراما التي كنت تترأسها؟ ولماذا قدمت استقالتك؟
- تم تكوين لجنة تطوير الدراما من شخصيات ذات خبرات إعلامية كبيرة منهم اثنان من عمداء كلية الإعلام وهما الدكتورة منى الحديدي والدكتورة سوزان قليني، مع بعض القادة ورؤساء النقابات الفنية، وقمنا بكتابة تقارير وتوصيات من أجل تطوير الدراما المصرية وظللنا نعمل لمدة عام إلا أنه لم تتم الاستجابة لتوصياتنا رغم خبراتنا الطويلة ووضعت التقارير داخل الأدراج ولم تنفذ، وبالطبع كان هذا الأمر هو السبب الرئيسي لاستقالتي مع استمرار سيطرة الإعلانات على التلفزيون وعلى العمل الفني حتى لو جاء على حساب القيمة.
* هل يمكن القول إن هناك يدا خفية صاحبة مصلحة في العمل على بقاء وضع الدراما في مصر على ما هو عليه والسيطرة على الإعلام المصري؟
- ما يحدث ناتج عن أمرين إما تصرف بحسن نية ناتج عن جهل وإما نتيجة خطط مقصودة ومدبرة من أطراف ما.
* وماذا عن دوركم كمخرجين ومسؤولياتكم كفنانين بالأساس بصرف النظر عن استقالتك من لجنة الدراما؟
- لا. ليست مسؤوليتي ولا مسؤولية الفنانين لأن المسألة تحتاج إلى قرار تنفيذي وهو أمر ليس بأيدينا. لا شك أن هناك مؤلفين كبارا ومبدعين من مختلف الأجيال وليس الجيل القديم، فهناك موهوبون جدد كثيرون ولكنهم لا يجدون الفرصة لأن المنتج يفرض عليهم أنماطا معينة من الكتابات يطلبها منهم. فقد أبلغني أحد كتاب السيناريو الشباب أنه عندما ذهب للشركة المحتكرة بموضوع لم تقبله وعرضت عليه أن يختار قصة أجنبية ليقوم بتمصيرها. وأصبحنا أمام مصطلحات غريبة في الكتابة، منها «الفورمة الإسباني»،و«الفورمة البرازيلي». ومن الأمور المؤسفه أن المخرج اليوم لم يعد له أي دور سوى أن يذهب إلى الاستوديو ويجد الشركة وقد فرضت عليه النص، والممثلين ولا يختار شيئا، بل أصبح الممثل يحدد نمط العمل الفني الذي يريد تمثيله ويطلب من الشركة المنتجة أن تفصل له العمل وفق مزاجه الشخصي، فقد يطلب منهم دورا بوليسيا أو رومانسيا وخلافه. ومن الظواهر السلبية الخطيرة على الفن والدراما ما اصطلح على تسميته «ورش الكتابة»فللأسف لم يعد العمل الفني الإبداعي لفنان واحد بل أصبح العمل وليد ورش الكتابة، فنجد أن عملا واحدا يمكن أن يساهم في كتابته عشر مبدعين وأنا أتساءل كيف ينسب عمل إبداعي لأكثر من كاتب وهذا ليس فنا لأن الفن منسوب إلى مؤلفه وهو واحد فقط الذي كتب العمل وغير ذلك لا يكون فنا ولا إبداعا.
* برأيك كيف يمكن ضبط معادلة الإبداع الدرامي؟
- الأصل في معادلة الدراما أن تبدأ بعنصرين، هما المؤلف ثم المخرج الذي يقوم باختيار الفنانين ويأتي بعد ذلك دور المنتج، وعليه أن يتبع هذين العنصرين كممول للعمل الفني وليس له إلا أن يسترد هذا المال بهامش ربح بسيط لأنه يعمل في مجال ثقافي وفكري، أما إذا كان يبحث عن هامش ربح كبير فليذهب لبناء عمارة لا إنتاج عمل فني. وهناك أعمال فنية كبرى لا تصلح للإنتاج الخاص ولا يتصدى لها إلا القطاع الحكومي مثل فيلم «ناصر 56»، فمثل هذا الفيلم لا أتصور أن تنتجه شركة خاصة لأنه يستلزم إنتاجا كبيرا كما أنه من الأعمال ذات الطبيعة الوطنية التي يجب أن تتولى الدولة مسؤوليتها في إنتاجها.
* لكننا شاهدنا مؤخرا أعمالا لها طبيعة مشابهة، بإنتاج خاص غير حكومي مثل فيلم «الممر»ومسلسل «الاختيار»!
- «الممر»،و«الاختيار»حالة استثنائية والنجاح فيهما يرجع لأن المصريين بطبيعتهم عاطفيون ومع ذلك لم يتم الإفصاح حتى الآن عن التفاصيل المادية لهذين العملين وحجم ميزانيتيهما ولم يعلنوا عن الأرباح التي حققاها، ومن ثم هناك علامة استفهام كبيرة وحالة من الغموض لأن الشركة المحتكرة لم تقدم أي معلومات. وعلى سبيل المثال عندما قدمنا «ناصر 56»كانت ميزانيته معروفة فقد تكلف مليوني جنيه ونجح في تغطية تكاليفه بتحقيق أرباح 14 مليون جنيه في أول ليلة عرض، يعني كل التفاصيل المادية كانت معلنة، وليست غامضة مثلما في حالة «الممر»و«الاختيار». ومن حق الشعب أن يعرف ميزانية هذه الشركات ويجب أن تقوم الجهات الرقابية بدورها وذلك من خلال لجنة الثقافة والإعلام الموجودة بمجلس النواب باعتبار أن إحدى مهامه الكبرى هي المراقبة والمحاسبة.
* هل كان هذا المناخ الفني السائد حاليا سببا لغيابك الطويل عن الساحة؟
- طبعا لأنه مناخ يصعب العمل في ظله، ففي عام 2012 قدمت مسلسل «ربيع الغضب»لمجدي صابر، إنتاج شركة صوت القاهرة وفي عام 2016 توقف إنتاج الدولة تماما بتوقف كل من مدينة الإنتاج الإعلامي وقطاع الإنتاج وصوت القاهرة واحتكرت شركة وحيدة خاصة الإنتاج الدرامي. لقد كانت هناك منافسة جميلة لصالح العمل الفني والفنانين عندما كانت هناك شركات خاصة تعمل جنبا إلى جنب مع القطاع الحكومي بل كان هناك تعاون مشترك بين القطاعين في بعض الأحيان وهو ما يسهم في الارتقاء بمستوى الأعمال الفنية التي تتم في مثل أجواء المنافسة هذه. كما أن وجود أكثر من جهة منتجة يتيح للمخرج والمؤلف حرية الاختيار، فعلى سبيل المثال مسلسل «أنا وانت وبابا في المشمش»للمؤلف أسامة أنور عكاشة، كان من المفترض أن ينتجه القطاع الخاص ولكن عندما استشعرنا عدم جدية الشركة أعطينا المسلسل لإنتاج الفيديو. ولكن في ظل نمط احتكار اليوم لا تكون أمام المخرج والمؤلف مثل هذه الفرصة. وأنا كمخرج أعمل منذ خمسين عاما وقدمت 50 مسلسلا و5 أفلام لا أستطيع أن أعمل بالطريقة الحالية التي يسيطر عليها منطق المنتج وهو الربح والخسارة المادية.
* أيهما أخطر على الفن والإبداع، الاحتكار أم وجود جهاز رقابة على الفنانين والمبدعين؟
- والله حتى الرقابة التي تقصدينها كانت أخف وطأة وأقل ضررا مما يحدث الآن. فالأعمال الحالية لا تستحق الرقابة بل النيابة والمحاكمة، فكيف تتم كل هذه الدعاية لمسلسل بطلته امرأة وينتهي بقتلها لخمسة أشخاص في المسلسل منهم أبوها! فبأي منطق يمجد مثل هذا المسلسل ويروج له رغم أفكاره وقيمه السلبية! وأنا أعتقد أن هناك هجمة شرسة على المرأة المصرية في هذه المسلسلات سواء بتعرضها للعنف والألفاظ النابية أو بتقديمها في صور سيئة وأنماط شاذة لا علاقة لها بالواقع. وأظن أن هذه الهجمة تستهدف المرأة بالذات وتشويهها لأنها عمود الخيمة في الأسرة وتدميرها يعني تدمير الأسرة.
* لكن هناك من يقول إن الدراما تعني تقديم الأنماط البشرية المختلفة والتعبير عن الواقع، إضافة إلى احتوائها على الخير والشر. فما رأيك؟
- صحيح الدراما يجب أن تمثل الأبيض والأسود أو الخير والشر، لكن ما نراه على الشاشة هو الشر بجرعات عالية وكأنه هو السائد في الحياة، فنشاهد مناظر الدم والقتل والمسدسات بشكل غريب وكأن البيوت كلها بهذا الشكل. وحتى من يتذرع بالتعبير عن الواقعية فليس بهذا الشكل السلبي المبالغ فيه. وهو أمر يأتي في إطار محاولات التشويه سواء المتعمد أو الذي يحدث بحسن نية نتيجة جهل!
* هل معنى ذلك أنك تنادي بعودة الرقابة على الأعمال الفنية؟
- بحكم خبرتي العملية وكشاهد عيان على الفترات الماضية فقد تم تقديم أعمال عظيمة في ظل هذه الرقابة ولكن يجب أن نعرف أولا من كان يتولى جهاز الرقابة، لقد كان يتولاه الأديب نجيب محفوظ، والكاتب سعد الدين وهبة وهما من عمالقة الكتابة والفكر ويدركان جيدا معنى الإبداع ودور الرقابة، أما جهاز الرقابة الحالي للأسف تحول إلى جهاز للموظفين العاديين وليس المبدعين كما كان! ومن ثم لا يوجد لديهم الحس الفني والإبداعي الذي يمكنهم من هذه المهمة. ولذلك تعجب من ظهور أغنيات وأعمال منسوبة للفن حاليا وتتضمن كما من الألفاظ البذيئة والمناظر غير اللائقة والخادشة للحياء في ظل هذه الرقابة!
* هناك من يعتبر الرقابة نوعا من المصادرة على حرية الإبداع؟
- أبدا فالرقابة ليست «بعبع»بدليل أنني ومؤلفين مثل أسامة أنور عكاشة وغيرنا قدمنا على مدار ما يقرب من نصف قرن مجموعة كبيرة من الأعمال الجماهيرية الناجحة في ظل وجود جهاز رقابة ولم نتعرض لأي مشاكل ولم يحذف لنا مشهد ولم يخرج الأمر عن مجرد ملاحظات روتينية بسيطة كتغيير كلمة، ولم يحدث أن رفع مسلسل لي من العرض مثلا أو قيل لنا ماذا نكتب، لأننا كنا نعلم ماذا نقدم وماذا نقول وندرك مسؤولية الكلمة في إطار ميثاق شرف كان موجودا بين المبدعين. كما أن وجود جهاز رقابي على المصنفات الفنية أمر موجود في العالم كله بما في ذلك الدول الأكثر تحررا في العالم الغربي، وهناك صفحة على شبكة الإنترنت خاصة بالأفلام الأميركية المحظورة من قبل الرقابة منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى الألفية الثالثة وهي بلد الحرية الأولى في العالم، وكذلك نجد نفس النهج في مختلف دول العالم. وأنا لا أفهم لماذا الاعتراض على الرقابة وهي تشبه المنهج الذي تضعه الدولة في نظام التعليم وتطبقه على الجميع بما فيهم المدارس الخاصة، ومع ذلك لم يعترض عليها أحد، فلا بد أن تكون هناك قواعد خاصة بالعملية الفنية، ولا بد للعمل الفني أن تكون له رسالة تتفق مع تقاليد المجتمع وأخلاقه ودينه. إن حرية الإبداع ليست تبريرا لتقديم أعمال دون المستوى أو أعمال مخالفة للدين والأخلاق.
* كشاهد عيان على عصور سياسية متتابعة كانت حافلة بالإبداع الفني، ما أكثر هذه العصور تشديدا على الرقابة على الفن وتضييقا على الفنانين؟
- لاشك أن أفضل العصور كان عصر جمال عبد الناصر فلم تكن فيه رقابة من أي نوع ولم يكن هناك سوى لجنة مراجعة النصوص، ولم تكن الرقابة بمعناها الصارم، وأنا نفسي قدمت أعمالا ناقدة لتلك الفترة ولم يلمني أحد. أذكر أنني قدمت حلقة من مسلسل «القاهرة والناس»عن انتخابات الاتحاد الاشتراكي وقلت إن الذي سينجح في الانتخابات هو من يمتلك مالا! ولم يعترض أحد. كما قدمت تمثيلية سهرة عن قصة لنجيب محفوظ عام 1966 كانت تنتقد القرارات الاشتراكية في عهد عبد الناصر، والمتعلقة بمنح العمال فرصة المشاركة في مجلس الإدارة، وقلت إن العامل الذي يجلس أمام رئيس مجلس إدارة المؤسسة التي يعمل بها لا يستطيع أن يرفع صوته، وأردت أن أقول في هذه السهرة إن هذه القرارات لم تكن حقيقية وإنها «نوع من الضحك على الناس»ورغم إذاعتها لم يتكلم معي أو يتصل بي أحد. ولا يتسع الوقت لذكر أمثلة عديدة تؤكد على وجود حرية الإبداع وعدم التضييق على المبدعين في فترة عبد الناصر.
* ألا يتناقض ذلك مع ما هو شائع من أن عصر جمال عبد الناصر كان عصر القبضه الحديدية؟!
- إطلاقا هذا لم يحدث وأنا شاهد على ذلك العصر!
* هل يعني ذلك أنك تعرضت لمضايقات رقابية في عصر السادات؟
- طبعا، تعرضت لمشاكل كثيرة جدا وتوقفت عن العمل لمدة عامين بمجرد تولي السادات، ولكن بعدها أخذنا نعمل بأسلوب مختلف يعتمد على سحر الفن بمعنى أننا نقول ما نريد ولكن بطريقة غير مباشرة يعني لم يكن من حقنا أن ننتقد شيئا أبدا وكان علينا كفنانين أن نتعامل بحساسية شديدة جدا. وفي عهد السادات تم إنتاج عدد كبير من الأعمال خارج مصر منها مسلسل «ليلة القبض على فاطمة»وهو من الأعمال الشهيرة بالتعاون مع الشركة العربية التي يملكها الشيخ صالح كامل و تمت إذاعته في مختلف البلاد العربية ما عدا مصر وكان هناك اعتراض عليه وظل ممنوعا من العرض في مصر حتى جاءت ظروف معينه وزاد الجدل حول سبب المنع رغم إذاعته في مختلف الدول العربية فتم الاتفاق على تشكيل لجنة في التلفزيون لتقييم العمل وتم اختيار الموسيقار محمد عبد الوهاب ليكون هو المحكم في الموضوع ويفصل فيما إذا كان عملا صالحا للعرض في مصر من عدمه وطبعا عندما شاهده أكد على جودة العمل وصلاحيته للعرض فورا. أيضا هناك مسلسل آخر اسمه «قال البحر»لأسامة أنور عكاشة، وهو من إنتاج الشركه العربية للإنتاج الإعلامي وظل مصيره معلقا بسبب الرقابة رغم إذاعته في مختلف الدول العربية ما عدا مصر، ولما اتصلت بالسيدة همت مصطفى رئيسة التلفزيون المصري آنذاك قالت يعرض المسلسل كاملا على مسؤولية المخرج ووقعت لها بالموافقة على ذلك لأنني كنت أعرف أن العمل ليس فيه ما يثير القلق وعرض المسلسل وحقق نجاحا كبيرا. وأنا أعتقد أن المشكلة تكمن هنا في أن الرقيب يبالغ في الحذر ويخشى على نفسه وكل ما يهمه هو سلامة موقفه. ولكن بشكل عام هناك فرق شاسع بين الأعمال التي كنا نقدمها وبين الأعمال الموجودة الآن على الشاشة، فلم تكن هناك الألفاظ النابية ولا المشاهد الخارجة ولا كل هذا الكم من العنف، وهو نوع من المؤامرة المدبرة لضرب العقل المصري والعربي.
* على ذكر المؤامرة، هل تعرض فيلمك «ناصر 56»لمؤامرة مدبرة؟ وهل فعلا تم رفعه من العرض بقرار سياسي؟
- طبعا كلام صحيح وكان ذلك في عصر مبارك وهم في البداية تحمسوا لإنتاج فيلم عن عبد الناصر لقطع الطريق على الحزب الناصري الذي استشعرت الحكومة بنشاطه في هذا الاتجاه، وكان صفوت الشريف وزير الإعلام وقتها متحمسا للفيلم وكذلك ممدوح الليثي رئيس قطاع الإنتاج.
* إذن ما الذي حدث وأدى إلى الانقلاب على فيلمك «ناصر 56»؟
- أثناء وجودي في مكتب ممدوح الليثي جاءته مكالمة من القصر الجمهوري حملت شتائم وانتقادات لاذعة بسبب الإعلان عن تقديم «ناصر 56»وسمعت المكالمة بنفسي لأن ممدوح الليثي كان من عادته فتح «سبيكر»التليفون أثناء التحدث فيه.
* من كان المتحدث من القصر الرئاسي؟ هل الدكتور زكريا عزمي؟
- لا لا.. الدكتور زكريا عزمي أذكى وأعقل من أن يتكلم بهذه الطريقة. وكان موقفي صعبا لأننا كنا بدأنا في التصوير، واستمر العمل وسط مضايقات كثيرة وعقبات كثيرة وضعوها في طريقي كمحاولة لدفعي لاتخاذ القرار بالتوقف عن التصوير. أذكر مثلا أنهم قاموا بتقليص مشاهد زوجة عبد الناصر التي أدتها الفنانة فردوس عبد الحميد من 36 مشهدا إلى 6 مشاهد فقط، لاستفزار فردوس حتى تترك الفيلم، ومع ذلك أصرت على الاستمرار وقالت: «هعمل الفيلم حتى لو كان دوري مشهد واحد». وكلما انتهت أزمة عملوا على خلق أزمة جديدة... يعني مثلا أشاعوا أنني من كتبت مشاهد دور السيدة تحية زوجة عبد الناصر من أجل الفنانة فردوس عبد الحميد زوجتي، مما اضطرني إلى أن أطلب من الكاتب محفوظ عبد الرحمن مؤلف الفيلم أن يصدر بيانا صحافيا أكد فيه أنه صاحب كل كلمة وردت في «ناصر 56»بما فيها دور زوجة عبد الناصر. كما زعموا أن أسرة الرئيس جمال عبد الناصر ترفض ظهور شخصية زوجته السيدة تحية في الفيلم، وكنت على اتصال بالدكتور خالد عبد الناصر نظرا لأنني كنت أستعين ببعض الوثائق الموجودة لدى الأسرة في الفيلم، ولما سئل من قبل أحد المسؤولين عن حقيقة اعتراض الأسرة على هذا الأمر قال بدهشة: «مين قال كدة؟».وأكدت الأسرة على ثقتها الكاملة في مؤلف الفيلم ومخرجه وبطله الفنان أحمد زكي. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل وصل إلى حرق أحد مشاهد الفيلم 3 مرات أثناء التحميض مما اضطرنا في النهاية للتحميض في الخارج رغم أنها عملية مكلفة جدا.
* أي المشاهد التي تعرضت للحرق 3 مرات؟
- لم يكن مشهدا مهما ولكنها كانت مجرد محاولة لتعطيل الفيلم لولا أنني تجلدت بالصبر، وأعترف أن الوزير صفوت الشريف لعب دورا مهما في وصول الفيلم لبر الأمان لأنه هو الذي ساعدني على السفر لأوروبا لإتمام عملية التحميض. وأذكر أنني أثناء عرض الفيلم كنت أجري جراحة قلب مفتوح بالخارج وكان وزير الإعلام على تواصل معي وأرسل لي وردا وهنأني بنجاح الفيلم حيث استطاع أن يحقق إيرادات بلغت 14 مليون جنيه في أول يوم بينما كانت أعلى إيرادات وقتها لأفلام عادل إمام لا تتجاوز 10 ملايين جنيه. ورغم هذا النجاح فوجئت بعدها برفعه من العرض وتخزينه ليظل حبيسا لفترة طويلة حتى جاءت وزيرة الإعلام الليبية آنذاك وقابلت صفوت الشريف وقالت له لو لم تعرضوا فيلم «ناصر 56»فسوف ندفع تكاليفه ونشتريه، وطبعا كان ذلك استفزازا لوزير الإعلام المصري فقام بجمع الموزعين على التو وتم بعدها الإفراج عن الفيلم.
* وماذا عن كواليس خلافات فيلم «أم كلثوم»؟
- هذا العمل تعرض أيضا لمؤامرة كبيرة، لقد كنت أنوي تقديم عمل عن أم كلثوم ليس تأريخا لحياتها وإنما كمدخل لإلقاء الضوء على الأوضاع السياسية المصرية وكذلك المتاعب والمحن التي مرت بها سيدة الغناء العربي ليعرف الناس أن الفنان لا يعيش في سعادة دائما. وهناك تسجيلات صحافية لي وللفنانة فردوس عبد الحميد تتكلم فيها عن تقديمها لشخصية أم كلثوم. وكان المفترض أن أسامة أنور عكاشة هو الذي يكتبه، لكن كلا منا انشغل في مسلسلاته الاجتماعية. ومرت السنوات، وبعد نجاح «ناصر 56»تحمست لـ«أم كلثوم»ووقعت عقدا مع قطاع الإنتاج عام 1996 وحصلت على مقدم مالي، وبدأنا مسيرة التجهيز والإعداد للعمل، لدرجة إننا سجلنا 10 ساعات مع الكاتب الصحافي مصطفى أمين، باعتباره الصحافي المقرب منها ولديه العديد من التفاصيل المهمة عن حياتها. ولكن في تلك الأثناء فوجئت بأخبار عن مسلسل جديد يحكي قصة حياة أم كلثوم. وحدثت مشكلة حتى تم تصعيد الأمر إلى صفوت الشريف، فقال ليس هناك مشكلة وأم كلثوم تستحق عملين عنها وبالفعل تم اتخاذ قرار بالاستمرار في المسلسل جنبا إلى جنب مع فيلمي. ثم فوجئت بعد ذلك بالمخرج يحيى العلمي رئيس قطاع الإنتاج وقتها يقول إنه لن ينتج إلا المسلسل فقط فاتخذت قرارا بإنتاج الفيلم على حسابي الخاص بعد أن تعثرت سبل البحث عن جهة إنتاجية للفيلم. وفي تلك الأثناء التقيت الوزير صفوت الشريف في إحدى المناسبات وسألني عن فيلم «أم كلثوم»فلما أخبرته بأنني سأقوم بإنتاجه قال لي بلهجة تحذيرية: «يبقى هتفلس!»وهي عبارة حملت تهديدا وكأنهم يعاقبونني لأني خرجت عن «طوعهم»! واقترضت من البنك وأنفقت مبالغ طائلة على الطباعة والدعاية وطلب مني الموزع حسن رمزي وقتها أن أضاعف عدد النسخ لعرضه في مختلف الأنحاء. وحضر العرض الخاص نخبة من الوزراء وكبار الشخصيات وقال لي مدير السينما إنه سيبقي الفيلم للعرض 3 أسابيع بدلا من أسبوعين، نتيجة نجاحه الكبير في العرض، ولكن عندما عدت للبيت فوجئت بإعلان عن فيلم آخر للمخرج يوسف شاهين في نفس السينما وفي الأسبوع التالي، أي إن فيلمي سيبقى لأسبوع واحد! وسافرت للموزع حسن رمزي وأخبرته أنني أريد سحب الفيلم من السينما وكانت المفاجأة أنه رحب بقراري رغم ما يتضمنه من إساءة لسمعته كموزع يتسبب في خلو السينما من فيلم للعرض لمدة أسبوع كامل.
* لماذا قررت سحب الفيلم وخسارة العرض بالسينما لمدة أسبوع؟
- سحبت الفيلم لأني شعرت بالمؤامرة المحاكة ضدي وأنهم سيقولون إن الفيلم لم يحقق إيرادات. وقمت بتجميد الدعاية ووقف كل شيء وانهارت أحلامي أمام كم الديون الذي كان يطاردني بسبب قرض البنك. وبدأ الذبح، ليستمر هذا الوضع حتى عام 1999 حتى تواصلنا مع الدكتور زكريا عزمي ليتوسط لنا لإنقاذ الموقف على أمل أن يساهم قطاع الإنتاج في ميزانية الفيلم لتغطية الدين. وتكلمنا مع صفوت الشريف وعرضت عليه أن يشارك بـ50 في المائة من الميزانية كما فعل مع يوسف شاهين في «الآخر». وقدمنا له الميزانية، لكن اللجنة المكونة من يحيى العلمي وصفوت غطاس ومحمد فوزي برئاسة عبد الرحمن حافظ رئيس مجلس الأمناء، حددوا مبلغا أقل بكثير من نصف الميزانية الموجودة بالأوراق الرسمية المقدمة إليهم. ولم يكن أمامي إلا القبول لسداد الدين والتخلص من حالة الخوف والهلع التي كانت تطاردني بسببه.
* ألم تشعر بالندم فيما بعد على هذا القرار؟
- لا. لم أندم، لأن عرض فيلم يوسف شاهين في نفس التوقيت وفي نفس السينما كان سيضر به ونحن نعرف من هو يوسف شاهين!. وأنا أعتبر أن الموزع شارك في هذه المؤامرة ضدي لتسهيل عرض أفلام خاصة بوالده في صفقة قيمتها 50 مليون جنيه كان قد تم رفضها من قبل لتواضع مستواها الفني.
* كونت ثنائيا فنيا ناجحا مع الفنانة فردوس عبد الحميد، ولكن كان هناك اتهام متكرر بأنك تختارها في أعمالك لأنها زوجتك. فما رأيك؟ وهل كان لذلك انعكاساته على حياتكما الزوجية؟
- إطلاقا لم يحدث أبدا أن اخترت فردوس عبد الحميد في دور لأنها زوجتي، فأنا مخرج أحترم مهنتي وأضع كل فنان في مكانه، كما أنها كانت نجمة قدمت العديد من الأعمال قبل أن ترتبط بي، منها تسعة أفلام ومسلسلات من أشهرها «ميزو»مع سمير غانم، وكان ذلك عام 1977، بينما كان ارتباطنا عام 1984. ودائما كنت أتساءل: «هل نجحت فردوس في الدور، وهل كان الاختيار موفقا؟!».وطبعا كانت تؤدي الأدوار جيدا وحظيت بإعجاب الجمهور، إذن «محدش ليه حاجة عندي»خاصة وأنها فنانة كبيرة وأستاذة تمثيل ونجمة.
* هل فعلا كانت ستقوم بدور سعاد حسني مع أحمد زكي بدلا من عادل إمام في فيلم «حب في الزنزانة»؟
- نعم حقا! وكان المفترض أن أقدم الفيلم عام 1979 وفكرت في اختيار أبطاله من الوجوه الجديدة وتوفير جزء من الميزانية للإنفاق على الدعاية. وفكرت في الاستعانة بفردوس عبد الحميد وأحمد زكي باعتبارهما من النجوم الجدد، ولكني سافرت لليابان في بعثة لمدة شهرين وعندما عدت تبين لي أن المخرج محمد خان التقط الفكرة وقدمها في فيلم «طائر على الطريق»واستعان بنفس البطلين أحمد زكي وفردوس عبد الحميد فاعتبرت الفكرة غير قابلة للتكرار. وظل «حب في الزنزانة»معلقا حتى عام 1982 عندما جاءت الفرصة لتقديمه وقيام عادل إمام وسعاد حسني ببطولته.
* كيف كان التعامل مع النجمين الكبيرين عادل إمام والسندريلا سعاد حسني؟
- عادل إمام كان قدم مسرحية «شاهد ما شافش حاجة»بعد «مدرسة المشاغبين»كما عمل معي مسلسل «أحلام الفتى الطائر»، وطبعا سعاد حسني كانت نجمة كبيرة، ومع ذلك كانا يتعاملان معنا كوجهين جديدين من فرط التواضع والالتزام بالمواعيد، ولا يوجد شيء اسمه نجوم كبار أو سوبر ستارز. وكانت سعاد حسني غاية في الانضباط، تستيقظ في السادسة صباحا وتجري مكياجها وتأتي جاهزة لموقع التصوير في الموعد تماما، ولم يكن لديها سيارة، فكانت تأتي في سيارة الإنتاج البيجو. ومن ذكرياتي الجميلة أننا ذهبنا إليها البيت و«عزمتنا على كوارع»أنا والسيناريست إبراهيم الموجي وناقشنا معها السيناريو بالتفصيل حتى كان كل شيء على ما يرام.
* ساهمت في اكتشاف وتقديم العديد من النجوم في أعماك الشهيرة. هل تذكرهم؟
- في مسلسل «القاهرة والناس»قدمنا العديد من الفنانين والفنانات الذين أصبحوا نجوما كبارا مثل نور الشريف وهادي الجيار وبوسي ونورا وشهيرة. كما قدمت نجوما جددا أيضا في مسلسل «أبنائي الأعزاء شكرا»الشهير بـ«بابا عبده»، منهم صلاح السعدني وفاروق الفيشاوي وآثار الحكيم وكان الفنان عبد المنعم مدبولي هو النجم الوحيد في المسلسل.
* ما الموضوع الذي يشغلك وتود العودة به للدراما بعد طول غياب؟
- أتمنى تقديم عمل عن الدراما النوبية لأنها بيئة ثرية وخصبة ولم تأخذ حقها في الدراما المصرية رغم خصوصيتها المميزة. أيضا موضوع الإنجازات التي تشهدها مصر في السنوات الأخيرة في مجال النقل والأنفاق وللأسف لم تشر أي دراما إليها، وهناك فكرة تقوم على الربط بين حفر القناة الجديدة والقديمة من خلال عائلة واحدة ممتدة فلا شك أن مثل هذه الإنجازات تخلق بيئة درامية زاخرة بالمواقف والأحداث، وأنا أتمنى النجاح في تقديم مثل هذه الأفكار وأرجو أن لا تسرق قبل أن أنفذها!