حفيد ملك ليبيا قال إن الحل في العودة لدستور 1951 كمرحلة انتقالية
[caption id="attachment_55260548" align="aligncenter" width="1600"] الأمير إدريس السنوسي حفيد الأسرة الملكية الليبية وزعيم مجلس قبائل الطوارق («المجلة»)[/caption
القاهرة: عبد الستار حتيتة
* السنوسي: نريد مرحلة انتقالية حقيقية يترأسها شخص مستقل ووطني ومخلص... وأنا ابن ليبيا ولا يمكن أن أتخلى عن نداء الشعب.
يقوم حفيد الأسرة الملكية الليبية، الأمير إدريس السنوسي، بتحركات ومقابلات مع زعماء ليبيين عبر أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط. تحركات لافتة للنظر، كان من بينها لقاءات مع شيوخ قبائل ورؤساء لمكونات ثقافية ليبية من الطوارق والتبو وغيرهما.
وناقش الأمير الليبي، في آخر جلسات عقدها لهذا الغرض في العاصمة الإسبانية، مدريد، النقاط التي يمكن تجميع الليبيين حولها، واستمع إلى قادة من بينهم مولاي قديدي رئيس مجلس قبائل الطوارق، وعيسى عبد المجيد رئيس مجلس قبائل التبو.
«المجلة» التقت مع الأمير السنوسي، وطرحت عليه عدة أسئلة عن تصوره لمستقبل ليبيا، وإذا ما كان يطمح في لعب دور لإنهاء حالة الانقسام والفوضى التي تضرب البلاد منذ سقوط نظام معمر القذافي...
وإلى أهم ما جاء في الحوار...
* كيف ترى ليبيا اليوم؟
- أعتقد أن ليبيا تعاني من مشكلات كبيرة وعميقة، لكن أظن أن القضية ليست قضية عسكرية ولكنها مشكلة سياسية. إذا تمكنا من إيجاد مرجعية سياسية قوية لليبيين، فستنتهي هذه الفوضى.
* مرجعية مثل ماذا؟
- الدستور... وحيث إن البلاد غير قادرة على إنجاز دستور منذ عام 2011 حتى اليوم، أي بعد مرور نحو 6 سنوات وأكثر، فأنا أرى أنه آن الأوان للعودة إلى الدستور الأصلي الذي كان معمولاً به منذ عام 1951.
* لكن هناك من يرفض هذا الأمر... ما رأيك؟
- لا أقول بأن يكون دستور 1951 دستوراً دائماً. الحل أن نعود لدستور 1951، كمرحلة انتقالية... هذه المرحلة تستمر لمدة سنة أو لمدة سنتين. وبعد ذلك نكون قد انتهينا من الإعداد لإجراء انتخابات يقرر فيها الليبيون ما يريدونه لمستقبلهم وطريقة الحكم وغيرها من طرق إدارة الدولة.
* أنت حفيد للأسرة الملكية الليبية، رغم أن الملك إدريس السنوسي، الذي أطاح به القذافي
عام 1969، توفي عام 1983 ولم يكن له أولاد... كيف هذا؟
- أنا ابن عبد الله عابد السنوسي، ابن عم الملك. ووالدي عبد الله عابد السنوسي، هو المكلف بإرجاع الشرعية إلى ليبيا، لأن القذافي انقلب على الحكم واستولى عليه لمدة 42 سنة. لم يكن القذافي شرعياً أبداً.
* زارك زعيم الطوارق وزعيم التبو ورموز قبلية أخرى... ما الهدف؟
- لعلمك أنا أتحدث كل يوم، مع زعماء قبائل ليبية.. نريد أن نتوافق على الإعلان عن مرحلة نعبر بها من عنق الزجاجة الذي تمر به ليبيا. نريد مرحلة انتقالية حقيقية يترأسها شخص مستقل ووطني ومخلص ولا علاقة له بالخلافات السياسية الموجودة الآن. الكل يريد هذا. كل الرموز من القبائل والسياسيين وغيرهما. حتى الناس العاديون في الشارع ملوا من الحالة الراهنة. ولا بد من وضع نهاية لكل هذه المعاناة.
* إذا عرض عليك الليبيون إدارة مرحلة انتقالية هل تقبل بها؟
- أنا دائماً رهن إشارة الليبيين... أنا ابن ليبيا، وإذا كانت تحتاجني في هذه المرحلة، فأنا ألبي النداء. لا يمكن أن أتخلى عن واجبي... لا يمكن أن أتخلى عن نداء الشعب.
* زرت ليبيا في الفترة الأخيرة عدة مرات. كيف كان الأمر؟
- نعم... هذا أسعدني كثيراً، أتاح لي أن أستمع عن قرب لطموحات الليبيين في مستقبل أفضل. وخلال زيارتي الأخيرة وضعت كتاباً كمشروع سياسي مقترح يتضمن الطريقة المثلى لاستعادة الدولة، وإنهاء حالة الفوضى وحالة الاحتراب. ودائماً أقول إن أفضل مشروع يمكن أن نقوم به اليوم لتجميع الليبيين وإنقاذ ليبيا هو العودة لدستور 1951 لأن القذافي لم يقم بإلغاء هذا الدستور وإنما قام بتعطيله فقط. وبالتالي من الطبيعي أن نتحدث اليوم عن تفعيل الدستور، والعمل به، إلى أن نرتب بيتنا من الداخل.
* هل تواصلت مع الجيش أو غيره من القوى المسلحة الموجودة على الأرض في ليبيا؟
- في الوقت الراهن، وكما قلت، أرى أن المشكلة في ليبيا مشكلة سياسية بالدرجة الأولى. وحين يتم حل هذه المشكلة بالوقوف حول عقد اجتماعي هو الدستور، فإن باقي القضايا سيكون من السهل التعامل معها والسير بها إلى بر الأمان. ففي المستقبل لا يمكن أن تكون هناك دولة دون جيش موحد وقوي. هذا ما نسعى إليه في النهاية. وأقول إننا لا نريد أن نبدأ من نقاط الخلاف ولكن من نقاط التوافق.
* وكيف سيتم التعامل مع أنصار القذافي الذي ترون أنه انقلب على شرعية الملك في عام 1969؟
- إذا أردنا أن ننطلق إلى الأمام، فلا يمكن أن نظل مكبلين بمشكلات الماضي. أعتقد أننا اليوم نحتاج جميعاً كليبيين إلى بداية جديدة. ولا بد أن تكون لدينا الشجاعة لكي نقول إن ما كان في الماضي بات من الماضي. واليوم لا يحق لمن تطاول على الشرعية في عام 1969، أن يتطاول عليها من جديد. من يقبل بمرحلة انتقالية، يريدها جموع الليبيين، بدستور 1951، فأهلا به. نريد أن نتعامل مع الجميع بمبدأ واحد، وهو الالتفاف حول الوطن لإنقاذه مما هو فيه اليوم. ولا بد أن تكون هناك روابط قانونية كل هذا متمثل في الدستور.
* من ينظر إلى ليبيا اليوم يظن أنها لم تعرف طريقة لحكم سياسي عادل ومستقر؟
- منذ الاستقلال منتصف القرن الماضي كان لدينا دستور وبرلمان ومجلس شيوخ. كنا نعرف التعددية والديمقراطية. هذه أمور ليست جديدة علينا. كما أن المرأة الليبية كانت تشارك في الانتخابات منذ وقت مبكر.