سلمى اللومي: تونس تكثف الدعاية لتحسين المنتوج السياحي عالميا

سلمى اللومي: تونس تكثف الدعاية لتحسين المنتوج السياحي عالميا

وزيرة السياحة التونسية قالت لـ«المجلة» إنها تتوقع قدوم 6.5 مليون سائح هذه السنة

[caption id="attachment_55259758" align="aligncenter" width="940"]سلمى اللومي سلمى اللومي[/caption]

تونس: بوبكر بن عمر

•القدرة الشرائية للسائح العربي مرتفعة، وبدأنا بالاتصال بدول الخليج ولمسنا تجاوباً كبيراً واستعداداً للمجيء إلى بلادنا... وسنقوم بتكثيف الدعاية لتونس في البلدان العربية لجلب مزيد من الاستثمارات



قالت سلمى اللومي وزيرة السياحة التونسية إن بلادها سجلت منذ بداية السنة الحالية زيادة في إقبال السياح بنسبة 34 في المائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية وإنها تراهن على جلب المزيد من السياح العرب من روسيا والصين وبلدان الخليج العربي بالإضافة إلى الأسواق التقليدية وتحديدا دول أوروبا وإنها تتوقع زيارة 6.5 مليون سائح لتونس خلال هذه السنة.
وقالت سلمى اللومي وزيرة السياحة التونسية في حوار خاص لـ«المجلة» إن تونس مفتوحة دائما أمام السياح العرب وغيرهم. وإنه سيتم تكثيف الدعاية لتونس كبلد سياحي آمن مع تشجيع الاستثمار العربي في المجال السياحي في تونس. وأكدت أن بلادها شرعت في عملية إصلاح وتطوير شامل للقطاع السياحي في تونس ويجري الآن إعداد علامة جودة سياحية لكل أنواع الخدمات التي يحتاجها السائح.

وقالت سلمى اللومي أيضاً إن نقاط قوة السياحة التونسية كثيرة ولكن الأهم هو إصلاح نقاط الضعف ومواكبة الواقع الجديد للسياحة في العالم وإن سنة 2017 ستكون سنة إقلاع السياحة التونسية لتعود تونس في السنوات القادمة إلى تسجيل أرقام أفضل في مستوى تدفق السياح والمداخيل. وفيما يلي نص الحوار...

* ونحن على أبواب الصيف، كيف تبدو مؤشرات الموسم السياحي الجديد من حيث إقبال السياح وأرقام الحجز لذروة الموسم؟

- بلغ عدد السياح الذين زاروا تونس خلال هذه السنة (2017) وإلى غاية يوم 20 مايو (أيار) الماضي نحو مليون و908 آلاف سائح وهو ما يمثل زيادة بنسبة 34 في المائة مقارنة بنفس الفترة من سنة 2016، كما ارتفع عدد السياح الجزائريين بنسبة 68 في المائة وارتفع عدد السياح الأوروبيين بنسبة 31 في المائة، خلال نفس الفترة، وهذا يؤشر لنتائج طيبة هذه السنة ونتوقع قدوم 6.5 مليون سائح هذه السنة إلى تونس.
أما عن الحجوزات لشهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب) القادمين فإنها بلغت أقصاها وكل الفنادق ستكون ممتلئة خلال هذين الشهرين.

* ماذا عن أهم الأسواق والبلدان التي يأتي منها هؤلاء السياح وهل فكرتم في أسواق جديدة؟

- البلدان الأوروبية عموما وفرنسا وألمانيا تحديدا هي أهم الأسواق التقليدية. وتأتي روسيا في المرتبة الأولى ضمن قائمة الأسواق الجديدة، ثم تأتي السوق الصينية وعدد سياح هذا البلد في نمو متزايد. لكن المشكل أنه ليس هناك خط جوي مباشر بين الصين وتونس، وتجاوبا مع هذا النمو في عدد السياح الصينيين نتجه بالتعاون مع أصحاب النزل إلى الاهتمام بهؤلاء السياح من حيث اعتماد اللغة الصينية في الاستقبال والتوجيه وأماكن الترفيه والمطارات وإعداد الأكلات الصينية في النزل... وكل هذا لن يلهينا عن الاهتمام بالأسواق التقليدية (أوروبا خاصة).

* وهل هناك اهتمام بالسوق العربية وأساساً بالسياح القادمين من دول الخليج العربي وباستقطاب المزيد منهم؟

- تونس مفتوحة دائما للسياح العرب وهم محل ترحاب ورعاية دائمين، ونحن نعلم أنّ الخليجيين يتجهون إلى دول أخرى أبعد ويجدون هناك صعوبات في التواصل، والحال أنّ تونس دولة عربية قريبة منهم ولا يجدون فيها صعوبة على مستوى اللغة، كما أن الوجه السياحي التونسي غير معروف كثيرا في بلدان الخليج، لذلك بدأنا بالاتصالات على مستوى القيادات السياسية لبحث إمكانيات جلب أعداد إضافية من السياح من هذه البلدان بالإضافة إلى جلب المستثمرين وتشجيعهم على بعث مشاريع سياحية ضخمة في تونس، علما أنّ القدرة الشرائية للسائح الخليجي مرتفعة مقارنة بالسائح الأوروبي، وقد بدأنا بالاتصال بالمملكة العربية السعودية ثم الإمارات وقطر والكويت وسلطنة عمان والبحرين وقد لمسنا تجاوباً كبيراً واستعداداً للمجيء إلى بلادنا وسنقوم بتكثيف الدعاية لتونس في هذه البلدان وخصوصا للمناطق السياحية الهامة الموجودة في تونس ولإمكانيات الترفيه والراحة بها. كما سننظم قريبا يوم الاستثمار العربي في المجال السياحي لعرض فرص الاستثمار في تونس وقد دعونا لهذا الحدث عدداً من المستثمرين العرب المهتمين بالقطاع السياحي.

* ما مدى اهتمامكم بالدعاية للسياحة التونسية في الخارج؟ وأي الطرق والوسائل تعتمدون في الترويج لصورة تونس كوجهة سياحية؟

- شرعت البلدان السياحية الكبرى كإسبانيا وغيرها في اعتماد طريقة جديدة للترويج لصورتها في الخارج، هذه الطريقة تعتمد على الترويج لكل منطقة على حدة، ونحن في تونس نتجه إلى استنساخ التجربة والترويج أيضاً لجزيرة جربة مثلا وحدها وكذلك الحمامات وسوسة، بالإضافة إلى الترويج إلى المناطق الصحراوية وحدها وكذلك المناطق الشاطئية، وقد قمنا بعمل كبير سنة 2016 للترويج لتونس كبلد سياحي آمن وللسياحة التونسية في دول أوروبا خاصة وفي بلدان كثيرة أخرى باستعمال التقنيات ووسائل الاتصال الحديثة وأساسا الإنترنت وركزنا خاصة على المدونين المعروفين في بلدانهم وكبار الصحافيين المختصين في المجال السياحي، كما دعونا وكالات الأسفار العالمية الكبرى إلى زيارة تونس والاطلاع على الإمكانيات السياحية المتوفرة في بلادنا وننتظر نتيجة ذلك أن يرتفع عدد السياح الوافدين مقارنة بالسنوات الماضية.

* بالتوازي مع تحسن المؤشرات والأرقام هل هناك تحسن في جودة الخدمات المقدمة للسائح؟

- يمر قطاع السياحة والصناعات التقليدية في تونس الآن بإعادة هيكلة وقد قمنا بعدة إصلاحات شملت مراجعة النصوص القانونية وتوفير الإطار القانوني الذي يسمح بإدخال إصلاحات جوهرية على قطاعي السياحة والصناعات التقليدية، وشملت الإصلاحات أيضاً جوانب التصرف والتسيير، كما قمنا بتطوير ديوان السياحة ليتحسن أداؤه وخصصنا وكالة للتكوين في مهن السياحة (الاستقبال، التنشيط، الإقامة، الطبخ، وغير ذلك) ومهمتها الإشراف على مؤسسات التكوين المختصة في السياحة، ونركز الآن على مسألة تصنيف النزل ومدى احترامها للمواصفات المطلوبة وجودة الخدمات ومراجعة عدد النجوم.
ويتجه اهتمامنا أيضاً إلى الخدمات التي لها صلة متينة بالسياحة ويحتاجها السائح، كالنقل والمطارات ومكاتب الإرشادات وكراء السيارات والمطاعم السياحية... وغيرها. ونقوم الآن بالتعاون مع مكتب أوروبي متخصص بإعداد علامة جودة سياحية خاصة بتونس وتهم كل الخدمات السياحية.

* ما نقاط قوة السياحة التونسية؟

- للسياحة التونسية نقاط قوة كثيرة، فتونس متجذرة في التاريخ ولها 3 آلاف سنة حضارة وقد أعطت اسمها الأصلي «أفريقيا» للقارة الأفريقية، كما تقع تونس وسط البحر الأبيض المتوسط قرب أوروبا والشعب التونسي شعب مسالم ومتفتح ومضياف ويتأقلم بسهولة مع السياح ويحسن التعامل معهم.
كما تتمتع تونس بشواطئ جميلة ويبلغ طول سواحلها 1300 كلم وبها مواقع ومعالم أثرية منتشرة في كل البلاد من شمالها إلى أقصى جنوبها، وقد شرعنا بالتنسيق مع وزارة الثقافة في برنامج لترميم المعالم والمواقع الأثرية والعناية بها من حيث التجميل والترميم والإنارة وتوفير أماكن الراحة بهذه المواقع. وبالإضافة إلى السياحة الثقافية بدأت تونس منذ سنوات تعرف بالسياحة العلاجية حيث يأتي آلاف المرضى من عدة أنحاء من العالم للعلاج والتداوي في تونس ليس قدوما من الجزائر وليبيا والبلدان الأفريقية فقط، بل ومن عدة بلدان أوروبية والآن نريد التركيز على نوعية السياح الوافدين والتوجه إلى ذوي القدرة الشرائية العالية.

* وماذا عن السلبيات ونقاط الضعف وماذا فعلتم لتجاوزها؟

- بدأ الاهتمام بالسياحة في تونس منذ سبعينات القرن الماضي بإقامة النزل وتهيئة الشواطئ وأماكن الترفيه وتنمية الصناعات التقليدية. وبمرور السنوات اكتسبت تونس خبرة وحققت نجاحات كبرى وهي الآن وجهة مشهورة عالميا، ولكن أمام تطور السياحة في العالم لا بد من التأقلم مع هذا الواقع الجديد والتركيز على الجودة وتحسين الإمكانيات لجلب المزيد من السياح والتوجه الآن هو الاهتمام أكثر بالسياحة المستدامة والسياحة الخضراء واستخدام الطاقات المتجددة وإعادة تأهيل النزل وتجديد المباني والتجهيزات مع احترام الخصوصية المحلية لكل جهة...
كذلك نفكر في إبراز الأكلات التونسية وتقديمها للسياح؛ ولنا في هذا الإطار ثراء وتنوع كبيران في الأكلات التونسية التي تعجب السائح ولكنه لا يجدها في الفنادق ونبحث الآن إمكانية التعاون مع أصحاب المطاعم وأصحاب النزل للتركيز على تقديم الأكلات التونسية.

* ما المطلوب القيام به لتحقيق نتائج أفضل من حيث عدد السياح الوافدين والمداخيل حتى تعود السياحة التونسية إلى ما كانت عليه قبل سنوات؟

- هناك أسواق عادت إلى نسقها العادي من حيث عدد السياح القادمين منها إلى تونس، ولكن هناك أسواقاً أخرى بصدد التحسن مثل السوق الألمانية والبريطانية والفرنسية ونأمل أن تعود إلى مستوى الأرقام المسجلة قبل 2011 ونتوقع أن تكون سنة 2017 سنة الإقلاع وتكون نتائج وأرقام 2018 أفضل، والمطلوب الآن التركيز على البرنامج الترويجي والدعائي ومواصلة إعادة الهيكلة وتحسين الجودة وتشريك العاملين في القطاع في كل مراحل تنفيذ برامج الإصلاح والتطوير.
font change