1
- ما اسم بابا نويل؟
- نعم، ليس لمن يكنى بـ«أبي عيد رأس السنة» اسم واحد عند الجميع في أرجاء المعمورة.
- فهو «سانتا كلوز» أيضا، يعيش مع زوجته السيدة كلوز التي لا نراها أبدا.
- وفي خيال الأطفال، فإنّ بعض الأقزام يصنعون له هدايا عيد السيد المسيح.
- وفي الصين وروسيا وبلاد العالم التي تنتشر فيها الديانة المسيحية، يحمل بابا نويل أسماء أخرى.
- لكن اسمه في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال والبرازيل، وجزء من كندا وآيرلندا وبلجيكا وتركيا والوطن العربي، لا يخرج عن عبارة بابا نويل.
- ويبقى بابا نويل في معناه الأوروبي قريبا من معنى الولادة والحياة.
- وفي معناه العربي، بالصدفة، فإنه قريب من العطاء والكرم والنوال.
2
- لقد بات من المألوف في خيال الأطفال في العالم المسيحي، أن الهدايا هي للأطفال الفقراء والأغنياء على حد سواء، وهي الدليل الأكيد على بداية عام جديد.
- والعام الجديد لا يولد ولا دليل عليه إلا بإطلالة الرجل العجوز والأب الحنون الضحوك.
- ولكن اللحية الطويلة البيضاء التي تغطي وجهه تضفي عليه وقارا ملحوظا.
- وأما لباسه فهو معطف أحمر اللون يوحي بالحيوية.
- ولهذا المعطف أكمام وأطراف بيضاء، توحي بدفء القطن وهو يواجه ذرات الثلج.
- وله طرطور يخفي فيه الهدايا الصغيرة الملفوفة بعناية، مثل أي هدية مفاجئة، وهو مثل قلنسوة طويلة لحماية شعره الأبيض من الثلج الذي تذروه عربته التي تحمله من القطب الشمالي، وهي عبارة عن مزلاج طائر في السحاب تقوده الأيائل ذات القرون.
- إنه يدس الهدايا عبر شقوق المنازل، أو أي ثقب ممكن، مثل المداخن، والأبواب المفتوحة، ويقدمها للأطفال.
3
- ولبابا نويل قصتان: واحدة قديمة تعود إلى القرون الوسطى، وأخرى تعود إلى العصر القريب.
أولا- لقد منعت الكنيسة الكاثوليكية عادة شائعة، هي تبادل الهدايا في القرون الوسطى باعتبارها طقسا وثنيا. وقصة سانتا كلوز مأخوذة من قصة القديس نيكولاس، وهو أسقف «ميرا» عاش في القرن الخامس الميلادي، وكان يقوم أثناء الليل بتوزيع الهدايا للفقراء ولعائلات المحتاجين، دون أن تعلم هذه العائلات من هو فاعل الخير هذا. وصادف أن توفي هذا القديس في شهر ديسمبر (كانون الأول).
ثانيا- عام 1823 كتب الشاعر الأميركي كلارك موريس قصيدة «الليلة السابقة لعيد الميلاد»، يصف بها هذه الشخصية، ويحدد ملامح خرافية لها، وهي تعتمد أبعادا تجارية، كأن يقوم الأطفال بكتابة رسائل إلى سانتا ويضعونها في جراب الميلاد، أو بقرب الشجرة قبل العيد، ويستيقظون صباح العيد لفتحها.
وصار بابا نويل مجموعة من خرافات تحوم كلها حول فلسفة الهدايا والتقارب بين الناس والتراحم فيما بينهم، بمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح.
4
- يكبر الأطفال الذين انتظروا بابا نويل، وينجبون أطفالا ينتظرون هدايا بابا نويل، ويكتشفون أن بابا نويل ليس غير والدهم، أو والدتهم، أو جدهم، أو أحد الأقارب الذين كانوا يجلبون الهدايا وينسبونها لبابا نويل ويخفون الفاعل، المشتري، كما كان يفعل القديس نيكولاس.
- وما الهدايا الملفوفة سوى تلك السلعة المعروضة من التجار، يشتريها الكبار بنقودهم ويهدونها للصغار.
5
- وفي مثل هذه الأيام، يأتي بابا نويل، ولكنه لا يجد أطفالا، لقد كبروا بسرعة وخسروا طفولتهم في المنافي الإجبارية والترحيل القسري عن الوطن، والتهجير الذي خلق بؤرا للتوتر.
- وقرر بابا نويل أنه لا بد أن يوزع فيها حبوب التهدئة للعالم، وفضّل أن يعمل إطفائيا لإخماد النيران، حتى يشعر الجميع بالدفء، ويستمتع الأطفال في كل الدنيا بعطلة هادئة هانئة، ولا نتخيل بابا نويل إلا إطفائيا يسعى إلى رش الماء على الحرائق المندلعة هنا وهناك، فوق هذه الكرة الأرضيّة التي باتت تعج بالأسلحة.
- ولكن ما لا ينساه بابا نويل هو أن سلام الأطفال بات مهددا، وأن أكبر هدية لهم هي السلام، فالعالم بات قبيحا بالأسلحة، ويغدو مليحا بالأطفال، إذا حل في ديارهم السلام