أوباما في الشرق الأوسط.. إخفاق بطعم الاضطراب

أوباما في الشرق الأوسط.. إخفاق بطعم الاضطراب

[caption id="attachment_55256468" align="aligncenter" width="3000"]الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما يحضر الحفل الوطني السنوي ال94 لإضائة شجرة عيد الميلاد. (غيتي)  الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما يحضر الحفل الوطني السنوي ال94 لإضائة شجرة عيد الميلاد. (غيتي) [/caption]

مدتان رئاسيتان أثارتا كثيرًا من الجدل ابتداءً وانتهاءً
• جاء باراك أوباما للبيت الأبيض محمولاً على أكتاف الحلم، وكأنه كان غافلاً عن أثقال كالجبال ستلقيها الأيام على كتفيه
• كان خطاب أوباما – مرشحًا ورئيسًا – يعكس رغبة في «إعادة هيكلة الدور الأميركي في العالم» وبخاصة فيما يتصل بالتدخل العسكري المباشر



الشارقة: ممدوح الشيخ

مدتان رئاسيتان أثارتا كثيرا من الجدل ابتداءً وانتهاءً؛ فقد كان انتخاب الرئيس باراك أوباما حدثًا أطلق كثيرا من الآمال والمخاوف، وكان انتخاب دونالد ترامب خلفًا له أحد أهم المتغيرات التي ينبغي أخذها في الاعتبار عند تقييم حصاد حكم أوباما، وربما لو كانت هيلاري كلينتون هي من دخل البيت الأبيض لكان التقييم – جزئيًا – مختلفًا، فالتحول الذي أتاح لأوباما دخول البيت الأبيض كان المرحلة الأولى من التحول الذي أتاح لترامب دخوله، رغم أن الرجلين يمثلان نقيضين. وتتابع الرجلين على منصب الرئيس يعد مؤشرًا على تحوُّل كبير في المزاج السياسي الأميركي.. تحوُّل لم يكن «معقمًا» ضد المؤثرات الخارجية التي اتسمت بقدر كبير من الدرامية.

جاء باراك أوباما لمنصب الرئيس في فترة من أكثر فترات العصر الحديث تململاً، وتحت قشرته كانت عوامل التغيير الذي فاجأ الجميع تتضخم وتقترب من النضوج. وقد كانت كرة الثلج الأكثر خطورة أزمة مالية عالمية بدأت شواهدها الأولى أواخر تسعينات القرن الماضي، وبعد عقد من الزمان تقريبًا بدأت الحلقة الثانية أميركية، لم تلبث أن بلغت قمتها خارج الولايات المتحدة الأميركية في اليونان 2010. وفي دورة من دورات الصراع الغربي - الروسي، كانت خطوط الغاز، والدرع الصاروخية، وتمدد حلف الأطلسي، و....... وقود مواجهة غربية - روسية حتمية نضجت ثمرتها في الشرق الأوسط، وبالتحديد سوريا.

جاء باراك أوباما للبيت الأبيض محمولاً على أكتاف الحلم، وكأنه كان غافلاً عن أثقال كالجبال ستلقيها الأيام على كتفيه. وفي قلب ما كان الرئيس الحالم – وأطراف أخرى – في غفلة عنه زلزال الربيع العربي، وهو على وجه القطع فاجأ العالم، رغم ما تم تداوله منذ عام 2010 حتى اليوم عن مخططات – أو مؤامرات – تم تدبيرها في الظلام.

وكما كان للأحداث دور في صياغة قرار أوباما، كان لشخصيته دور مماثل، فالرجل نظر إلى رئاسته – منذ اللحظة الأولى – على أنها مغامرة حالمة، وساهمت أصوله الأفريقية وخطاباته المحلقة عاليًا، ووعوده الغائبة، إلى حدٍ كبير، عن معطيات الواقع، في المحصلة التي يلخصها وصول ترامب للبيت الأبيض. أراد أوباما أن تكون رئاسته خليطًا من «الانفرادات» غير المسبوقة، فكانت كذلك؛ سلبًا وإيجابًا.

وفي ضوء هذه العوامل جميعًا، كانت مسارات أوباما في عدة قضايا محاولة للجمع بين نقائض لا تجتمع إلا في ذهن رجل حالم. وجاء في رسالة إلكترونية من بنجامين رودز، نائب مستشار أوباما للأمن القومي، إلى صحيفة «نيويورك تايمز»: «ليس من مصلحة الولايات المتحدة الأميركية أن تضع قواتها وسط كل نزاع يحدث في الشرق الأوسط أو أن تبقى متورطة بلا نهاية في حروب الشرق الأوسط المفتوحة». وبحسب دبلوماسي أميركي سابق، فإن المشكلة الحقيقية تتمثل في أن البيت الأبيض يرغب في ضرب عصفورين بحجر واحد: السعي إلى حماية المصالح الاقتصادية الأميركية، والحديث في الوقت نفسه عن الانسحاب.

وتلمح شواهد ذلك بوضوح في الطريقة التي تعامل بها مع ثورات الربيع العربي، والاتفاق النووي الإيراني، والموقف من كوريا الشمالية، و....... وكانت حفرة الشرق الأوسط، الأخطر والأكثر عمقًا.

الانعزالية الجديدة وشراء الوقت



منذ انخرطت الولايات المتحدة الأميركية في الحرب العالمية الأولى قرب نهايتها، يتنازعها تياران في رؤية العالم ودورها فيه: تيار الانعزال، وتيار الانخراط. ومع نهاية الحرب الثانية، كان واضحًا أن تيار الانخراط قد انتصر. ومع انهيار الاتحاد السوفياتي مطلع تسعينات القرن الماضي، توقع كثيرون أن تمر الولايات المتحدة الأميركية بمرحلة من الانعزالية، لكن ما حدث بالفعل أنها لم تكد تلتقط أنفاسها، حتى وجدت نفسها مضطرة للانخراط – وصولاً إلى التدخل العسكري – وبخاصة في البلقان التي كانت نيران صراعها تهدد البيت الأوروبي، فيما الأوروبيون عاجزون ومترددون.

وبحسب الكاتب الأميركي جيفري غولدبرغ في مقاله الشهير: «عقيدة أوباما»: «يميل أوباما نفسه إلى الخطب العصماء، إلا أن خطبه ليست من النوع العسكري المقترن بخطابات تشرشل، فهو يؤمن بأن خطب تشرشل المثالية والمنمقة كان لها ما يبررها في صعود هتلر والصراع ضد الاتحاد السوفياتي.. ويعتقد الرئيس أن خطب تشرشل وطريقة تفكيره ساهمت في إيصال سابقه جورج بوش إلى حرب مدمرة في العراق». وبعكس الليبراليين المنحازين للتدخل، يبدي أوباما إعجابًا بواقعية سياسة الرئيس جورج بوش الأب الخارجية، وبالأخص بمستشاره للأمن القومي برينت سكوكروفت الذي احتفى نيابة عن بوش بزعماء الصين بعد مذبحة تيانانمن.

كان خطاب أوباما – مرشحًا ورئيسًا – يعكس رغبة في «إعادة هيكلة الدور الأميركي في العالم»، وبخاصة فيما يتصل بالتدخل العسكري المباشر، بسبب تبعات العمل العسكري الذي قادته الولايات المتحدة ضد نظام صدام حسين، لكن إعادة الهيكلة تحولت فعليًا إلى نوع من الانعزالية وشراء الوقت. وقد كان من أخطر ثمار هذه الانعزالية الجديدة تحول أزمات إلى بؤر توتر مزمنة، وكان الأكثر خطورة: المثال السوري. والإدارة الأميركية أرادت فعليًا دفع الشركاء الأوروبيين والشرق أوسطيين لمشاركة أكثر فعالية – مالية وعسكرية – في تحمل تبعات الأزمات التي تحتاج إلى تدخل، وكان الرئيس الأميركي مدفوعًا في هذا النزوع – في المقام الأول – بخطاب الكراهية الكاسح الذي استهدف الولايات المتحدة منذ «حرب العراق 2003» والعبء المالي الكبير للدور العسكري الأميركي، لكن المعالجة جعلت بعض أهم المناطق للمصالح الأميركية العليا لأميركا أقرب إلى ثقوب سوداء.

وفي ملفات مثل: ليبيا وسوريا والعراق، اختارت إدارة أوباما شراء الوقت دون التحسب – الذي كان ضروريًا – لتبعات ذلك، فالتدخل الروسي والتمدد الإيراني والانتشار الواسع لتنظيم داعش في الهلال الخصيب وشمال أفريقيا وغربها، جميعها كان يمكن احتواؤها مبكرًا عبر انخراط أميركي مباشر، تسببت في الإحجام عنه عوامل؛ في مقدمتها وعود أوباما الحالمة في حملته الرئاسية الأولى، وقد فشل الرجل في رئاسته الثانية في تقدير حجم التحول في العالم بين مشهد إطلاق هذه الوعود ومشهد الاحتكام إليها، وكأن العالم لم يتغير.

كانت السنوات الأولى من حكم أوباما – فيما يتصل بالشرق الأوسط – (2004 – 2010) سنوات إعادة توجيه الدفة وفقًا للوعود المشار إليها. فبعد مغادرة جورج بوش الابن، دخلت السياسة الخارجية الأميركية مرحلة جديدة تميزت عن سابقتها بسمات؛ منها تفضيل أوباما أدوات القوة الأميركية الأكثر دقة وسرية، كالطائرات من دون طيار، والعمليات الخاصة، والعقوبات، وهو أمسك عن طرح رؤية لسياسة خارجية توسعية، وعندما سئل في نهاية فترة رئاسته الأولى عن توصيف «مبدأ أوباما»، أجاب: «قيادة أميركية تعترف بنهضة دول مثل الصين والهند والبرازيل». وفي ضوء هذا، انسحب من العراق في توقيت أضر بشكل مأساوي باستقراره وجعله من ناحية لقمة سائغة للنفوذ الإيراني؛ ومن ناحية أخرى مسرح صراع عربي - كردي، ومن ناحية ثالثة دولة عاجزة عن منع طوفان الجماعات الإرهابية من اجتياحها.

وعندما أصدر روبرت غيتس وزير الدفاع الأميركي الأسبق كتابه: «الواجب» في عام 2014 قال إن أوباما يعتقد دائما أنه الأذكى في الغرفة، وأضاف: «واحدة من أكبر نقاط ضعف إدارة أوباما هي وضع استراتيجية ومن ثم تنفيذها».

ثمن الخيارات المتقاطعة



رغم الاعتقاد السائد بأن الولايات المتحدة الأميركية انسحبت من الشرق الأوسط، فإن خطاب باراك أوباما في القاهرة عام 2009 أظهر طموحًا كبيرًا ظهر متبلورًا للمرة الأولى في الربيع العربي، وبخاصة في التخلي عن الرئيس المصري الأسبق مبارك بأمل ترويج الديمقراطية، وأصبح أوباما مضطرًا لمزيد من الاهتمام بالمنطقة مع نهاية رئاسته الأولى. في مايو (أيار) 2010، أعلنت «استراتيجية الأمن القومي» التي كشفت عن توجه أميركي للتركيز على الشرق الأقصى. وارتكزت تحولات السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط خلال فترتي رئاسة أوباما على: «القيادة من الخلف» وإلقاء المسؤولية على الحلفاء في تسوية الصراعات.

وفي ملفات كانت خطورتها بادية للعيان، لم يستطع الرئيس الذي تحدث بلهجة قاطعة عن الإيمان الراسخ «بأن مصالح أميركا ليست مجافية لآمال الشعوب، بل هي أساسية لها»، فشل أوباما في تحويل الخطاب إلى برنامج عمل. صحيح أن الإرهاب، وغياب بديل سياسي يتصف بقدر كاف من الاعتدال والرشد السياسي، جعل التغيير محفوفًا بالمخاطر، لكن الثمن كان مرعبًا. وبعد عقود من الصراع مع إيران تمتد إلى مطلع ثمانينات القرن الماضي، قرر أوباما تجاهل ذاكرة العقود الماضية ووقف أمام مشهد قمع المحتجين على نتائج انتخابات عام 2009، موقف المتردد المحكوم بهاجس أن ينجح في تحويل صناع القرار فيها إلى أصدقاء.

عقيدة أوباما.. عقدة بوش



دخل باراك أوباما البيت الأبيض ولديه أفكار مسبقة، يلخصها هو بقوله: «لقد تسلمت الرئاسة بإيمان قوي بأن إطار تأثير السلطة الرئاسية في أمور الأمن القومي كبير، لكنه ليس بلا حدود». وبعد تراجعه عن قراره بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا، قال: «أنا فخور جدًا بهذه اللحظة. لقد بلغ عبء الحِكمة التقليدية وآلية جهازنا للأمن القومي أشواطًا بعيدة، وكانت الفكرة أن مصداقيتي ومصداقية أميركا على المحك. لذلك أدركت أن ضغطي على زر الإيقاف في تلك اللحظة سيكلفني سياسيًا. وكوني استطعت أن أتملص من الضغوطات المباشرة وأتفكر بنفسي بما هو في مصلحة أميركا، ليس فقط فيما يخص سوريا بل أيضًا فيما يخص ديمقراطيتنا، كان من أصعب القرارات التي اتخذتها، وأعتقد أنه في النهاية القرار الصحيح».

ويعلق جيفري غولدبرغ على ذلك بالقول: كانت تلك هي اللحظة التي يعتقد الرئيس أنه تخلى فيها أخيرًا عما يسميه ساخرًا «كتاب واشنطن لقواعد اللعبة». ويضيف غولدبرغ: «أصبحت أرى أوباما رئيسًا تحول شيئًا فشيئًا إلى الاعتقاد بالقدرية بشأن القيود التي تحد من قدرة أميركا على توجيه سير الأحداث العالمية». وفيما يتصل بالشرق الأوسط، عمّق صعود «داعش» قناعة أوباما بأن الشرق الأوسط لا يمكن إصلاحه خلال رئاسته ولا حتى خلال الجيل المقبل.

وفي مقابلة لآرون ديفيد ميلر، الكاتب بمجلة «فورين بوليسي»، تحاور مع روبرت مالي، المساعد الخاص للرئيس الأميركي، ومنسق شؤون الشرق الأوسط في هيئة مجلس الأمن القومي، لاستجلاء السبب الذي يدفع كثيرين للاعتقاد بأن «الشرق الأوسط، سيبدو أسوأ كثيرًا عندما يغادر أوباما البيت الأبيض، مما كان عليه عندما دخله». وبحسب «واشنطن تايمز» – مثلاً – فإن أوباما جاء للرئاسة ومنطقة الشرق الأوسط تعيش في فوضى، لكنه سيترك منصبه وفوضى المنطقة أكثر تفاقما وتهدد بالاتساع إلى أماكن لا أحد يستطيع التنبؤ بها. وأوباما لم يتسبب في هذه الفوضى، لكنه غذى أسوأ جوانبها. وأهداف الإدارة الأميركية الجوهرية من منظور «مالي»، تجنب الهجمات الإرهابية على الأميركيين، وتجنب المغامرات العسكرية الكارثية وهي لا ترقى إلى أن تكون سياسة متماسكة. و«مالي» لا يؤكد الهدف الكلاسيكي للسياسة الخارجية الأميركية منذ الأربعينات، المتمثل في «المحافظة على نظام الأمن العالمي القائم على القيم الليبرالية، والقانون الدولي».

لقد كان العامل الأكثر تأثيرا في سياسة أوباما الشرق أوسطية التخلص من «عقدة بوش»، وكان محقًا جزئيًا، فمنذ إطلاق مبادرة «الشرق الأوسط الكبير»، (فبراير/ شباط 2004) والولايات المتحدة الأميركية تسعى إلى اقتلاع أسباب التمدد الكبير لخطر الإرهاب، عبر القضاء على أسباب البؤس السياسي - الاقتصادي الناجم عن الاستبداد، الذي يوفر تربة خصبة للإرهاب. وكانت رؤية بوش الابن صحيحة وطموحًا، لكنها وضعت الولايات المتحدة الأميركية في مواجهة بعض حلفائها.

إيران بين رهان واحتواء



في رد فعل يفتقر إلى الحكمة، قرر باراك أوباما الاكتفاء بقدرٍ من الانخراط المتردد الذي وصل إلى حد رعاية اتفاق نووي مع إيران ينطوي على مخاطر جسيمة على أميركا وحلفائها الإقليميين، وعندما أثمر هذا الاتفاق تمددًا إيرانيًا مزدوجًا «سياسيًا - عسكريًا» كانت أميركا تتبنى خطاب التعايش و«الاقتسام» بين إيران وخصومها، بدت كما لو كانت تتحدث عن اقتسام قارة جرى اكتشافها حديثًا.

ومع فشل واضح في الإسهام في إعادة تأهيل دول الربيع العربي وتعامل يتسم بقدر كبير من الاضطراب، تمددت روسيا سياسيًا وعسكريًا على نحو غير مسبوق، وتحركت إيران بقدر غير مسبوق من العدوانية، في عدة دول بالمنطقة، فيما إدارة أوباما تتحدث، بقدر كبير من التجاهل لمخاطر هذا التمدد، عن إمكانية احتواء أو اقتسام أو تعايش مع آلة هيمنة سياسية أشهرت أذرعًا عسكرية في وجه الحلفاء التاريخيين الأكثر أهمية للولايات المتحدة الأميركية.
وتأثر باراك أوباما بقوة – أكثر من سابقيه – بمواقف شركاء أوروبيين لديهم مواقف سلبية عميقة وقديمة إزاء العالم العربي، وهي مواقف لم يعلن أصحابها مطلقًا قناعتهم بأن الإسلام جزء من مشكلة الإرهاب، لكنهم كانوا يتصرفون بناءً على هذه القناعة، وعكست ممارسات رسمية أميركية خلال السنوات القليلة الماضية قناعة – غير معلنة – بأن الإرهاب مرتبط بالمتشددين السنّة. ونشر وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، مقالاً في صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية في سبتمبر (أيلول) 2016، حمل عنوان: «لنخلص العالم من الوهّابية»، شن فيه هجومًا على المملكة العربية السعودية عبر اتهامها «بنشر الوهّابية» التي تحولت – حسب وصفه – إلى آيديولوجيا تعتنقها الحركات المسلحة في العالم.

والمغامرة الأميركية التي قامت بها إدارة أوباما في الملف الإيراني عكست الطبيعة التجزيئية التي تم بها التعامل مع كثير من قضايا الشرق الأوسط، وهي استراتيجية شجعت إيران وروسيا على تحقيق اختراقات غير مسبوقة في منطقة لها أهميتها التاريخية، وتقاطعت التطورات الجديدة مع مزيد من الإغراق فيما سبقت الإشارة إليه من إمكان تحقيق أهداف متعارضة في تقاطعات، مثل: التحالف مع الأكراد والتغاضي عن سياسات حكومة نوري المالكي، وتاليًا حكومة البغدادي، والعلاقات مع تركيا وفي الوقت نفسه الرهان على قوات كردية معادية لها، والتغاضي عن المشروع الإيراني مع التعهد بالحفاظ على أمن الخليج، و........

ومن كبرى ثمار حكم أوباما في الشرق الأوسط ما يرجح مسؤولون عرب كثيرون أنه رهان أميركي على إيران يتجاوز الاحتواء وقد يصل إلى الاستخدام المنظم للضغط غير المباشر على بعض حلفاء أميركا التقليديين. وما يمكن أن يصيب الثقة بين الطرفين بعد نهاية حكم أوباما، يمكن أن يكون أحد أخطر ما سيتركه أوباما وهو يغادر البيت الأبيض بعد فترتين رئاسيتين عصيبتين، بدا مفتتح أولاهما أنه بداية سنوات حالمة.
font change