هيلاري كلينتون تدخل الحلبة

هيلاري كلينتون تدخل الحلبة

%d9%87%d9%8a%d9%84%d8%a7%d8%b1%d9%8a-1


بقلم: منصف المزغني و ريشة : علي المندلاوي




1 -




هيلاري كلينتون المحامية الأميركية، زوجة المحامي الرئيس كلينتون وساكنة البيت الأبيض على مدى ثمان سنوات، أحست بالحنين إلى ذلك البيت فاستعدت للانتخابات الرئاسية ممثلة عن الحزب الديمقراطي فهزمها النجم باراك أوباما وحساباتُ حزبهما الديمقراطي.


2 -




لم يهدأ بال هيلاري، ولم يقر قرارها إلا بعد أن أعدّتْ نفسها من جديد، للأضواء، وللانتخابات الرئاسية القاسية، ولم تكتفِ بكونها زوجة الرئيس الأميركي بيل كلينتون، لقد مثلت نوعا آخر من النساء يرى أن على المرأة أن تأخذ فرصتها في قيادة العالم، ولا بد للرجل أن يمنحها الفرصة، ولا مفرّ من أن تفتك برجل حتى ولو كان اسمه دونالد ترامب. وعليها أن تدخل الحلبة لتمنع النوم من تكحيل جفن السيدة ترامب في سرير بالبيت الأبيض رغم أن هيلاري وبيل حضرا حفل الزفاف بين دونالد وميلانيا وتمنيا لهما السعادة والتوفيق و...إلخ - ولكن ليس في البيت الأبيض



3 -




هل كانت هيلاري سيدة حديدية عندما كانت تعضُّ قلبها، وتتجاهل الفضيحة المدوية لورطة زوجها مع المتدربة مونيكا لوينسكي، وتنسى الغيرة النسائية التقليدية وهي تعلم أن زوجها وقع في المحظور وتناولته الأقلام والأفواهُ والأنياب (قبل ظهور فيسبوك) وجعلت من أسرة كلينتون وليمة إخبارية وفرقعة إعلامية كادت تزلزل استقرارها كزوجة لرئيس وحلمها بالرئاسة في المستقبل.



4 -




لم تفهم نساء العالم. موقف الزوجة البارد من خيانة زوجها الحارة، وحاولت هيلاري أن تكون أكبر من زوجة تغار، لأنها برمجت نفسها للحظة أخرى، وأعدّت خطة أخرى هي الدخول من جديد، وبنفسها، ودون وساطة أو تبعية إلى البيت الأبيض، ويعود زوجها إلى المكان الخلفي، وينقلب الدور، والمثل المأثور ليصير على النحو التالي: «وراء كل امرأة عظيمة رجل».
لعلّها قصة ثأر، وتريد أن تردّ لزوجها ديْنًا سابقا عندما. عاشت تحت ظلاله سيدة أولى.
- وهل سوف يشعر بيل كلينتون بالحرج من لقب السيد الأول؟
- أم أنه سوف يدخل عقده الثامن في البيت الأبيض ويردد ما قاله الشاعر التونسي مصطفى خريّف:
العهدَ هلُمَّ نجدّدُهُ / فالدهرُ قد انبسطتْ يدُهُ.



5 -




ها هي هيلاري، تتقدم واثقة الخطوة في حلبة المنافسة مع خصم شرس، وثريّ، وذي صلف استثنائي، وله من سلاطة اللسان ما يجعله يحكي ولا يلوك كلامه في فمه، ويحاول في حربه الكلامية أن يمتص من عزم منافسته، وينادي بفضائحها فيما سمي بقضية البريد الإلكتروني، ويتهمها بأنها عاجزة عن التحكم في زوجها، فكيف تحكم أميركا؟



6 -




إن المؤكد هو أن هيلاري مصابة بالحنين إلى البيت الأبيض، والعناد الذي لا يلين من أجل دخول البيت الأبيض، وليس لدخول كتاب «غينيس» للأرقام القياسية كأول امرأة رئيسة.



7 -




هيلاري الآن في حلبة السباق الرئاسي، الأميركي، إنها تتذكر هذا الرجل الذي تزوّج عارضة أزياء وتخيلها هيلاري وهي ترى قدها في مرايا البيت الأبيض، هيلاري الآن في حلبة السباق الرئاسي، دخلتها من باب السيدة الأولى والأمّ، فهل سوف تدخلها هذه المرة، من باب الرئيسة والجدّة؟



8 -




هل تخفي الانتخابات الأميركية مفاجآت الصناديق في العالم الثالث.. عشر؟
أم أن الإدارة أو شعب المنتخبين سوف يفضّل امرأة مثل هيلاري ويفضلها على رجل دونالد؟
أم أن الإدارة هي الإدارة، والرئاسة في أميركا ليست ذكرا ولا أنثى ولا يعنيها تسجيل الأرقام القياسية قدر أن يكون الرئيس موهوبا في الشمّ لكل المصالح الأميركية العابرة للجنس، كما تجاوزت لون البشرة مع باراك أوباما الذي لم يخف رعبه من إمكانية صعود دونالد العنصري رئيسا،
- ولقد هدد أوباما بقرار الهجرة إذا سقطت هيلاري، ونزلت عن الحَلَبَة.
font change