حسين فهمي لـ «المجلة»: كنت أول فنان عربي يعين سفيرا للنوايا الحسنة.. وبرنامجي الجديد من دون محاذير

حسين فهمي لـ «المجلة»: كنت أول فنان عربي يعين سفيرا للنوايا الحسنة.. وبرنامجي الجديد من دون محاذير

[caption id="attachment_55254763" align="aligncenter" width="940"]حسين فهمي حسين فهمي[/caption]

القاهرة: عصام الدين راضي


[blockquote]
تجذبني كثيرا شخصية صدام حسين وأتمنى أن تتاح لي الفرصة لتقديمها في عمل فني
[/blockquote]


[blockquote]يظل الفنان المصري الكبير حسين فهمي واحدا من نجوم السينما في عصرها الذهبي. قدم حسين فهمي خلال مشواره الفني عشرات بل مئات الشخصيات التي استقرت في عقل وقلب المشاهد المصري والعربي من المحيط إلى الخليج، التي ما زال الجميع يذكر أدواره فيها على الرغم من مرور عشرات السنين.
الابتسامة لا تفارق حسين فهمي دائما، وحتى وهو يرد على سؤال أغضبه أو يروي ذكرى سيئة لا يريد أن يعود بالذاكرة إليها. قبل أيام بدأ حسين فهمي أحدث برامجه التلفزيونية «زمن» على قناة الغد. وفتح قلبه وعقله للرد على أسئلة مجلة «المجلة».[/blockquote]


* في البداية تم منذ أيام عرض أولى حلقات برنامجك الجديد «زمن» على قناة الغد، فما الذي شجعك على تكرار تجربة البرامج التلفزيونية بعد أكثر من تجربة سابقة؟

- قدمت أكثر من برنامج قبل ذلك مثل «الناس وأنا» و«مع تحياتي وتقديري» الذي كان يتحدث عن الأمل والمستقبل في الفترة ما بين ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وما شجعني على تكرار التجربة أن قناة الغد العربي لها طابع خاص، فالبرنامج يتحدث عن الزمن والماضي والحاضر، وما حدث لنا كدول عربية، كما أن البرنامج يقدم بشكل مختلف؛ حيث يتم التصوير في الأماكن الطبيعية لموضوع الحلقة، ليكون شكلا من أشكال الوجود والتواصل الاجتماعي، كما أن البرنامج سيكون له طابع خاص في الحديث عن السياسة، وسيتحدث بوضوح عن ظروفنا في البلاد العربية وما وصلنا إليه، والبرنامج سيتحدث مع الناس في البلاد العربية بعيدا عن كل القيود في المجتمع وبشكل خاص عن حضارات الدول العربية، مثل المسرح اللبناني أين كان وما حدث له، والسينما المصرية أيضا بكل عناصرها، وما يتم تقديمه بها كذلك المدن في المجتمعات العربية، مثل الإسكندرية وآثارها وفنانيها ومكتبتها.

* هل يغنيك برنامجك الجديد عن العودة إلى السينما والتلفزيون؟

- أحب أن أقدم كل ما هو جديد، وغيابي عن السينما والدراما هذا العام؛ لأنني ببساطة لم أجد الموضوع الجيد الذي أعود به، ولكنني عندما وجدت البرنامج يمثل نهجا جديدا لي في مشواري الفني ووجدت رئيس القناة عبد اللطيف المناوي متحمسا ووفر كل شيء لنجاحه قررت على الفور أن أقدمه؛ لأن الفن بالنسبة إليَّ «مزاج»، والحقيقة أنني كنت محظوظا خلال مشواري الفني؛ لأنني قدمت كل النوعيات التي حلمت بها» سواء على شاشة السينما أو التلفزيون وحتى المسرح قدمت خلاله تجارب مختلفة سعدت بها جدا.
* خلال الأيام الماضية التقيت بوفد الكونغرس الأميركي خلال زيارته إلى مصر، فما الذي دار في اللقاء الذي جمعك بهم كما أن البعض كتب أنك انفعلت عليهم بشدة؟
- لا بد أن يكون لدينا قناعة كاملة أن الغرب لن يتركنا ننجح ونتقدم، وإذا لم نلحق أنفسنا سوف نقسم إلى دويلات، وهناك «سايكس بيكو جديدة» بدأ الحديث عنها اسمها «كيري لافروف». وعن سبب انفعالي على وفد الكونغرس الأميركي؛ لأنهم قالوا لي: «إنهم يسعون إلى تنفيذ مبادئهم في المنطقة»، وكان ردي عنيفا، وقلت لهم «نحن لنا مبادئنا ولأننا أصحاب البلد فعليكم أن تتركونا ننفذ مبادئنا»، ولكننا لا بد أن نعترف بشيء مهم، وهو أن الغرب ما زال يعاملنا بعقلية الستينات معتمدًا علة أننا كشعوب عربية لا نتذكر الماضي ودائما ننسى.

* تعود المشاهد العربي على مشاهدتك منذ سنوات كل عام خلال شهر رمضان آخرها مسلسل «وش تاني» فما سبب غيابك عن دراما رمضان الماضي؟

- خلال العام الحالي عرض عليَّ الكثير من الأعمال التلفزيونية، ولكنها كانت دون المستوى، ولست بحاجة إلى تقديم عمل فني لست مؤمنا به فتاريخي أصبح خلفي، والعمل الذي أقدمه حاليا هو ما اعتبره إضافة قوية لي ولمشواري وعلى استعداد أن أجلس في المنزل عشر سنوات في سبيل الحفاظ على تاريخي وعدم تشويهه بأعمال لا تليق.

* كيف ترى سيطرة الأعمال الهابطة وأفلام المقاولات على شاشة السينما حاليا؟

- أزمة السينما الموجودة حاليا سببها إقبال الجمهور على دخول أفلام غير جيدة، فهذا يدفع المنتج إلى الاستمرار في إنتاج أعمال سيئة ما دامت تجلب الإيرادات، أما إذا قاطع الجمهور الأفلام هذه فسوف يجبر المنتج على أن ينتج أعمالا محترمة ولائقة ترضى الجمهور. وكل مرحلة ولها نجومها والتاريخ أثبت أن الفن الجيد والهادف هو الذي يعيش مئات السنين، أما الأفلام التجارية فتموت بمجرد رفعها من دور العرض، ولا أحد يتذكر أبطالها أو أحداثها.

* الدراما التلفزيونية التركية أصبحت في المقدمة في حين تراجعت الدراما المصرية والسورية، فما السبب من وجهة نظرك؟

- السبب واضح؛ لأن الأتراك يبيعون المسلسل التركي في البلدان العربية «بربع ثمن المسلسل المصري»، وذلك لأن الدولة التركية تدعم الدراما التركية في إطار غزوها للدول العربية مستخدمة سلاح القوى الناعمة، وهذا ذكاء منهم حيث نجحوا في هذا خلال فترة قصيرة، وإذا تحدثنا عن تقييم الدراما التركية فيوجد بها أخطاء كثيرة ومط وتطويل.

* لك أكثر من تجربة مسرحية، فهل أغلقت باب عدم الوقوف على خشبة المسرح مرة أخرى؟

- المسرح عشق كبير بالنسبة إليَّ، واستعد لتقديم عمل جديد من خلال مسرحية «هولاكو»، وهي تأليف الكاتب الكبير فاروق جويدة، وسوف أقدمها على «المسرح القومي» .

* شهدت الساحة الفنية خلال الفترة الأخيرة منح لقب سفير للنوايا الحسنة لكثير من الفنانين.. ما رأيك في ذلك؟

- كل ما أعرفه أنني كنت أول فنان يعين سفيرا للنوايا الحسنة في الوطن العربي، وجاء ذلك بعد أن تحدثت مع بطرس غالي في شأن عدم وجود فنان عربي سفيرا للأمم المتحدة، والموجودون جميعهم أميركيون، ولكنه لم يفعل شيئا حينها، وعندما جاء كوفي عنان تم تنصيبي، وأريد أن أقول إن هذا التنصيب ليس بالأمر الكبير؛ لأن الأمم المتحدة هي التي تستفيد منا كفنانين، فأثناء وجودي قدمت كثيرا من المشروعات مثلما ذكرت من قبل وكنت أدخل على الأمراء والشيوخ للحصول على التمويل اللازم لتلك المشروعات، ولم أحصل على أي امتيازات من منصبي هذا وحتى جواز السفر الدبلوماسي الذي منح لي لم أكن استخدمه، وكان يتم تجديده دون أن توضع عليه تأشيرة واحدة؛ لأنني أفخر بكوني فنانا، وهذا لقب أكبر من أي سفير وكنت أتقاضى راتبا سنويا من الأمم المتحدة وهو دولار واحد سنويا، وهذا ما ينص عليه وهذا الدولار عن كل عام لم آخذه حتى الآن.

* ما سر إعجابك بشخصية الرئيس الراحل صدام حسين وتصريحك أنك تتمنى أن تقدمها في عمل فني؟

- تجذبني كثيرا شخصية صدام حسين؛ لأن بها إثارة كبيرة منذ أن كان طالبا في مصر ومشاغباته الكثيرة قبل توليه الحكم في العراق، وأتمنى أن تتاح لي الفرصة لتقديمها في عمل فني رغم تحفظي على شخص الرئيس الراحل صدام حسين.

* بعض الفنانين لجأوا بعد اعتزالهم العمل الفني إلى كتابة مذكراتهم كيف ترى هذه الخطوة؟

- كل فنان حر في قراره ووجهة نظره، أما عن نفسي، فلا يمكن أن أكتب مذكراتي؛ لأنني لا أحب أن أكون كاذبا. وكل السير الذاتية كتبت بشكل مبالغ فيه. وعمر الشريف رفض أن يفعل ذلك على الرغم من المبالغ الطائلة التي عرضت عليه، وأنا أيضا لن أفعل ذلك مهما كانت الإغراءات.

font change