جولة في تولوم.. الجانب الهادئ من ريفيرا مايا

جولة في تولوم.. الجانب الهادئ من ريفيرا مايا

[caption id="attachment_55254559" align="aligncenter" width="968"]ضاحية تولوم ضاحية تولوم [/caption]


*تولوم: جوش نويل


[blockquote]لأول مرة خلال رحلتي إلى المكسيك، لم أغادر نطاق مساحة لا تزيد على ميل واحد.ولكن أليس ذلك هو ما يدفعنا للذهاب إلى المنتجعات؟
السباحة اليومية في حمام سباحة لامتناهِ، ودفع طفلك بطوافته العائمة في حمام سباحة آخر، وشرب العصائر الطازجة في حمام سباحة ثالث، ثم تناول وجبة غداء شهية بنهم على أمل التعويض عن السير لمدة 15 دقيقة وصولا إلى الشاطئ ذي الرمال البيضاء المشرف على البحر الكاريبي المتلألئ،ثم نعيد الكرة مرة أخرى.
[/blockquote]

سحر السواحل المكسيكية الرائعة.. وتجربة السباحة مع السلاحف


قضاء خمسة أيام من هذه المتعة الخالصة في فيرمونت مايكوبا على مقربة من {بلايا ديل كارمن» كان كافيا تماما، ولذلك قضيت النصف الثاني من إجازتي الشتوية وأنا أحرك قدمي، فاستأجرت سيارة وانتقلت من الشاطئ إلى فندق على مقربة من تولوم لكي أستكشف واحدة من أكثر المناطق ازدحاما بالسكان في المكسيك ريفيرا مايا وهي امتداد فاخر لساحل البحر الكاريبي يتوجه إليه الكثير من الناس لقضاء إجازتهم دون أن يغادروا منطقة لا تزيد على كيلومتر واحد. ولكنك تحتاج في بعض الأحيان إلى تحريك قدميك.



استكشاف تولوم




ما يطلق عليه تولوم هو في الحقيقة منطقتان مختلفتان تماما، إحداهما ذات جو حار، ومجموعة من الشوارع المتربة تبعد ميلين عن الشاطئ، فيما تحتضن الأخرى الساحل.
بدأت بالمدينة، ركنت سيارتي على جانب الطريق وبدأت السير في ضاحية تولوم التي تلتف مع الطريق السريع الذي يسير بمحاذاة الشاطئ. (لا تضع في ذهنك صور السواحل المكسيكية الرائعة التي يمكنك مشاهدتها من السيارة إذ إن الشاطئ يتم تطويره ومن ثم لا يمكنك أن ترى قطرة ماء واحدة من السيارة).
وما كان يعد منطقة نائية قبل فترة ليست بعيدة طالته يد الحداثة وأدخلت إليه أشياء مثل مطعم باريتو أمور الخالي من الجدران على غرار الكثير من المطاعم الساحرة في هذه المنطقة حيث لا يحيط بالمطعم سوى سياج خشبي ومصابيح متدلية، ويقدم المطعم قائمة صغيرة من خيارات لفائف البريتو الشهية بما في ذلك لفائف البريتو النباتية.

[blockquote]جولة الغوص والسباحة مع السلاحف البحرية الخضراء مع مرشد تتكلف 15 إلى 25 دولارا[/blockquote]

وعلى الرغم من توافر بعض خيارات الوجبات الحديثة في مدينة تولوم – المقاهي البوهيمية ومطاعم البيتزا وغيرها - فإنه مكان غير جذاب إلى حد كبير حيث يعج بمحطات البنزين، والسوبر ماركت ومطاعم الوجبات السريعة والبضائع الرخيصة المعدة للسائحين على غرار الكثير من الأماكن الأخرى. ومن ثم فمن الأفضل أن تتجه مباشرة إلى الشاطئ.
على بعد عدة أميال شرقا، ومرورا بالطريق الممهد الذي يعج بالسيارات المستأجرة، وسيارات الأجرة، والدراجات والمسافرين المتجولين، يظهر الشاطئ في مكان مختلف تماما يطلق عليه تولوم أيضا.
بالنسبة لتولوم هذه، فإنها تشبه طريقا تحتضنه الأشجار الكثيفة، فعلى أحد الجانبين هناك غابة كثيفة تحيط بها المطاعم والمحال، وعلى الجانب الآخر هناك الشاطئ الذي يحتوي على الفنادق.
جدير بالذكر أنه لا يوجد أي طريق للمشاة في هذا المكان مما يجعل الزائرين يتجولون وسط السيارات المسرعة بين المقاهي والمطاعم والمحال. بعد ذلك تتجول بين عصائر الاسبرسو والسموثي المثلجة، والفنادق الصغيرة والمقاهي وأماكن استئجار الدراجات وأكواخ بيع قبعات القش، والرجال الممددين بقمصان قطنية، والنساء في مايوهات البكيني (معظمهم من الأميركيين على الأقل في يناير/ كانون الثاني). وأكثر من أي شيء، تتمحور تولوم حول اليوغا، والاسترخاء مع وجود خيارات لانهائية من دروس الاسترخاء في الفنادق.

يختفي الشاطئ إلى حد كبير خلف الفنادق وإن كان معظمها لحسن الحظ من الفنادق الصغيرة وليست كالفنادق الإسمنتية الضخمة التي تمتد في شمال الساحل. توقفت في مطعم ريال كوكونات وهو مطعم مطل على الشاطئ ملحق بفندق {سانارا» يقدم قائمة طعام تتضمن وجبات مثل هيبس أوكيل وهو عبارة عن كويساديلا خالية من الجلوتين والحبوب ومنتجات الألبان وبرجر نبات القنب. اخترت مشروب سموثي النعناع بالشوكولاته والآيس كريم (لذيذ وإن كان في الحقيقة يخلو من الأيس كريم)، مع خبز الأفوكادو (خالي بالطبع من الجلوتين) والذي كان مختلفا وجديدا ولذيذا كأي خبز أفوكادو آخر.
تسلل نسيم منعش من المحيط المتلألئ على الأشخاص الجذابين من مدينة نيويورك الذين كانوا يجلسون في الباحة يشربون مشروبات مثلجة خضراء اللون. بعدما تناولت خبز الأفوكادو، خرجت للسير على الشاطئ الأبيض الممتد ولمحت لافتة تعلن عن موعد درس يوجا في الساعة التاسعة. والتكلفة؟ {تبرع بما تحب}.
أجل. هذه هي تولوم.
جدير بالذكر أن هذا الجانب من الساحل به ما هو أهم من كانكون وبلايا ديل كارمين، فهناك مدن صغيرة تستحق الزيارة مثل بورتو موريلوس وبوريتو أفنتوراس وأكومال.


السباحة مع السلاحف




على بعد 15 ميلا من تولوم، تجد أكومال التي يزورها الكثير من الناس لسبب واحد: الغوص مع السلاحف البحرية الخضراء. (تتكلف جولة الغوص مع مرشد من 15 دولارا إلى 25 دولارا).
ذهبت للغطس مع مرشد يدعى موسى أخبرني وعدد من السائحين الألمان أن السلاحف الخضراء تأتي إلى المياه الضحلة على ساحل أكومال لكي تتغذى على العشب الذي ينمو في القاع الرملية. ارتدينا الأقنعة المحكمة على وجوهنا والزعانف في أقدامنا ثم توجهنا إلى مياه الكاريبي الهادئة. خلال دقائق، كان موسى يشير إلى سلحفاة جميلة ورقطاء، يصل طولها إلى نحو قدمين تتجول في قاع المحيط وتمد رأسها بين حين وآخر داخل الأعشاب المتمايلة.
يؤكد المرشدون للسائحين هنا أنهم سوف يرون على الأقل سلحفاة واحدة ثم بعد قليل يتضح السبب وراء هذا اليقين: وهو أن السلاحف منتشرة في المكان. فقد سبحنا بين السلاحف - كما شاهدنا أسماك الرقيطة التي كان نصفها مدفونا بالرمال - وشاهدناها وهي تحرك رؤوسها التي تشبه الثعابين عندما تأكل ثم ترفع رأسها للأعلى لكي تستنشق بعض الهواء.
بعد نحو 45 دقيقة من مشاهدة السلاحف، سرت نصف ميل على الطريق إلى مطعم لابوينا فيدا وهو مطعم على الشاطئ يعد التعريف المثالي لمطاعم الشواطئ فهو ليس به جدران أو سقف بل مسطح رملي مظلل بأشجار جوز الهند وشمسيات من القش. طلبت طبق سيفيش وسلاطة الجواكامول وشراب المارغريتا بالليمون.
جدير بالذكر أن ريفيرا مايا تشتهر أيضًا بالسنتوز وهي مجارِ مائية صغيرة تجذب الراغبين في السباحة والغطس.


الأطلال




بالإضافة إلى الشواطئ والسنتوز، تشتهر منطقة الريفيرا مايا – والمنطقة برمتها التي تمتد حتى أميركا الوسطى - بمئات من أطلال قبائل المايا. فيمكن تخصيص رحلة كاملة إلى المنطقة لزيارة الأطلال في النهار وشرب المارغريتا في المساء. وقد خصصت بعض الوقت لزيارة المنطقة التي تحمل أيضًا اسم تولوم (لا تتجاوز رسوم الدخول عدة دولارات). وتقع أطلال تولوم، التي تبعد عدة أميال عن المدينة التي تحمل نفس الاسم، على منحدر فوق البحر كما أن لديها شاطئا خاصا.
عملت بنصيحة الجميع ووصلت مباشرة بعد الافتتاح في الساعة الثامنة، حيث تجنبت الزحام الشديد والطوابير الطويلة. وكانت لدي حرية التجول دون عجلة بين البنى الحجرية المبهرة التي يرجع تاريخها إلى مئات السنوات على خلفية من السماء الرمادية والبحر المتلألئ الذي يمتزج فيه اللونان الأزرق والأخضر.
جدير بالذكر أن هناك أيضًا الكثير من مواقع آثار قبائل المايا التي يمكن استكشافها في المنطقة والتي يعد أشهرها شيشن إيتزا التي تبعد ثلاث ساعات وتعد من عجائب الدنيا السبع.

في الليلة التي قررت أن أتناول فيها غدائي في أشهر مطاعم تولوم وجدته مغلقا بسبب المطر، خاصة أن المطعم دون سقف. ولحسن الحظ، كانت الليلة التالية في ريفيرا مايا ليلة مثالية حيث كان الجو رائعا والنسيم عليلا مما سمح لي بأن أحجز مكانا في مطعم هارتوود. أنشأ زوجان من مدينة نيويورك المطعم الذي يجب أن تنتظر ساعتين حتى تتمكن من الحجز به عندما يفتح أبوابه في الثالثة عصرا. يجب ألا تتأخر عن الساعة الثانية والنصف حتى تحصل على حجز مبكر أما إذا جئت بعد الخامسة والنصف فمن المستبعد أن تجد مكانا.
يقع المطعم على جانب الطريق الذي يحتوي على الغابات والذي يمر عبر تولوم. وعلى الرغم من أن المطعم لا يقدم أفضل أنواع الطعام في تولوم، فإن شهرته جعلته يستحق الزيارة.
يعد مطعم هارتوود مطعما تقليديا ساحرا بداية من عدم وجود سقف إلى الأرض المصنوعة من الحصى والنيران المتقدة التي يتم طهي معظم الأطباق عليها نظرا لعدم وجود أفران أو بوتاجازات حديثة. قائمة الطعام مكتوبة بالطباشير وتتضمن الكثير من أطباق السمك الطازج (أسماك السنوك، والماكريل، والتونة). ونظرا للكثير من النصائح التي سمعناها، اخترنا سمك الأخطبوط وقطعة لحم وسلاطة الطماطم التقليدية وأفضل مخبوزات إمانداس تناولتها على الإطلاق، حيث كان اللحم بداخلها طريا وكانت العجينة طازجة وشهية. على أية حال، من الصعب تحديد الأسباب التي تجعل تناول الطعام في مطعم هارتوود تجربة مثيرة لأن كل شيء فيه مثير بداية من النسيم المكسيكي العليل المحمل بالبخور والموسيقى الإلكترونية التي تنبعث من السماعات والكوكتيل المثلج في يوم دافئ، وصولا إلى الطعام الطازج إلى جانب ظلال الأشجار.جدير بالذكر أن مطعم هارتوود يعد تجربة خاصة ولكن هناك مطاعم أخرى عريقة في تولوم مثل ماتيو وأكر.

خدمة : شيكاغو تريبيون

[caption id="attachment_55254569" align="aligncenter" width="956"]سواحل تولوم سواحل تولوم [/caption]

Handmade

المكسيك

Fliegender Tanz

Tulum

 Tulum
font change