بالفيديو.. أتراك ينتقدون «اتفاقية التطبيع» مع إسرائيل: لم ننس ضحايا «مافي مرمرة»

بالفيديو.. أتراك ينتقدون «اتفاقية التطبيع» مع إسرائيل: لم ننس ضحايا «مافي مرمرة»

https://youtu.be/VeKUsq7sHtQ


إسطنبول - نص وتعليق: حسين دمير

أكثر من خمس سنوات مرت على حادثة هجوم القوات الخاصة الإسرائيلية على سفينة «مافي مرمرة» التركية، وقتل عشرة نشطاء كانوا من بين الموجودين على متنها، حين كانت السفينة التركية، ضمن أسطول الحرية المتوجه لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة.
تلك الحادثة، كانت الفيصل بين العلاقات التركية - الإسرائيلية، وأحدثت هزة بين الجانبين انتهت إلى قطيعة دبلوماسية.
حتى وقت قريب كان الأتراك مؤمنين بأن مياه العلاقات بين بلادهم وإسرائيل لن تعود إلى مجاريها بأي شكل من الأشكال، لا سيما وأن حكومة إردوغان (حين كان رئيسًا للوزراء)، شددت على أنها لن تتصالح مع إسرائيل دون تنفيذ ثلاثة شروط، هي: «الاعتذار رسميًا عن الهجوم، وتعويض ذوي الضحايا، ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة».

إلا أن إيمان الأتراك بحكومتهم، سرعان ما تبدد، بعد أن بدأت وفود تركية يرأسها فريدون سنيرلي أوغلو، وزير الخارجية السابق ومستشار وزارة الخارجية حاليًا، بلقاء وفود إسرائيلية في اجتماعات سرية احتضنتها عواصم أوروبية، تهدف لإعادة العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، انتهت بلقاء جمع الوفدين التركي والإسرائيلي في روما الشهر الماضي، وكان الخاتمة لسلسلة اللقاءات السرية، قبل أن يعلن بن علي يلدرم، رئيس الحكومة، توصل بلاده وإسرائيل إلى اتفاق مرحلته الأولى تطبيع العلاقات، والعودة بها إلى ما قبل عام 2010، ليعلن وزير الخارجية مولود جاووش أوغلو بعدها توقيع الاتفاقية بشكل رسمي بُعيد إرسالها إلى البرلمان، الذي بدوره لم يتأخر بالمصادقة عليها.
الاتفاقية التركية - الإسرائيلية، خلقت حالة من الانقسام، وولدت كمًا من الانتقادات الموجهة للحكومة التركية بشكل عام، ولرئيس الجمهورية رجب طيب إردوغان، فالمواطن التركي (أوكتاي قورقماز)، انتقد الاتفاق مع إسرائيل، بقوله إن «ضحايا سفينة مافي مرمرة لم ينسوا بعد، ماذا ستقول الحكومة لذويهم؟!، لقد تحدثوا كثيرًا في كل المحافل عن الحادثة وضحاياها، لكنهم في النهاية يتصالحون مع إسرائيل».
ويضيف قورقماز: «لو أن جنودًا إسرائيليين أو مواطنين قتلوا في تلك الحادثة، لما سكتت إسرائيل أبدًا، ولما كانت لتتصالح مع تركيا».

يقول المسؤولون الأتراك، إن إسرائيل وفت بالتزاماتها ووافقت على شروط تركيا، فالاعتذار الرسمي عن الحادثة قدمته إسرائيل عام 2013، ووافقت تل أبيب على دفع 20 مليون دولار كتعويض لذوي الضحايا، كما سترفع إسرائيل الحصار عن قطاع غزة، إلا أن تحقيق الشرط الأخير، لم يبصر النور حتى الآن، أو ربما أن اتفاقًا آخر عقد بشأنه، كأن يسمح لتركيا بإدخال مساعدات إنسانية وبضائع تجارية إلى القطاع المحاصر، وليس رفع الحصار كما كانت تريد تركيا.
بالنسبة لمراقبين، فإن هدف تركيا من تطبيع العلاقات مع تل أبيب بعد سنوات القطيعة يهدف بالدرجة الأولى لدعم اقتصادها المهدد، فهي تسعى وراء الغاز الإسرائيلي بالدرجة الأولى، استيرادًا، واستثمارًا، من خلال تصديره إلى أوروبا، كذلك تبحث تركيا عن حليف في الشرق الأوسط، بعد أن خسرت الكثير من حلفائها هناك.
يقول جواد جوك، وهو مستشار لمركز دراسات تركي، إن «حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا يفكر بالدرجة الأولى بمصلحته، ومن ثم بمصلحة تركيا، وليس بأي شيء آخر»، مؤكدًا أن «العلاقات الاقتصادية السرية بين أنقرة وتل أبيب لم تتأثر أبدًا خلال السنوات الماضية».

ويضيف جوك أن «الحكومة التركية للأسف لم تقم بواجبها تجاه فلسطين والقضية الفلسطينية بشكل عملي، فالحصار لا يزال مفروضًا على الفلسطينيين في غزة»، مشددًا على ضرورة أن «يقوم الفلسطينيون بأنفسهم بما تحتاجه قضيتهم، دون اللجوء إلى سياسيين يفكرون بأنفسهم بالدرجة الأولى».
font change