قال : لن ننجز شيئًا في عملية السلام من دون وحدة وطنية

قال : لن ننجز شيئًا في عملية السلام من دون وحدة وطنية

[caption id="attachment_55253823" align="alignnone" width="1920"]نبيل شعث نبيل شعث[/caption]

القاهرة: محمد عبد الرءوف

رحب نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومفوض العلاقات الدولية بالحركة، بمبادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للمصالحة الوطنية الفلسطينية واستعداد مصر لبذل أي جهد من أجل حل القضية الفلسطينية.
وقال شعث لـ«المجلة»: إن «مبادرة الرئيس السيسي مُقدّرة ونرحب بها، ونتمنى أن تنجح في تحقيق أهدافها؛ لأنه من دون وحدة وطنية لن نستطيع أن ننجز شيئا في عملية السلام؛ فهي الأولوية قبل أي شيء».
ورأى شعث أن المبادرة الفرنسية تهدف إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعدّ أن الرفض الإسرائيلي للمبادرة، هو أمر غير مقبول فلسطينيا. وإلى أهم ما جاء في الحوار.

* كيف ترى مبادرة الرئيس السيسي التي أعلن عنها مؤخرا لإحياء عملية السلام وإتمام المصالحة الفلسطينية؟

- مبادرة الرئيس السيسي مُقدّرة ونرحب بها، ونتمنى أن تنجح في تحقيق أهدافها؛ لأنه من دون وحدة وطنية لا نستطيع أن ننجز شيئا في عملية السلام؛ فهي الأولوية قبل أي شيء، فعلى سبيل المثال نحن غير قادرين على حل مشكلة غزة من دون وحدة وطنية، ولا نستطيع إجراء انتخابات من دون وحدة وطنية، وإذا كانت مصر مستعدة للمعاونة وقطر وتركيا وسويسرا، فلنذهب جميعا بروح الإنجاز، ولا غنى عن المصالحة لإتمام السلام، فمثلا إن أردنا أن نقيم مؤتمرا في أي مكان، وبوجود الانقسام ومنع حماس أعضاءنا في غزة من المشاركة، كما حدث عام 2009، سيحبط هذه المحاولة؛ لهذا فإن التركيز كله الآن على الوحدة الوطنية.

* وماذا عن المبادرة الفرنسية؟

- المبادرة الفرنسية هدفها هو التوصل إلى إقامة دولة فلسطينية؛ ليساهم في بلورة تطلعنا الوطني، وأن نقول اليوم متى سنعترف بدولة فلسطينية، وهو ما ترفضه إسرائيل.

* وكيف ترون الأمر في حركة فتح؟

- حكومة نتنياهو تريد أن تبتز ثمنا لمشاركتها وقبولها المبادرة. والفرنسيون بدأوا بعرض بعض الأثمان لإسرائيل لإقناعها بالمشاركة؛ لأنه إذا رفضت إسرائيل المشاركة قد تصبح المبادرة كلها غير ذات جدوى، ونحن نرفض دفع أي أثمان لإسرائيل مقابل قبول المبادرة، وبخاصة ما يتعلق بالاعتراف المسبق من الدول العربية. وحركة فتح أعلنت ترحيبها وقبولها المبادرة واستعدادها للمشاركة بهذا الأمر، الذي يعكس استعدادها للسلام.

* البعض شكك في قدرة المبادرة على حل القضية أو الدفع باتجاه إحياء السلام؛ نظرا لأنها ليست بدعم أميركي. هل توافق على ذلك؟

- المبادرة في حد ذاتها لا تمثل بادرة أو بارقة الأمل لاستعادة الحقوق، لكنها تؤسس لنهاية حقبة الهيمنة الأميركية على المنطقة، والدخول في إطار دولي لحل المشكل، شأنها في ذلك شأن الاتفاق النووي الإيراني أو مفاوضات جنيف بشأن الأزمة السورية. فالمبادرة تؤسس لواقع دولي جديد، لكن حتى الآن من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل ستشارك، وما هو الثمن الذي تريده.

* في رأيك، ما الثمن الذي تريده إسرائيل؟

- أول ثمن دفعته فرنسا أنها لم تعد تتحدث عن الاعتراف بدولة فلسطين الآن؛ فالحديث الفرنسي في البداية إذا استخدمت أميركا الفيتو لمنع هذه المبادرة في مجلس الأمن، سنعترف بفلسطين في اليوم التالي، وستلحق بنا 17 دولة أوروبية، لم يعودوا يتحدثون عن ذلك الآن. هذا أحد الأثمان، والثمن الثاني هو الحصول على اعتراف عربي بإسرائيل قبل تحقيق أي شيء، وهو أمر غير مقبول بالنسبة لنا.

* البعض تحدث أيضا عن إعادة طرح المبادرة العربية. هل تعتقد في إمكانية ذلك؟

- المبادرة العربية قيمتها الوحيدة كانت أنها تربط بين الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس وتحقيق حق اللاجئين، وبعد ذلك تعترف الدول العربية بإسرائيل، وأرى أن الاستمرار في دفع أثمان عربية لإسرائيل دمر عملية السلام السنوات الـ22 عاما الماضية، وسيدمرها في المستقبل.

* هل يعكس تعيين اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان وزيرا للدفاع في حكومة نتنياهو توجها إسرائيليا نحو رفض السلام؟

- حكومة نتنياهو يمينية فاشية عنصرية وإضافة متعصب جديد معروف بأفكاره العنصرية الإجرامية حوّلها للحكومة الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل، وهو تطور يضيف للمشكلات، ويعقّد أي فرص للحل.
font change