هل ثمة تحيّزات في التناول الإعلامي لقضية الإرهاب؟
هذا هو التساؤل الذي يطرح نفسه اليوم، على خلفية ما حدث من صخب وردود أفعال، رافقت الهجمات الإرهابية في عدة أماكن بالعاصمة الفرنسية باريس.. وهو التساؤل الذي اهتمت «المجلة» بمناقشته من جوانبه المتباينة، بطرح كل وجهات النظر، سواء من ناحية الجماعات الإرهابية، أو من ناحية البلاد المستهدفة.. «الإرهاب والتحيز الإعلامي» هو الملف الرئيسي لهذا العدد من «المجلة»، محاولةً منا لرصد تداعيات ما عرف إعلاميًا بـ«هجمات باريس»، بمشاركة الزملاء يوسف الديني من جدة، وميرزا الخويلدي من الدمام، وحسن الرماحي من برلين، ونجلاء حبريري ومينا الدروبي من لندن، بالإضافة إلى الزملاء في القسم السياسي. لقد حاولنا قراءة الحدث وتحليله سياسيًا، بدلاً من التسابق الذي مارسته قنوات تلفزيونية كثيرة، بهدف خطف لحظة سبق زائفة باتهامات تستبق أية تحقيقات. وقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها «تويتر»، في دفع الإعلام نحو سيل من ردود الفعل المضطربة التي باتت هي نفسها مشكلة مصاحبة لأزمة الإرهاب، بل بات الموضوع الأكثر رواجًا لدى كل من يريد استغلاله لمصالحه السياسية.
في هذا الملف استطلعت «المجلة» آراء عدد من السياسيين والخبراء والمراقبين، بتساؤل مركزي: هل انتصر الإرهاب عبر الزخم الإعلامي الذي بات أقرب إلى الدعاية المضادة بسبب الرسائل الخاطئة التي يمنحها كل مرة؟
وفي ملف ذي صلة، بحثت «المجلة» تداعيات كارثة سيناء بعد سقوط الطائرة الروسية، في 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وقتل جميع من فيها من سياح روس، وقد عالج الإعلام المصري الكارثة عبر الترويج لنظرية مؤامرة سيطرت على كل برامج التوك شو والفضائيات والقنوات المصرية الحكومية والخاصة، إضافة إلى الصحف والمواقع الإلكترونية والحملات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث افترض هؤلاء الإعلاميون أن مصر مستهدفة من العالم أجمع.. يقول الزميل عبد الستار حتيتة في تحقيقه الذي أعده من شرم الشيخ: «يعتقد قطاع واسع من المصريين، على خلفية هذا الحادث، أن العالم يستهدفهم، وأن كل ما يحدث من مغرب الدنيا إلى مشرقها، يدور حول مصر، ولا أي شيء آخر».
وفي تحقيق العدد، رصدت الزميلة روشن قاسم، بالصور والوثائق، كتبًا ومقررات لمناهج دراسية ألفها عدد من المتطرفين والقتلة لتعليم الإرهاب للأطفال والشباب، في محاولة للكشف عن «حرب المناهج التعليمية» التي تجري في المدارس السورية بين «داعش» والنظام والمعارضة والأكراد والأتراك، داخل سوريا وخارجها، في مدارس اللاجئين السوريين خاصة في تركيا.
إضافة إلى ذلك، تقدم «المجلة» مجموعة من المقالات والملفات والتحقيقات والتقارير السياسية والاقتصادية، كما تعرض معالجات متميزة لأبرز وأهم الأحداث والقضايا الثقافية والفنية والاجتماعية والرياضية.
في عدد هذا الشهر، ندعوك عزيزي القارئ لمتابعة هذه الموضوعات وغيرها الكثير على موقعنا «majalla.com»، كما نرحب دائمًا بآرائك وتعليقاتك، أو الاتصال بنا إذا رغبت في التواصل معنا.
