محمد محدثين المسؤول عن الملف النووي في المعارضة الإيرانية رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.[/caption]
يعد السيد محمد محدثين المسؤول عن الملف النووي لدى المعارضة الإيرانية، وهو يشغل أيضا موقع رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية التي تتخذ من باريس مقرا لها. وقال في اتصال مع مجلة «المجلة» حول تداعيات توقيع الدول الكبرى للاتفاق النووي مع النظام الإيراني، إنه يمثل خطرا كبيرا على الشعب الإيراني وعلى شعوب المنطقة. وإلى أهم ما جاء في الحوار:
* كيف ترى تداعيات الاتفاق النووي؟
- إن الاتفاق النووي الإيراني لم يكن انتصارا كما يرى البعض، خاصة عندما نلاحظ أن هناك انهيار الكثير من الخطوط الحمراء التي كان خامنئي يتمترس خلفها، من بينها تفتيش المواقع العسكرية. إن الاتفاق الحاصل يحوي سلسلة من التراجع من قبل النظام وخرقا لكثير من الخطوط الحمراء التي كان خامنئي قد أكد عليها شخصيا وبصورة معلنة. وليست من قبيل الصدفة أن مسؤولين في النظام يعتبرون الاتفاق أنه «كأس سم نووية». وتوقع المحدثين استفحال الصراع على السلطة في إيران على جميع المستويات، لأن أهم جانب من هذا التطور هو تراجع ولاية الفقيه عن مشروع كان أحد أركان استراتيجيته الثلاثة للحفاظ على النظام إلى جانب القمع الداخلي وتصدير الإرهاب.
* لقد قدمت المعارضة الإيرانية الكثير من التقارير المهمة التي كشفت فيها أسرار النشاط النووي الإيراني. فهل ترى أن المنشآت النووية ستكون متاحة للرقابة الدولية؟
- هذا هو مكمن الخطر لأن النظام الإيراني لن يتيح الفرص للمراقبين الدوليين لزيارة المواقع التي يريدونها في أي وقت وفي أي مكان. سيماطل كعادته، كما فعل في السابق، من أجل الوصول إلى إنتاج القنبلة النووية.
* وما تأثير الاتفاق على الداخل الإيراني برأيك؟
- معلوم أن نظام رجال الدين الحاكم في طهران منذ عام 1979 كان يستخدم برنامجا من ثلاثة محاور للحفاظ على استمراره في حكم البلاد، وهذه المحاور هي «البرنامج النووي» و«تصدير الإرهاب» إلى العالم و«القمع الداخلي» للمعارضين. وأعتقد أن الاتفاق أجبر النظام على التخلي عن المحور الأول الذي يستند عليه في الحكم. وبالتالي أتوقع حدوث خلافات داخل رأس النظام، إلى جانب زيادة القمع الداخلي وتصدير الإرهاب لدول الجوار.
* لكن يبدو أن هناك رغبة كبيرة من الغرب في التصالح مع طهران، حيث توجه الكثير من المسؤولين لزيارتها، كان آخرهم السيدة فيديريكا موغيريني المسؤولة عن السياسة الخارجية والشؤون الأمنية في الاتحاد الأوروبي؟
- زيارة موغريني إلى طهران واللقاء مع المسؤولين المتسببين في إعدام 120 ألف سياسي طيلة العقود الثلاثة الماضية، سينتج عنها تشجيع النظام الإيراني على المزيد من الإعدامات وانتهاك القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان. وعلى مواصلة عمليات التعذيب والقتل. هذا أمر مخجل من جانب الاتحاد الأوروبي. يجب ألا تقف أوروبا إلى جانب فاشية دينية تهدف إلى إقامة إمبراطورية في هذه المنطقة من العالم. السيدة موغريني يجب أن تعرف أن النظام الإيراني يعيش حاليا أضعف أيام حياته ولا يوجد له أي مستقبل وإذا ربطت أوروبا مستقبلها مع هذا النظام الآيل للزوال أكثر من قبل، فإنها ستخسر مستقبلا صداقة الشعب الإيراني.
