![محمد اقبال](http://arb.majalla.com/wp-content/uploads/2014/08/Miqbal4-e1407586256172-620x560.jpg)
لم يكتب محمد اقبال "1877-1938" شعره بالعربية ولكنه سعى لاستنهاض همة "الامة العربية" في مواجهة الاستعمار الذي تعرضت كثير من دول العالمين العربي والاسلامي.
في ديوان محمد اقبال "والان.. ماذا نصنع يا أمم الشرق" قصيدة عنوانها "الى الامة العربية" تبدأ بهذا النداء "شعب العروبة والمجد" ويستنهض فيها العرب مذكرا اياهم بمجد حضارتهم ويسألهم.."كيف انقضى حلفكم وانفض سامركم-وكان بالامس مثل العقد منتظما. توحدت في قديم الارض أمتكم-ما بالها انقسمت في أرضكم أمما... قد خادعتكم من المستعمرين يد-سم العقارب في أكمامها استترا... يا أيها العربي انظر لعصرك في-دنيا يفوز بها من أحكم النظرا. بالسلم بالعدل تبني ما تؤمله-ان شئت للارض عمرا فكن عمرا".
وصدر هدية مع مجلة (الدوحة) القطرية- ديوان شعر عنوانه "محمد اقبال.. مختارات شعرية" ويقع في 90 صفحة متوسطة القطع بمقدمة للناقد الجزائري بومدين بوزيد.
وترجم أعمال اقبال للغة العربية كثيرون منهم المصريون عبد الوهاب عزام "1894-1959" والصاوي شعلان "1902-1982" ومحمد يوسف عدس والسوريان عبد المعين الملوحي "1917-2006"وزهير ظاظا.
وغنت أم كلثوم قصيدة "حديث الروح" فتضافرت فيها كلمات اقبال ولحن رياض السنباطي وأداء أم كلثوم في سبيكة شجن صوفية وان لم تتضمن الاغنية أبياتا منها "ورؤوسنا يا رب فوق أكفنا-نرجو ثوابك مغنما وجوارا."
وتثبت هذه المختارات أن "حديث الروح" التي اشتهرت بعد أن غنتها أم كلثوم هي مختارات من أبيات قصيدتين لاقبال بعنوان "الشكوى" و"جواب الشكوى".. وفي قصيدة "الشكوى" يقول:
"أشكو وفي فمي التراب وانما - أشكو مصاب الدين للديان".
وفي مقدمة عنوانها "من الشرق الى الغرب بحثا عن الشرق" قال بوزيد ان اقبال -الذي ولد في ولاية البنجاب ودرس الفلسفة في بلاده ثم أكمل دراسة الفلسفة والاقتصاد في بريطانيا وألمانيا- عاد الى الهند عام 1908 وعايش أحداثا شهد فيها العالم انفجارات واضطرابات "فترقى عنده الشعور بالذات الانسانية" مستفيدا من ثقافته وأسفاره.
وأضاف أن اقبال نهل من تراث المتصوفة وخصوصا في الشرق الاسلامي وهو تراث يمتد الى جلال الدين الرومي "1207-1273" ونور الدين عبد الرحمن الجامي "1414-1492"كما اطلع على الفلسفات الغربية والشعر الانجليزي والالماني.
وسجلت المقدمة ما قاله الكاتب المصري أحمد حسن الزيات "1885-1968" ان اقبال "نبت جسمه في رياض كشمير وانبثقت روحه من ضياء مكة وتألف غناؤه من ألحان شيراز. لسان لدين الله في العجم يفسر القران بالحكمة ويصور الايمان بالشعر ويدعو الى حضارة شرقية قوامها الله والروح وينفر من حضارة غربية تقدس الانسان والمادة."
كما سجلت أيضا قول اقبال في اخر حياته "أنا مسلم. ومن شأن المسلم ان يستقبل الموت مبتسما" ويفسر بوزيد هذه الطمأنينه بأن اقبال كانت حياته حافلة بالشوق نحو السماء.وأقصر قصائد الديوان تضم أربعة أبيات وعنوانها "النسر والنملة" وتجمع بين الرمز والحكمة"قالت النملة للنسر الذي مر يوما ما على وادي النمل - أنت ترعى في بساتين النجوم وأنا في شقوة العيش المذل-قال لكن أنا لا أبحث عن مؤني مثلك في هذا التراب-لست ألقي نظرة حتى ولا للسماوات التي فوق السحاب".(رويترز)