[caption id="attachment_55251253" align="aligncenter" width="620"] الناقد السعودي سعد البازعي[/caption]
وأوضح البازعي في حديثه لمجلة "المجلة" أنه لم تحصل أي خلافات بين أعضاء لجنة تحكيم البوكر، "بل على العكس كان هناك انسجام وتفاهم كاملين، وإن لم يعن هذا تطابق وجهات النظر في كل الأمور. فالحوار ساد العمل، والنتائج تمت بالتوافق، وبعد مناقشة جادة حرص كل واحد على تفهم وجهات نظر الآخرين".
يعد الدكتور سعد من النقاد والباحثين المعروفين على الصعيد الثقافي السعودي والعربي. وقد صدرت له عدة مؤلفات، في النقد والفكر والأدب، من بينها (ثقافة الصحراء: دراسات في أدب الجزيرة العربية المعاصر)1991، (إحالات القصيدة: قراءات في الشعر المعاصر) 1999، (مشاغل النص واشتغال القراءة: قراءات في الرواية والشعر) 2014، وغيرها.
فإلى تفاصيل الحوار..
ترأست لجنة التحكيم لجائزة الرواية العربية العالمية "البوكر" لعام 2014 حدثنا عن هذه التجربة؟
الحديث عن تجربة تحكيم البوكر طويلة ولا تتسع لها إجابة واحدة، لكني لو اختصرت ذلك سأقول: إنها كانت تجربة مثرية على أكثر من مستوى: قراءة الروايات والتعرف على وضع الرواية العربية في سنة كاملة، وممارسة نوع من النقد التقويمي، إلى جانب الحوار مع لجنة التحكيم ومع المعنيين بالشأن الأدبي عمومًا، كل ذلك كان مثريًا جدًا.
على الصعيد الشخصي: ما هي الرواية التي تعتقد أنها أولى بأن تحصل على البوكر؟
هي الرواية الفائزة هذا العام "فرانكشتاين في بغداد". رأيت أن العمل الذي ينافسها هي رواية يوسف فاضل "طائر أزرق نادر يحلق معي".
هل حصلت خلافات ما بين أعضاء لجنة التحكيم بشأن عملية ترشيح الروايات للقائمة الطويلة والقصيرة، وأيضًا في قرار اختيار الرواية الفائزة؟
لم تحصل أي خلافات بين أعضاء اللجنة، بل على العكس كان هناك انسجام وتفاهم كاملين، وإن لم يعن هذا تطابق وجهات النظر في كل الأمور، فالحوار ساد العمل والنتائج تمت بالتوافق، وبعد مناقشة جادة حرص كل واحد على تفهم وجهات نظر الآخرين.
ما رأيك بالإشاعات التي لاحقت جائزة البوكر منذ انطلاقها بخصوص عدم العدالة في الاختيار، واعتماد أسلوب المجاملات؟
بالنسبة للإشاعات، أعتقد أنها أمر طبيعي في جائزة بحجم وأهمية البوكر، ولو انضم المحتجون على النتائج إلى لجان التحكيم وقاموا بالاختيار لواجهوا نفس الاحتجاج. المشكلة ليست في اختلاف وجهات النظر، لكنها في أن يعتقد أي شخص أن وجهة نظره تجاه اللجنة أو نتائج التحكيم هي الحق عينه وكل ما عداها باطل. وبالمناسبة هذا الاختلاف لاحق جائزة المان بوكر، النسخة الإنجليزية من الجائزة، مثلما لاحق جوائز عالمية أخرى، بل إن جائزة نوبل نفسها لم تسلم منه.. ألم يشكك بعض العرب بأحقية نجيب محفوظ بنوبل؟ الإشاعات وجدت وستوجد وسنسمع الكثير منها حول نتائج العام الحالي.
شارك هذا العام ضمن لجنة التحكيم التركي محمد حقي صوتشين.. برأيك ما أهمية إشراك طرف غير عربي لينضم إلى لجنة التحكيم، وما أثر ذلك على القرار؟
اقترحت على مجلس أمناء الجائزة زيادة عدد المحكمين غير العرب إلى اثنين بدلاً من واحد؛ لتعزيز الرؤية الخارجية بما فيها من اختلاف؛ لأن وجود محكم أو محكمين من خارج البيئة الأدبية العربية مفيد من حيث المبدأ.
من خلال كتابك الأخير "مشاغل النص واشتغال القراءة: قراءات في الرواية والشعر" .. ما هي الأسباب التي ولدت هذا التفاعل بينك وبين النصوص التي تتناولها بالنقد ؟
من الصعب الإجابة على سؤال كهذا؛ لأنه يقتضي فهم الدوافع الشخصية والمكونات الذوقية والمعرفية النقدية التي تدفع إلى الاختيار. العملية في تصوري أكثر تعقيدًا وتركيبية من أن نجملها في عبارة أو عبارتين. فلا شك أننا نتحدث عن عوامل ذاتية تعود إلى الذوق الشخصي الذي يصعب تبريره، والمعرفة النقدية التي تركن إلى قيم وأسس نقدية متعارف عليها. من امتزاج هاتين المجموعتين من العوامل ينتج التفضيل ويتمايز النقاد والباحثون.
على أي أساس يقع اختيارك على نصوص دون أخرى في قراءاتك النقدية؟
أسباب التفاعل هي أسس الاختيار، بمعنى أنه لولا التفاعل ما حدث الاختيار، والتفاعل يقوم على ذائقة نقدية ومعرفة بالنقد بوصفه مبحثًا معرفيًّا له جوانب علمية.
تقول "إن عصرنا الحالي هو عصر النقد" كيف ذلك؟
النقد الذي أقصد ليس محصورًا في ما ينتجه النقاد، وإنما هو طريقة التفكير الواعية التي أراها تؤثر في النقاد والكتاب أيضًا. فالكتاب يصدرون غالبًا عن وعي أو حس نقدي يؤثر في تشكيل نصوصهم (الاختيار والمراجعة والتأمل وما إلى ذلك). ومع أن النقد بهذه الصورة عرف في كل العصور إلا أنني أرى أن معدله ارتفع في العصر الحديث ليصبح ممارسة انعكاس ذاتي عالية الوتيرة، أو وعي حاد يمارسه الناقد والكاتب، مثلما يمارس على مستوى العلوم الأخرى والمنتجات الثقافية المختلفة.
ماذا عن الحراك الأدبي السعودي.. كيف تصفه اليوم؟
الحراك الأدبي السعودي نشط ومتنوع وكثيف نسبيًّا. أما مستوى ما ينتجه ذلك الحراك فمتفاوت كما هو الحال في كل حراك أدبي. الشعر والرواية يهيمنان على المشهد، ويسفران عن أعمال رفيعة، تجاورها أعمال متوسطة ومتدنية القيمة كثيرًا ما تطغى بسبب الذائقة الشعبية. الكثيرون يكتبون الرواية لكن الجيد من بينها قليل، وكذلك من يرون أنفسهم شعراء.
للتسجيل في النشرة البريدية الاسبوعية
احصل على أفضل ما تقدمه "المجلة" مباشرة الى بريدك.