
يعتمد مؤشر(بيغ ماك)على نظرية تعادل القدرة الشرائية، وفكرة أنه على المدى البعيد يجب أن تتجه أسعار الصرف إلى معدل يساوي بين أسعار سلة متماثلة من السلع والخدمات (وهو في هذه الحالة البرغر) في أي دولتين. على سبيل المثال، يبلغ متوسط سعر ساندويتش (بيغ ماك) في الولايات المتحدة في يوليو (تموز) 2013، 4.56 دولار، وفي الصين يبلغ سعره ما يقابل 2.61 دولار فقط في سوق أسعار صرف العملات. وهكذا يشير مؤشر بيغ ماك إلى أن تقييم عملة اليوان يقل عن قيمتها بنسبة 43 في المائة في تلك الفترة.
يقدم المؤشر نظرة مهمة على قيمة عملة محددة من حيث قدرة الوحدة الواحدة منها على شراء الكمية ذاتها في جميع أنحاء العالم. بمعنى أن العملات يجب أن تتجه نحو سعر صرف يساوي سعر سلة متماثلة من السلع في أكثر من دولة.
ماذا يعني ذلك بالنسبة لمؤشر الفلافل؟ سعر الصرف للفلافل هو سعر الصرف المطلوب لكي يكون سعر الفلافل في لبنان مثله في الأردن أو أي مكان آخر في العالم. تشير العلاقة بين سعر الصرف للفلافل وسعر الصرف الفعلي إلى ما إذا كانت أسعار الصرف مبالغا فيها أم أقل من قيمتها. وهو ما يسمح بمزيد من الدراسات الاقتصادية العميقة. على سبيل المثال، تشير تلك العلاقة إلى مصداقية أرقام التضخم الرسمية.
[blockquote]الفلافل التي تعد الوجبة العربية السريعة الأشهر، يمكن مقارنتها بوجبة «بيغ ماك» نظرا للتشابه الكبير بين الوجبتين من ناحية أبعادها الغذائية، والاقتصادية، وهويتها الثقافية، كما أنه يعد طعاما شعبيا مغذيا لجميع طبقات المجتمع يأكله الغني والفقير ومتوسط الحال.
[/blockquote]
يقدم مؤشر الفلافل الذي تنشره «المجلة» صورة لاختلافات القوة الشرائية في المنطقة العربية. وفي مفارقة يوضح المؤشر أن بعضا من أغنى الدول العربية، وتحديدا تلك التي يحقق سكانها في المتوسط أعلى دخل يومي، لديها أسعار الفلافل في هذه الحالة أقل نسبيا ومن المؤكد أنه تجب معالجة هذا التفاوت ليس فقط على المستوى الوطني بل على المستوى الإقليمي من أجل الحفاظ على الاستقرار السياسي والاقتصادي.
لم يكن الغرض من اقتصاديات مثل «مؤشر البرغر» أو «الفلافل» إجراء قياس دقيق لاختلال العملات، بل مجرد أداة لجعل نظرية أسعار الصرف أسهل هضما. ولكن أصبح «مؤشر بيغ ماك» معيارا دوليا، تضمنته عدة كتب لدراسة الاقتصاد وأصبح موضوع ما لا يقل عن 20 دراسة أكاديمية.
وهذا ما استخدمته مجلة «الإيكونومست» عبر مؤشر البرغر الشهير؛ نظرا لأنه يصنع بالطريقة ذاتها في جميع أنحاء العالم.
فتعادل القوة الشرائية يعتمد في جوهره على الفكرة القائلة إن أسعار صرف العملات الأجنبية يجري تحديدها من خلال الأسعار النسبية لسلة بضائع متماثلة بين بلدين مختلفين. بمعنى آخر، إنه إذا كانت تكلفة وجبة في الولايات المتحدة تعادل تكلفة الوجبة نفسها في بريطانيا فإن أسعار صرف العملات هنا تأتي متعادلة أو متكافئة. لذا فإن تعادل القوى الشرائية سيقع عليه عبء كبير من المسؤولية حيث إنها تفترض أن البضائع يمكن تداولها بشكل أكثر سهولة دون الرجوع إلى مثل هذه الأشياء من تعريفات الجمركية وتخصيص الحصص والضرائب وغيرها، والتي تُعد وسيلة لتقييم أسعار الصرف ولكن على المدى الطويل ولا تأخذ في الحسبان العوامل التي تحدث على المدى القصير. ومع ذلك فإن تعادل القوى الشرائية تمنحنا سياقا معينا عند النظر إلى حالة التقييم الحالية للعديد من العملات مقابل الدولار الأميركي؛ حيث إن هناك ثلاثة مصادر عامة متاحة لتعادل القوة الشرائية؛ فبلومبرغ على سبيل المثال تستخدم تعادل القوة الشرائية هذا في حساب أسعار المستهلكين، وتعادل القوى الشرائية عند المحللين يتمثل في مقارنة سعر الوجبة في جميع بلاد العالم وكذلك متابعة بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الخاصة بتعادل القوى الشرائية. فالسبب وراء عدم اتساق تعادل القوى الشرائية يكمن في السبل المتفاوتة في طرق الحساب وسلال السلع والبضائع المختلفة والتي تستخدم للمقارنة بين الأسعار والتي تؤدي بدورها إلى اختلاف أسعار تعادل القوة الشرائية.
لكن إحدى الاعتراضات الواردة على فكرة مؤشر بيغ ماك أو الفلافل ما يورده كريس جيمس كبير الاقتصاديين الذي قال في كومنولث للأوراق المالية إن مؤشر بيغ ماك يمكن أن يتعرض للتحريف نتيجة للضرائب وتكاليف النقل وقوانين العمل والقيود التجارية في كل دولة.
وأضاف: «لا توجد طريقة مثالية لقياس تعادل القوة الشرائية، كما لا يوجد نموذج دقيق تماما للعملات».
منذ عشرين عاما، وبالطريقة المرحة ذاتها، ابتكرت مؤسسة الكومنولث للأوراق المالية مؤشر كومسيك آيبود الذي يعتمد على المنتج ذاته في جميع أنحاء العالم.
أوضح كريغ جيمس أن الاختلاف الرئيس بين مؤشري آيبود وبيغ ماك هو أن البرغر يُصنع في مجموعة مختلفة من الدول حول العالم، بينما تُصنع أجهزة الآيبود في الغالب في الصين. «ببساطة، يجب أن تتساوى تكلفة آيبود نانو في جميع أنحاء العالم. وإذا كانت هناك فروق كبيرة في الأسعار سوف يتحول العملاء إلى الشراء من دول أخرى وخاصة مع الوجود القوي للإنترنت».
يعترف جيمس بأن مؤشر آيبود لا يطبق جميع المعايير اللازمة لتوضيح نظرية تعادل القوة الشرائية، حيث تختلف تكاليف الشحن من دولة لأخرى، ولكنه صالح للتداول بين الدول، وهو ذات المنتج في جميع أنحاء العالم.
[caption id="attachment_55249472" align="aligncenter" width="620"]

يقدم مؤشر الفلافل القائم على نظرية سعر الصرف،نظرة مهمة على قيمة عملة محددة من حيث قدرة الوحدة الواحدة منها على شراء الكمية ذاتها في جميع أنحاء العالم. بمعنى ان العملات يجب ان تتجه نحو سعر صرف يساوي سعر سلة متماثلة من السلع في أكثر من دولة.
ماذا يعني ذلك بالنسبة لمؤشر الفلافل؟ سعر الصرف للفلافل هو سعر الصرف المطلوب لكي يكون سعر الفلافل في لبنان مثله في الأردن او أي مكان آخر في العالم. تشير العلاقة بين سعر الصرف للفلافل وسعر الصرف الفعلي الى ما اذا كانت أسعار الصرف مبالغا فيها أو أقل من قيمتها. وهو ما يسمح بمزيد من الدراسات الاقتصادية العميقة. على سبيل المثال. تشير تلك العلاقة الى مصداقية أرقام التضخم الرسمية.
[/caption]