أسبوع حداد وجنازة وطنية للزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا

أسبوع حداد وجنازة وطنية للزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا

[caption id="attachment_55249070" align="aligncenter" width="620"]المناضل الراحل نيلسون مانديلا المناضل الراحل نيلسون مانديلا[/caption]

قال زوما رئيس جنوب افريقيا سنعمل معا من اجل تنظيم جنازة جديرة بهذا الابن الاستثنائي لبلدنا وابي امتنا الفتية".واعلن زوما الاسبوع المقبل باكمله "اسبوع حداد وطني". وسيبدأ في الثامن ديسمبر "بيوم وطني للصلوات والتأمل".وسيسجى جثمان مانديلا في "يونيون بيلدينغز" مقر الرئاسة في بريتوريا من الحادي عشر الى الثالث عشر من ديسمبر.

وكانت الرحلة الطويلة التي قطعها نيلسون مانديلا من أجل تحقيق حياة أفضل لأبناء جنوب أفريقيا وغيرهم من شعوب العالم وصلت إلى نهايتها مساء الخميس الماضي بعد أن فارق الحياة عن عمر يناهز 95 عاما.وأعلن رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما على شاشة التليفزيون الوطني نبأ وفاة مانديلا الذي يعتبر واحدا من أعظم زعماء التاريخ المعاصر قائلا لقد فقدت أمتنا أعظم ابنائها".وأصبح أول رئيس منتخب ديمقراطيا في جنوب افريقيا أيقونة عالمية للنضال خلال فترة سجنه التي استمرت 27 عاما بسبب مقاومته لنظام الفصل العنصري في بلاده ، ثم أصبح رمزا للمصالح والتسامح بعد خروجه من السجن.



الحزن يجتاح العالم




وتوفي مانديلا في منزله بجوهانسبرج بعد صراع طويل مع المرض.ورغم أن وفاة مانديلا لم تكن مفاجئة بسبب تدهور حالته الصحية مؤخراودخوله المستشفى أكثر من مرة خلال العامين الماضيين ، إلا أن اعلان هذا الخبر قوبل بموجة عارمة من الحزن اجتاحت جنوب افريقيا والعالم أجمع.

ذكرت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية أنها "حزينة للغاية" بسبب وفاة مانديلا، الذي "كان يعمل بشكل دؤوب لصالح بلاده".وقال بيان من قصر "بيكنجهام" إن "الملكة حزنت بشكل كبير لدى علمها بوفاة مانديلا. كان يعمل بدون كلل لصالح بلاده وتراثه هو جنوبإفريقيا الهادئة التي نراها اليوم".وأضاف "تتذكر جلالتها اللقاءات الدافئة العظيمة التي كانت تجمعها مع السيد مانديلا وترسل تعازيها الصادقة لاسرته ولشعب جنوب إفريقيا في هذا الوقت العصيب للغاية".وأشاد ابنها الامير تشارلز بمانديلا قائلا إنه "يجسد الشجاعة والمصالحة" وأن موته سيخلق "فراغا كبيرا ليس فقط لافراد أسرته لكن أيضا لكل شعبجنوب افريقيا وللكثيرين الذين تغيرت حياتهم من خلال كفاحه من أجل السلاموالعدالة والحرية".

[caption id="attachment_55249072" align="alignleft" width="200"]ملكة بريطانيا ملكة بريطانيا[/caption]


واجمع القادة السياسيون الذين سيشاركون قريبا في مراسم جنازة مانديلا على التشديد على الصفات الانسانية للمناضل الذي امضى الفصل العنصري.
قال الرئيس الاميركي باراك اوباما، اول رئيس اسود ايضا للولايات المتحدة، الذي اعلن تنكيس الاعلام في الولايات المتحدة "لقد خسرنا احد الرجال الاكثر تأثيرا والاكثر شجاعة واحد اطيب الاشخاص على هذه الارض".
واضاف "بفضل عزة نفسه وارادته الصلبة للتضحية بحريته من اجل حرية الاخرين، قام بتغيير جنوب افريقيا واثر فينا جميعا".
من جهته اعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان مانديلا كان "مصدر الهام" للعالم. واكد للصحافيين في مقر الامم المتحدة في نيويورك "علينا ان نستلهم من حكمته وتصميمه والتزامه لنسعى الى جعل العالم افضل".
وعبر اعضاء مجلس الامن الدولي عن "تقديرهم الشديد للصفات الاخلاقية والسياسية الاستثنائية" لنلسون مانديلا "الذي سيبقى على الدوام في الذاكرة كشخص ضحى بقسم كبير من حياته من اجل ان يتمكن الملايين من ان يحظوا بمستقبل افضل".
وفي بروكسل قال رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو انه "يوم حزين، ليس لافريقيا وحدها بل للاسرة الدولية باكملها. نبكي وفاة واحدة من اعظم الشخصيات في عصرنا".
اما رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز، فقد قال ان "جنوب افريقيا فقدت اباها والعالم فقد بطلا. اشيد بواحد من اكثر الرجال انسانية في عصرنا".
واكد باروزو وشولتز ان نلسون مانديلا "لم يلعب دورا اساسيا في التحول في جنوب افريقيا الى الشعب الديموقراطي الذي نراه اليوم بل يمثل المعركة ضد العنصرية والعنف السياسي وعدم التسامح".
من جهته، صرح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان "نورا كبيرا خبا". وقال على حسابه على تويتر ان "نلسون مانديلا كان بطل عصرنا". وتابع "طلبت تنكيس العلم امام مقر رئاسة الحكومة".



عبارات وأقوال مأثورة لمانديلا




كان مانديلا ، الذي عادة ما يشار إليه باسمه في عشيرته وهو "ماديبا" ، محل احترام وتقدير بالغ بين أبناء جنوب افريقيا الذين كانوا يعتبرونه قديسا بالمعني الوطني للكلمة ، لأنه أشرف على انهاء 350 عاما من حكم الأقلية البيضاء في جنوب افريقيا بشكل سلمي.
وعلى مدار مشوار حياته الطويل ،أدلى نيلسون مانديلا أيقونة النضال الوطني والكفاح ضد سياسات الفصل العنصري في جنوب افريقيا بكثير من العبارات والأقوال المأثورة التي مازال التاريخ يذكرها.


وخلال محاكمات ريفونيا عام 1964 التي كان يواجه خلالها عقوبة الاعدام بتهمة التخريب ضد نظام الفصل العنصري قال مانديلا "لقد حاربت ضد هيمنة البيض وحاربت ضد هيمنة السود، وأثمن قيمة وجود مجتمع ديمقراطي حر يعيش فيه الجميع في تناغم وفي ظل فرص متساوية. إنها قيمة أتمنى أن أعيش من أجلها وأن أحققها، ولكن إذا ما استدعت الضرورة، فإنني مستعد للموت من أجلها".
وفيما يتعلق بالسجن ، قال مانديلا " إن الرجل الذي يسلب من رجل آخر حريته هو سجين للكراهية،وهو محبوس خلف قضبان التحامل وضيق الأفق ".وقال أيضا " في بلادي، نحن نذهب إلى السجن أولا ثم نصبح رؤساء ".


[caption id="attachment_55249073" align="alignright" width="300"]زنزانة مانديلا في جزيرة روبن آيلاند زنزانة مانديلا في جزيرة روبن آيلاند[/caption]

ومن أقواله : " من الأشياء التي جعلتني أتوق للعودة للسجن مرة أخرى هو أنني لم تعد لدي فرصة كبيرة للقراءة والتفكير والتأمل الهادئ بعد إخلاء سبيلي ".وعن الشجاعة قال مانديلا : "تعلمت أن الشجاعة ليست هي غياب الخوف، بل هي هزيمته،فالرجل الشجاع ليس الرجل الذي لا يشعر بالخوف، بل هو الرجلالذي يهزم هذا الخوف "

وعن العنصرية،يقول مانديلا " العنصرية هي محنة الضمير البشري ".وخلال خطابه الافتتاحي عند توليه الرئاسة عام 1994 ، قال مانديلا : " لن يحدث أبدا أبدا أبدا مرة أخرى في هذه البلاد الجميلة أن يتم قمع طرف بواسطة طرف آخر ".وفيما يخص بناء الوطن ، قال مانديلا " في بعض الأحيان، تحتاج إلى جرافة، وفي أحيان أخرى ، تحتاج إلى فرشاة لإزالة الغبار ".وعن التفاوض مع الأعداء ، قال مانديلا: " إذا كنت تريد أن تصنع السلام مع عدوك،فيتعين أن تعمل معه، وعندئذ سوف يصبح شريكك ".وعن تعلم اللغات، يقول مانديلا " ذا ما تحدثت مع رجل ما بلغة يفهمها ،فإن الكلام يدخل عقله ، أما إذا ما تحدثت إليه بلغته،فإن الكلام سوف يدخل قلبه ".

وأخيرا عن الحرية يقول مانديلا "لقد سرت على الدرب الطويل للوصول إلى الحرية، وحاولت ألا أفقد حماسي ، ولقد قمت ببعض الخطوات الخاطئة على طول الطريق، ولكنني اكتشف السر أنه بعد تسلق جبل عظيم ، يجد المرء أن هناك جبال أخرى كثيرة ينبغي تسلقها".



سيرة ومسيرة




ولد مانديلا في 18 يوليو عام 1918 في بلدة مفيزو بإقليم الكيب الشرقي، ويعتبر مشوار حياته بمثابة قصة أمير أفريقي تخلى عن لقبه عن أجل تحقيق الحرية للأغلبية السوداء في بلاده، وتوج ملكا على القلوب خلال هذه الرحلة الطويلة.
وكان والده زعيما لعشيرة تسمى " تيمبو " التي تنتمي لمجموعة قبائل تتحدث لغة "الكوسا" ، وكان يجري اعداده منذ الصغر ليخلف والده حيث أرسل لتلقي علومه في جامعة فورت هير التي كانت الجامعة الوحيدة آنذاك التي تقبل بدخول السود في جنوب افريقيا.
ولدى وصوله إلى جوهانسبرج في مطلع الأربعينيات للبحث عن فرصة عمل، أصيب مانديلا بصدمة قوية لدى شعوره بالظلم من التمييز الذي كان سائدا في المجتمع، فقد وجد أن السود والبيض يركبون حافلات مختلفة ،ويشربون من فناجين مختلفة في شركة الخدمات القانونية التي كان يتدرب فيها. وفي عام 1943 انضم مانديلا إلى حزب المؤتمر الوطني الافريقي ثم اشترك بعد ذلك بعام مع مجموعة من الشباب الذين اطلق عليهم اسم "الأسود الشباب" في تأسيس "رابطة الشبيبة" الراديكالية التي كانت تهدف إلى تحويل الحزب من حركة تحرير تعتمد على النخبة السوداء إلى حركة شعبية لها قاعدة جماهيرية ضخمة.


[blockquote]
في عام 1952 ، كان مانديلا هو المنظم الرئيسي لحملة التحدي التي قادها الحزب لتنظيم عصيان مدني شامل ضد قانون الفصل العنصري. وبعد أربع سنوات، كان واحدا من بين 156 ناشطا وجهت لهم تهمة الخيانة بشأن كتابة ميثاق الحرية الذي تبناه المؤتمر الوطني الافريقي ، وتمت تبرئتهم جميعا في وقت لاحق.[/blockquote]



ومع تزايد الضغوط على المؤتمر الوطني،تخلى الحزب عن عقيدة المقاومة السلمية التي ظل ينتهجها على مدار عقود ، وشكل جناح عسكريا وتولي مانديلا رئاسة أركانه،ولم يكد هذا الجناح العسكري الذي اطلق عليه اسم "رمح الأمة " يبدأ في شن سلسلة هجمات على أهداف استراتيجية حتى هبت الحكومة والقت القبض على كبار قادة هذه الحركة المسلحة.

وخلال محاكمات ريفونيا التي عقدت بين عامي 1963 و1964 ، أعلن مانديلا من خلف القضبان وهو يواجه عقوبة الاعدام بتهمة التخريب ضد النظام "استعداده للموت" من أجل القضاء على نظام الفصل العنصري. وفي عام 1964 ، حكم على ماديبا واستاذه والتر سيسولو وستة آخرين بعقوبة السجن مدى الحياة.وخلال سنوات سجنه الطويلة في سجن جزيرة روبن أيلاند وغيره من السجون، أصبح السجين 46664 رمزا عالميا للنضال. واعتلت صحة مانديلا وأصيب بمرض في رئتيه جراء سنوات طويلة من تكسير الأحجار الجيرية في أحد المحاجر أثناء تمضية فترة العقوبة. وفي الثمانينيات ، أصيب مانديلا بالتهاب رئوي وظل يعاني من مشكلات مستمرة بالرئة استلزمت دخوله المستشفى عدة مرات في سنواته الأخيرة.

ومع انتهاء الحرب الباردة في أواخر الثمانينيات، بدأ زعماء الحزب الوطني الذي كان يفرض نظام الفصل العنصري ينظرون إلى مانديلا باعتباره شريكا محتملا لإنهاء العزلة السياسية والاقتصادية التي كانت مفروضة آنذاك على جنوب افريقيا.
وفي غضون ساعات من إخلاء سبيله من السجن يوم 11 فبراير عام 1990، شرع مانديلا في محاولة استمالة قلوب منتقديه عن طريق توجيه رسالة تسامح ومحاولة نزع فتيل أي نزعة للانتقام في أوساط الأغلبية السوداء. وفي إطار جهود تسهيل العملية الانتقالية ، وافق حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي لم يعد محظورا على اقتسام السلطة مع الحزب الوطني لمدة خمس سنوات.



نوبل للسلام




واقتسم مانديلا وزعيم الحزب الوطني فريدريك ويليام دي كليرك جائزة نوبل للسلام عام 1993 ، وبعد ذلك بعام اكتسح حزب المؤتمر الوطني الافريقي الانتخابات ووصل إلى السلطة في أول عملية اقتراع ديمقراطية متعددة الأعراق تشهدها البلاد.
وعند توليه الرئاسة، تعهد مانديلا في خطابه الافتتاحي أمام لفيف من زعماء العالم في بريتوريا بأنه "لن يحدث أبدا أبدا أبدا مرة أخرى في هذه البلاد الجميلة أن يتم قمع طرف بواسطة طرف آخر".

وبعد خروجه من منصبه عام 1999 ، استمر مانديلا في رحلاته الخارجية والادلاء برأيه في القضايا الدولية والمحلية ، ولكن بدءا من عام 2004 ، اقتصر ظهور مانديلا في المحافل العلنية على الترويج لجهود مكافحة مرض الايدز ودعم الجمعيات الخيرية الخاصة بالأطفال ، وتجنب الخوض في القضايا السياسية.

[caption id="attachment_55249074" align="alignleft" width="216"]مانديلا يتحتضن كأس العالم مانديلا يتحتضن كأس العالم [/caption]

[blockquote]
كان آخر ظهور لمانديلا في المحافل العلنية في شهر يوليو عام 2010خلال الحفل الختامي لبطولة كأس العالم التي أقيمت في جنوب افريقيا ،ولكن شعب جنوب افريقيا يشعر بوجوده دائما في حياته اليومية بعد إصدار عملات ورقية تحمل صورته في نوفمبر عام 2012 . ويصف ديزموند توتو رئيس الأساقفة الحائز على جائزة نوبل ارث مانديلاقائلا إنه "كان رمزا للمصالحة والتسامح وتحقيق التماسك في دولة تنبألها الجميع بالسقوط خلال ستة أشهر".[/blockquote]


جوائز وطنية و دولية




إضافة لجائزة نوبل للسلام تلقى نيلسون مانديلا أكثر من مائتين وخمسين جائزة وطنية ودولية خلال أكثر من 40 سنة.
• في 1980, نال جائزة جواهر لال نهرو للسلام, وأول من نال جائزة القذافي لحقوق الإنسان
ي أجنبي ينال Bhârat Ratna, أعلى تشريف هندي.
• في 1991, بنهاية نظام أبارتيد، نال مع الرئيس فريديريك ويليم دي كليرك, جائزة Félix-Houphouët-Boigny للبحث عن السلام.
• في 1992, رفض جائزة مصطفى كمال أتاتورك للسلام التي تقدمها تركيا احتجاجا على الخروقات المسجلة لحقوق الإنسان آنذاك, ثم قبل الجائزة لاحقا 1999.
• في 1995, نال دكتوراه شرفية منجامعة واسيدا
• في 1996, شرف في البرتغال بوسام من رتبة Infante Dom Henrique.
• في 2001, أول شخصية حية تحصل على المواطنة في كندا
• في 2002, نال وسام الحرية الرئاسي من جورج دبليو بوشوفي نفس السنة، عينته الملكة إليزابيث الثانية عضو من وسام الاستحقاق.
• في 2004, نال جائزة الوعي الكوكبي من نادي بودابست.
• في 2006, نال جائزة سفير الوعي من منظمة العفو الدولية.
في وقت من الأوقات، تلقى نيلسون مانديلا الكثير من الجوائز والإشادات لدرجة انه قرر عدم قبول
font change