[caption id="attachment_55248589" align="aligncenter" width="620"] المخرجة المغربية سناء اليونسي[/caption]
تحدثنا صاحبة فيلم" أربعون عامًا من العزلة"، المخرجة المغربية سناء اليونسي عن قضية أسدل عليها الستار منذ زمن، لكنها نجحت في الكشف عنها من خلال فيلمها الوثائقي الذي حضر فيه الجانب الإنساني بقوة. وهو الذي اقتبست عنوانه من رواية "غاربيل غارسيا ماركيز" الشهيرة: "مئة عام من العزلة". عزلة عاشها أشخاص عانوا من أزمة الهوية، مابين المغرب وفيتنام في رحلة طويلة من أجل حلم لم يتحقق، وهو العودة إلى الوطن.
تتحدث اليونسي عن حالة الربيع العربي، وتأثيره على المخرجين والإعلاميين مؤكدة أن هناك الكثير من الأفلام التي تناولت الثورات العربية في مصر وسوريا، واليمن، وليبيا، لكنها تضيف متسائلة: "اليوم وقد وصل "الربيع" العربي إلى ما وصل إليه، هل أرغب في التوثيق لهذه المرحلة من تاريخنا العربي المعاصر؟ لا أعتقد أني أريد الاقتراب أكثر ، فمجرد مشاهدة نشرات الأخبار يوميًّا يجعل قناعتي تزيد أني أريد أن أصحو من هذا الكابوس".
عن تحديات صناعة الأفلام الوثائقية في المنطقة العربية، دار حوارنا مع الصحفية السابقة، ومخرجة الأفلام الوثائقية سناء اليونسي.
بداية حدثينا عن قصة فيلم "أربعون عامًا من العزلة"؟
يحكي الفيلم قصتين متوازيتين، تدور أحداثها بين المغرب وفيتنام، سنة 1972 فرق القدر وغباء بعض المسئولين بين عائلات كانت تعيش نفس الظروف، ففي الوقت الذي نجح الجنود المغاربة -الذين كانوا لا يزالون على قيد الحياة- في العودة إلى المغرب على متن طائرة عسكرية أقلتهم هم وزوجاتهم الفيتناميات وأبناءهم إلى المغرب، فشلت ثلاث أرامل وأبناؤهن في إقناع مسئولين مغاربة كانوا يشرفون على ترحيل الجنود أن أبناءهم هم أطفال من زواج موثق في الإدارة الفيتنامية من أزواج مغاربة توفوا قبل أن يسمح المغرب لهم بالعودة إلى وطنهم بعد انتهاء الحرب الصينية.
ما حصل هو أنه بعد أربعين عامًا من هذا الترحيل، عاشت سيدات فيتناميات في المغرب في بعض القرى والبوادي لوحدهن تقريبًا، بعد أن توفي أزواجهن وفضل معظم الأبناء الهجرة إلى أوروبا أو إلى المدن المغربية، فبقيت هؤلاء النسوة معزولات في عالم عصي على الاختراق، يعملن في الحقول ويتقاسمن حياتهن اليومية مع بعضهن، أو مع بعض المقربين منهن من المغاربة. ومن بين هؤلاء الفيتناميات من لم تعد إلى فيتنام أبدًا منذ أربعين عامًا.
في الجانب الآخر كبر أيتام الجنود المغاربة في فيتنام، وكبر معهم حلم العودة إلى المغرب. "أبناء الغرباء" -كما يطلق عليهم الفيتناميون-، لم يستطيعوا الحصول على الجنسية المغربية، ولا يتمتعون بمواطنة كاملة في فيتنام، وضع شاذ ومؤلم يعيشه 13 مغربيًا لم يعترف المغرب بمغربيتهم بعد.
بما أن الأحداث تدور ما بين المغرب وفيتنام.. فبأي لغة تم تقديم هذا الفيلم؟
الفيلم تم تصويره بين المغرب وفيتنام، ولا يوجد فيه صوت للراوي، وبالتالي كل الحوارات والأحاديث التي تدور في الفيلم، معظمها باللغة الفيتنامية، وما تبقى فهو باللهجة المغربية كما تنطقها النساء الفيتناميات اللواتي تعلمن اللغة العربية بعد وصولهن إلى المغرب قبل أربعين سنة. قمنا بترجمته إلى اللغة العربية، وعرضته قناة (الجزيرة الوثائقية)، كما قمنا بترجمته إلى اللغة الإنجليزية لاحقًا؛ لتسهيل عملية تقديمه في المهرجانات.
برأيك لما كل هذا التعتيم على هذه القضية التي أسدل الستار عليها منذ سنوات طوال؟
لا أعتقد أن ثمة تعتيمًا متعمدًا للقضية، ما حصل هو أن أرامل الجنود المغاربة وأبناءهم الذين ظلوا هناك في فيتنام، كانوا يواجهون ما هو أهم و أكثر إلحاحًا من قضية الهوية والحصول على الجنسية المغربية، هذه العائلات كانت ولا تزال تعاني فقط للحصول على لقمة العيش في ظل الظروف المادية الصعبة التي يعيشون فيها، بالإضافة إلى أنه وإلى حدود سنة 2006 لم يكن هناك تمثيل دبلوماسي للمغرب في فيتنام، وبالتالي لم تكن هناك أية إمكانية للتواصل مع المغرب، اللهم بعض الزيارات التي كانت تقوم بها بعض العائلات التي عادت إلى المغرب. كانت تلك العائلات تزور المخيمات التي عاشوا فيها ويلتقون بالعائلات التي لازالت هناك، لكن ذلك لم يكن يخرج عن إطار لقاءات عابرة، لم يكلف أحد نفسه بعدها لنقل صوتهم إلى المغرب ولفت انتباه السلطات المغربية إلى أن هناك مواطنين مغاربة عالقين في هذه البقعة من الأرض منذ عقود، ولا يحلمون سوى بالالتحاق بأرض آبائهم.
[caption id="attachment_55248591" align="alignleft" width="300"] المخرجة أثناء تصوير فيلمها في كمبوديا[/caption]
من المسئول عن إهمال قضية من هذا النوع ؟
هذه القضية تهم تحديدًا ثلاثة عشر شخصًا، وتلامس قضية في غاية التعقيد، ومغرب السبعينات والثمانينات، كان مغربًا يعيش على إيقاع أحداث سياسية واقتصادية معقدة، لا أعتقد أن موضوع هذه العائلات كان أولوية حينها، لقد نُسي موضوعهم بمجرد إقلاع الطائرة من هانوي باتجاه مطار القنيطرة العسكري. في المغرب كانت ولازالت مسألة هوية الأقليات مطروحة بشدة، وفي مغرب لم يتصالح بعد مع تاريخه أعتقد أنه لم يكن واردًا أن يهتم المغرب الرسمي بإعادة هؤلاء المغاربة إلى بلدهم وتعويضهم على ما تعرضوا إليه. أعتقد أن اليوم فقط أصبح من الممكن فتح هذا الملف في ظل وجود جمعيات ومنظمات لحقوق الإنسان، وفي ظل وجود سفارة مغربية في فيتنام، والتي أصبح لديها ملف خاص بقضية "مغاربة فيتنام"، وهنا يجب أن أشير إلى أن الملف أصبح معروفًا لدى بعض الجهات الرسمية، وأن المجلس الوطني لحقوق الإنسان يتابع الأمر منذ أن قمنا بعرض الفيلم في المغرب. لكني هنا أود أن أشير إلى أن الموضوع يتطلب قرارًا سياسيًّا؛ لأن الإجراءات قد تأخذ وقتًا طويلاً، وربما سيكون من الصعب إثبات نسب هؤلاء المغاربة لعدة اعتبارات إدارية و قانونية، لهذا فأنا أناشد ملك المغرب للتدخل شخصيًّا وإعطاء أوامره بمنح الجنسية المغربية فورًا للعائلات الثلاث. لقد توفي أحد الأبناء قبل سنة تقريبًا، كانت آخر كلمة قالها وهو على فراش الموت: إنه لازال يعتقد أن المرض الخبيث سيمهله حتى يحقق حلمه بالعودة إلى المغرب، لكنه للأسف لفظ أنفاسه على سريره في مستشفى عمومي في هانوي، ودفن في أرض غريبة وفق طقوس بوذية.
نجاح هذا الفيلم هل شكَّل لك تحديًا وحذرًا مما سيأتي لاحقًا من أعمال ؟
شكَّل هذا الفيلم حافزًا لي لكي أذهب أبعد في الاشتغال على المواضيع ذات البعد الإنساني. لا أخفي عليك أني سأكون سعيدة جدًا لو استطعت بفضل هذا الفيلم أن أحل هذه القضية، فلقد حاولت قدر المستطاع أن اطرق العديد من الأبواب، وأن أحصل على دعم من بعض الجهات حتى يتم حل هذه المشكلة. لم أكن أحلم بأكثر من هذا. ولا أنكر حقيقة أني لم أكن أتوقع حينها بأني سوف أمضي إلى أبعد من تسجيل معاناة هؤلاء الأشخاص بكاميرتي، وتوثيق هذه الإشكالية التاريخية. بالتأكيد سأحاول فتح جراح أخرى، ورصد قضايا جديدة، وأن أكشف جزءًا من التاريخ قبل أن يطاله النسيان. لا شيء عندي يضاهي متعة النبش في العمق الإنساني، وفتح الأدراج المغلقة التي طالها النسيان.
في هذا الفيلم لامست بالإضافة إلى الجانب الإنساني للقضية.. بعدًا لقضية سياسية تخص دولتين.. ما مدى حساسية فيلم من هذا النوع ؟
بالتأكيد لم يكن من السهل التصوير في بلد مثل فيتنام، كان علي أن أنخرط في سلسلة من الإجراءات القانونية التي لا نهاية لها، مثل الحصول على تأشيرة، الحصول على تراخيص للتصوير ، الحصول على تراخيص للتنقل في المدن الفيتنامية، التعامل مع موظفين حكوميين يتعاملون بحذر وبعدائية مع أي صحفي أجنبي.
نحن نعلم أنه في ظل نظام شيوعي كالنظام الفيتنامي يخضع كل شيء لرقابة الدولة، كيف والأمر يتعلق بصحفية أجنبية تريد لقاء عائلات عاشت في فيتنام وتدعي أنهم ليسوا فيتناميين، كيف والأمر يتعلق بفتح جرح الحرب التي لازال الفيتناميون يحملون وزرها، ويرون في كل أجنبي عدوًا محتملاً حتى تثبت صداقته.
هل تعتقدين أن رواية مثل "ساق البامبو" ممكن أن توحي لك بفيلم وثائقي جديد، خصوصًا وأنها تغوص في عمق معاناة إنسانية وأزمة هوية؟
بالتأكيد، لقد طرحت السؤال أكثر من مرة على نفسي وأنا في بعض بلدان الخليج، كنت كلما رأيت أشخاصًا خليجيين بملامح شرق آسيوية، أشعر بالفضول لمعرفة قصصهم، طبعًا هناك الكثير من الدماء المختلطة، طبعًا هناك المئات أو الآلاف من القصص التي تتشابك مع رواية "ساق البامبو" وبكل تأكيد هناك فضول ورغبة قويين من جهتي في التعرف على هذه القصص والحكايا.
رحلاتك الكثيرة حول العالم كيف تساهم في إثراء مخيلتك كمخرجة ؟
السفر هو الشيء الوحيد الذي يسمح لنا أن نعود أطفالاً، وأن نكتشف الأشياء بدهشة المرة الأولى.. متعة السفر عندي لا ترتبط فقط بالسفر حول العالم، بل حتى تلك الأسفار الصغيرة التي لا تتطلب سوى الانتقال بضع كيلومترات إلى مكان ألفت أن أمر به لعشرات السنين، هو أمر يجعلني أعيش التجربة حد الدهشة.. بالطبع كل مكان جديد وكل اكتشاف جديد يجعلني أفكر في ترجمة هذا الشعور إلى فيلم أو نص قد يتحول إلى فيلم. لا أنكر أن هناك بلدانًا تلهمني أكثر من غيرها، ولا أنكر أن ثمة بلدانًا مهما سافرت إليها أكتشفها كل مرة بعين الدهشة، هذا بالتأكيد ما يحدث عند زيارة بلد كاليمن، مصر، لبنان، تركيا أو الولايات المتحدة، على سبيل المثال. فكما توجد كيمياء تحدد علاقتنا بالأشخاص أعتقد أن هناك كيمياء تحدد إحساسنا بالأماكن.
أنا غالبًا ما أدون انطباعاتي خلال السفر ، وحين أعود إليها بعد فترة أشعر أنها كتبت لتنطلق منها مشاريع أفلام وثائقية جديدة، وهو بالضبط ما حصل مؤخرًا حين استقريت في قطر لمدة خمسة أشهر تقريبًا، كنت أرى كل شيء بعين الكاميرا، أرى في أي موقف مشهدًا في فيلم وثائقي، وفي كل مكان مسرحًا للتصوير .. لا أعرف بالتحديد عدد الأفكار التي خطرت ببالي كأفكار لأفلام وثائقية خلال السنة الأخيرة، لكن أكيد أنها كثيرة، وأني قريبًا سأشرع في تصوير إحداها.
لنتحدث عن تمويل الفيلم الوثائقي.. من يدعم مخرجي هذه الأفلام ؟
أعتقد أن تطوير الأفكار وكتابتها أصعب بكثير من إيجاد التمويل. اليوم هناك صناديق كثيرة لدعم الأفلام الوثائقية عربيًّا و دوليًّا، هناك قنوات تلفزيونية كثيرة ترصد ميزانيات مهمة لإنتاج الأفلام الوثائقية، يكفي فقط أن تعرف كيف تقدم الفكرة المناسبة للجهة المعنية. حقيقة أن الأمر تعتريه بعض الصعوبات خصوصًا وأن هناك تطورًا كبيرًا طرأ على المستوى العربي من حيث عدد المخرجين، أو شركات الإنتاج التي بدأت ترى في الفيلم الوثائقي صناعة أصبح لها سوقها وجمهورها. ولدي قناعة أن هذا الأمر يصب في مصلحة المخرجين والمنتجين؛ لأن ذلك سيجعل الاهتمام ببعض المهن المتعلقة بصناعة الفيلم الوثائقي تزيد، ككتابة السيناريو، التصوير والمونتاج. مادام هناك سوق فلا بد أن يكون هناك تخصص.
التمويل مسألة مهمة، كذلك العرض والتسويق هو أمر في غاية الأهمية، لكن ذلك لا يجب أن يلهينا عن أمر آخر مهم ، وهو جودة ما يتم إنتاجه حسب المعايير الدولية، فذلك وحده قادر على فتح الآفاق أمام المخرجين العرب لإيجاد الدعم والتمويل من الجهات والمؤسسات المتخصصة في تمويل ودعم صناعة الأفلام الوثائقية.
[caption id="attachment_55248592" align="alignleft" width="300"] مع عدد من شخصيات الفيلم[/caption]
هل سنرى الربيع العربي موثقًا في أعمالك القادمة ؟
كانت لدي تجربة في مصر ما بعد ثورة 25 يناير. حيث وصلت إلى القاهرة في يونيو 2011، وكان ميدان التحرير لا يزال ينضح بذلك الوهج الثوري الذي جعل منه أول وجهة يقصدها أي زائر لمصر. كانت فكرتي هي أن أقوم بتصوير فيلم وثائقي عن "قطار الصعيد" هذه الأسطورة المصرية التي فتحت لي الباب على مصراعيه لرؤية مصر بعين جديدة، فإلى غاية ذلك التاريخ لم أكن قد خرجت في زياراتي السابقة لمصر عن محور القاهرة -الإسكندرية، وإذا بي أجد نفسي خلال تصوير هذا الفيلم في عدد من القرى المصرية التي لا تزال تنفض عنها غبار 30 سنة من حكم مبارك، وكل شيء فيها كان يتكلم بلسان الثورة. عربات القطار التي غطتها رسوم الغرافيتي السياسية، أحاديث المسافرين الجانبية التي تدور حول السياسة ومصير البلاد. كانت أول لقطة في هذا الفيلم تبدأ من مدينة الإسكندرية، وهي جدارية لصورة خالد سعيد في الحي الذي كان يسكن فيه، أمامها شعار "كن مع الثورة".
اليوم وقد وصل "الربيع" العربي إلى ما وصل إليه، هل أرغب في التوثيق لهذه المرحلة من تاريخنا العربي المعاصر؟ لا أعتقد أني أريد الاقتراب أكثر ، فمجرد مشاهدة نشرات الأخبار يوميًّا يجعل قناعتي تزيد أني أريد أن أصحو من هذا الكابوس.لكن هذا لا يمنع أني شاهدت أفلامًا وثائقية توثق لما حدث في اليمن، سوريا، ليبيا، مصر و تونس، أفلام كثيرة، ومن بينها أفلام ذات مستوى متميز، ولا أعتقد أن بإمكاني أن أضيف شيئًا أهم من الذي تم إنجازه لغاية الآن.
حدثينا عن تعاونك الحالي مع المخرج "حسين الرزاز" في فيلم حول حرب أكتوبر.. لماذا هذا الموضوع تحديدًا؟
فيلم "حرب أكتوبر" هو فيلم من إنتاج قناة (الجزيرة الإنجليزية)، صاحب الفكرة ومخرج الفيلم الوثائقي هو حسين الرزاز. هو مخرج مصري يعمل في (الجزيرة الإنجليزية) منذ انطلاقتها، وله ولع كبير بالتاريخ والاشتغال على الأرشيف، وبالتأكيد هو يحمل حرب أكتوبر -كباقي المصريين- في قلبه ووجدانه، خصوصًا وأن والده كان لواء في الجيش المصري. حين تم البدء في تصوير الفيلم، قمت بتصوير بعض المقابلات في المغرب، وعند القيام بالمونتاج، تلقيت عرضًا للعمل كمساعدة للمخرج في إنتاج ثلاث ساعات وثائقية تحكي قصة حرب أكتوبر من البداية للنهاية.
لم أتردد في خوض تجربة جديدة كهذه، فالإمكانيات المادية والبشرية التي توافرت لهذا الفيلم كانت مهمة، والعمل مع مخرج فيلم "مبارك والعائلة"، "صراع على النيل"، و"السلام البارد" -وغيرها من الأفلام التي تفنن مخرجها في استعمال الأرشيف وكتابة الوقائع التاريخية- كان فرصة كبيرة بالنسبة لي. المشرف على كتابة الفيلم كان صحفيًا مرموقًا في قناة "البي بي سي" اسمه "ستيفان فيلبس" وأعتقد أنه مكسب كبير لي أن أعمل معه وأستفيد من تجربته الطويلة، ولا أنكر أني تعلمت دروسًا كثيرة خلال العمل على هذا الفيلم حول كيفية استعمال الأرشيف وتوظيفه في فيلم وثائقي، لكن أكثر من ذلك تعلمت درسًا كبيرًا في الوطنية من مخرج الفيلم حسين الرزاز؛ بسبب الظروف السياسية التي كانت تعيشها مصر خلال فترة عملنا، بدءًا من عزل الرئيس مرسي، إلى أحداث رابعة، إلى الاحتفالات بالذكرى الأربعين لحرب أكتوبر في ظل حكم المؤسسة العسكرية للبلاد، كان كل يوم يمر هو بمثابة امتحان لمدى ثبات صاحب الفيلم على رؤيته للأحداث، شيء واحد فقط كان يتحكم فيما كان سيتم عرضه على الشاشة هو المهنية وحب مصر.
للتسجيل في النشرة البريدية الاسبوعية
احصل على أفضل ما تقدمه "المجلة" مباشرة الى بريدك.