[caption id="attachment_55247830" align="aligncenter" width="620"] الدكتور شفيق الغبرا[/caption]
يرى الدكتور شفيق الغبرا أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت أنه ليس من المطروح إسقاط الدولة السورية، بل المطلوب "إعادة لملمة الأبعاد المختلفة بما يضمن انتقالاً ديمقراطيًّا يحترم التنوع وحقوق السوريين ونهاية هذه الحقبة السوداء في تاريخ سوريا"، مؤكداً أن المرحلة القادمة ستشهد تطورا في قدرات المعارضة، إضافة إلى دفع دولي أكبر لصالح تسوية سياسية بين المعارضة والنظام في سوريا بما يسمح بالبدء بمرحلة انتقال سياسي ونقل صلاحيات الرئيس.
وفي الوضع المصري يتساءل الدكتور الغبرا "كيف يمكن لمصر السير بالاتجاه الديمقراطي في ظل أجواء الإقصاء و تحكم الجيش في العملية السياسية؟"، فهو يرى أن تدخل الجيش في الثالث من يوليو تموز أجهض العملية السياسية ومنع استكمال المشهد.
الدكتور شفيق الغبرا حاصل على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة تكساس في أوستن عام ١٩٨٧. وكان الرئيس الأول المؤسس للجامعة الأمريكية في الكويت 2003- 2006؛ وشغل مديرا لمركز الدراسات الإستراتيجية في جامعة الكويت 2002-2003؛ ورئيسا للمكتب الإعلامي الكويتي في واشنطن 1998- 2002؛ صدر للغبرا مؤخراً كتاب (حياة غير آمنة: جيل الأحلام والإخفاقات) عن دار الساقي في بيروت 2012.
مجلة "المجلة" التقت الدكتور شفيق الغبرا فكان هذا الحوار..
بداية كيف تقرأ التطورات التي طرأت على القرار الغربي المتعلق بتوجيه ضربة الى سوريا ؟
يجب إيقاف القتل والتعذيب وقمع الشعب السوري، ويجب خلق أرضية لإطلاق سراح السجناء والمعتقلين السوريين. التهديد الامريكي بضربة عسكرية أو بعقوبات وقرارات دولية في ظل التفاهم الامريكي الروسي الاخير أدخل سوريا والإقليم في مرحلة جديدة في التعامل مع الملف السوري برمته. فالنظام السوري أصبح في وضع أكثر صعوبة، وعليه ان يقدم تنازلات للقوى الدولية، والأمل أن يقدم التنازلات المستحقة للشعب السوري. في الجوهر يبدو لي أن هامش المناورة الذي يتمتع به النظام السوري تزداد ضيقا.
المرحلة القادمة ستشهد تطورا في قدرات المعارضة، وستشهد دفع دولياً أكبر لصالح تسوية سياسية بين المعارضة والنظام في سوريا بما يسمح بالبدء بمرحلة انتقال سياسي ونقل صلاحيات الرئيس تبدأ اولا بإيقاف القتال. هناك تعرجات كثيرة في الوضع السوري، لكن النظام خسر خسائر كثيرة منذ أن استخدم السلاح الكيماوي. وستبقى قناعة النظام بأنه قادر على حسم بعض الاوضاع عسكريا عامل من عوامل إطالة أمد الحرب الدائرة في سوريا. ستتكثف الضغوط في المرحلة القادمة بهدف ايجاد مخرج سياسي للأزمة في سوريا بما يضمن الانتقال والانتهاء ايضا من حقبة الاسد الدموية.
هل تعتقد أن تغيير النظام سوف يقود سوريا إلى واقع ديمقراطي تعددي يحمي الحريات والحقوق لكل السوريين أم أننا سنرى عراقًا جديدًا في المنطقة؟
معظم التوجهات تسعى لإيصال النظام السوري أو جزء رئيس منه إلى لحظة الاستعداد للقبول بصيغة تشبه الصيغة اليمنية، وهذا يعني المحافظة على مكونات من النظام القديم بالإضافة للنظام الجديد الذي تولده الثورة. هذا هو المقصود بالمرحلة الانتقالية، حيث يجب أن تنبثق حالة توافق بين السوريين. وبالتالي ليس المطروح هو إسقاط الدولة السورية كما حدث في العراق، حيث سقطت الدولة بعد الاحتلال الأمريكي للعراق. في سوريا المطروح إعادة لملمة الأبعاد المختلفة بما يضمن انتقالاً ديمقراطيًّا يحترم التنوع وحقوق السوريين ونهاية هذه الحقبة السوداء في تاريخ سوريا. وهذا سيتطلب خروج الرئيس الأسد والمجموعة الرئيسية المسئولة عن القرارات الدموية بحق الشعب السوري من السلطة، وذلك من أجل بداية التحول الديمقراطي والسلام في سوريا.
الأحداث المضطربة التي تشهدها مصر بعد الانقلاب على حكم مرسي إلى أين تقودها؟
مصر تعيش نتائج ثورة 25 يناير 2011، ففي المرحلة الأولى كان الحكم للمجلس العسكري الذي ارتكب أخطاء رئيسة. في المرحلة الثانية منذ يونيو 2012 وعلى مدى عام كان الحكم للإخوان المسلمين والدكتور مرسي، الذي ارتكب هو الآخر أخطاء رئيسة. ومع حلول 30 يونيو ٢٠١٣ وقعت هبة شعبية وضعت الكثير من الضغوط على الحكومة المصرية والجيش، فانتهى الأمر بانقلاب عسكري في الثالث من يوليو ٢٠١٣. كنت أرى أن تدخل الجيش بهذه الطريقة في الثالث من يوليو تموز أجهض العملية السياسية ومنع استكمال المشهد. كان الحراك الشعبي المصري حتمًا سيقود لانتخابات مبكرة، لكن دخول الجيش حوله لصراع حول شرعية التدخل وعسكرة الدولة. ولقد قاوم التيار الإسلامي والإخوان الانقلاب. فوقعت مجازر ومواجهات أدت لإقصاء التيار الإسلامي.
المشهد في مصر لم ينته بعد، وهو لا زال قيد التطور. السؤال الآن: كيف يمكن لمصر السير بالاتجاه الديمقراطي في ظل أجواء الإقصاء و تحكم الجيش في العملية السياسية. لا زال السؤال المصري مفتوحًا على مصراعيه، وهو سيمر بمراحل.
ماذا عن تونس هل سنراها تسير في نفس الركب وتتبع مصر بعد أن كانت هي صاحبة الشرارة الأولى التي أشعلت فتيل الثورات العربية ؟
تونس تستفيد اليوم من التجربة المصرية ولهذا قدم حزب النهضة تنازلات أساسية. تونس في حالة حراك وحوار، وهي قد تنجح في تفادي المصير المصري؛ لأن ديناميكية الشد والرخي بين القوى السياسية تتفاعل وربما تنتج اتفاقًا سياسيًّا انتقاليًّا مفيدًا لتونس. في الحالة المصرية الشد والجذب والمظاهرات في 30 يونيو عبرت عن الاحتجاج ولكنها لم تُستكمل؛ وذلك لأن الجيش تدخل في 3 يوليو مما أجهز الحراك الشعبي وإمكانية الاتفاق على حلول. بينما في الحالة التونسية نرى أن هذا الجدل مفتوح، وهذا يعني أن الحالة السياسية التونسية تمر بوضع صحي يسمح للسياسية بأن تلعب دورها عوضًا عن القوى والأمن وتدخل الجيش.
الاغتيالات التي تشهدها تونس اليوم من يقف وراءها برأيك؟
هذه الاغتيالات دقت ناقوس الخطر في قلب المجتمع التونسي، وأفرزت هبات سياسية حشدت الكثير من القوى اليسارية والليبرالية، وأسهمت في إنضاج الحالة التونسية لمواجهة مرحلة الانتقال والتعامل معها. الواضح أن هناك جماعات متطرفة قامت بهذه الاغتيالات، وإن لاحظنا فإن التونسيين كانوا قد أعلنوا عن مسؤولية إحدى المنظمات الإرهابية عن هذه الاغتيالات. هذه الاغتيالات خلقت جدلاً وردة فعل كبيرة في الداخل التونسي مما يقود إلى وعي تونسي أكبر بضرورة تحصين تونس من الاغتيالات السياسية في ظل محاصرة القوى التي تلجأ للعنف. وبنفس الوقت تزداد أهمية التعامل مع المرحلة الانتقالية بصفتها مسؤولية جماعية لجهات عديدة، وذلك بهدف استكمال المؤسسات الدستورية والديمقراطية.
بعد كل ما شهدته الدول العربية من أحداث مضطربة هل تحول الربيع العربي إلى خريف ؟
منذ البداية كانت تسمية الربيع غير موفقة من قبل الإعلام الغربي. ما وقع كان سلسة من الثورات العربية، وهي لا تحد بفصل أو بعام. عندما تقع الثورات تخلق حراكات ونتائج وتهز بنى وتفتح طرقًا، ونتائجها تعيش معنا لسنوات وفي حالات كثيرة لا تعود إلينا بالنتائج قبل مرور سنوات وعقود. ما وقع في المجتمعات العربية بداية لحراك طويل أساسه مواجهة تحديات الاستبداد الذي يقوم على إقصاء الشعوب وعزلها عن الممارسة السياسية الديمقراطية.
إذن نحن أمام بوابة ومرحلة كبيرة ستمر أمامها المجتمعات العربية بانتصارات وانتكاسات ومراحل متداخلة. وأرى من خلال هذه المرحلة أن المجتمع العربي يتعلم كيف يشارك وكيف يقرر، وأن المستقبل سيكون لسلطة الشعب، وهذا هو المآل التاريخي لهذا المخاض المقعد.
المنطقة العربية تتواجه لأول مرة مع الاستبداد السياسي وجميع الأبعاد المنبثقة عنه، وبنفس الوقت تتواجه مع التحدي الذي يمثله التطرف الديني، وبنفس الوقت تتواجه مع إشكالية الطائفية في مجتمعاتنا العربية. فأمام المنطقة العربية الآن سلسلة من التحديات.
لننتقل بالحديث عن كتابك "حياة غير آمنة " هل يمكن القول أنه جزء من سيرتك الذاتية، أم أنه سيرة جماعية لجيل كامل ؟
هو خليط من سيرة جماعية لجيل كامل وسيرتي الذاتية بما يعكس الكثير من الأبعاد، والممارسات، والظروف، والإشكالات، والتحديات التي عانى منها جيل الستينات والسبعينات والثمانيات من القرن العشرين.
[caption id="attachment_55247831" align="alignleft" width="211"] كتاب الغبرا " حياة غير آمنة"[/caption]
كيف نجحت في نقل كل هذا الكم من الذكريات على الورق دفعة واحدة؟
قمت بتسجيل بعض الأمور عن تلك الحقبة عندما كنت في وسط التجربة، ولكني كتبت معظم ما كتبته بعد مغادرتي لتلك التجربة وخاصة في العام 94 19. في ذلك العام أنجزت وجمعت جزءًا مهمًا من المعلومات الرئيسة والتجارب لهذا الكتاب. وقد عدت ونفضت الغبار في الفترة ما بين العام 2007 إلى العام 2011 عن ما كتبت سابقًا. أمضيت أكثر من ثلاث سنوات في سعي حثيث لاستكمال ما نقصني من معلومات، لهذا الهدف قابلت الكثير من الرفاق والأصدقاء والإخوة والأخوات الذين عاصروا تلك التجربة وعاشوا مع أبعادها المختلفة. هذا سمح لي بإعادة التمحيص بالمعلومات والوقائع. كما قمت بعدة زيارات لجنوب لبنان برفقة أصدقائي الذين أسعفوني أثناء كتابة الكتاب في إعادة رسم الصورة من أبعادها المختلفة.
هل يعني هذا أن كتابة هذه المذكرات لم تكن محض صدفة أو قرار مفاجئ ؟
كان تفكيري في البداية منصبًا على الحفاظ على التجربة بكل تفاصليها. لهذا فما كتبته في العام ١٩٩٤ ارتبط بحرصي على عدم فقدانها مع الزمن. كان سعيي مثل أي سعي هدفه حفظ المعلومات، والتجارب والانطباعات. لم يكن يدور في خلدي أني سأنشر كل هذا في كتاب متكامل في فترة مبكرة نسبيًّا. لكن -كما أوضحت في مقدمة الكتاب- جاءتني ضغوط من أصدقاء أثمن دورهم وحرصهم، وهذا صنع كل الفارق في حماسي للكتابة، ثم كسري لحاجز الصمت حول التجربة، وقراري نشرها بلا تحفظ.
القارئ لهذه السيرة يستطيع أن يلمس بسهولة كمية العاطفة والحزن التي كتبت بها. كم من الثقل تركت في نفسك خلال وبعد الانتهاء من الكتابة؟
كان هذا الكتاب من أصعب ما كتبت في حياتي؛ وذلك لأن كتابته فتحت لي الكثير من الجروح والآلام، وجعلتني أعيد التواصل مع التجربة التي مررت بها ومر بها جيلي، مع كل كلمة ومراجعة لهذا الكتاب تواجهت مع مصاعب الزمن، ومع متعة النضال ومعنى فقدان أصدقائي في مواجهات مسلحة ومعارك لا حدود لها. الكتابة أعادتني لذلك الزمن بكل لحظاته ومصاعبه وأحلامه. الكتاب لا يترك أثره على القارئ فحسب، فهو ترك أثرًا كبيرًا عليَّ، وساهم في مصالحتي مع تلك التجربة بأبعادها المختلفة.
لِمَ قررت أن تكتب هذه السيرة الآن ولم تقم بها منذ سنوات طوال؟ ولِمَ لم يقدم أي من أبطال هذا السيرة على كتابتها ؟
التجارب في بلادنا العربية قلما توثق وتكتب، والاعتبارات الأمنية تجعلنا نتردد في كتابة ما مررنا به. وأول من كتب سيرته المرتبطة بهذه التجربة عام ٢٠٠٨ هو " فتحي البس" وقد عنون كتابه "انثيال الذاكرة" . أما في "حياة غير آمنة" فقد كتبت رؤيتي وتجربتي وتجربة جيلي كما فهمتها واختبرتها على أمل أن يقوم غيري بكتابة رؤيته وتجربته لتلك المرحلة. إن تجاربنا يجب أن توثق وتقيم، وهذا يرتبط بإمكانية تعلمنا وتعلم أجيال قادمة مما مررنا به.
ما هي ردود الأفعال التي تلقيتها على هذه السيرة ؟
لقد أثار كتاب حياة غير آمنة الكثير من ردود الأفعال، وهذا واضح من كم المراجعات التي تناولت الكتاب بالتعليق والنقد والثناء والنقاش. لقد ترك الكتاب صدى وخلق جدلاً ونقاشاً منذ طرحه في الأسواق عام 2012. وفعلاً من بين جميع كتبي التي نشرتها منذ أواخر الثمانيات كان هذا الكتاب هو الأكثر تأثيرًا وإثارة للجدل.
بعد ثلاثين عامًا على انخراطك في "العمل الثوري" من أجل القضية الفلسطينية... ماذا تقدم لها اليوم ؟
قضية فلسطين هي قضية تفرض نفسها علينا باستمرار، وبالتالي لا مجال لنا لبناء ديمقراطية حقيقية في المجتمعات العربية والإسلامية بلا تعامل جاد مع الاستبداد الذي تمثله الكولونيالية الإسرائيلية. هناك حالة استعمار إسرائيلية قائمة وهي تفعل فعلها في فلسطين، لكنها تؤثر على الوطن العربي عبر التلاعب على تناقضاته، وبموازين القوى والتأثير على الولايات المتحدة. الإشكالية الإسرائيلية هي إشكالية رئيسة في العالم العربي. ماذا نقدم في التعامل مع هذه الإشكالية؟ كل منا يجب أن يكون له إسهام، كل من موقعه ووفق ما ينسجم مع قناعاته.
في العام الحالي وأواخر العام الماضي قمت بزيارتين للأراضي المحتلة، كانت هذه الزيارة الأولى لي، كان الهدف منها التوقيع على كتابي حياة غير آمنة وإلقاء بضعة محاضرات. لقد أثارت في هذه الزيارة للأرض المحتلة الكثير؛ فقد تعرضت لجرعة معلومات عن واقع القضية الفلسطينية والقدس والسكان عن كثب في كل مدينة وقرية ومخيم فلسطيني قمت بزيارتهم. الوضع صعب وشاق في فلسطين، لكن الشعب الفلسطيني مصر على الصمود، وهو في هذا في موقع إستراتيجي مدافع عن العمق العربي أمام الكولونيالية الاستعمارية الإسرائيلية. علينا أن نبحث عن طرق جديدة لنصرة صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، وإيقاف الزحف الإسرائيلي على الأرض والسكان.
في ظل انشغال الشعوب بقضاياها والتغييرات التي تشهدها المنطقة هل تم تناسي القضية الفلسطينية؟
الشعوب العربية وفي خضم انشغالها في مواجهة الاستبداد،لم تبتعد عن القضية الفلسطينية، وذلك لأن الوجود الإسرائيلي حاضر في الأوضاع العربية، ومؤثر على القرار الأمريكي، وعلى الأوضاع بشكل مباشر وغير مباشر. إسرائيل كانت ولا زالت وستبقى تستوطن في فلسطين، لهذا فالمجتمعات العربية منقسمة في أمور كثيرة؛ لأنها تخشى من الدور الإسرائيلي. على سبيل المثال كنت في زيارة للأردن الأسبوع الماضي، ووجدت فيه انقسامًا حول سوريا بين من يخشى من الضربة العسكرية القادمة ومن يؤيدها. الاختلاف مرتبط بخوف الناس من فوائد يمكن أن تجنيها إسرائيل. وفي لبنان هناك من يؤيد حزب الله في جنوب لبنان في مواجهته مع إسرائيل، ومن جهة أخرى هناك من يخشى على حزب الله من نفسه، ومن يرفض سياسية حزب الله تجاه سوريا والوضع الداخلي اللبناني.
الانقسام العربي يعكس وجود إسرائيل على الحدود العربية وفي قلب الواقع العربي. وهذا يعني أن الصراع العربي العربي لا يستطيع تجاهل العامل الإسرائيلي كما لا يستطيع تجاهل أن الكثير من القوى العربية في المستقبل ستجد نفسها في صراع مع عقيدة التوسع والاستيطان الإسرائيلية. القضية الفلسطينية تمر بطور من أطوارها، وهي تسير الآن باتجاه حالة فصل عنصري تمارسها إسرائيل. إن المستقبل يقع أساسًا في المقدرة على مقاومة الفصل العنصري.
للتسجيل في النشرة البريدية الاسبوعية
احصل على أفضل ما تقدمه "المجلة" مباشرة الى بريدك.