نائب الرئيس التركي: السعودية وتركيا تقومان بكل ما في وسعهما لإخماد الحريق في سوريا

نائب الرئيس التركي: السعودية وتركيا تقومان بكل ما في وسعهما لإخماد الحريق في سوريا

[caption id="attachment_55245264" align="aligncenter" width="620"]د. عادل الطريفي في حواره مع نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداغ د. عادل الطريفي في حواره مع نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداغ[/caption]

أكد نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداغ أن تركيا والسعودية تبذلان كل ما في وسعهما من أجل مساعدة الشعب السوري وإيقاف المجازر التي ترتكب بحقه، موجها انتقادات عنيفة للمجتمع الدولي «الذي تقاعس عن القيام بواجباته»، معتبرا أنه حين يقتل الآلاف من السوريين «ليس صائبا القيام بحسابات سياسية والبحث فيما يفكر فيه هؤلاء الناس، بل يجب العمل لإنقاذهم من الحريق وإجراء الحسابات بعد ذلك». وشدد بوزداغ على أن اتفاقية التعاون في مجال التصنيع العسكري بين البلدين مهمة جدا.. «فليس كافيا لتركيا والمملكة أن تكونا قويتين اقتصاديا، بل أن تكونا قويتين عسكريا من أجل أمنهما وأمن المنطقة بأكملها».

وفي معرض تعليقه على زيارة ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز إلى تركيا، قال المسؤول التركي - في حوار مع رئيس تحرير صحيفة "الشرق الأوسط" ومجلة "المجلة" الدكتور عادل الطريفي- إن هذه الزيارة «ستسهم إلى حد كبير في تطوير العلاقات بين البلدين»، مشيرا إلى أن المحادثات بين الأمير سلمان والرئيس التركي عبد الله غل «كانت ممتازة». واعتبر أن المملكة العربية السعودية دولة كبيرة وقوية ومستقرة، وكذلك تركيا، والدولتان عضوان في مجموعة العشرين، واقتصاداهما يتطوران بشكل كبير، والعلاقة بينهما مهمة جدا للعالم الإسلامي وللمنطقة وللاستقرار فيها.

وحول أهم القضايا التي تم طرحها في هذه الزيارة قال نائب الرئيس :"لقد ناقشنا القضايا الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك في المنطقة، أما عن اللقاء مع الرئيس غل فلقد كان مغلقا، ومن حقهما وحدهما أن يشرحا تفاصيله".

وحول الشأن السوري الذي يأتي على رأس ملفات النقاش المشترك أوضح المسؤول التركي أن في سوريا، هناك نحو مائة ألف مواطن قتلوا على يد الرئيس بشار الأسد. "لقد قتلهم بجميع الوسائل؛ بالطيران والبحرية والدبابات والأسلحة الرشاشة. لقد استعمل كل شيء ليقهر شعبه. هناك ملايين من السوريين تركوا منازلهم وملايين نزحوا إلى البلدان المجاورة، ولدينا في تركيا وحدها نحو 200 ألف نازح". مشدداً أن تركيا والمملكة لا يمكنهما الوقوف مكتوفتي الأيدي حيال ما يجري. فـ"نحن نتعاون معا لما فيه مصلحة الشعب السوري، ونبذل ما في وسعنا بذله، فعندما يقتل الأطفال والنساء والرجال، لا يمكن من منطلق إسلامي وإنساني ووجداني البقاء صامتين. المجتمع الدولي لم يقم بواجباته حيال الأزمة السورية، وعندما يقتل الكثير من الناس ليس من الصواب إجراء حسابات خاصة باتجاهاتهم الفكرية. وعندما تكون الناس تحترق، لا يكون من الصواب الصمت. علينا إنقاذهم من الحريق، وبعدها يمكن أن ننظر فيما يعتقدونه. وتركيا والسعودية تقومان حتى الآن بكل ما في وسعهما من أجل إخماد الحريق في سوريا وإنقاذ أرواح الناس هناك".

ويرى بكر بوزداغ أن المجتمع الدولي الذي بقي صامتا لفترة طويلة لم يقم بواجباته حتى الآن. مضيفاً "ليس من الصائب إجراء الحسابات السياسية بينما يقتل الآلاف من السوريين. تركيا هي أكثر الدول تأثرا بما يجري في سوريا، فحدودنا معها تبلغ 910 كيلومترات، والناس في سوريا لديهم أقارب في تركيا، ولدينا الكثير من القواسم المشتركة. تركيا تأثرت بما يجري وليس بوسعها البقاء صامتة، وهي ستتابع مساعيها مع المجتمع الدولي لحل هذه الأزمة".

وحول اتفاقية التعاون التي جرى توقيعها بين تركيا والمملكة في مجال الصناعة العسكرية، قال نائب الرئيس التركي في حديثه للدكتور عادل الطريفي: "إنه ليس كافيا لتركيا والمملكة أن تكونا قويتين اقتصاديا، بل يجب أن تكونا قويتين عسكريا من أجل أمنهما وأمن المنطقة بأكملها. عندما حصلت أزمة قبرص في السبعينات، فرض المجتمع الدولي حظرا للسلاح على تركيا.. ما جعلنا نعاني لفترة في هذا المجال. ولهذا كان من المهم جدا لتركيا أن تطور صناعاتها العسكرية، وهو أمر يمكن أن تستفيد منه المملكة العربية السعودية أيضا. فيما يتعلق بصناعة السلاح، تقوم تركيا الآن بإنتاج عرباتها المدرعة ودباباتها وطائرات الاستكشاف الخاصة بها، كما تنتج الكثير من المواد الأخرى المتعلقة بأنظمة الاتصال. يمكننا التعاون مع المملكة في هذا المجال وزيادة التعاون القائم بين البلدين حاليا".
وحول التبادل التجاري بين تركيا والمملكة كشف نائب الرئيس التركي أن التبادل التجاري مع المملكة يبلغ حاليا نحو 7 مليارات دولار، وأضاف: "سنكون سعداء بزيادة هذا الرقم. الدولتان لديهما الإمكانات لتحقيق ذلك، ويمكنهما القيام بالمزيد لتطوير علاقاتهما التجارية. وتطور هذه العلاقة مفيد جدا لرجال الأعمال في البلدين، فهؤلاء لا يمكنهم أن يستثمروا في البلدين فحسب، بل يمكنهم أيضا أن يذهبوا معا إلى بلاد أخرى لإجراء استثمارات مشتركة".





[blockquote]

بكر بوزداغ .. رفيق درب أردوغان


news1.729485
بكر بوزداغ، محام وباحث تركي متخصص في علم الأديان، يعد من رفاق درب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، ولقد تخلى عن عمله في ميدان المحاماة والتحق بحزب العدالة والتنمية، وعمل في السياسة، بل تفرغ لها منذ نهاية عقد التسعينات.
ولد بوزداغ في مدينة آكداغ ميداني الصغيرة، في محافظة يوزغات بوسط هضبة الأناضول، يوم 1 أبريل (نيسان) 1965، والتحق بجامعة أولوداغ في مدينة بورصة، عاصمة تركيا القديمة، وحصل فيها على إجازة في الدراسات الدينية، ثم حصل من الجامعة ذاتها على درجة الماجستير في تاريخ الأديان، وفي ما بعد درس الحقوق في جامعة سلجوق بمدينة قونية، وتخرج فيها مجازا في الحقوق، ومن ثم مارس مهنة المحاماة لبعض الوقت قبل دخول المعترك السياسي.

بكر بوزداغ، وهو متزوج وأب لثلاثة أولاد، دخل البرلمان التركي لأول مرة عام 2002، وجدد انتخابه مرة ثانية فثالثة عامي 2007 و2011. وخلال لقاء مع صحيفة «الشرق الأوسط» قال إن حياته قبل السياسة اختلفت كثيرا عما بعدها؛ لأن السياسة أخذته من أي عمل آخر، ويتسلح بوزداغ بحديث نبوي هو «خير الناس أنفعهم للناس»، مضيفا: «بتنا الآن في منافسة وحيدة عنوانها خدمة الناس وبلادنا وأمتنا».

لا يحدد نائب رئيس الوزراء التركي كتَّابا معينين قرأ لهم أو تأثر بهم في صباه؛ ذلك أن المحامي السابق والمتخصص في الدراسات الدينية كان يقرأ كثيرا ولكتَّاب كثر، ويأخذ المعلومة من أي مصدر أتته طالما أن هذه المعلومة صحيحة، بغض النظر عن الميول السياسية أو الدينية لمن أعطاه هذه المعلومة، متقيدا وفق كلامه بالأثر: «اطلبوا العلم ولو في الصين».
وحقا، يبدي بوزداغ اهتماما كبيرا رغم انشغالاته السياسية، وبالشؤون الثقافية، ولا سيما في مجال الفنون الإسلامية، ولقد زار قبل فترة قصيرة مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية «إرسيكا» في إسطنبول.

من ناحية ثانية، يرى بوزداغ أن «كل ما يفعله أصحاب الآيديولوجيات هو أن يسعوا إلى إقناع الناس بأن آيديولوجيتهم صائبة، وبأنهم على حق»، وأردف: «أحب أن أكون حرا، وحريتي يجب أن تكون كاملة. لا أحب أن آخذ معلوماتي من مكان واحد. والناس الذين يؤمنون بالآيديولوجيا ليسوا أحرارا.. إنهم كمن يركب في مؤخرة القطار». وهكذا، بدا بوزداغ واثقا من أمر وحيد، هو أنه لا يحب «الآيديولوجيات» لأنها تسلب أرواح الناس وعقولهم وترسم لهم حدودا.
أما عن علاقته بالسعودية، فوصفها بأنها وطيدة، مشيرا إلى أنه زارها مرات عديدة، وإلى أنه «رئيس الجانب التركي في اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين»، ولهذا اختاره أردوغان ليكون الوزير المرافق للأمير سلمان.
[/blockquote]

font change