
في دراسة أمريكية حديثة أكدت أن تأثير العلماء والمشايخ السعوديين "المعتدلين" أعلى بكثير من نظرائهم الذين يتبنون أفكارا وأطروحات دينية "متشددة". وخلصت الدراسة الصادرة عن مركز "الدفاع عن الديمقراطيات"، إلى أن السعودية "نجحت في تطويق التطرف الإلكتروني"، واصفة في دراستها المكونة من 60 صفحة ذلك بأنه يدل على "فعالية الحلول التي اتخذتها الحكومة للحد من التشدد".
ووفقاً لما نقلته صحيفة الوطن السعودية فإن الفريق البحثي التابع للمركز قد بدأ منذ أبريل 2011 عمليات تجميع النصوص الدينية التي تعود لعدد من العلماء والمشايخ حيث بلغت 40 ألف "نص ديني" منشورة على شبكة الإنترنت، أصدرها عدد من العلماء كالشيخين عبدالعزيز بن باز ومحمد بن صالح العثيمين ، والشيخ صالح الفوزان، وعبدالله بن جبرين وعلي الخضيري وصالح اللحيدان وربيع المدخلي وغيرهم.
وتشير الدراسة إلى أنه تم الاستعانة ببرامج خاصة في تجميع هذا الكم الهائل عبر استخدام برامج إلكترونية خاصة، حيث تم تحليل هذه المواد بشكل "دقيق جداً"، كما تم رصد جميع التغريدات التي تتحدث عن أميركا والغرب.
ورغم اتساع جماهيرية شبكتي التواصل الاجتماعي "تويتر وفيسبوك"، فإن الدراسة الأميركية تكشف عن تفوق تأثير ما ينقل عن الشيخ ابن باز – مفتي السعودية الأسبق - على معظم المشايخ المغردين.
وقسمت الدراسة نقاشات المشايخ في الإنترنت عموماً إلى قضايا رئيسية وهي :"الممارسة الدينية اليومية للشعائر والتعاملات، والقضايا الاجتماعية، والسياسة الدولية، والقضايا الطائفية، والسياسة الداخلية، وقضايا الاقتصاد".
وبعد المقدمات التاريخية والتصنيفية، قالت الدراسة: إن المشايخ السعوديين حققوا نجاحا كبيرا في تطويع التقنية الحديثة من أجل قضاياهم وآرائهم. لكنها أكدت في المقابل أنهم "لم يتمكنوا حتى الآن من اختراق المجتمع الغربي"، على الرغم من الأرقام التي أشارت إلى اهتمام علماء الدين بالمحتوى الإنجليزي.
وأسفرت بحوث الدراسة عن حصر مواقع شخصية على الإنترنت تخص 94 عالما شرعيا، وركزت على المواقع التي يُحدّث محتواها باستمرار، والتي بلغت 30 موقعا بينها 20 موقعا باللغة العربية و10 بالإنجليزية، وأنتجت هذه المواقع خلال فترة الدراسة 2592 مادة، بينها 1752 بالعربية و840 بالإنجليزية. واختير من بين هذه المواد 500 مادة لتكون تحت البحث ضمن الأربعين ألف إدخال.
وحددت الدراسة العلماء والمشايخ الأكثر شعبية في إدخالات اللغة الإنجليزية وهم على التوالي عبدالرحمن السديس، وصالح اللحيدان، وسلمان العودة.
التغرير بالشباب خيانة
[caption id="attachment_55245006" align="alignleft" width="150"]

في سياق آخر اعتبر مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ زج الشباب لـ"الجهاد" بأنه نوع من أنواع الخيانة للأمة. يأتي ذلك في الذكرى العاشرة التي تمر بها السعودية لأحداث الإرهاب، وتفجيرات الحمراء في الرياض.
وخصص المفتي رئيس هيئة كبار العلماء، خطبة الجمعة التي ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبدالله أمس للحديث عن أنواع الخيانة. واعتبر أن زج الشباب للخروج للجهاد أحد الأمور التي ترجع عواقبها إليهم بالذل والهوان، وهو ما يدفعهم أن يستخدموا ويباعوا في تلك المواقع التي يزجون فيها، مضيفاً أن من أفتاهم بالخروج لم يدرك عواقب الأمور، وأن الخروج أو التنفير منهم أو إشاعة الأقاويل والأكاذيب التي تفرق بين الراعي والرعية من أنواع الخيانة.
وأكد آل الشيخ أن من أنواع الخيانة الاتصال بالقنوات المعلوم عداؤها للأمة وقيادتها ونقل الأخبار لهم، مبيناً أن وطن المسلمين أمانة في أعناق الأمة وأن الخيانة من الأخلاق الذميمة التي نهى الإسلام عنها لأنها تتسبب في قطع الصلات بين أفراد الأمة، وإضعاف الثقة بين أفراد المجتمع، وأنها من أخلاق المنافقين.