اختير الثلاثاء البرازيلي روبرتو أزيفيدو رسميا لتولي منصب مدير عام منظمة التجارة العالمية التي تضم 159 عضوا، ورحب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة باختيار أزيفيدو. وقال المفوض الأوروبي للتجارة كاريل دو غوشت
"باسم الاتحاد الأوروبي، أقدم تهاني المخلصة إلى السيد أزيفيدو. إن منظمة التجارة العالمية القوية تتطلب مديرا عاما قويا".
وأشار دو غوشت إلى مؤتمر بالي في ديسمبر (كانون الأول) المقبل قائلا إن العالم ينتظر "تحقيق نتائج بشأن تحرير التجارة والزراعة وبعض المسائل المتصلة بالتنمية".
وفي واشنطن، قال ممثل التجارة الخارجية الأميركي ديميتريوس مارانتيس في بيان إن "الولايات المتحدة سعيدة لكونها كانت جزءا من التوافق الذي أدى إلى تعيين روبرتو أزيفيدو مديرا عاما جديدا لمنظمة التجارة العالمية، نحن نتشوق للعمل معه ومع الدول الأعضاء لبناء منظمة قوية ومفيدة ومنتجة في السنوات المقبلة".
وقال دبلوماسيون إن بعض الدول كانت تفضل المرشح المكسيكي هيرمينيو بلانكو ميندوزا للمنصب، ولكنها لم تتمسك بموقفها بعد أن اتضح تمتع المرشح البرازيلي بتأييد دولي أكبر.
تحرير التجارة
منذ بدء سباق اختيار الرئيس الجديد لمنظمة التجارة العالمية في وقت سابق من العام الحالي كان المرشح البرازيلي أزيفيدو يعتبر مرشح الدول النامية.
وقد أمضى السنوات الخمس الأخيرة مندوبا دائما لبلاده في منظمة التجارة العالمية، حيث كان يدافع عن البرازيل في مواجهة اتهامها بتبني إجراءات حمائية تتعارض مع قواعد التجارة العالمية.
وقد شارك أزيفيدو في تسوية منظمة التجارة العالمية لنزاعات تجارية بشأن دعم القطن الأميركي والرسوم على عصير البرتقال إلى جانب دعم السكر في الاتحاد الأوروبي. وقد تعهد أزيفيدو بإحياء جولة الدوحة المجمدة من محادثات تحرير التجارة العالمية في حالة فوزه بالمنصب الدولي. وقال أزيفيدو في تسجيل لحملته الانتخابية: "ننظر إلى حالة الشلل التي تعانيها (مفاوضات التجارة الحرة) في جنيف بكثير من القلق".
وسيعين أزيفيدو (55 عاما) في منصبه رسميا الأسبوع المقبل خلال اجتماع عام لمجلس المنظمة مع الدول الأعضاء. وقال السفير الباكستاني شهيد بشير إن المرشح البرازيلي: "كان في الطليعة في كل مراحل" الاختيار.
وفي الجولة الثالثة والأخيرة من عملية الاختيار تنافس أزيفيدو (55 عاما) ممثل البرازيل في منظمة التجارة العالمية مع شخصية مهمة في التجارة العالمية هي المكسيكي ايرمينيو بلانكو (62 عاما) الذي كان كبير مفاوضي المكسيك للاتفاق التاريخي للتبادل الحر لأميركا الشمالية. وكانت عملية الاختيار بدأت قبل أربعة أشهر. وتقدم تسعة مرشحين لهذا المنصب. وقامت الترويكا بمشاورة الدول الأعضاء لعملية التصفية والإبقاء على المرشحين الذين يلقون تأييدا أكبر عدد من الدول. ورأى وزير التجارة والصناعة في جنوب أفريقيا أن تعيين أزيفيدو على رأس منظمة التجارة العالمية يدل على "انطلاقة جديدة". وقال الوزير روب ديفيس لوكالة الصحافة الفرنسية: "إننا مسرورون جدا، نعتقد أنه سيقدم بعض الصفات المهمة. إنه شخص مطلع جدا وبليغ جدا ومتمرس مهنيا". ولفت ديفيس في معرض الإشارة إلى "العلاقات بين مختلف الاقتصادات والتغييرات في الاقتصاد العالمي وانعكاس الأزمة"، إلى أن "كل هذه المسائل لن تختفي في القريب العاجل، والعمل سيكون شاقا لأي كان يتحمل المسؤولية".
دور الدول الناشئة
وكان المحللون اعتبروا أن اختيار البرازيلي روبرتو أزيفيدو لتولي رئاسة منظمة التجارة العالمية في جنيف بمثابة إشارة إلى الدور المتنامي للدول الناشئة. وينظر إلى هذا الاختيار أيضا على أنه بصيص أمل بالنسبة إلى الخروج من مأزق المفاوضات التجارية في دورة الدوحة المتوقفة منذ 2001، وقد يوفر بذلك تسهيلات جديدة للتنمية في دول الجنوب. وقال كيفن غالاغر من جامعة بوسطن الخبير في العولمة والتنمية: "إنه خيار مهم من الناحية الرمزية ولأسباب تكتيكية معا". وأضاف غالاغر: "بما أن منظمة التجارة العالمية تعمل على قاعدة لكل دولة صوت واحد، فإن الغربيين الذين يواجهون هذا الخيار يأملون أن يؤدي خيار ملائم للبرازيل إلى دعم دول بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) وأسواق أخرى ناشئة ونامية". ويتعين على البرازيل الآن أن تتأكد لدى الغربيين من أن "أول نقطة في جولة المفاوضات الجديدة ستتعلق بإلغاء السياسات غير السوية في الدول الصناعية مثل المساعدات الزراعية على سبيل المثال"، كما أضاف هذا الخبير الأميركي.
[blockquote]كان أزيفيدو أشار في مقابلة مؤخرا أجراها مع وكالة "الصحافة الفرنسية" إلى أن النظام التجاري المتعدد الأطراف تعرض للإضعاف بفعل تعثر المفاوضات. وقال أيضا: "الأمر يتعلق بإعادة النظام المتطابق مع عالم اليوم، الطريقة الوحيدة لبلوغه هي تشجيع التجارة وتحرير التبادل على أساس أنهما مكونان أساسيان لسياسات التنمية". وأضاف: لن نتوصل إلى ذلك ما دمنا لم نطلق سراح النظام، داعيا إلى مزيد من المرونة من جانب كل الأطراف. [/blockquote]
وأعلن جيك كولفين نائب رئيس مجلس التجارة الخارجية في الولايات المتحدة قائلا: إننا معجبون بخبرته الواسعة ومعرفته الدقيقة للمؤسسات التجارية الدولية وعملها والاهتمام الذي أولاه للتوصل إلى تفاهم في جنيف.
وأضاف كولفين أن "المدير الجديد لمنظمة التجارة العالمية سيواجه تحديين اثنين، أي تحضير الأعضاء بهدف التوصل إلى تحقيق نجاح في المؤتمر الوزاري في ديسمبر في بالي بإندونيسيا، والتوصل إلى تفاهم على جدول أعمال أوسع بهدف تحديث القواعد التجارية في عصر الاقتصاد الرقمي".
وعلقت صحيفة "هاندلزتسايتونغ" الاقتصادية السويسرية على ذلك بالقول: الغربيون هم الذين نظموا منظمة التجارة العالمية لسنوات طويلة. وهذا دور الدول الناشئة لتحفيز النمو. ورأت صحيفة "وول ستريت جورنال" من جهتها أن أزيفيدو معروف بمهاراته كمفاوض، إنه يأمل إخراج منظمة التجارة العالمية من قلة هشاشة مكانتها".
سيرة ومسيرة
ولد روبرتو كارفالهو دي أزيفيدو في 3 أكتوبر (تشرين الأول) 1957 بولاية باهيا، وهي واحدة من الولايات السبع والعشرين الفيدرالية البرازيلية، تقع في الشمال الشرقي للبرازيل وتعبر الولاية الأكثر اتصالا بالولايات الأخرى.
وأزيفيدو متزوج وأب لابنتين، ويجيد بطلاقة اللغات الرسمية الثلاث لمنظمة التجارة العالمية: الإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية، فضلا عن لغة بلاده البرتغالية.
وتخرج المدير العام الجديد لمنظمة التجارة العالمية من جامعة برازيليا ودرس الهندسة الكهربائية والعلاقات الدولية في معهد ريو برانكو، وحصل أيضا على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة شيكاغو.
انضم أزيفيدو إلى السلك الدبلوماسي البرازيلي في عام 1984، وعمل في السفارات البرازيلية في واشنطن (1988 - 1991). ومونتيفيديو (1992 - 1994) وكان عضو البعثة الدائمة البرازيلي في جنيف (1997 - 2001).
وقد تقلد المناصب التالية في البرازيل:
1995 - 1996: نائب رئيس هيئة الدولة للشؤون الاقتصادية وزير الخارجية.
2001 - 2005 : ممثل بلاده وحدة تسوية المنازعات.
2005 - 2006 : مدير إدارة الشؤون الاقتصادية.
2006 - 2008 : نائب وزير الشؤون الاقتصادية والتكنولوجية.
ومنذ عام 2008 مثل أزيفيدو البرازيل في جنيف بمنظمات اقتصادية مختلفة، بما في ذلك منظمة التجارة العالمية.
أهداف منظمة التجارة العالمية
[caption id="attachment_55244963" align="alignleft" width="150"] شعار منظمة التجارة[/caption]
على الرغم من أن منظمة التجارة العالمية ما زالت حديثة حيث أنشئت عام 1995، فإن الـ20 عاما الماضية شهدت نموا استثنائيا في التجارة العالمية، فقد زادت صادرات البضائع بمعدل 6% سنويا وساعدت المنظمة على إنشاء نظام تجاري قوي ومزدهر مما ساهم في نمو غير مسبوق.
وأصبحت منظمة التجارة العالمية المنظمة العالمية الوحيدة المختصة بالقوانين الدولية المعنية بالتجارة ما بين الأمم، ومهمتها الأساسية ضمان انسياب التجارة بأكبر قدر من السلاسة واليسر والحرية.
ولكن يبقى العمل الأساسي لمنظمة التجارة العالمية هو المساعدة في سريان وتدفق التجارة بسلاسة وبصورة متوقعة وبحرية. وتقوم المنظمة بذلك عن طريق:
• إدارة الاتفاقيات الخاصة بالتجارة.
• الوجود كمنتدى للمفاوضات المتعلقة بالتجارة.
• فض المنازعات المتعلقة بالتجارة.
• مراجعة السياسيات القومية المتعلقة بالتجارة.
• مساعدة الدول النامية في المواضيع المتعلقة بالسياسات التجارية من خلال المساعدات التكنولوجية وبرامج التدريب.
• التعاون مع المنظمات الدولية الأخرى.
ومن أهم الأهداف التي تسعى إليها المنظمة:
• إقامة عالم اقتصادي يسوده الرخاء والسلام، فالمستهلك والمنتج كلاهما يعلم إمكان التمتع بضمان الإمداد المستمر بالسلع مع ضمان اختيار أوسع من المنتجات تامة الصنع ومكوناتها وموادها الخام وكذلك بخدمات إنتاجها. وبذلك يضمن كل من المنتجين والمصدرين أن الأسواق الخارجية ستظل مفتوحة دائما لهم.
• نشوء عالم اقتصادي مزدهر يتمتع بالسلام ومسؤول بصورة أكبر.
• يتم بصورة نموذجية اتخاذ القرارات في منظمة التجارة العالمية بإجماع الدول الأعضاء ويتم التصديق عليها بواسطة برلمانات الدول الأعضاء. ويتم الاعتراض بخصوص الخلافات التجارية عن طريق آلية فض المنازعات الخاصة بمنظمة التجارة العالمية، حيث يتم التركيز على تفسير الاتفاقيات والتعهدات وكيفية ضمان التزام السياسات التجارية للدول بهما. وبهذه الطريقة تنخفض مخاطر أن تمتد الخلافات إلى نزاعات سياسية أو عسكرية. وبخفض الحواجز التجارية فإن نظام منظمة التجارة العالمية يزيل أيضا الحواجز الأخرى بين الأفراد والدول.
• توفير الحماية المناسبة للسوق الدولي ليلائم مختلف مستويات المعيشة والتنمية.
• إيجاد وضع تنافسي دولي للتجارة يعتمد على الكفاءة الاقتصادية في تخصص الموارد.
• تحقيق التوظيف الكامل لموارد العالم.