افتتح الأمير محمد بن نايف مساء أمس الأول مركز (محمد بن نايف للمناصحة والرعاية)[/caption]
وفي هذا السياق جاءت جهود المملكة العربية السعودية في المواجهة الفكرية للإرهاب التي لاقت إشادة عربية ودولية، حيث افتتح أمس الأول صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ـ وزير الداخلية ـ مباني ومنشآت مركز (محمد بن نايف للمناصحة والرعاية) في الرياض والتي تم إنشاؤها ضمن خطة مرحلية تشمل إنشاء خمسة مراكز دائمة للمناصحة والرعاية بالمملكة، وتم استكمال إنشاء مركزين منها في كل من الرياض ومحافظة جدة وتجهيزها لاستقبال المستفيدين منهما.
وتفقّد الأمير محمد منشآت ومرافق المركز المكونة من 12 مبنى تم إقامتها على مساحة إجمالية 134.464 متر مربع، وتضم استراحات المستفيدين من برامج المناصحة والرعاية والمرافق المخصصة لاستقبال زوّارهم، بالإضافة إلى قاعة المحاضرات، والفصول الدراسية ومعامل اللغات، والورشة المهنية، والمنشآت الرياضية، والعيادة الطبية.كما اطلع على مرافق الخدمات الخاصة بالمركز والتي تشمل مباني وتجهيزات المطبخ المركزي ومغسلة الملابس.
وقد تابع الأمير محمد في حفل الافتتاح الذي أقيم بهذه المناسبة عرضاً شاملاً عن مراحل تنفيذ مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير القطاعات الأمنية الجاري تنفيذه والذي يشمل إنشاء وتجهيز مباني ومراكز ومرافق كافة القطاعات الأمنية، والمستشفيات والمستوصفات الطبية، ومنشآت السجون العامة.
وأوضح مدير مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية اللواء سعيد البيشي، أن عدد القائمين على المركز نحو 220 من الأكاديميين في الأقسام الشرعية والنفسية والاقتصادية والسياسية، يتم اختيارهم بواسطة لجنة من الجامعات السعودية لتحديد مكامن الخلل لدى المستفيدين. وأشار إلى أن المركز استحدث برنامجاً آخر بعنوان: «تجربتي»، يتحدث فيه أحد خريجي المركز للمستفيدين عن تجربته في مناطق الصراع والفتن، ويبيّن لهم الأسلوب الخاطئ الذي غرّر به. وقال البيشي إن المناصحة نوعان، الأولى وقائية وتستهدف بعض الأشخاص أو الأسر من خارج السجن، والأخرى علاجية وتستهدف الموقوفين في السجون لتصحيح الشبهات الدينية الخاطئة التي ربما استندوا إليها من مصادر «نكرة» أو من «الإنترنت». وأشار إلى أن من الأهداف التي يعملون عليها معالجة الفكر بالفكر، والإقناع والحوار، وحقوق الإنسان، ومدة البرنامج للمستفيد ثلاثة أشهر، وفي حال عدم استجابته يخضع لبرنامج مكثف مدته ثلاثة أشهر إضافية.
41 جنسية مستفيدة
وأضاف: أن هناك أكثر من 41 جنسية مستفيدة من مراكز المناصحة، لافتاً إلى أن برنامج المناصحة نفذ نحو 8916 جلسة مناصحة داخل السجون، و95 دورة علمية استفاد منها 1499 موقوفا.
وأوضح أن المركز خرج 2336 مستفيدا خلال فترة إنشائه، لافتاً إلى أن المنتكسين يشكلون ما نسبته 10 في المائة من المستفيدين من المراكز بعد خروجهم، و90 في المائة بالنسبة لنجاح برامج المناصحة، موضحاً أنه سيتم تطبيق برنامج المناصحة الخارجي في منطقة شرورة خلال الفترة المقبلة، وذلك بعد نجاح البرنامج في أكثر من 13 محافظة، تكلل ذلك ندوات ومحاضرات ومسابقات وتوزيع هدايا وكتيبات ونشرات مطويات توعوية ، وشارك فيه نحو 50 داعية وطالب علم وأكاديميا.
[caption id="attachment_55244128" align="alignleft" width="300"]
جانب من الوحدات السكنية لمركز المناصحة [/caption]
وبين البيشي أن مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية أنشئ بتاريخ 1427/10/12هـ بتوجيه من الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، وزير الداخلية، ويعتبر المركز مؤسسة إصلاحية تربوية تعنى بتنمية المهارات المعرفية والسلوكية من خلال مجموعة من البرامج التي يقوم عليها نخبة من أصحاب العلم والخبرة في التخصصات العلمية المتنوعة.
ويهدف المركز إلى أن يكون أُنموذجاً عالمياً لتحقيق الأمن الفكري، المرتكز على وسطية الإسلام وتعزيز روح الانتماء الوطني، وأن يحقق الأمن الفكري، وهي الرسالة التي ينشدها المركز وصولاً إلى مجتمع يطبق الوسيطة والاعتدال فكراً وسلوكاً، والإسهام في جهود الوقاية من الأفكار المنحرفة وإصلاح الفئات التي وقعت في براثنها من خلال برامج علمية وعملية متخصصة. الحالة هم الوالدان أو أحدهما أو الأشقاء، ويقوم على البرنامج نساء ورجال في تخصصات نفسية واجتماعية وشرعية، لافتاً إلى أن هناك 11 امرأة استفادت من برنامج المناصحة السنوي بواقع 71 جلسة، كذلك المناصحة الإلكترونية".
تحذير من التبرعات غير المصرحة
وفي سياق آخر أكدت وزارة الداخلية أن حملة خادم الحرمين الشريفين لنصرة الأشقاء في سوريا لا زالت مستمرة، وشددت في ذات الوقت على أهمية عدم الانسياق للدعوة لجمع التبرعات غير المصرحة رسميا، لما قد يترتب عليها من عمليات نصب واحتيال أو الضياع أو وصول تلك الأموال لجهات مشبوهة. وأوضحت في بيان لها، أنه تم تخصيص وتهيئة مواقع من قبل إمارات المناطق لاستقبال التبرعات العينية، مشيرة إلى أنه يمكن للمواطنين والمقيمين كذلك تسليم تبرعاتهم لهيئة الهلال الأحمر السعودي أو رابطة العالم الإسلامي أو هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، كونها الجهات الرسمية المخولة بتقديم المساعدات للشعب السوري المتضرر. ولفتت وزارة الداخلية الانتباه إلى أن إمارات المناطق رصدت قيام عدد من المواطنين والمقيمين بالدعوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لجمع التبرعات العينية وتجهيز المواقع في عدد من المساجد وغيرها من الأماكن وتخصيص شاحنات لتلك التبرعات بهدف إيصالها للاجئين السوريين في كل من الأردن ولبنان وتركيا، دون إذن رسمي.
