مهرجان الجنادرية .. روح الصحراء، ومسيرة العطاء

مهرجان الجنادرية .. روح الصحراء، ومسيرة العطاء

[caption id="attachment_55243921" align="aligncenter" width="620"]روح الماضي.. وآفاق الحاضر روح الماضي.. وآفاق الحاضر[/caption]

خلال 27 عاماً مضت من عمر المهرجان قدمت الجنادرية أجمل لوحة تراثية على أرض مساحتها أكثر من 2 مليون متر مربع، اختزلت في مضامينها تراث وعراقة ابن المملكة منذ أن توحدت أركان الوطن على يدّ الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - ،حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -.

يتواصل العطاء الثقافي مكتسيًا في كل عام حلة جديدة ورؤية متميزة يقف خلفها صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة فقدم المهرجان سنوياً نماذج متنوعة من المشاركات والأفكار والرؤى التي عكست حرص الدولة على تطوير فعاليات هذا النشاط الثقافي التراثي والارتقاء بمفهومه الحضاري.

ويعد سباق الهجن من الفعاليات الأساسية في مهرجان الجنادرية، وتحولت على مر السنين من منافسة تقليدية بسيطة إلى منافسة رياضية قوية، تعد من أكثر الرياضات التي تجتذب الشباب الخليجي بشكل عام والسعوديين على وجه الخصوص، ويصل عدد المشاركين في السباق إلى نحو 1200 مشارك لكل الأشواط، بزيادة سنوية تقدر بنحو 10% سواء كانت هجن الجزيرة العربية أو الهجن المهجنة أو الهجن السودانية.
[caption id="attachment_55243922" align="alignleft" width="300"]سباق الهجن من أشهر فعاليات مهرجان الجنادرية سباق الهجن من أشهر فعاليات مهرجان الجنادرية[/caption]
وعلى مدى 27 عامًا شهدت أرض الجنادرية زيارة الملايين من محبي التراث، والراغبين في معرفة الحرف اليدوية القديمة التي وصلت إلى ما يقارب من 300 حرفة، والاستمتاع بألوان الفنون الشعبية التي تقدمها أكثر من 20 فرقة محلية، إلى جانب الإطلاع على معروضات أكثر من 60 جهة حكومية وخاصة، والمشاركات الخليجية التراثية، في لوحات فنية مختلفة تبرز عمق الرسالة الثقافية بين الماضي المشع والحاضر بكل تجلياته.

وبين جنبات منطقة الجنادرية يضج المكان بكل الألوان الزاهية لمختلف مناطق المملكة، حيث تتفنن كل منطقة في عرض منتجاتها، وأكلاتها، وملابسها، وحرفها اليدوية، إلى جانب استعراض فني ممتع للرقصات والعرضات الشعبية المشهورة في كافة أنحاء المملكة، والتي تتميز فيها كل منطقة عن الأخرى.
وثقافيًا، نظم المهرجان ما يقارب 78 محاضرة، و229 ندوة ثقافية، و56 أمسية شعرية، شارك فيها أكثر من 5000 أديب ومفكر من داخل المملكة وخارجها، ناهيك عن طباعة 349 كتابًا أبزرت تاريخ المملكة وتراثها العريق ووزعت بالمجان على الزوار، وبلورة فعاليات مهرجان الجنادرية وأنشطته المختلفة في نشرة إعلامية تثقيفية تصدر يوميًا من أرض المهرجان، لتجعل المتابع على إطلاع بتفاصيل الحدث المتنوعة.

[caption id="attachment_55243923" align="alignleft" width="300"]نماذج من الحرف اليدوية نماذج من الحرف اليدوية[/caption]

الصين ... ضيف الشرف




وامتداداً للتقليد الثقافي الذي ينتهجه المهرجان في استضافة دولة شقيقة أو صديقة كضيف شرف، تشارك جمهورية الصين الشعبية في المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الثامنة والعشرين كضيف شرف هذا العام حيث سيتعرف الزائر على الثقافة الصينية من خلال العروض التي ستقدم في الجناح الصيني وسيتيح الجناح فرص غنية للتعرف على ثقافة هذه الدولة الصديقة.

وعبر المسؤولون الصينيون عن كبير اهتمامهم بمشاركة الصين في الدورة ال28 بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة عام 2013 كدولة ضيف الشرف والتي ستتيح فرص تعزيز التواصل الثقافي والتبادل الودي بين البلدين، حيث تم تنظيم الأعمال التحضيرية، وسيشارك الجناح الصيني ليظهر الحضارة الصينية المتألقة من خلال العروض داخل وخارج الجناح والندوة الخاصة حول العلاقة الثقافية الصينية السعودية وغيرها من الفعاليات، ولتشارك الصين حضارتها الباهرة مع العالم عن طريق فعاليات التواصل الثقافي.

ويحتوي الجناح البالغ 2000 متر مربع على ثلاثة أجزاء على إمداد اتجاه الزيارة ليجسد موضوعات «خلق الحضارة» و«المشاركة الحضارية» و» التبادل الحضاري « ويقسم المعرض إلى اربعة فصول «عالم المطرزات الحريرية» و«تذوق العذوبة والعتيق» و «أرض التأديب والتهذيب» و«تخطي العصور والقرون» ليظهر من خلالها سحر الحضارة الصينية التقليدية، ومصدر ثقافة الطريق الحريري بين الصين والسعودية، وروعة الحضارة الصينية الحديثة، وتنمية الثقافة الإسلامية في الصين، والتبادل الودي بين البلدين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 22 سنة بصورة معبرة، استعانة بأساليب العرض المتعدد التي تضم الطرق التقليدية والتكنولوجيا الحديثة، بالإضافة إلى المعرض داخل الجناح هناك عروض فنية رائعة في الهواء الطلق، بما فيها رقصات التنين والأسد وتاي جي، وكونغ فو وغيرها من العروض المتميزة، وفي الوقت نفسه، سيعقد الجناح « يوم الثقافة الصينية» الخاص مثل يوم شرب الشاي ويوم الفن الخزفي ويوم أزياء قومية الهان ويوم خط اليد ويوم تاجي وغيرها والإبداع التشكيلي المشترك بين الفنانين من الصين والسعودية، مهتما بمشاركة المشاهدين وتجاوبهم في النشاطات علاوة عن تلاحم الثقافة الصينية والثقافة السعودية.


[blockquote]



الجنادرية.. تلاحم وانتماء



F1 (Copy)
يسعى المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية إلى ترسيخ وتعزيز الأهداف التالية:
1ـ التأكيد على القيم الدينية والاجتماعية التي تمتد جذورها في أعماق التاريخ لتصور البطولات الإسلامية لاسترجاع العادات والتقاليد الحميدة التي حث عليها الدين الإسلامي الحنيف.
2ـ إيجاد صيغة للتلاحم بين الموروث الشعبي بجميع جوانبه وبين الانجازات الحضارية التي تعيشها المملكة العربية السعودية والعمل على إزالة الحواجز الوهمية بين الإبداع الأدبي والفني وبين الموروث الشعبي.
3ـ تشجيع اكتشاف التراث الشعبي وبلورته بالصياغة والتوظيف في أعمال أدبية وفنية ناجحة.
4ـ الحث على الاهتمام بالتراث الشعبي ورعايته وصقله والتعهد بحفظه من الضياع وحمايته من الإهمال.
5ـ العمل على صقل قيم الموروث الشعبي ليدفع برموزه إلى واجهة المخيلة الإبداعية ليكون في متناول المبدعين خيارات من موروثاتهم الفنية بألوان الفن والأدب.
6ـ تشجيع دراسة التراث للاستفادة من كنوز الايجابيات كالصبر وتحمل المسئولية والاعتماد على الذات لتدعيمها والبحث في وسائل الاستغلال الأمثل لمصادر البيئة المختلفة.
7ـ العمل على التعريف بالموروث الشعبي بواسطة تمثيل الأدوار والاعتماد على المحسوس حتى تكون الصورة أوضح وأعمق، وإعطاء صورة حية عن الماضي بكل معانية الثقافية والفنية.

[/blockquote]



الإسلام السياسي على طاولة الجنادرية




كما ينطلق يوم غد الخميس النشاط الثقافي المصاحب للمهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية في دورته الـ(28)، بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالرياض، بندوة تتناول : (السعودية والتوازن الدولي)، والتي تناقش قضايا الإسلام - الطاقة - السلام، ويديرها الدكتور عبدالرحمن الشبيلي، ويشارك فيها كل من الدكتور خوزيه ثابتيرو (من إسبانيا)، والدكتور فرانسيس لاماند (من إسبانيا)، والدكتور نزار عبيد مدني، والدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي (من المملكة)، والسيد باتريك سيل (من بريطانيا)، ويناقش البرنامج الثقافي يوم الجمعة موضوع «القضايا العربية في البرامج الحوارية السياسية (الموضوعية.. المصداقية.. المهنية)»، وذلك في ندوتين يشارك في الأولى كل من: قينان الغامدي، والدكتور سعود كاتب (من المملكة)، وعلي حمادة، وبولا يعقوبيان (من لبنان)، وحسن معوض (من مصر)، فيما يديرها الدكتور فهد الطياش. ويشارك في الندوة الثانية للقضايا العربية في البرامج الحوارية، كل من: محمد ناصر السنعوسي (من الكويت)، والدكتور علي شويل القرني، والدكتور عبدالملك الشلهوب (من المملكة)، ومرسيل غانم (من لبنان)، ويديرها الدكتور محمد رضا نصرالله.
[caption id="attachment_55243928" align="alignleft" width="174"]قرية الجنادرية قرية الجنادرية[/caption]
ولأن موضوع الإسلام السياسي وحركاته، أصبح موضوع الساعة، نظراً لتطورات الربيع العربي وأحداثه، خصص المهرجان الوطني للتراث والثقافة لهذا الموضوع ندوتين علميتين، يناقش من خلالها قضايا حركات الإسلام السياسي من خلال التغيرات التي طرأت عليها، والإنجازات التي حققتها من خلال وصول بعضها إلى السلطة في بعض البلدان العربية كمصر وتونس وليبيا، إضافة إلى دخولها على الخط في كثير من القضايا السياسية وفرض سيطرتها على البرلمانات والمجالس المختلفة في بعض الدول كالمغرب والأردن والكويت والبحرين وغيرها، فإن القضية لابد أن تكون محل نقاش ودراسة واهتمام.

الندوة الأولى لهذا الموضوع بعنوان: «حركات الإسلام السياسي: الثابت والمتحول في الرؤية والخطاب»، بإدارة الدكتور محمد الحلوة، وبمشاركة كل من: الدكتور سعيد حارب (من الإمارات)، والدكتور ضياء رشوان، والدكتور عبدالرحيم علي (من مصر)، والدكتور عبدالحميد الأنصاري (من قطر)، والدكتور عبدالله البريدي (من المملكة).
فيما يشارك في الندوة الثانية التي تحمل نفس الموضوع: «حركات الإسلام السياسي: الثابت والمتحول في الرؤية والخطاب»، كل من: الدكتور علي السمان، والدكتور سعدالدين إبراهيم (من مصر)، والدكتور عبدالرحمن الزنيدي (من المملكة)، والدكتور رشيد الخيون (من العراق)، ويديرها الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري.

كما يناقش المشاركون في المهرجان الوطني للتراث والثقافة، في ندوتين موضوع «حركة التنوير في الوطن العربي.. وإخفاق النهضة»، حيث يشارك في الندوة الأولى كل من: الدكتور سعيد بنسعيد العلوي (من المغرب)، والدكتور محمد الدحيم، والدكتور يوسف مكي (من المملكة)، وهاشم صالح (من سوريا).
فيما يشارك في الندوة الثانية كل من: الدكتور فتحي التريكي (من تونس)، والدكتور سعيد السريحي، والدكتور سليمان الضحيان (من المملكة)، والأستاذ علي حرب (من لبنان)، والدكتور عبدالله السيد ولد أباه (موريتانيا).

ويأتي مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة متواكباً مع روح العصر، محافظاً على أصالته، يجمع بين جنابته تراث الأجداد، ومآثرهم، وفي ندواته سجالات العصر وتحدياته.
font change