
سلوى الهزاع التي اختارتها مجلة فوربس العالمية كواحدة من" أقوى النساء العربيات تأثيراً لعام 2005"، قالت في لقاء خاص مع "المجلة" إن المرأة السعودية وصلت بقرار سياسي، مؤكدة أن الاختيار لو كان بالانتخابات، فلن تصل المرأة للشورى، لأن "مجتمعنا ككل المجتمعات العربية مجتمع ذكوري".
وأكدت الهزاع أن قرار خادم الحرمين الشريفين بإشراك 30 سيدة في عضوية مجلس الشورى في دورته الحالية، سيعجل في حل القضايا الخاصة في الأسرة، موضحة أن "الأحوال الشخصية للمرأة والقضاء على البطالة، ستكون على رأس الأولويات" .، وفيما يلي نص الحوار:
* في البداية، ماذا يمثل لك تعيينك عضواً في مجلس الشورى؟
ـ أولاً لا بد من شكر خادم الحرمين الشريفين، الذي جعل من المرأة السعودية عضوا فعالا في مجلس الشورى، وكما يعلم الجميع فالنساء الآن يمثلن 20 في المائة من الرجال في مجلس الشورى، وهذا لم يسبق لأي دولة سوى في دول الخليج أو الدول الغربية أن وصل لمثل هذا الرقم، وهو إعطاء المرأة حقها حقوقياً وسياسيا، وليس الهدف منه المساواة مع الرجل.
* كيف ترين قرار خادم الحرمين الشريفين بإشراك المرأة في عضوية مجلس الشورى والانتخابات البلدية؟
ـ كل القرارات جاءت بأمر ملكي، وبمشورة علماء الدين، وهذا عمل جبار، فالملك، حفظه الله، أوفى بوعده كون المرأة نصف المجتمع، وكون خادم الحرمين الشريفين أدخل المرأة في مجلس الشورى لأول مرة في تاريخ السعودية، فهذا يعتبر تفعيلاً لنصف المجتمع، وهذا يكون تنمية للوطن وليس للمرأة فقط، بل للأسرة السعودية، وهناك قضايا كثيرة معلقة بالأسرة، على الرغم من أن أعضاء مجلس الشورى كانوا يستشيرون المستشارات من النساء في مجلس الشورى، لكن للأسف لم يكن لهن حق التصويت، فهذا القرار سيعجل في حل القضايا المعرقلة والمعلقة الخاصة في الأسرة.
الآن دخول المرأة لمجلس الشورى أصبح مثبتا وبقرار ملكي، فالمجتمع سيتقبل، ويعرف أن المرأة السعودية قادرة على المشاركة في صنع القرار، وتتحمل المسؤولية مثلها مثل الرجل للنهوض بمسؤوليات الوطن.
* هل ستكون قضايا المرأة السعودية وهمومها نصب أعينكن، ومحط أولوياتكن؟
ـ لا بد من الاستفادة من المرأة في جميع المجالات، وليست فقط في قضايا المرأة، ولكن بإذن الله نستطيع تحريك عجلة قضايا الأسرة الذي سيكون من أولويتي أنا وكثير من (السيدات) الأعضاء، فألويتنا الأحوال الشخصية للمرأة والقضاء على البطالة، وسيكون لنا لمسة خاصة في الدورة القادمة.
[caption id="attachment_55242765" align="alignleft" width="300"]

* في رأيك ما هي العوائق، التي من ممكن أن تعرقل مهام المرأة في مجلس الشورى؟
ـ نحن في مجتمع سعودي محافظ، ولنا ثوابت راسخة، فمشاركة المرأة في مجلس الشورى يعد أمراً جديداً على المجتمع السعودي المحافظ، ونحن الرواد سنكون تحت المجهر، وخلال الأربع سنوات القادمة إذا لم نقدم عملا إيجابيا، من ممكن أن يؤثر هذا على من بعدنا، ولكن المفارقة أنه إذا قصر عضو من الرجال في مجلس الشورى، فسيقولون (العضو فلان قصر)، أما نحن إذا قصرنا في عملنا، فسيقولون المرأة السعودية قصرت.
لكن أؤكد، أن العوائق لن تأتي من مجلس الشورى، ولكن ستأتي من أناس يعتقدون أن دور المرأة في البيت والمطبخ فقط.
* اشتغلت مستشارة سابقة في مجلس الشورى، حدثينا عن هذه التجربة؟
ـ بكل أمانة، عندما كنت مستشارة في المجلس في أول دورة له، كان عملي كمستشارة غير معلن، ولم يهمني هذا الأمر، وكان هدفي الوحيد خدمة الوطن، وأن أؤدي رسالة، وكان هذا في عام 2002، وفعلاً استطعت بجهدى وعلاقاتي، إعطاء الصورة المشرفة للمرأة السعودية، إضافة إلى استقبالي لوفود أجنبية نسائية من الدول الأخرى كانت تزور المجلس.
* حدث جدل داخل المجتمع تجاه مشاركة المرأة في مجلس الشورى.. ما هو موقفك، وما هي رسالتك للأصوات التي ترفض دخول المرأة في مجلس الشورى بتبريرات دينية أو اجتماعية؟.
ـ عندما اخترنا في مجلس الشورى، كل واحدة منا كانت في محل قيادي في مجال عملها، لم نؤخذ من بيوتنا وأزواجنا، وكل من عمل في مجلس الشورى يريد الاستفادة من خبراتنا في مجال عملنا، وفي عطائنا، فقرار خادم الحرمين تبلور تحت قبة مجلس الشورى، للاستفادة منا علمياً وعملياً.
* منح المرأة فرصة النجاح، هل يلزمه قرار سياسي أم قرار اجتماعي؟
ـ من وجهة نظري أعتبره قرارا سياسيا، فالمرأة السعودية اقتحمت جميع المجالات بدون استثناء، بل وشرفتنا في جميع المحافل، إذاً هو قرار سياسي يرفع من دور المملكة العربية السعودية، والمرأة السعودية قادرة على أن تشارك تنموياً وسياسياً وحقوقياً في صنع القرار.
* المرأة السعودية في مجلس الشورى، نالت فرصة أكبر من نظيراتها في الخليج وبعض الدول العربية، إلى أي شيء تعزين ذلك؟
ـ نسبة مشاركة المرأة السعودي في مجلس الشورى أعلى من بعض الدول الغربية والدول العربية، ولكن لو لم يكن القرار من الملك، وكان انتخابا فلن نصل لهذا الرقم، لأننا كباقي المجتمعات الخليجية والعربية يعتبر المجتمع ذكوريا، وتعتبر أقلية في كل هذه المجتمعات ليس بالعدد بل في المعاملة.
* هل ترين في العادات والتقاليد السعودية، عاملاً يحد من فاعلية النشاط النسائي في السعودية؟
ـ لا بد من احترام العادات والتقاليد فأنا من بريدة، والعادات والتقاليد كانت من أكبر العوائق لي في مسيرتي، ومع ذلك احترم العادات والتقاليد، ولكن صعب أن تغير الإنسان بين يوم وليلة، وخلال عشرين عاما استطعت أن أغير رأي عائلتي، وأنا متأكدة أنه خلال دورة المجلس الشورى القادمة ستحصل لنا عوائق، لكن لن تكون سلبية في طريقنا، وسنتكاتف بيننا لنبين أن دخولنا للشورى هو لتمثيل نصف المجتمع، وليس لمنافسة الرجل أو لإرضاء الدول الغربية.
* ما رسالتك للمرأة السعودية اليوم؟
ـ رسالتي للمرأة السعودية: نحن الأقلية مثل باقي دول العالم، أقول لها عاملي الرجل مثل شقيقك، فإذا حصلتِ على منصب أعلى منه، فعامليه كشقيق وليس كمنافس لك، ودائماً ركزي على المستقبل، ويجب أن تتقيدي بالشريعة الإسلامية، بغض النظر عمن يقول اختلاط، فأنا اختلاطي لمصلحة ومنفعة الوطن ، فإذا ألتزمت المرأة التعاليم الإسلامية، فسيكون لك اكبر رسالة، وهناك تقاليد لا تمت للإسلام بصلة، ولكن كوننا في المملكة العربية السعودية لابد من احترامها، وكثيرا من الأوقات تكون عائقا، فلا بد أن تعرفي هذه العوائق، وتعرفي بجهدك كيف تسيطرين عليها.