أشرف الخولي: واجبنا تنفيذ المهام والإشراف على الاستفتاء

أشرف الخولي: واجبنا تنفيذ المهام والإشراف على الاستفتاء

[caption id="attachment_55240739" align="aligncenter" width="620"]سفير مصر لدى المملكة المتحدة أشرف الخولي سفير مصر لدى المملكة المتحدة أشرف الخولي[/caption]



في باكورة نشاطه كأول سفير لمصر في المملكة المتحدة بعد الثورة التقى أشرف الخولي عدداً كبيراً من رموز ونخب الجالية المصرية التي تشكل أهم الكنوز المصرية بالخارج للتعارف والاتفاق على التعاون بين البعثة الدبلوماسية المصرية والجالية والتواصل معهم وكان في مقدمة الحضور قداسة الانبا انجليوس اسقف الكنيسة المصرية والانبا انطونيوس راعي كنيسة ماري مرقص في لندن ورئيس اتحاد المصريين في اوروبا الدكتور عصام عبد الصمد ورجل الاعمال والناشط السياسي الدكتور مجدي اسحاق والمهندس جمال عبد المعبود ورئيس الغرفة المصرية البريطانية طاهر الشريف ورؤساء الجمعيات الأهلية المصريةوالسادة أعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية.

السفير المصري الجديد وعلى هامش اللقاء خصَّ "المجلة" بأول حوار له بعد توليه رئاسة البعثة الدبلوماسية، ويشار الى أن السفير الخولي عمل في عدد من سفارات مصر حول العالم من بينها سفارة مصر في نيروبي (كينيا) وامستردام (هولندا) وبانكوك (تايلاند)، كما عمل بعد ثورة يناير مساعدا لوزير الخارجية المصري ومديرا لإدارة المراسم في الوزارة. وفيما يلي نص الحوار:





كشف الفساد




• قلت في تصريح سابق أن ثورة 25 يناير/ كانون الثاني أتاحت للخارجية فتح ملفات كانت محظورة في نظام مبارك.. فما هي أهم الاصلاحات التي قمتم بها كمساعد لوزير الخارجية ومدير لإدارة المراسم بعد سقوط النظام؟..وما هي حقيقة اكتشافكم سرقة سيارات تابعة للسفارة الامريكية أثناء الثورة وموقفكم من تلك الواقعة؟[caption id="attachment_55240740" align="alignleft" width="300"]السفير المصري والقنصل العام السفير المصري والقنصل العام[/caption]

منذ عملي قبل عامين كمساعد لوزير الخارجية قامت إدارة المراسم بسن اصلاحات عدّة داخل الوزارة والهيئات المرتبطة بالخارجية كالاتفاقيات الخاصة بالإعفاء من تأشيرات السفر لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة، أو جوازات المبعوثين لمهمة معينة، وتصاريح دخول وخروج البعثات الدبلوماسية من المطار، وطرق استرداد المبعوث للضرائب، وأسلوب عمل ضباط الجوازات، وغير ذلك من ملفات هامة وشائكة كان مسكوت عنها منذ قيام ثورة 23 يوليو عام 1952 الى قيام ثورة يناير عام 2011، ولم أترك بنداً أو نصّاً في سجل المزايا والحصانات الدبلوماسية أو سجل المبعوثين إلاّ وقمت بمراجعته مراجعة تفصيلية ودقيقة لإصلاح ما ينبغي إصلاحه، إضافة إلى إدخال بعض التعديلات الضرورية لعدد من النصوص.

ولقد رصدت إدارة المراسم مع جميع البعثات الدبلوماسية المتواجدة على أرض مصر نحو 13 ملفا من قضايا الفساد، من قبيل حالات التهرب من قواعد الإعفاء الجمركي للدبلوماسيين، ورصدنا حالات تلاعب واضح ومتاجرة غير شرعية في السيارات الدبلوماسية، إضافة إلى العديد من المخالفات المتعلقة بعمليات البيع وتربّح العديد من السماسرة من هذه الأعمال غير المشروعة، وبهذا الصدد قامت إدارة المراسم بوزارة الخارجية بمخاطبة سفاراتها بالخارج -نحو 145 بعثة– لتزويدها بالاجراءات المعمول بها في الدول المعتمدين لديها، وما تتبعه حكومات هذه الدول بشأن السيارات الدبلوماسية والحصانات الممنوحة.

أمّا فيما يتعلق بسؤالك حول سرقة السيارات الدبلوماسية بسفارة الولايات المتحدة بالقاهرة، فقد أُبلغت بوجود سيارة تحمل لوحة أرقام دبلوماسية تابعة للسفارة الأمريكية تقف أمام النادي الدبلوماسي، وكانت الشرطة العسكرية تقوم بتمشيط وسط المدينة بعد سقوط نظام مبارك للتأكد من السيارات المشبوهة وغير المعروفة، فقمت بالاتصال بالسفارة الامريكية وعلمت بسرقة 12 سيارة تابعة لها، وأرسلوا لي قائمة بأوصافها ونجحنا في العثور على معظمها في أماكن متفرقة، وقمنا على الفور بوضع ضوابط جديدة لسيارات البعثات الدبلوماسية البالغ عددها نحو 5000 سيارة وتم إبلاغها لكل البعثات المتواجدة على أرض مصر.



اتفاقية فيينا





• تعرضت سفارات أجنبية عدة لبعض الاعتداءات أبرزها السفارة السعودية والأمريكية والفرنسية.. فهل تتمتع البعثات الدبلوماسية في مصر بالأمن والحماية في ظل الانفلات الأمني الذي واكب ثورة يناير؟ وهل تلتزم مصر بتطبيق معاهدة فيينا الخاصة بحماية مباني وممتلكات وأفراد البعثات الدبلوماسية؟

نعم تعرضت بعض السفارات لاعتداءات من قلة غير واعية، ولكن في إطار الثورة يصعب الوقوف أمام التجمعات الجماهيرية ويمكن ذلك أنْ يؤدي الى تصادم، وهذا للأسف كان له مردود سلبي على سمعة مصر في الخارج، وصوَّرت بعض وسائل الاعلام أننا نعتدي على بعثة دبلوماسية أجنبية، وكانت المملكة العربية السعودية من أكثر الدول الشقيقة التي آلمنا الإعتداء العارض لقلة على سفارتها.

وبسبب مبالغة وسائل الاعلام في تفسير سبب الاعتداء على السفارة طالب خادم الحرمين الشريفين بحكمته وسائل الاعلام بوقف النشر عن الحادث المؤسف، وانتهى الأمر بعد تفهُّم المملكة للموقف، وكذلك كان للدول الأخرى تفهُّم جيد لأجواء الثورة في مصر، ولم يبلغ أي اعتداء مرحلة الاقتحام، ولم تتعرض أية بعثة للأذى، إذ لم يكن التخطيط مبيتاً للاعتداءات التي جاءت في معظمها بسبب نشر بعض الاخبار المغلوطة في عدد من وسائل الإعلام.
وفيما يتعلق باتفاقية فيينا فإنَّ إدارة المراسم بوزارة الخارجية هي التي تقوم بتطبيق بنود الاتفاقية كافة وتلتزم بها حرفيا، ولا ترضى أية بعثة دبلوماسية التواجد على أرض بلد لا يلتزم بالاتفاقية.



[blockquote]يذكر أنَّ مصر تحتل المرتبة الرابعة على مستوى العالم من حيث حجم التمثيل الدبلوماسي على أراضيها حيث يوجد في مصر حاليا 140 سفارة أجنبية و70 منظمة دولية وإقليمية وتأتي القاهرة بعد نيويورك ولندن وباريس من حيث تواجد البعثات الدبلوماسية.[/blockquote]



الجالية المصرية





تواجهون تحديات كثيرة بصفتكم أول سفير لمصر في بريطانيا بعد الثورة وتمثلون قيادة جديدة برئاسة الدكتور محمد مرسي أول رئيس مصري منتخب في الجمهورية الثانية، ولعلَّ من أهم التحديات الآن التوفيق بين أفراد الجالية المصرية المقيمة في بريطانيا والمنقسمة بين مؤيد ومعارض للنظام السياسي الجديد، وأمامكم تحدٍ آخر وهو استعادة ثقة البريطانيين في مجال الاستثمار والسياحة ولاسيما بعد تحذير وليام هيج وزير الخارجية البريطانية مواطنيه من زيارة مصر في ظل الاوضاع غير المستقرة، فما هو برنامجكم لمواجهة تلك التحديات خاصة وأن أكثر من مليون سائح بريطاني يزور مصر سنويا كما أنَّ بريطانيا أكبر مستثمر أجنبي في مصر؟

[caption id="attachment_55240741" align="alignright" width="150"]الأنبا انطونيوس راعي كنيسة ماري مرقص - لندن الأنبا انطونيوس راعي كنيسة ماري مرقص - لندن [/caption]

لا يخفى أن الجاليات المصرية في الخارج تعيش فترة حرجة وصعبة انعكاسا للأوضاع الداخلية، وينقسم المصريون في الداخل والخارج الى تيارات واتجاهات مختلفة، ولكن أسعى أن يجمع الجالية المصرية في بريطانيا التآلف والإنسجام، وأجزم بأنَّ الاختلافات لن تؤثر علينا أبداً، ومن خبرتي في الخارج عرفت أنَّ هناك دولاً كثيرة عبارة عن قبائل وأعراق مختلفة، ودول قليلة لا تزيد عن خمس تعد شعوباً ومن بينها مصر، ولذك نحن في وفاق دائماً ونبحث معا عن المشترك الذي يجمعنا ولا يفرقنا كالمدينة الواحدة أو المحافظة أو القرية، أو القرابة والانتماء المشترك.

وفي بداية مشوار عملي في بريطانيا أحتاج للتعرف على وجوه الجالية وكل النخب المصرية وأن يكون الرضا ليس قائماً بينهم عن النظام السياسي فقط ولكن عن علاقتنا واتحادنا لنساعد معاً في تنمية بلدنا مصر، وأعرف أن الجالية المصرية في بريطانيا من اكثر الجاليات التي يوجد بها نخب على المستوى الصحي والاداري والفني والسياسي ورجال الاعمال الكبار، وواثق تماما في وطنيتهم.


وما يخص العلاقات البريطانية المصرية، فالبريطانيون ينعمون بالاستقرار في مصر ويملك بعضهم عقارات على السواحل المصرية، وتعمل الشركات البريطانية بشكل معتاد، ولكن من تداعيات أي ثورة أو تغيير نظام تراجع السياحة والاستثمارات بشكل عام، وأرى هذا التراجع طبيعياً في هذه المرحلة الانتقالية التي تمر بها مصر ولن تستمر طويلا.

وأصدقك القول، نعم إنني جئت في مرحلة صعبة وهذا صحيح، ولكن سواء كانت المهمة صعبة أو سهلة في الداخل والخارج فنحن موظفون في الدولة لنا مهام لابد من أنْ ننجزها بنجاح.
وفيما يتعلق ببرنامج عملي في الفترة المقبلة فلا يوجد لدي أي خطة الآن، ومن المبكر الحديث عن هذه المسائل وأترك الأمر للمستقبل القريب، فمازلت بعدُ في فترة تأهيل مراسم اعتمادي سفيرا لجمهورية مصر العربية لدى المملكة المتحدة، وأعكف حاليا على تنظيم العمل والتعرف على افراد البعثة وتنسيق العمل معهم داخل السفارة.



الإعلام البريطاني





• تشوب السلبية نظرة الإعلام البريطاني الى الأوضاع السياسية والاقتصادية والامنية في مصر مما يؤثر بشدة على سمعة مصر.. فكيف ستواجهون الاعلام البريطاني لتوضيح صورة مصر الداخلية للرأي العام البريطاني؟


[caption id="attachment_55240742" align="alignleft" width="298"]الدكتور عصام عبد الصمد والمهندس جمال عبد المعبود يتوسطان اعضاء البعثة وممثل الجالية النوبية السيد احمد عبد الله الدكتور عصام عبد الصمد والمهندس جمال عبد المعبود يتوسطان اعضاء البعثة وممثل الجالية النوبية السيد احمد عبد الله[/caption]


النظرة السلبية ينقلها المراسل الصحفي من مصر ولكل مراسل توجهاته واهتماماته، ومن الخطأ الاعتماد كلياً على التقارير الصحفية التي تصل من مصر للصحف البريطانية من مراسلين مصريين، اذن فالعبء لا يقع على البعثات الدبلوماسية في الخارج وإنما يقع على المراسل نفسه الذي ينقل إلى الصحف الأجنبية هذه النظرة أو الرسالة أو التصريحات المتشائمة أو المعاكسة للواقع احيانا، ولكن هذه هي حرية الصحافة ولا يمكن أن نتحكم فيما ينشر في بريطانيا ولا نحاسبهم عليه، ولكن تقع المسؤولية على جانب الإعلام المصري فيجب أن تنقل المنابر الاعلامية المرئية والمقروءة صوراً واقعية مجردة من اي اتجاه أو هوى، والقارئ سيحكم في النهاية، ولكن للأسف عندما أكون متواجدا بالخارج وأرى التغطية الاعلامية الأجنبية للحوادث أصاب بالصدمة لأنَّ ما ينشر أحيانا يكون مخالفا للحقيقة بالمرّة، وهو ما يؤثر بشكل سلبي للغاية على المغترب البعيد عن المشهد السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي والأمني الحقيقي داخل مصر، ولذلك أرجو من المحررين والصحافيين العرب والمصريين تصحيح هذه النظرة والالتزام بميثاق شرف مهنة الصحافة؟



الأقتصاد والسياحة




ولكن القاريء البريطاني بشكل عام لن يتابع الأقلام العربية ولا الصحف المصرية ولا التلفزيونات، وحتى اذا تابع المواقع الالكترونية العربية المترجمة إلى الانجليزية فالكثير منها ومن الصحف لها توجهاتها السياسية وأجنداتها الخاصة، ولا تعبر ايضا عن الواقع الداخلي أو ما تريد الدولة ايصاله للخارج فأين دور الملحقية الاعلامية في السفارة اذن؟ ولما لا ترصد السفارة تلك الاخبار أو التقارير وترد عليها بالطرق الدبلوماسية وتعترض على ما يخالف الواقع وتسعى لتصحيحه نظراً لتأثير تلك الاخبار والتقارير على العلاقات السياسية والاقتصادية بين الدول؟

هذا السؤال يُسأل عنه المستشار الاعلامي بالسفارة السيدة سهير يونس، وبالتأكيد أن المستشارية تبذل مجهودات في هذا المجال ولها اتصالات مع الاعلام البريطاني، ولكنَّ الصحف في العموم تنقل الأخبار المثيرة التي تلفت انتباه القارئ دون الخبر المطمئن المتوازن.
ثم إنَّ مصر ليست دولة نائية أو صغيرة حتى يكتفي المتابع لأخبارها بقراءة خبر من هنا أو هناك، أو يكتفي بسماع خبر من مصدر واحد، مصر دولة محورية كبرى ومؤثرة يسعى القارئ في اي مكان في العالم الى متابعة أخبارها من مصادر متعددة، واعتقد بأنه عندما تستقر الأمور سيقل النقد وتندر الأخبار السلبية عن مصر، ولا ينبغي أن نعطيها ذلك الاهتمام ولا هذه الحساسية لأنَّ الصحف البريطانية كما قلت تعتمد على مراسلين مصريين فهل حدث لأي مراسل منهم مكروه ما! اذن من وجهة نظري البلد مستقرة.



الإشراف على الاستفتاء



[caption id="attachment_55240743" align="alignleft" width="150"]رجل الاعمال الدكتور مجدي اسحاق رجل الاعمال الدكتور مجدي اسحاق[/caption]


رفض نحو 200 دبلوماسي مصري في الخارج الإشراف على الاستفتاء على الدستور وقد وقعوا على بيان أكدوا فيه رفضهم الإشراف على ما وصفوه بمشروع دستور تراق بسببه دماء المصريين. فما هو موقفكم الشخصي من الاستفتاء على الدستور ورأيكم في المحتجين عليه من بعض الدبلوماسيين في الخارج؟


لدينا تعليمات صريحة من الخارجية بأن تفتح أبواب السفارات وبعض القنصليات للمصريين للإدلاء بأصواتهم والإستفتاء على الدستور بنعم أو لا، ونحن جهة تنفيذية يجب علينا تطبيق التعليمات وعلى المواطن أن يدلي بصوته ليعبر عن رضاه أو رفضه للدستور بكل حرية وهذا ما نضمنه له وضمنه له القانون وأصوات المصريين في الخارج ضرورية ترصد كما في الداخل نبض الشارع العام، ولها تأثير كبير على النتيجة النهائية للانتخابات البرلمانية والرئاسية أو الاستفتاءات التي تجرى في مصر وخارجها.

أما رفض الاشراف على الاستفتاء في الداخل أو الخارج فهناك اختلافات وتباين في وجهات النظر وهذا أمر طبيعي في الدول الديمقراطية ولكن لا ينبغي أبداً أن تقصر البعثة الدبلوماسية في عملها ولا بد أن تنفذ المهام الموكلة اليها من مصر.



font change