سواء كنت تؤمن بفاعلية تويتر وآثاره أم لا، إلا أن تضخم أعداد المستخدمين يستدعي التوقف الملح لرصد هذه الظاهرة، وتحليلها ومناقشتها، وتجلية أبعادها، وآثارها على المحيط الاجتماعي خارج العالم الافتراضي.
فما الذي يفعله تويتر في حياتنا؟ هل تحول إلى أداة للصراع والتشاحن والاستقطاب بين تيارات المجتمع السعودي، هل تسبب الفضاء الحر و انعدام "الرقيب" الذي يميز تويتر إلى أن يصبح حلبة قذف وتشاتم وتشهير، تسبب الشقاق والفرقة والصراع بين أبناء الوطن؟ كيف يمكن استثمار سقف الحرية المفتوح في مواقع التواصل الاجتماعي لتكون أداة لتعزيز ثقافة الحوار والتعايش والتسامح، ماذا عن دور النخبة والمثقفين في هذا السياق؟
هل سيكون الحجب والمنع حلاً؟ هل ستجدي العقوبات القانونية والغرامات المالية في ردع التطاول وكبح جماح الفوضى؟
لماذا تحول تويتر إلى ساحة صدام وصراع بين السعوديين.. وإلى أين يتجه بنا؟ أسئلة تطرحها "المجلة" في هذا التحقيق الذي يسلط الضوء على ظاهرة "حروب تويتر" الكلامية بين السعوديين.
الضجر من فوضى تويتر
ثار الجدل حول قضية الرقابة على تويتر بين المتابعين السعوديين والدعوة إلى تقنينه أو ربما حجبه، منذ أن اشتكى الأديب والكاتب السعودي زهير كتبي في صحيفة عكاظ من الهاتف الجوال، الذي على الرغم من فوائده، رافقه - بحسب الكاتب - سلبيات وملاحظات مؤذية. كتبي دعا مستخدمي الجوال إلى عدم الاتصال بعد العاشرة مساء إلا في الظروف الشديدة والملحة والمهمة "مع استئذان المتصل من المتصل به الإذن بالسماح له بالحديث وعدم الإطالة في مدة المحادثة والاكتفاء بالحديث في سبب المكالمة".
قصة زهير كتبي تجاوزت الهاتف الجوال إلى "تطبيقاته" ودعا أخيرا صراحة إلى إغلاق "تويتر" ما لم يتم تقنينه بضوابط تحفظ حقوق المغرّدين وتحمي مصالح المملكة.
اللافت في دعوة الكاتب السعودي ضد تويتر أنها جاءت عبر "تويتر" أيضاً وموجهة إلى وزير الداخلية الأمير أحمد بن عبدالعزيز. كتبي قال في "تغريدة" عبر حسابه الشخصي - وهو بالمناسبة عنده قرابة 26 ألف متابع "فلوورز" وكثير "التغريد" أن دافعه الى ذلك هو ما لمسه من مغالاة من بعض أفراد التيار الديني وتهديداتهم لكثير من المثقفين اضافة الى امكانية استغلال ما ينشره بعض المغردين من اسلوب مبتذل في النيل من سمعة المملكة وفقدان هيبة مسؤوليها.
وأضاف أن كثيرا مما يُكتب يعيد زمن الطائفية والقبلية والمذهبية وإقصاء الآخر وهو ما يفرض غلقه للمصلحة العامة.
وخاطب كتبي الوزير "قبل فوات الاوان" قائلا: "أرجو منكم قفل موقع تويتر وحجبه في المملكة حتى يأتي الوقت المناسب لكي نستطيع أن نحسن التعامل ونستخدمه لمصالحنا الحقيقية".
[blockquote]
د. أحمد الفراج :أسقط تويتر - بامتياز - بعض الأسماء التي كان الناس يظنونها كبيرة، وظهرت على السطح نجوم جديدة لم تكن معروفة من ذي قبل، ولم يستطع الاعلام التقليدي ولا المواقع الإلكترونية ولا الفيس بوك فعل ذلك، فتويتر قناة خاصة تبث على الهواء مباشرة فيظهر الإنسان كما هو بلا رتوش[/blockquote]
لكن كتبي - وربما لقناعته باستحالة الاستجابة الى طلبه بالحجب - طالب بشكل آخر في برنامج "اتجاهات" على قناة روتانا خليجية إلى تقنين توتير و "تطويقه" وتجريم القذف والتحريض على القتل والعنف.
لكن منافسه في البرنامج كان الكاتب السعودي الشاب عضوان الأحمري الذي دافع ما استطاع على توتير كفضاء مفتوح في عصر لم يعد فيه بالامكان فرض وصاية على الفكر ولا تقنين حق حرية الرأي والتعبير.
الأحمري وهو أحد أكثر السعوديين "تغريدا" وله أكثر من 30 ألف "فلوورز" سبق وصرح للمجلة قبل عام من الآن أن تويتر أصبح فخاً للأغبياء أو الباحثين عن الشهرة والأضواء إذ صنع المشاهير إلكترونياً سهل وأن عددا من "نجوم" تويتر من السعوديين "منعزل عن العالم الحقيقي، كل حياته تدور في تويتر.. أعتقد لو أغلقوا تويتر، بعضهم سيصاب بأزمة نفسية".
كلمات أو لنقل اعترافات كتبها قبل عام تقريبا أحد المدافعين عن "تويتر" لا تختلف في جوهرها ومضمونها عما يدفع كاتب مثل زهير كتبي إلى الدعوة الى تقنين هذا القادم بقوة في حياة السعوديين مشاهير ونكرات على حد سواء.
غرامة مالية.. وتحرك قانوني
في سياق الجدل على ضبط وتقنين تويتر، أكد وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية الدولية والمتحدث الرسمي باسم الوزارة عبدالرحمن بن عبدالعزيز الهزاع في تصريحات صحفية أن "تويتر" لن يكون ساحة للانتقاص من أحد بغير وجه حق، مبينا أن نظام المطبوعات والنشر يسري على النشر الإلكتروني.
وكشف الهزاع أن غرامات القذف والتشهير تصل إلى 500 ألف ريال (قرابة 134000 دولار) "فالشخص لا يستطيع أن يتخذ صفحة على الفيس بوك وتويتر ويسيء للآخرين، كون أنه لديه صفحة". وشدد على أنه متى ما جاء مشتك يحمل أدلة ويعرضها لوزارة الثقافة والإعلام ستعامل كأي رسالة بثت في أي من الصحف الإلكترونية أو في منتدى أو مدونة أو فيس بوك أو تويتر، وسيطبق عليه النظام، ويشمل النشر الإلكتروني كاملا، ولم يستثن أي موقع للتواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية والمدونات.
وأضاف أن الوزارة أصدرت أكثر من 250 ترخيصا للصحف الإلكترونية ولم تسجل حالة سحب لتراخيص الصحف الإلكترونية منذ البدء بهذه التراخيص، فقط أوقفت بعض الصحف لفترات معينة، وذلك لتجاوزاتها للأنظمة والتعليمات المنصوص عليها في لائحة النشر الإلكتروني.
دعاة ومشاهير
تحذير رسمي من التجاوز جاء في وقت باتت فيه اللغة العربية اللغة السادسة الأكثر استخداما على موقع تويتر وأصبحت فيه العاصمة السعودية الرياض المدينة العاشرة في العالم الأكثر نشرا للتغريدات بينما تتصدر المملكة قائمة المستخدمين النشطين في العالم العربي (30 في المائة) بحسب تقرير صادر عن برنامج الحوكمة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية يحمل اسم ''تقرير الإعلام الاجتماعي.
الدراسة ذاتها أكدت ارتفاع عدد مستخدمي ''تويتر'' في السعودية إلى 393 ألف مستخدم نشط خلال النصف الأول من العام الحالي 2012، بعدما كان يبلغ العام الماضي 115 ألف مستخدم نشط فقط.
الملاحظ في قائمة أكثر السعوديين تواجدا وشهرة على "تويتر" يجد أن المراكز الخمسة الأولى من الذين يتجاوز "أتباعهم" المليون هم من الدعاة والمشايخ ويأتي على رأس القائمة الداعية الشيخ الدكتور محمد العريفي (2,931,928 فلوورز) في حين يصمد إعلاميان هما بتال القوس (854,539 فلوورز) وتركي الدخيل (847,122 فلوورز) في المركزين السابع والتاسع على التوالي بحسب موقع "تويبار".
[blockquote]
فرح آل ابراهيم :ثقافة حرية الاختلاف والحق في التعبير تكاد أن تكون معدومة داخل المجتمع السعودي، فكيف لنا أن نتوقع منه ان يحترمها من وراء شاشة.. ولكن لدي أمل أن مواقع التواصل الإجتماعية ستساهم بشكل أو بآخر في توضيح الاختلاف بين الأفراد مما سيخلق مستقبلا حالة من التقبل والتعايش خصوصا بين أوساط الشباب
[/blockquote]
ويأتي الشاعر السعودي ياسر التويجري في المركز 13 (614,204 فلوورز) يليه الكاتب محمد الرطيان (594,737 فلوورز) فالكوميدي فهد البتيري (524,789 فلوورز) في المرتبة 15.
هذا وقد أظهر مسح إلكتروني أجري أخيرا أن السعوديين أكثر استخداماً لموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بالمقارنة مع الشبكات الأخرى مثل "فيسبوك "ولينكد إن"، حيث أظهر المسح أن 87 في المائة من العينة التي شملها يستخدمون "تويتر"، بينما أشار 44 في المائة إلى أنهم يستخدمون "فيسبوك".
وأشار المسح، بحسب صحيفة البلاد، إلى أن 58 في المائة من الفئة المستطلعة آراؤهم يستفيدون من هذه الشبكات الاجتماعية. بينما أشار 41 في المائة إلى أن استفادتهم غير واضحة، وأوضح 1 في المائة بأنهم لا يستفيدون منها شيئاً. أما عن الوسيلة التي يستخدمونها للوصول للشبكات الاجتماعية فقد أشار 84 في المائة من المستطلعين إلى أنهم يستخدمون الهواتف الذكية مثل الآيفون والبلاك بيري وإتش تي سي في الوصول لهذه الشبكات، وأشار 65 في المائة منهم إلى استخدامهم الكمبيوتر المحمول في الوصول لهذه الشبكات، بينما ذكر 30 في المائة منهم بأنهم يستخدمون الكمبيوتر المكتبي في الوصول لهذه الشبكات.
تناحر افتراضي
السؤال الأهم الذي قد يتفق حوله أنصار تويتر ومعارضوه هو هل يمكن اعتبار دعوة الحجب مبرّرة بعد أن أصبح أداة للسب والقذف وتشويه سمعة الناس؟
يقول الكاتب السعودي عبدالله حميدالدين "ربما يصل الحال بمن يقول هذا إلى أن يحجب اللغة التي بها يتم السب والقذف والتشويه. هذه كلها مظاهر غير مرغوبة ولكنها جزء من واقع الناس. ولا يتم حجب وسائل التواصل لمجرد أن الناس تعبر عن نفسها من خلال تلك الوسائل بطرق غير لائقة. لو كان لا بد فممكن اقتراح قوانين تحمي الناس من القذف والتشهير. من جهة ثانية لا بد لنا كمجتمع سعودي أن نعتاد على هذه الأمور، خاصة على الشخصيات العامة. الواقع الاجتماعي ليس حضانة أطفال. في الحضانة على المربية أو المدرسة التأكد من أن كل أحد يراعي مشاعر الآخرين. ولكن في الواقع الاجتماعي ليس مطلوبا ولا محمودا ولا مستحسنا أن يكون هناك سلطة تفرض على أحد أن يراعي مشاعر أحد. وطبعا للكلام صلة بحرية التعبير وحدودها ومعنى التعدي بالكلام".
ويرى حميدالدين (14 ألف فلوورز) أن وجود التناحر في تويتر لا يحوله إلى سبب للتناحر. والتناحر هو أقل ما يوجد في تويتر ولكنه يظهر لأن صوته مرتفع. ولأنه أحيانا يقع بين أشخاص لهم منابر إعلامية مختلفة فيظهر الأمر وكأن كل تويتر هو هكذا.
ويؤكد من جهة ثانية أنه "لا بد من أن نقبل أن التناحر أيضا وسيلة من وسائل التواصل. ووسيلة مهمة للغاية. فالمجتمع لا يتواصل فقط بالتواد والتحابب بل أيضا بالتنافر والتضاد والتناقض وهذا كله ضروري ليفهم المجتمع بعضه بعضا، ولتظهر التيارات والتوجهات والأفكار المختلفة فيه. بل أقول إنه لو لم يكن في تويتر إلا التناحر لبقيت مؤمنا بفائدته. مشكلة بعضنا هي أنهم يتعاملون مع المجتمع كما يتعامل بعض الآباء مع أبنائهم: يريدونهم موجودين ولكن صامتين هادئين لا حس لهم ولا خبر".
[caption id="attachment_55240000" align="alignright" width="300"] تقنية في متناول الجميع[/caption]
من حيث المبدأ يمكن التوفيق بين الحرية وبين الضوابط، يضيف حميدالدين، "هناك تجارب كثيرة ولكن المسألة هي من أين نبدأ: هل نعتبر حرية انسياب المعلومة وحق التعبير أصل. والضوابط استثناءات ضرورية لا يتم وضعها إلا من خلال آليات صارمة تضمن عدم تحولها إلى أداة لخنق الحرية؟ أو نبدأ باعتبار أن الضوابط هي الأصل؟ في الحالتين سيكون هناك اختلاف كبير بين الناس. ولكن الاختلاف الأكبر هو المبدأ والمنطلق".
ويقول إنه لا بد من الانتباه إلى مطاطية العبارات: كرامة الإنسان - وحدة الوطن - التعايش السلمي... وهذه المطاطية تفتح الباب لاستغلالها بشكل ينافي الكرامة والوحدة والتعايش.
"وحدة الوطن والتعايش لا تتحقق بأن يراعي كل أحد مشاعر الآخرين وإنما بوجود سيادة للقانون تحمي الناس من بعضهم البعض في القضايا الأساسية والمادية ووجود مساحة للتعبير الحر تعطي الفرد الشعور بأنه جزء مساهم في هذا الوطن برأيه وموجود في هذا المجتمع بصوته".
أما الكاتب والأكاديمي السعودي الدكتور أحمد الفراج فيقول "لا أعتقد أنه يمكننا القول إن تويتر تحول من وسيلة للتواصل إلى وسيلة للتناحر، لأن لكل جديد مزاياه وهناته، ونحن للاسف مجتمع كسول غير منتج، ولا نكتفي باستيراد التقنية، بل نستخدمها أسوأ استخدام، ولعلنا لا زلنا نتذكر عندما تم استخدام التقنية للترويج للإرهاب!، فتويتر هو وسيلة تواصل اجتماعي، ومع أن كثيرين أساؤوا استخدامه الا أن هناك من يستخدمه لهذا الغرض، أي التواصل الإجتماعي، وليس من العدل أن نحجب هذه الوسيلة الرائعة، فقط لأن البعض أساء استخدامها، ولذا اعتبر الدعوة الى حجبه غير مبررة على الإطلاق".
يرى الفراج (10 آلاف فلوورز) إن من يطالبون بوضع ضوابط (أخلاقية) وعقوبات (مالية و جزائية) تحفظ كرامة الإنسان ووحدة الوطن والتعايش السلمي بين أفراده قد يخفى عليهم أن تويتر يخضع لقوانين موجودة بالفعل، وكل ما نحتاجه هو وضع آلية واضحة ومحددة لتطبيقها بشكل رادع، كما في البلدان الأخرى، وقد تمت بالفعل معاقبة كثير من المخالفين بالسجن والغرامات المالية في الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها من البلدان".
أداة محايدة
من جهتها ترى فرح آل ابراهيم المتخصصة في الإعلام والاتصال، وناشطة في مواقع التواصل الاجتماعي ـ أن تويتر اداة محايدة يمكن ان تراها بطريقة ويراها آخر بطريقة مختلفة حيث أصبحت - على سبيل المثال - آداة فعالة في التسويق الإلكتروني وكذلك أداة جيدة للتواصل مع من يتشاركون نفس الهوايات والاهتمامات مثل الرياضة والسيارات ومواضيع الطب والمرأة.. "مع ذلك الصوت الاعلى هو الذي يفرض نفسه مثل المشاحنات بين الاسلاميين والليبراليين، ولكن هل هم يشكلون النسبة الأكبر في تويتر السعودي؟ شخصيا لا أعتقد ذلك، ولكن ما يميزهم هو دعم الصحافة والإعلام لمشاحناتهم مما جعل أصواتهم تبدو هي الأعلى".
[blockquote]
جاسر الجاسر: تويتر ثقافة جديدة على السعوديين وجدوا فيه الانكشاف والتعبير الحر امتداداً جزئيا لتجربتهم في المنتديات خصوصاً أن معظم نجومه من النشطين في المنتديات الصحوية والليبرالية والشعبية، إلا أن خاصيته هو أن بابه مفتوح للجميع وما يحدث هو توحيد ساحة المعركة والاشتراك فيها من جميع الأطراف
[/blockquote]
وعن الدعوة إلى حجب تويتر ترى آل ابراهيم أنها "دعوة سطحية" في عصر الانفتاح العالمي ولا تستحق الاهتمام. وتقول "الآن يوجد قانون في المملكة بغرامة مالية على التجاوز في السب والقذف ولكن ينقصنا الحملات التثقيفية لتوعية الناس بحقوقهم وكيفية المطالبة بها كما نحتاج أيضا إلى مبادرات شبابية لإقامة حملات تثقيفية في طرق التواصل والتعايش".
وتؤكد فرح آل ابراهيم (17 ألف فلوورز) "تويتر مازالت أداة جديدة على المجتمع السعودي ولهذا لن أتوقع أن يكون المستخدم السعودي واع جدا بطريقة استخدامها في البداية على الأقل. ناهيك على ان ثقافة حرية الاختلاف والحق في التعبير تكاد تكون معدومة داخل المجتمع السعودي، فكيف لنا أن نتوقع منه ان يحترمها من وراء شاشة. ولكن لدي أمل أن مواقع التواصل الإجتماعية ستساهم بشكل أو بآخر في توضيح الاختلاف بين الأفراد مما سيخلق مستقبلا حالة من التقبل والتعايش خصوصا بين أوساط الشباب".
ورأت آل ابراهيم أن الهدف من الغرامة (لو تم تطبيقها ) هو الحد من التجاوزات وحفظ كرامة الإنسان "أما التعايش السلمي بين أفراد المجتمع لن تبنيه غرامة بـ 500 ريال، فلو نزعنا الأقنعة لوجدنا أن تاريخنا حافل بالعنصرية البغيضة القائمة إلى هذه اللحظة.. ما يلزمنا هو الحوار الفعال بين أوساط الشباب لتوضيح الاختلافات والتعايش معها لنلتمس النتائج الإيجابية في الجيل القادم على الأقل".
من ناحيته يرى الكاتب الصحفي السعودي جاسر الجاسر أن تويتر ثقافة جديدة على السعوديين وجدوا فيه الانكشاف والتعبير الحر امتداداً جزئيا لتجربتهم في المنتديات خصوصاً أن معظم نجومه من النشطين في المنتديات الصحوية والليبرالية والشعبية، إلا أن خاصيته هو أن بابه مفتوح للجميع مع الآنية في التفاعل ولذلك لم يتحول من وسيلة تواصل إلى أداة تناحر بل ما يحدث هو امتداد لما كان يجري سابقا بمعنى توحيد ساحة المعركة والاشتراك فيها من جميع الأطراف.
ويضيف: "تويتر حرك حرب الخنادق إلى مواجهة فعلية ذات حضور جماهيري تستقطب المؤيدين وتحفز المعارضين مما يغير مسار المعركة القائمة نصراً أو هزيمة لذا فالحجب ليس حلاً، والشتائم ليست جديدة لكنها خرجت من رحم المنتديات إلى فضاء تويتر فبدت كأنها حديثة الولادة".
يقول الجاسر (6 آلاف فلوورز) "قبل ذلك كانت الأشرطة الصحوية ومنابر المساجد مجالا للقذف والشتم والتكفير، ثم سكنت هذه اللغة الشتائمية أروقة المنتديات لتعود ظاهرة مرة اخرى عبر تويتر. في المجال الرياضي تبادل الشتائم أمر مألوف ومتكرر. يبقى ظهور أطراف متحمسين لطرف ما يستعيرون لغته ويتبنون الدفاع عنه وفق مفرداته وهذه ظاهرة صحية لأنها تخلع أردية المجاملة وتضع الجميع في مواجهة بعضهم ومواجهة انفسهم وتحديد مواقفهم علنا مما سيؤدي إلى فرز إيجابي في الفترات المقبلة أو يجسد حالة إنغلاق وتطرف ثابتة فهو، تالياً، معيار فعال لمدى قدرة المجتمع على التغير والخروج من دائرة القطبية والسكون الذهني. الشتائم مسلك بذيئ والحل الوحيد هو القوانين التي تحمي الحقوق وتصون الكرامات وتمنع الأذى فإن لم يكن ذلك سيبقى تويتر السعودي شتاماً".
ويسترسل "الشتائم ليست تعبيراً عن الرأي أو انسياباً حراً للمعلومات. أما التعايش السلمي فلن يتحقق بمزيد من المداراة والنفاق فلابد من المواجهة وكشف الأقنعة وهو الطريق الوحيد لإزالة حالة احتقان مكبوتة لدى اطراف متناقضة تسلحت، سابقا، بالكمائن والمخاتلة، وتحرير المجتمع من الهيمنة الأحادية والمعلومات المغلوطة. ولابد من تشجيع الرأي الحر وفق معايير قانونية واضحة وصارمة في الوقت ذاته تحمي حقوق الأفراد أيا كان توجههم".
بين التعصب الفكري وثقافة المواطنة
كشفت دراسة لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني حول تفاعل المجتمع مع الإعلام بشتى صنوفه، أن (53 في المائة) من عينة الدراسة ترى أن حرية الإعلام الإلكتروني تعزز التعصب الفكري أكثر من الوسائل الإعلامية الأخرى. فيما يرى (62 في المائة) أن الإعلام المحلي المطبوع له دور بارز في تعزيز ثقافة الحوار داخل المجتمع.
لكن في جانب آخر خلص باحثان سعوديان عبر دراسة علمية ميدانية إلى أن تقنيات الاتصال الجديدة كان لها دور فاعل في صياغة التنمية الشاملة في السعودية، مشددين على أنّ تلك التنمية التي رافقها الإعلام الجديد أبرزت ثقافات جديدة في المجتمع السعودي الحديث وشجعت عليها "كثقافة المواطنة وثقافة حقوق الإنسان وثقافة الأمن الفكري".
نتائج الدراسة العلمية المشتركة التي أجراها الباحثان عبدالله الشحّام من كلية التربية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، والباحث وليد الحارثي طالب الدراسات العليا بقسم الإعلام في جامعة الملك سعود بالرياض، جاءت بعنوان (ثقافة المواطنة عبر الإنترنت: رؤية طلاب الإعلام في الجامعات السعودية)، وأشارت إلى أنّ أفراد العينة (700 طالب) يسعون إلى تحسين حقوق المواطنة في المجتمع المحلي، ومؤازرة إحساس المرء بمكانته في المجتمع، وإثارة قضايا المواطنة في الصحافة المحلية، وتوثيق العلاقة بين المواطن والمسؤول.
صدام صحي!
أمام حرب "التغريدات" هذه التي أصبحت تحلّق في الفضاء السعودي الافتراضي يصبح السؤال: هل نحن أمام حالة صدام بين ما يمكن أن نطلق عليهم الليبراليون والمحافظون؟ يقول د. أحمد الفراج "نعم هناك صدام بين التيارات المختلفة، ولكنه صدام صحي من وجهة نظري، فلندع الناس تتحدث عن مكنون نفوسها، فلو كنت مؤرخا لأفدت من تويتر أكثر من أي وسيلة أخرى في معرفة الكثير عن التيارات الفكرية وعن كثير من الشخصيات التي كان يلفها الغموض، والدبلوماسية المصطنعة، فقد أسقط تويتر - بامتياز- بعض الأسماء التي كان الناس يظنونها كبيرة، وظهرت على السطح نجوم جديدة لم تكن معروفة من ذي قبل، ولم يستطع الاعلام التقليدي ولا المواقع الإلكترونية ولا الفيس بوك فعل ذلك، فتويتر قناة خاصة تبث على الهواء مباشرة فيظهر الإنسان كما هو بلا رتوش، لا كما يراد له أن يكون حسب تصنيف الذاكرة الجمعية للمجتمع، وكم من مفكر تحول إلى مهرج، هذا اضافة إلى أن تويتر تحول إلى محكمة مفتوحة للمسؤولين، وهذا يصب في صالح الجميع، الحكومة والمواطنين".
عبدالله حميد الدين يرى أن عبارات كـ"ليبراليين ومحافظين" غير دقيقة ويرى أننا نشهد "صدام قوة بين أطراف اجتماعية كانت تسيطر على الناس من خلال سيطرتها على المعلومة والأهم من المعلومة كانت تسيطر على الناس من خلال سيطرتها على التواصل والتفاعل بين الناس فمنذ فترة والمعلومة صارت تتجاوز أي سيطرة، ومنذ نشوء وسائل التواصل الاجتماعي انفتح باب التواصل والتفاعل الاجتماعي وخرج على السيطرة.. ولكن في كل الأحوال فإن ما يحصل من صراع لا يضر الأمن الوطني ولا الوحدة الوطنية بل يسهم ولو جزئيا في تغيير معادلات القوة في المجتمع السعودي بما يطور المجتمع ويقويه".
جاسر الجاسر هو أيضا يعتقد بوجود صدام "وربما كان أقرب إلى المعركة لكنه ليس بين الليبراليين والمحافظين بل بين الصحويين والتيارات التنويرية في المجتمع لأن الجسد الصحوي غير معني بالقيم المحافظة إنما يستغلها لاكتساب مؤيدين في إطار التحشيد لنظرياته السياسية الثورية التي انتعشت، بشكل لافت، مع صعود نجم الإخوان المسلمين في عدد من البلدان العربية، وتبدلت لغتها المهادنة والمستترة إلى لغة ضدية وحادة مشبعة بالانتشاء وأماني النصر القريب".
يقول الجاسر "الصراع في السعودية هو بين جيل شاب متعلم يبحث عن دور أكثر قوة وحيوية لمجتمع متماسك ويملك مقومات النمو وبين خط سعى ويسعى لإجهاض كل تغير إيجابي ويحاربه بكل وسيلة.. وما الحملات الشرسة على برامج الابتعاث ومعارض الكتاب والسينما وغيرها إلا نماذج صارخة تبرز حقيقة المواقف ومنطلقاتها".
فرح آل ابراهيم هي أيضا ترى أن الصدام واقع فعلا "لكن لا بد أن نشير هنا أيضا إلى الأغلبية الصامتة وهم الشباب الذين بدأوا يبرزون بصوت إصلاحي وطني.. برأيي هم من يستحقون أن يبرزهم الإعلام ويشير إليهم وليس الصراعات العقيمة بين من يطلقون على أنفسهم ليبراليين ومحافظين، فقد أثبتوا أن نقاشاتهم على تويتر جميعها تدور حول دائرة مفرغة".
"من يرفض تويتر.. لا أجد له سببا مقنعا لإستمراره على استخدامه.. بل على العكس، تجد من يرفض تويتر هو أكثر من يحرص على جمع عدد كبير من المتابعين للتأثير عليهم".
إعادة تكوين اجتماعي
هل يمكننا القول بأن تويتر، ومعه الفيسبوك وبقية وسائل التواصل الاجتماعي، قد غيّر من حياة السعوديين وطرق تواصلهم وتخاطبهم أم أنها "موجة عابرة" مرتبطة بتقنيات العصر وسرعان ما سوف تنتهي؟
حميدالدين يرى أن تويتر فعلا – بحسب الظاهر – قد غيّر وغيّر كثيرا "أما طبيعة التغيير ومداه وعمقه فلا يمكن معرفته إلا من خلال دراسات موسعة ميدانية وبعد مرور فترة زمنية. وأي أحد يقول أنها موجة لا يعيش هذا الزمن. ما يحصل ليس موجة بل بداية لإعادة تكوين اجتماعي سيطال كل تفاصيل حياتنا".
الفراج يوافق رأي حميدالدين وإن يرى أن هناك من يظن فعلا أن تويتر عبارة عن موجة سوف تنتهي ولكنه لا يعتقد ذلك. يقول "فليس من السهل أن تتنازل عن تقنية تستطيع من خلالها ايصال صوتك على الهواء مباشرة، وليس من السهل أن تتنازل عن تقنية تعرف من خلالها ما يدور في مدينتك، دولتك، وحول العالم ثانية بثانية، فمن سيترك تويتر ليعود لمتابعة الأخبار عن طريق الإذاعة أوالتلفزيون أوالمواقع الإلكترونية؟ خصوصا وأن كثيرا من المغردين يتسابقون على نشر الأخبار أولا بأول، إما طلبا للشهرة، أو لزيادة أعداد المتابعين، أو حتى للسبق بحد ذاته".
[blockquote]
عبدالله حميدالدين: الواقع الاجتماعي ليس حضانة أطفال، في الحضانة على المربية أو المدرسة التأكد من أن كل أحد يراعي مشاعر الآخرين، ولكن في الواقع الاجتماعي ليس مطلوبا ولا محمودا ولا مستحسنا أن يكون هناك سلطة تفرض على أحد أن يراعي مشاعر أحد.. وطبعا للكلام صلة بحرية التعبير وحدودها ومعنى التعدي بالكلام[/blockquote]
فرح آل ابراهيم تعترف أنه لا يمكن نكران تأثير المواقع الاجتماعية على طرق التواصل لكنها تؤكد في المقابل أنه لا يمكن أيضا المبالغة في تأثيرها ووقعها الفعلي على المواطن السعودي.
تقول "قد يكون تويتر فعلا أداة جيدة في وضع قضايا اجتماعية فوق الطاولة ومناقشتها بحرية أكبر ويمكن من خلاله قياس اهتمام الشعب، ما يفرحه وما يغضبه.. لكنني أعتبره أداة للتنفيس فقط.. حيث لو أردنا التغيير الفعلي في حياتنا للأفضل يجب أن تكون مواقع التواصل الإجتماعي أداة للتحفيز وليس للتنفيس".
جاسر الجاسر اختلف مع جميع من سبقه مؤكدا أن تويتر حتى الآن لم يغير كثيراً لأنه مجرد ساحة اجتذبت كل التوتر الاجتماعي إلا أن هذا الوضع لن يدوم.
يقول "الملاحظ هو تراجع حالة الحماس والالتصاق بتويتر بعد فورتها الأولى نتيجة خلخلة الصور التقليدية لبعض الأشخاص وما صاحب ذلك من سرقات في المتابعين كما انه امتحن صلابة وتماسك بعض الطروحات التي كانت في حكم المسلّم بها.. هو ندوة يومية متحررة من كل أشكال الرقابة منحت السعوديين فرصة المصارحة والمكاشفة وأعادت تقييم كثير من الأمور.. في المقابل بدأت تهيمن مجموعات معنية بالوظيفة التواصلية لتويتر في مجال الابتكار والحوار الاجتماعي والنكتة والموسيقى والفن والرياضة موحية ببدايات جديدة لتويتر يتراجع فيها دور المتصارعين لصالح المستمتعين".
ويختم "إن تحقق ذلك فسيكون تويتر قد أسهم في الانفتاح ومنح المجتمع متنفساً جمالياً وذوقياً غير محدود ليقترب من الفيسبوك في هيمنة الجانب الذاتي على مستخدميه والمتواصلين.. هي رحلة قسرية إلا أنها إيجابية وإن لم تنجح في خلق فرق لافت فإن المؤشر خطير على استلاب المجتمع وسكونيته وحينها سيكون جرس إنذار إن كان هناك من يلتفت إليه ويفهم إشاراته".
تويتر.. ما الذي يفعله في حياتنا؟
أثبتت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون بريطانيون أن مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة أهم أسباب تغير سلوك البشر ومصدر رئيس للشعور بالقلق والتوتر مقارنة بالسنوات التي تسبق ظهور تلط الطفرة التكنولوجية الحديثة.
وقال الباحثون بجامعة سالفورد بالمملكة المتحدة إن نصف معدل الأشخاص الذين يعتمدون على وسائل التكنولوجيا الحديثة في مواصلة حياتهم قد تغير سلوكهم بشكل ملحوظ بينما أكد النصف الآخر من المشاركين بالدراسة أن حياتهم قد تغيرت إلى الاسوأ.
وأضافوا: أن الأشخاص الذين عانوا من التأثير السلبي الناتج عن وسائل الإعلام الاجتماعية قد انخفضت ثقتهم بأنفسهم بعد مقارنة إنجازاتهم وطموحاتهم الخاصة بأصدقائهم على تلك المواقع الاجتماعية بشبكة الإنترنت".
وأكد ثلثا المشاركين أنهم وجدوا صعوبة في الاسترخاء أو النوم بعد قضاء بعض الوقت في تصفح هذه المواقع بينما أشار ربع من شملتهم الدراسة إلى أنهم واجهوا صعوبات في علاقاتهم بالآخرين أو بمكان العمل جراء تلك المواقع .
كما أشارت دراسة أمريكية حديثة أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يشكل عائقا أمام إقامة علاقات عائلية اجتماعية سوية بين أفراد الأسرة الواحدة، لتأثيرها السلبي على التواصل الأسري.
وأوضحت الدراسة، التي أجرتها الباحثة، جوين أوكيفي، ونشرتها في مجلة "بدياتريكس" العلمية، أن استخدام هذه المواقع يخلق نوعا من العزلة النفسية لدى أفراد الأسرة الواحدة، بسبب قضائهم ساعات طويلة داخل حجراتهم أثناء تواصلهم مع أقرانهم عبر هذه المواقع، ما يؤكد أن لمواقع التواصل الاجتماعي مضارا تتكافأ مع مميزاتها.
تويتر يؤثر سلباً على تطور الدماغ
في مقدمة كتابه المثير للجدل «العته الرقمي»، يقول عالم الأمراض العقلية والنفسية، والباحث في وظائف الدماغ، البروفسور مانفريد شبيتزر أن استخدام «غوغل» و «تويتر» منذ نعومة الأظفار يؤدي إلى إصابة إنسان المستقبل بالعته الرقمي، وبـ «الزهايمر رقمي» سببه عدم تمرين الدماغ بما يكفي، والاعتماد على التقنية الحديثة في حل أبسط المشاكل، بدءا بجدول الضرب في الرياضيات وانتهاء بالبحث عن مفهوم "العته الرقمي". وتنطبق هذه الحال بالضبط على الأطفال قبل غيرهم، وهو ما قد يهدد أجيال المستقبل بالعته المبكر. ويستند الكاتب إلى عشرات الدراسات، وإلى عشرات الصور الدماغية الشعاعية، وإلى الكثير من الحقائق، مؤكداً أن البشرية لا تتعامل «بعقل» مع الثورة التقنية المعلوماتية.
ويورد الكاتب، في معرض شرحه لأسباب المرض، نتائج دراسة ألمانية عن مستخدمي الميديا الرقمية شملت 250 ألفا من الشباب من عمر 14 إلى 24 سنة. وتتحدث هذه الدراسة عن 1.4 مليون شاب مدمن أو معرض للإصابة بالإدمان على الإنترنت، يستخدمونها أكثر من 7 ساعات يوميا. وهي حقائق أوردتها ميشتلد ديكمان، مفوضة شؤون الإدمان في البرلمان الألماني في تقريريها أمام البرلمان يوم 2012/5/22. وذكرت ديكان حينها أن عدد مدمني ألعاب الكومبيوتر يزداد في حين تنخفض أعداد مدمني المخدرات والكحول لأول مرة.
المرعب في الأرقام حول الإدمان الرقمي هو أن الشباب في الولايات المتحدة صاروا يستخدمون الأجهزة الرقمية عموما لمعدل وقت يبلغ 7.5 ساعة يوميا، في حين أن معدل نومهم لا يزيد على 7 ساعات يوميا. والنتائج معروفة، لأن ذلك ينعكس سلبا على القدرات التعليمية، وعلى الذاكرة، وعلى نشاط الدماغ ككل.
لا يدعو الكاتب هنا إلى قطع الطفل عن عالم يفرض نفسه بقوة باتجاه المستقبل، لكنه يدعو إلى تقليل ساعات لعب الطفل على الميديا الرقمية. ويقول إن كل يوم لا يلعب فيه الطفل على ألعاب الكومبيوتر، هو يوم وظائفي مكسوب للدماغ، وتمرين لخلايا الطفل الدماغية بالضد من العته الرقمي. ويضيف «لا أتحدث هنا عن قضية ذائقة تتعلق بهذه اللوحة الفنية، أو بهذا العرض المسرحي، لأن ذلك يخضع لذائقة المشاهد، لكنني أتحدث عن حالة علمية مفادها أن (الإعلام الرقمي) أصبح يؤثر سلبا على تطور الدماغ».